المقدمة :

غياب الأبناء في حياة الآباء وانفصال هذا الجيل عن أجدادهم قد يكون بسبب التحولات الاقتصادية التي وجدت ومازالت .
يعيش الأب في زوبعة وصراع مع زمانه، ويفتقد لوجود من يحبهم حوله ويحيطونه بذراعهم ، يفتقد لوجود ابنه الوحيد معه ، والذي بدوره يطلب من والده ترك مهنته التي يشغف حبا بها ، ويبقى الحفيد هو الوسط بينهما .

النص والاستنتاجات :

$ صفات مباشرة لحارث بن غيث سردها الكاتب :

1- حزين ..
هذا الشعور ينتابه كثيرا عندما يسترجع ذكرياته مع زوجة ابنه / وعندما يتكلم ابنه حميد ويحاول إقناع والده بترك البحر / عندما يسمع تذمر ابنه / وعندما يبتعد عنه حفيده عبد الله ويغيب .
2- الغضب ..
غضب عندما قام ابنه حميد بضرب عبد الله على أنه لعب بالكرة وأسقط قفص الببغاء . فلم تعجبه قسوة ابنه وتفضيل الببغاء عليه .

$ أفعال أو أعمال قام بها حارث بن غيث :

1- يخلع الجد ( حارث بن غيث ) ملابسه .. ويكومها قرب حفيده ...
2- يتوجه نحو قاربه المرفوع على السيف ، يتفحصه مليا ثم يشرع في تنظيفه وإزالة النو العالق في جوانبه ...
3- يستمر في تدليك القارب ...
4- غسل يديه بماء البحر .. لبس ( دشداشته ) .. لف محيط رأسه بغترة بالية ..
يهتم الجد ( حارث بن غيث ) كثيرا بمهنته ، التي يعتبرها شباب هذا الجيل أنها مهنة شاقة وما فائدة من ورائها ولكن العكس صحيح في صدور الأجداد ، في أعماق الجيل الماضي .
5- بعد صلاة المغرب اصطحب ( حارث بن غيث ) زوجته ( مريم ) إلى حيث قررا زيارة ابنهما ( حميد )
يقوم الجد مع زوجته بزيارة ابنهما رغم انقطاع الابن عنهما .. فهذه العلاقة المجسدة بين الأبناء والآباء غير قوية إلى يومنا هذا ، وذلك بسبب الحالات الاجتماعية والاقتصادية ، فكلا الطرفين غير راضٍ عن حياة الطرف الآخر .
6- مد يده في حركة خفيفة ، مس فيها كتف السائق فتوقفت السيارة ..
وهذا يدل على هدوء الجد في التعامل مع الناس واتزانه .
7- تدخل الجد وحال بينه ، بين حفيده ( عبد الله ) ..
وهذا يجسد الحب الكبير الذي يكنه الجد للحفيد ، وخوفه على حفيده من الأذى .
8- استقل سيارة أجرة عائدا لحارته القديمة ، اسند كتفه على الباب ..

$ أقوال قالها حارث بن غيث :

1- ( ترى فيما تفكر يا صغيري ؟..أرجو أن لا تكون أحلامك كأحلام والدك )
يكره الجد أفكار ابنه ( حميد ) وأحلامه التي وضعها في امتلاك حوض سباحة كبير وسيارة فخمة وأشجار ضخمة موزعة في تناسق .. كانت أحلامه أبدا لا تعجب والده ، فخاف الجد أن تكون أحلام حفيده كأحلام ابنه
2- ( سامحك الله يا أم عبد الله .. لم نستطع فك الحروف وتجاوز حدود الأمية رغم وجودك معنا )
يبين قوله هنا ، أن العلاقة بينه وبين أم عبد الله زوجة ابنه معدومة ، فكما ذكر أنها هي السبب في كل المشاكل التي تحصل بينهم ، وتدّعي هي أن مستواها الثقافي لا يمكنها من العيش مع باقي العائلة ، كانت تعيّر الجد وزوجته بالجهل وأنها لا تستطيع فهمهما .
3- ( عبد الله .. عبد الله .. أخبر والدك بأننا سنكون في زيارته هذا المساء قل له بأن والدته تود رؤيته )
4- ( لماذا تعلمه الكذب ؟ )
رفضه للكذب ، فهو بالطبع حرام ، ورفضه أيضا بعادة ابنه في تعليم الببغاء الكذب كلما طرق أحدهم الباب .
5- ( أين أنت يا صغيري عبد الله ليس من عادتك التأخر )
شوقه وحبه وحنينه لحفيده .
6- ( مازال هناك متسع من الوقت )
7- ( الببغاء .. لالا .. لالا .. مستحيل .. لايمكن !! )
8- ( نعم إنه هو هو بعينه .. أيعقل هذا ، أوصلت بك الأمور إلى هذا الحد ؟ )

$ مشاعر حس بها أو أفكار فكر بها :

1- ( ترى فيما تفكر يا صغيري ؟..أرجو أن لا تكون أحلامك كأحلام والدك ) قالها الجد في توجس وخوف دون تحريك شفة ..
2- كل مرة يزورني فيها يشعرني بفقري .. مرة يقول لي لماذا لا تترك الحارة القديمة ومرة أخرى اترك البحر ..
مهنة البحر لا يحبها ( حميد ) ويعارضها ويحاول إقناع والده بترك البحر ولكنه لم يفلح ولن يفلح .
3- توفق فجأة عن إطراقته الحزينة حين اقترب منه حفيده عبد الله .
4- تأفف لإجابته وكتم شعوره الحزين .
لم يعجبه تذمر ابنه ( حميد ) عندما قال أنه ملّ من المتسولين في مدينتهم الصغيرة ولم يعد يطيقهم وكثرة عددهم .
5-أحس بضيق شديد وشعور بالاختناق ..
6-انتابه دوار مفاجئ شعر بلفيف غيم قاتم ...
7-تفجرت في أعماقه صرخة مدوية ،شعر بشظاياه تتوزع كامل جسمه ، تشعله نارا من رأسه حتى أخمص قدميه حاول نطقها غير أنها تبددت على شفتين راجفتين واحتبست أصداؤها في جوفه حريقا ..

الخاتمة :

يجب على الإنسان أن لا يتبرأ من أصله و أن لا ينسى ماضيه أو المكان الذي ترعرع فيه.. والكاتب استطاع أن يوصل لنا الفكرة التي تبنى على أساسها قصة ( حارث بن غيث ) فقد برع في السرد والوصف وفي تجسيد العواطف ..
فالعادة هي أن الأبناء يقومون بزيارة آبائهم وليس العكس ، فهذه الشخصيات والأحداث موجودة حقا في الواقع وخصوصا في دولة الإمارات العربية المتحدة .


مابي شي غير الدعاء لي ولودالدي بالتوفيق والردود الحلوة