بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

هذا المَقَآل مِن كِتَاب " خَوَاطِر شَاب"
للكَآتِب : أَحْمَد الشِّقيري ..
أعْجَبَـنِي .. فَأحببت أَن تَستَفيدوا مِنه ..
أَتَمنى لَكُم قِرآءَة مُمْتِعَة =)

في المنزل الأول .. تدخل الزوجة إلى المنزل فتجد الزوج في انتظارها فيستقبلها بوابل من الضرب و السب و الشتم ..!
في المنزل الثاني .. تدخل الزوجة متأخرة إلى المنزل فتجد الزوج في انتظارها فيستقبلها بوابل من الأحضان و القبلات الحارة ..!
في السيارة الأولى .. الشوارع زحمة , و السائق ليس لديه موعد محدد ليكون في عجلة من ، و لكنه مع ذلك في قمة توتره و و يسب ( الرايح و الجاي ) ، و يشتكي الجهات الفلانية على سوء الطرقات و على زحمة السير .. نبض قلبه يدق بسرعة و كأنه على وشك سكتة قلبية .
في السيارة الثانية .. الشوارع زحمة و السائق في قمة الهدووء .. تجده مبتسماً هادئاً قلبه ينبض بارتياح و كأن أعصابه في ثلاجة ..!

مواقف متشابهة لكن ردود الأفعال متناقضة ..!
هل تتساءلون لماذا هذا التناقض ؟!
ما سبب اختلاف ردود أفعال الأشخاص ؟!

السبب .. هو تحليلنا الداخلي للأمور ..

تأخرت الزوجة في المنزل الأول فبدأ الزوج يفكر كيف أن زوجته لا تحترمه لتأخرها أو أنها تستقل من قدره ولا تطيعه ، فغضب ؛ فاستقبلها بوابل من الضرب .. و تأخرت الزوجة في المنزل الثاني فبدأ الزوج يفكر : ربما وقع لها حادث أو أصابها مكروه ، فقلق خوفاً عليها ، فلما رآها استقبلها بوابل من الأحضان و القبلات لأنه اطمأن أنها بخير !

الشوارع زحمة .. فيبدأ السائق الأول يفكر كيف أن الدنيا آخر زمن ، و أن الناس مهملون و مستهترون و لا يعرفون آداب السواقة ، فيدأ بالسب و الشتم ... و الشوارع زحمة فيسعد السائق الثاني أنها فرصة لأن يذكر الله أو أن يسمع شيئاً مما يحفظه من القرآن أو أن يعتبر هذا الأمر ابتلاء من الله ليختبر صبره و حُلمه على خلق الله فتجده هادئاً مطمئناً .

السعآدة الحَقيقيًّة فِي ذلك السًّلام الدَّآخِليّ .. ذَلِك الاطمِئنَآن الذي يَكون فِي داخِلِك بالرُّغم مِنن كُل الظروفْ الخَآرِجيًّة التي تُحيطُ بك .. فَإن كَآنت الظُّروف خَيراً فتفرَح وَ أنت مُطمئِن وَ إن كًآنت الظُّروف شراً فتَصبِر وَ أنت أيْضاً مطمَئِن ..