طارق بن زياد

طارق بن زياد الليثي الذي استولى علىالأندلس. وقيل طارق بن عمرو، مولى موسى بن نصير عامل بلاد المغرب من قبل الخليفةالأموي الوليد بن عبد الملك، وقائد الجيوش الإسلامية التي استولت على شبه جزيرةأيبيريا. يعتبر طارق بن زياد من أشهر القادة العسكرين في التاريخ و يحمل جبل طارقجنوب إسبانيا أسمه حتى يومنا هذا و قد توفي في سنة 720م.

فهرس [عرض]
1
أصله
2
أعماله
3
حملة طريف
4
خطبة طارق بن زياد
5
معركة وادي لكة ...و الاستيلاء على الأندلس
6
سليمان بن عبد الملك
7
احتلال الأندلس وقصيدةغرناطة
8
مراجع
9
روابط أخرى



[
تحرير] أصله
ولد طارق بنزياد في القرن الأول الهجري -50هـ- في منطقة المغرب العربي. وقد اختلف مؤرخو العربفي أصله: فذهب بعضهم إلى أنه كان فارسيًا همذانيًا[بحاجة لمصدر]، وذهب فريق آخرـومنهم الحميدي صاحب جذوة المقتبس ـ إلى أنه كان بربريًا من إفريقيا ومن قبيلة نفزةالبربرية، أسلم على يد موسى بن نُصَير، فكان من أشد رجاله، وذهب فريق ثالث إلى أنهلم يكن مولى موسى بن نصير، وأنه لم يكن بربري الأصل؛ وإنما كان ينتسبإلىالصدف[بحاجة لمصدر], وأرجح هذه الآراء جميعًا الرأي القائل بأنه كان بربريالأصل. فقد قيل إنه كان طويل القامة، ضخم الهامة، أشقر اللون. وتنطبق هذه الصفاتعلى عنصر البربر. أسلم على يد موسى بن نُصَير، فكان من أشد رجاله [1].


[
تحرير] أعماله
لا يُعرف شيءٌ عن أعمال طارق بن زياد في أولنشأته، ولا عن اشتراكه في مقاتلة البربر أثناء ولاية زهير بن قيس على إفريقيا. فلماقُتل زهير في طبرق، عام 76هـ، عُين طارق أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً فيهذا المنصب، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاء حسنًا فيحروبه. وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك، ومهارته في قيادة الجيش، فولاه علىمقدمة جيوشه بالمغرب. وهكذا أتيح لطارق بن زياد أن يتولى قيادة جيوش موسى، ويشتركمعه في الاستيلاء بقية بلاد المغرب، والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيطالأطلسي.

ومازال يقاتل البربر، ويستولى على مدائنهم حتى بلغ مدينة طنجة (قصبة بلادهم، وأم مدائنهم) فحاصرها حتى احتلها، وأسلم أهلها. ولم يمض على ولايةموسى للمغرب عدة أعوام، حتى خضع له المغرب بأسره، ولم تستعص عليه سوى مدينة سبتة،لمناعتها وشدة تحصنها. وكان يتولى إمارتها حاكم من قبل الدولة البيزنطية، يعرفبالكونت جوليان، ويسميه مؤرخو العرب يليان المسيحي.

وكان يليان هذا ـ برغمتبعيته للدولة البيزنطية ـ يتوجه في طلب المعونة إلى مملكة القوط (Goth) بأسبانيا،فتمده الحكومة القوطية بالمؤن والأقوات عن طريق البحر. وقاتله موسى وطارق فألفياهفي نجدة وقوة وعدة، فلم يمكنهما التغلب عليه، فرجعا إلى مدينة طنجة، ومن هناك أخذايغيران على ما حول سبتة، ويضيقان عليها الخناق دون جدوى، إذ كانت سفن القوط تختلفإلى سبتة بالميرة والإمداد. فلما يئس موسى من الاستيلاء على سبتة، أقام قائده طارقبن زياد واليًا على مدينة طنجة حتى تتاح له فرصة مراقبة مدينة سبتة من كثب، وتركتحت تصرف طارق تسعة عشر ألفًا من البربر بأسلحتهم وعددهم الكاملة، مع نفر قليل منالعرب ليعلموهم القرآن وفرائض الإسلام. أما موسى، فقد عاد إلى القيروان.

آثرطارق أن يكسب صداقة عدوه يليان مادام قد عجز عن الاستيلاء على مدينته الحصينة. ويُذكر أن طارقًا كان يراسل يليان ويلاطفه حتى تهادنا. ثم حدث في الجانب الآخرالقوطي (الأندلس) أمر لم يكن في الحسبان: ذلك أن رودريجو (لذريق) ـ أحد قواد الجيشالقوطي ـ وثب على العرش، وخلع الملك غيطشة، وتولى مكانه، ثم إن لذريق اعتدى علىابنة يليان التي كانت في بلاط الملك غيطشة، الأمر الذي أثار غضب يليان، وجعله يأتيبنفسه إلى طارق بن زياد ويعرض عليه مساعدته في الاستيلاء على الأندلس. ولم يترددطارق في الاتصال فورًا بمولاه موسى بن نصير بالقيروان، الذي اتصل بدوره بالخليفةالوليد بن عبد الملك يطلب استشارته وإذنه، ونصحه الخليفة الوليد بألا يعتمد علىيليان بل يرسل من المسلمين من يستكشف الأمر، فأرسلت سرية طريف التي عادت بالبشائروالغنائم.


[
تحرير] حملة طريف
واستجابة لأمر الخليفة بدأ موسى بن نصيرفي تجهيز حملة صغيرة لعبور البحر إلى إسبانيا، وكان قوامها خمسمائة جندي يقودهمقائد من البربر يدعى "طريف بن مالك"؛ لاستكشاف الأمر واستجلاء أرض الأسبان، وقدميوليان لهذه الحملة أربع سفن أقلتهم إلى إسبانيا، فعبرت البحر ونزلت هناك في منطقةسميت بجزيرة طريف، نسبة إلى قائد الحملة، وكان ذلك في (رمضان 91هـ= يوليو 710م) وجاست الحملة خلال الجزيرة الخضراء، وغنمت كثيرًا ودرست أحوال إسبانيا، ثم قفلتراجعة إلى المغرب، وقدم قائدها إلى موسى بن نصير نتائج حملته.

فأنس موسى إلىيليان، وازداد إقدامًا على التوسعات، ثم استدعى مولاه طارقًا، وأمّره على سبعة آلافمن البربر وثلاثمئة من العرب. وأبحرت الحملة من طنجة في 5 من رجب عام 92هـ، إبريل 711م، في أربع سفن، وظلت هذه السفن تنقل جنود طارق إلى جبل كالبي الذي عُرف بعد ذلكبجبل طارق حتى كمل نقلهم وتوافوا جميعهم لديه.

وقع على لذريق خبر اقتحامالمسلمين ساحل الأندلس الجنوبي، واستيلائهم على الجزيرة الخضراء، وقوع الصاعقة،فانزعج وكر راجعًا إلى جنوبي أسبانيا، وزحف إلى قرطبة في جيش جرّار بلغت عدته ـوفقًا للروايات العربية ـ نحو مئة ألف. فكتب طارق إلى موسى يستمده، ويخبره أنهاستولى الجزيرة الخضراء، وملك المجاز إلى الأندلس، واستولى على بعض أعمالها حتىالبحيرة، وأن لذريق زحف إليه بما لا قبل له به. فأرسل موسى إليه مددًا مؤلفًا منخمسة آلاف من المسلمين، كملت بهم عدة من معه اثني عشرألفًا.





[
تحرير] خطبة طارق بن زياد
وأقبلت في الوقت نفسهجيوش لذريق حتى عسكرت غربي طريف، بالقرب من بحيرة خندة، على طول نهير برباط الذييصب في البحر الذي سمَّاه المسلمون وادي لكة. وبالمقابل، أخذ طارق في الاستعدادللمعركة الحاسمة. فاختار موقعًا مناسبًا في وادي لكة، يستند في أجنحته على موانعطبيعية تحميه، ونظم قواته، وقيل أنه اصدر اوامره بإحراق السفن ولكن ذلك محل خلافلدى المؤرخين [2] وقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم حثالمسلمين على الجهاد، ورغَّبهم فيه، واستثار حماستهم. كان مما قاله طارق في الخطبةالشهيرة

(
أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكموالله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبةاللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلاسيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام علىافتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءةعليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصدلذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتملأنفسكم بالموت.

وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حَمَلْتُكُمْ علىخطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّقليلاً، استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكمفيه بأوفى من حظي".

ثم قال:

( "
وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أميرالمؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا، وأختانًا، ثقةمنه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان؛ ليكون حظُّه منكم ثوابالله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه،ومن دون المؤمنين سواكم، والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا فيالدارين.

واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه، وأني عند مُلتقى الجمعينحامل نفسي على طاغية القوم لذريق، فقاتله - إن شاء الله -، فاحملوا معي، فإن هلكتبعده، فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبلوصولي إليه؛ فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من فتحهذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون).

[3]

[
تحرير] معركة واديلكة ...و الاستيلاء على الأندلس
أقبل لذريق في جموعه وهم نحو مئة ألف ذوي عدةوعدد، وهو على سريره، وعليه مظلّة مكللة بالدّر والياقوت والزبرجد، وحوله غابة منالبنود والأعلام. وأقبل طارق وأصحابه، عليهم الزَرَدُ، من فوق رؤوسهم العمائمالبيض، وبأيديهم القسي العربية، وقد تقلدوا السيوف، وشرعوا الرماح.

ففيأواخر رمضان من عام 92هـ (19 يوليو\تموز 711 م) وقعت معركة وادي لكة بين قواتالدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرففي التاريخ الاسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولةالقوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاءالأمويين. و قد سميت المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهروادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. و يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمىمعركة سهل البرباط أو معركة شذونة، أو معركة دي لا جونا دي لا خاندا بالإسبانية .

انضم لجيش طارق بن زياد الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداءلذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاومالقوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيهالأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباكالجيش.

يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنهمات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايوالذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا. ولاذت فلول أعداء المسلمينبالجبال.

لقد كان الموقف خطيرًا، فقد كانت أوامر موسى بن نصير دقيقة وواضحة،وتنص على عدم تجاوز منطقة الساحل، خوفًا على المسلمين من الضياع في هذا المحيطالواسع من شبه الجزيرة الأندلسية. غير أن بقاء طارق عند حدود الساحل، ومع ما هوعليه موقف قواته من الضعف، أمر بالغ الخطورة، فإتاحة الفرصة أمام فلول القوط، قدتسمح لهم بإعادة تجميع قواتهم. فسارع طارق واستولى على أشبيليا، وأستجة، وأرسل مناستولى على قرطبة ومالقة، ثم استولى على طليطلة (عاصمة الأندلس) وتوجه شمالاً فعبروادي الحجارة وواديًا آخر سمي فج طارق واستولى على عدة مدن، منها مدينة سالم التييقال إن طارقًا عثر فيها على مائدة سليمان. وعاد إلى طليطلة سنة 93هـ بعد أن أخضعكل ما اعترضه من مُقاومات، ولكن، وإلى الشمال من طليطة، كانت قوات القوط تتجمعلمعركة جديدة.

وكتب طارق لموسى: ¸لقد زحف إليّ ما لا طاقة لي به•. وأسرعموسى، فقاد جيشه المكون من ثمانية عشر ألفًا من المقاتلين فالتقى طارق بموسى بننصير في طليطلة، ويقال بأنه وبَّخه على مخالفته أوامره بل الأرجح أنه عاتبه في رفقعلى تسرعه في اقتحام الأندلس من وسطها دون السيطرة على شرقيها وغربيها. وذكر ابنحيان أن موسى رضي عن طارق، وأمّره على مقدمة الجيش، وأمره بالتقدم أمامه، ثم تبعهموسى بجيشه، فارتقى طارق إلى الثغر الأعلى، واستولى على سرقسطة عام 96هـ، 714موأوغل في البلاد، وغنم الغنائم الضخمة، ثم اتجه نحو ماردة متبعًا الطريق الرومانيالذي يربط سرقسطة ببرشلونة، ثم يتصل بعد ذلك بالطريق المؤدي إلى أربونة على ساحلالبحر الأبيض.

وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا التوسعات مرةثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، واستولا على سرقطة وطركونةوبرشلونة وحصن لودون على وادي ردونة (نهر الرون) وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسارطارق ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوسع والتوغل،وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق،فتوقفت التسوعات عند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين فيالأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الاحتلال، بضممنطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسبة، وأخمد الثورة في إشبيليةوباجة.


وبدأت الأندلس منذ أن استولى عليها طارق تاريخها الإسلامي، وأخذتفي التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانيةقرون، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبانيون المسيحيين سنة (897هـ = 1492م).


[
تحرير] سليمان بن عبد الملك
توجه طارق بن زياد بصحبة موسىبن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيدوالعديد من النفائس. ولما وصلا طبريا في فلسطين، طلب منهما سليمان ولي العهدالتأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت. لكنهما تابعا تقدّمهماودخلا مع الغنائم إلى دمشق.


كان من أبرز ما قدّمه موسى بن نصير إلىالخليفة الوليد من الغنائم التذكارية النفيسة مائدة عالية القيمة، كان طارق بن زيادقد غنمها من كاتدرائية توليدو، وكان القوط قد تفننوا في صنعها فنسبها العرب إلىسليمان بن داود، وإنما أطلق عليها هذا الاسم كناية عن قدمها وعظمشأنها.

واختلفت الروايات كذلك في وصف هذه المائدة وبيان هيئتها وسبب وجودها،فذكرت إحدى الروايات أن الأغنياء والموسرين من القوط دأبوا أن يوصلوا للكنائس بقدرمعلوم من ثرواتهم عند الوفاة وكلما تجمع المال الوفير بين المشرفين على تلك الكنائسأمروا بصناعة موائد وكراسي من الذهب والفضة تضع القساوسة عليها الأناجيل في أيامالاحتفالات من أجل المباهاة والتفاخر، ونالت كنيسة طليطلة قدرا كبيرا من مالالوصايا، وخاصة أنها كانت مقرّ البيت المالك، ولذا تأنق الملوك في عمل مائدة لهذهالكنيسة فاقت كل الموائد في سائر أسبانيا؛ إذ حرص كل ملك على أن يزيد في مائدةكنيسة طليطلة إعلاء لذكره وتباهيا بعاصمة ملكه حتى صار لها مركز الصدارة في جميعالبلاد وتحدث الجميع بجمالها وعلو قيمتها، فكانت مصنوعة من الذهب الخالص مرصعةبفاخر الدر والياقوت والزبرجد.

ومهما يكن من أمر تلك الروايات فمما لا شكفيه أنها أجمعت على شيء واحد هو عظمة هذا الكنز الثمين الذي فاقت أخباره ما عداه فيكنوز وجدها الغازون في سائر مدن الأندلس، ويرجح أن هذه المائدة كانت مذبح الكنيسةالجامعة في توليدو، وأنها كانت على درجة خيالية من الجمال حتى تليق بعاصمة القوط،ولتكون رمزا على ثراء دولتهم وغناها الوافر[4].

وبسبب هذا غضب عليهما سليمانبن عبد الملك، لأنه كان يريد أن ينسب الاستيلاء والغنائم لنفسه .وعندما تولّىسليمان الخلافة ، عزل موسى وأولاده ، وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى بن نصير الذيشارك في احتلال الأندلس . أما طارق بن زياد جالب النصر والغنائم فأهمِلَ وبقي بدونشأن ومات فقيراً سنة 720 م.[5]

عانى طارق بن زياد من الظلم والحبس عند موسىبن نصير، فحسب أن العدل عند الخليفة الوليد بن عبد الملك. لهذا توجه إلى الشام . ولكن بعد وصوله مع موسى بن نصير إلى دمشق، مات الخليفة بعد أربعين يوماً ، وتسلّمالسلطة وليّ العهد الذي كان يتوعدهما، والذي انتقم من كليهما.

اضطربت أقوالالمؤرخين في نهاية طارق، غير أن الراجح أنه لم يولَّ عملا بعد ذلك. مات طارق بنزياد معدماً . وقيل انه شوهد في آخر أيامه يتسوّل أمام المسجد !! وكان يستحقّ أنيكون والياً على البلاد التي استولى عليها مثله مثل عمرو بن العاص الذي استولى علىمصر وتولى ولايتها[5].

كذلك صنع بموسى بن نصير حيث أساء معاملته في بادئالأمر لخلاف حول تقدير الغنائم التي أتى بها من الأندلس ، ثم لم يلبث أن عفا عنه،وتحسنت العلاقة بين الرجلين حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97هـ = 716م). وقد انقطعتأخبار القائد طارق بن زياد إثر وصوله إلى الشام، مع موسى بن نصير واضطربت أقوالالمؤرخين في نهاية طارق، غير أن الراجح أنه لم يولَّ عملا بعدذلك.


[
تحرير] احتلال الأندلس وقصيدة غرناطة
ألّف نزار قباني قصيدةغرناطة التي يذكر فيها الاستيلاء على الأندلس على يد القائد الإسلامي طارق بنزياد,ويمجد عهد المسلمين في الأندلس,وما خلفوه هناك,ويذكر الواقع الحزين الذي يعيشهالعالم المسلم اليوم بعد الأمجاد التي صنعها..هناك.

نزار قباني
في مدخلالحمراء كان لقاؤنا

ما أطيب اللقيا بلا ميعاد

عينان سوداوان فيحجريهما

تتوالد الأبعاد من أبعاد

هل أنت إسبانية؟ساءلتها

قالت: وفي غرناطة ميلادي

غرناطة؟! وصحت قرون سبعة

فيتينك العينين.. بعد رقاد

وأمية راياتها مرفوعة

وجيادها موصولةبجياد

ما أغرب التاريخ كيف أعادني

لحفيدة سمراء من أحفادي

وجهدمشقي رأيت خلاله

أجفان بلقيس وجيد سعاد

ورأيت منزلنا القديموحجرة..

كانت بها أمي تمد وسادي

والياسمينة رصعتبنجومها

والبركة الذهبية الإنشاد

ودمشق، أين تكون؟! قلتترينها

في شعرك المنساب.. نهر سواد

وفي وجهك العربي، في الثغرالذي..

ما زال مختزناً شموس بلادي

في طيب جنات العريفومائها

في الفل، في الريحان، في الكباد

سارت معي.. والشعر يلهثخلفها

كسنابل تركت بغير حصاد

يتألق القرط الطويل بجيدها

مثلالشموع بليلة الميلاد..

ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي

وورائي التاريخكوم رماد

الزخرفات.. أكاد أسمع نبضها

والزركشات على السقوفتنادي

قالت: هنا الحمراء زهو جدودنا

فاقرأ على جدرانهاأمجادي

أمجادها؟! ومسحت جرحاً نازفاً

ومسحت جرحاً ثانياًبفؤادي

يا ليت وارثتي الجميلة أدركت

ان الذين عنتهمأجدادي

عانقت فيها عندما ودعتها..
:

رجلاً.. يسمى طارق بن زياد