ابرز قضايانا الوطنية بحاجة إلى حلول جذرية وناجعة

واقع العلاقات التربوية في النظام التعليمي ... (5)

الأربعاء ,30/12/2009







يشكل الواقع التعليمي عبئاً على مواكبة الوتيرة المتسارعة للتنمية في الدولة على الرغم من توفير جميع الامكانيات للنهوض به، ونظراً لأهمية دوره في إعداد الكفاءات العلمية والمهنية رفيعة المستوى وتأهيل الكوادر الوطنية في عالم أضحت فيه الموارد المعرفية ذات أهمية كبرى في التنمية الشاملة، يحظى التعليم في الإمارات بأهمية بالغة من القيادة الرشيدة ويشكل أولوية في سلم الإستراتيجية الاتحادية . وتطوير التعليم يجب أن ينسجم مع التقدم الذي وصلت إليه الدولة لتتناسب معاييره مع الطفرات المتلاحقة والإنجازات المتواصلة التي تشهدها الإمارات في شتى مجالات الحياة، وفقاً لرؤية تتلخص في إيجاد منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير <o></o>

التربوية العالمية، وتعد الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع . وانطلاقاً من أن التعليم هو مفتاح التطور والتقدم للشعوب، تفتح “الخليج” ملف التعليم وتسبر أغوار واقعه وما يعتريه من سلبيات تؤثر في تقدمه وتحد من تطويره، وتسلط الضوء على المعلمين والبيئة التعليمية والمناهج الدراسية والطلبة وأولياء الأمور، وتكشف الستار عن مدى تفاعل العلاقة بين هذه الأطراف وانعكاسها على الارتقاء بمخرجات التعليم وتحسين التحصيل الدراسي للطلبة الذين يعتبرون محور العملية التعليمية .<o></o>

أكدها العاملون في الميدان التربوي<o></o>

المعلمون يئنونبين مطرقة الإحباط وسندان فقدان الهيبة<o></o>

أجمع معظم العاملين في الميدان التربوي بمنطقة رأس الخيمة التعليمية على ان القرارات واللوائح الادارية والتأديبية الصادرة بحق “المعلم” من وزارة التربية والتعليم يضاف اليها انحياز وتشجيع بعض أولياء أمور الطلبة لابنائهم في التمرد والعصيان لمعلميهم افقدت الهيئات التدريسية هيبتها داخل الفصل الدراسي، مشددين على أهمية تحفيز وتشجيع العاملين بالميدان مادياً ومعنويا للارتقاء والنهوض بواقع التعليم كونه المحرك الاساسي الاول للعملية .<o></o>

تحقيق: محمد شاهين<o></o>

ناعمة عبد الله الشرهان موجهة ادارة مدرسية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية اكدت ان فقدان المعلم لهيبته أمام الطالب تعود لعدة اسباب أبرزها، تعدد مصادر التعليم في الوقت الراهن على عكس ماهو عليه في الوقت السابق عندما كان المعلم والمدرسة يعتبران هما البوابة الرئيسية التي يستقي الطالب منها معلوماته ومعرفته الثقافية، لافتة إلى أن التعسف والشدة المتبعة من قبل بعض المعلمين وعدم احتوائهم للطالب مع عدم وجود ضوابط تفرضها ادارات المدارس فاقم من مشكلة فقدان المعلم لهيبته .<o></o>

واوضحت ان عدم تعاون أولياء الأمور في التأكيد على دور المعلم ورسالته اسهم بشكل فاعل في ضياع هيبة المعلم أمام طلابه، ناهيك عن انخراط نسبة ليست بالقليلة من المعلمين تدفعهم عوامل معظمها اقتصادية بتقديم الدروس الخصوصية للطلبة مما بدد صورته وهيبته أمام الطلبة بسبب الحاجة للمادة .<o></o>

وأشارت موجهة تربوية أخرى إلى ان معظم الموظفين والموظفات العاملين في الميدان التربوي يشعرون بالظلم والاحباط الشديدين مقارنة بزملائهم في الوزارات الاخرى، خاصة فيما يتعلق بنظام الترقيات، مؤكدة ان طوال خدمتها التي امتدت ل(23) عاماً لم تحصل إلا على ترقية وظيفية واحدة رفعتها للدرجة الثانية .<o></o>

أما آمنة الشيراوي موجهة رياض الاطفال بمنطقة رأس الخيمة التعليمية فقد أوضحت ان جملة المشاكل التي تواجه المعلم في ميدان عمله تتلخص بتكليفه بتدريس اكثر من منهاج دراسي واحد داخل مدرسته إلى جانب المهام المناطة به اصلاً من تخطيط الدرس وإعداد البرامج التدريسية ووسائط التعليم داخل فصل دراسي يمتاز بالكثافة الطلابية .<o></o>

واكدت ان فقدان المعلم لهيبتة أمام الطلاب يعود إلى شخصية المعلم ذاته بالدرجة الاساس وعدم مقدرته على السيطرة على سلوك طلابه داخل الفصل الدراسي، اضافة لعدم تفهمه للفروق الفردية بين الطلبة ومشاكلهم السلوكية والنفسية التي تدفعهم للثوران والتمرد في استقبال توجيهات معلميهم، كما ان لبيئة الطالب الاسرية دوراً مهماً في ذلك .<o></o>

وأوضحت الشيراوي أن للقرارات واللوائح التأديبية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم جاءت في حق المعلم وليس في حق الطالب لتنتصر له في جميع الاحوال، مما جعل المعلم محبطاً داخل بيئة تفتقر للحوافز والتشجيع ويتشكل بداخلها رأي عام يلقي اللوم والاخطاء دائماً على المعلم .<o></o>

وفي ما يخص دور التوجيه التربوي والفني والمدرسي بدعم قدرات المعلم، قالت إن الموجه ناقل للخبرة ومدرب يسعى إلى تطوير اداء المعلمين من خلال عقد الورشات التعليمية ودروس المشاهدة والمتابعة والاشراف على تدوير الخبرة بين المعلمين والوقوف على نقاط الضعف والقوة لدى الطالب والمعلم على حد سواء ووضع الحلول لها من خلال اختيار البدائل الاخرى .<o></o>

فيما اكدت من جانبها آمنة المنصوري موجهة مواد الجغرافيا والاقتصاد والدراسات الاجتماعية بمنطقة رأس الخيمة التعليمية ان غياب المحفزات المعنوية والمادية للعاملين في الميدان التربوي والتدريسي بشكل خاص وانعدام عنصر التشويق في المناهج الدراسية التي يدرسونها إلى جانب تكليفهم بأعباء وانشطة مكثفة تفوق طاقتهم تعتبر من اهم الاسباب التي تواجه المعلم بميدان عمله .<o></o>

واشارت إلى ان معظم المعلمين في الميدان التربوي يمتلكون ثقافة معلوماتية عميقة بفضل توجهات وزارة التربية والتعليم وادارات المناطق المختلفة بإمارات الدولة التي تصب في توفير كافة الاجهزة والتقنيات الحديثة بمدارسهم إلى جانب اشراكهم بمختلف الدورات والورش التي تنمي التفكير الابداعي والتعليم النشط وغيرها من مهارات .<o></o>

وذكرت المنصوري ان توفير الرضا الوظيفي للمعلم ودعمه وتحفيزه مادياً ومعنوياً والتخفيف من الأعباء العشوائية الملقاة على عاتقه سيجعل منه معلماً مناسباً قادراً على العطاء بالمهام النبيلة المناطة به .<o></o>

محمد عبد الله المكي أمين مركز مصادر التعلم بمدرسة موسى بن نصير للتعليم الاساسي بنين حلقة ثانية، اشار إلى ان الوضع المادي للمعلم متدنٍ ولا يلبي متطلبات حياته الاسرية والاجتماعية والمهنية مقارنة بزملائه بباقي الوزارات الاخرى الذين يتمتعون بالترقيات والحوافز التشجيعية المستمرة طيلة فترة خدمتهم الوظيفية، مما جعل البعض منهم يتجه صوب مهنة التدريس الخصوصي بغية سد نفقات اسرهم الشهرية، مؤكداً ان المعلم لم يفقد هيبته الا لأن تلك الظروف والمسببات اجتمعت وتفاعلت مع غياب قوة حضور شخصية بعض المعلمين داخل الفصل الدراسي وأدت إلى غياب هيبتهم أمام شريحة الطلبة غير المنضبطين .<o></o>

واوضح أن معظم المعلمين وبفضل الدورات والندوات والورش التي تنظمها وزارة التربية والتعليم بجميع المناطق التعليمية في الدولة يتمتعون بقدرات تدريسية تتفاعل مع متطلبات التطور التكنولوجي الذي تعاصره الاجيال الحالية من الطلبة ويسعوون إلى تسخيرها في ايصال المواد العلمية للطلبة بطريقة تفاعلية مشوقة .<o></o>

واكد المكي ان اوضاع المعلمين في المدارس الخاصة سيئة ويتجه المعلمون فيها في ظل تدني اجورهم الشهرية صوب الدروس الخصوصية للطلبة، في حين اصبحت ادارات البعض منها تحابي أولياء الأمور بالسخاء على ابنائهم الطلبة بالدرجات الفصلية بغية كسبهم كزبائن دائميين لديها، علماً ان تلك الدرجات النهائية التي يحصلون عليها بالمجان لا تعبّر عن مستوى تحصيلهم الدراسي الحقيقي . وأكد معلم شاب عربي الجنسية باحدى المدارس الخاصة التابعة لمنطقة رأس الخيمة التعليمية ان الاجور التي يتقاضاها جراء عمله بمهنة التدريس في تلك المدرسة لاتكاد تسد مبالغ سكناه ومأكله وملبسه علماً ان المدرسة لا تكفل اقامته بسبب مخالفاتها لدى الجهات المعنية بادارة الاقامة وشؤون الاجانب ومكتب العمل، حيث يذكر ان مجموع ما يتقاضاه شهرياً هو مبلغ لايتجاوز(1600)درهم، مما يدفعه لعرض خدماته في تقديم الدروس الخصوصية لمختلف الطلبة لسد احتياجاته اليومية .<o></o>

مؤكدا أن الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم لم تتخذ الاجراءات الجدية والرادعة لمحاسبة بعض ادارات المدارس المخالفة، مما فاقم من مشاكل العاملين والدارسين فيها على حد سواء .<o></o>

عبد الله حماد الشحي مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية قال ان قيادتنا الرشيدة اولت التعليم اهتماماً ورعاية خاصة تجسدت في وضع عملية تحسينه وتطويره في اولى اهداف استراتيجياتها السنوية المستمرة، نظرا لما يمثله من ركيزة اساسية في تطوير الانسان المواطن الذي تعتبره دولتنا جوهر عملية التقدم الحضاري . <o></o>

وأوضح حماد أن وظيفة المعلم ليست كباقي الوظائف الاخرى وتتجسد اهم معوقاتها في صعوبة تأقلم بعض العاملين فيها مع متطلبات المواد التي يدرسونها بسبب ضعف مهاراتهم وعدم استفادتهم من الدورات التي تنظمها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع كافة المناطق التعليمية التابعة لها في الدولة بالشكل المطلوب .<o></o>

واكد انه لا توجد مبررات للجوء المعلم لتقديم الدروس الخاصة، حيث اصبحت تلك السلوكيات المرفوضة تجارة رابحة وثقافة سائدة بين بعضهم بهدف الربح المادي السريع، وليس بالضرورة انهم يعيشون ظروفاً مادية معسرة، فتلك السلوكيات اللاتربوية واللا واعية افقدتهم هيبتهم أمام طلبتهم .<o></o>

واوضح حماد ان المسح الميداني الذي تجريه الجهات المعنية بادارة المنطقة أشار إلى أن بعض الحالات القليلة ما زال المعلمون فيها يتبعون الطرق التقليدية الجامدة في التعليم بالفصول الدراسية .<o></o>

حيث تسعى ادارة المنطقة إلى دمجهم بالدورات والورش الحديثة لتطوير ادائهم وبشكل يستطيعون تقديم دروسهم بالطرق الحديثة التفاعلية التي تحاكي متطلبات العصر .<o></o>
<o></o>

تحسين المستوى التعليمي رهن بتخفيف حمل المعلمين<o></o>

طلبة "أميون" وأولياء أمور "غائبون" يكشفون "ستر" النظام التعليمي<o></o>

المشكلات التي تواجه الميدان التربوي كثيرة ومتعددة ومتشعبة ومن أهمها ضعف التحصيل الدراسي للطلبة، فرغم توفر الامكانات المادية التي تقدم لتطوير التعليم، نجد العامل نفسه هو أساس العلة، فتوفر المادة مع الطالب يخلق جواً طردياً مع قابليته للتعليم .<o></o>

كما أن ضعف علاقة أولياء الأمور مع المدرسة وعدم متابعتهم لأبنائهم يتركهم لوحدهم في مواجهة الفشل الدراسي، وتدهور المستوى، فمن نجح، نجح ومن رسب، فيسنجح عاجلاً أم آجلاً، وما دامت الخيارات متعددة أمام الطالب ومشجعة أكثر من مستقبل التعليم، فتلك قضية أخرى أخطر من الأولى .<o></o>

تحقيق: حصة سيف<o></o>

خالد (14 عاماً) في الصف السادس الابتدائي يقول: رسبت في الفصل الأول الابتدائي، ونجحت “بالدز” أي رفعت درجاته الى درجات النجاح في السنوات الابتدائية الأخرى، لكيلا أرسب في المدرسة، وأظل في الحلقة الأولى مع المعلمات، إلا أنني واجهت في بداية دراستي في مدرسة الحلقة الثانية صعوبة القراءة ومتابعة أساتذة المواد في الفصل السادس، ومعظم درجاتي على “الحافة” أي بالخمسين، ما عدا مادة الاجتماعيات التي حصلت فيها على أعلى درجة في شهادتي في المحاولة الأولى وكانت في الستينات .<o></o>

وأضاف (خالد) أنا الولد الأوسط في أسرتي، وأخي الأكبر مني كذلك يواجه صعوبة في القراءة والكتابة، وأمي متعلمة، كما أن أختي تدرس في كلية التقنية العليا، وقد حاولت قدر استطاعتي تعلم القراءة والكتابة من المدرس، ورغم اننا لا نواجه أياً من المشكلات داخل المنزل ونحرص على المذاكرة أولاً بأول، إلا انني لم استطع التمكن من القراءة والكتابة حتى الآن .<o></o>

وأوضح معلم غرفة المصادر الذي يدرس خالد محمد الفيومي أن لديه حوالي 32 طالباً في الصف السادس والسابع لا يعلمون كيفية القراءة والكتابة، كما ان البعض منهم يجهل الحروف الأبجدية بالأساس، مؤكداً أن كثرة الضغط على المعلم وصعوبة المناهج انتجت طلبة غير قادرين على مواصلة التعليم لتأسيسهم الضعيف .<o></o>

وقال: مع خالد في الفصل أربعة آخرون لا يجيدون القراءة والكتابة، ثلاثة منهم أعادوا الصف السادس، واثنان جدد في الفصل، أحدهما خالد، موضحاً ان الطالب يصدم بورقة الامتحان التي ان عرف المعلومات التي تعلمها خلال الدروس، لا يستطيع ان يعكسها على ورقة الامتحان، لعدم قدرته على الكتابة، والبعض منهم يعتمد على المعلم في قراءة اسئلة الامتحان .<o></o>

تسرب دراسي<o></o>

وليد أحمد الاختصاصي الاجتماعي الذي يتابع حالة “خالد” وأصدقائه، أوضح ان الكثير من المشكلات تواجه الطلبة في دراستهم في المرحلة الوسطى إذ يتسرب الكثير منهم من الدراسة لصعوبة المناهج عليهم، والبعض لا يعرف القراءة والكتابة بحكم تأسيسهم الضعيف، ويجد المعلم صعوبة بالغة في تعليم الطالب، نظرا لعدم معرفته للطريقة الخاصة بالتواصل المعرفي في المدرسة، وهي القراءة والكتابة .<o></o>

وقال: في أحد الفصول النموذجية التي يدرس فيها حوالي 20 طالباً مقارنة بالأعداد الكبيرة للطلبة في مدارس اخرى، نجد 5 طلاب في الفصل لا يعرفون القراءة والكتابة، وتم دفعهم للنجاح في المراحل الابتدائية الأخرى بمدارس التأنيث لكبر سنهم وبداية نضوجهم .<o></o>

وأوضح الاختصاصي الاجتماعي أن عدد الطلبة الجاهلين بالحروف الأبجدية يزداد سنوياً، ومن الصعب حل مشكلتهم، إذ خصصنا لهم معلماً يعلمهم القراءة والكتابة، إلا انهم مازالوا ضعفاء، وعدد منهم اعادوا العام الدراسي، ولا تزال المشكلة لديهم .<o></o>

وأضاف ان المدرسة فعلت مجلس الآباء، وحالياً نضع الخطة لاشراف 12 ولي أمر على متابعة الأنشطة والتواصل مع الطلبة لمعرفة الأمور التي تؤثر في أداء الطالب .<o></o>

عائشة الطنيجي اختصاصية اجتماعية في مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي، اشارت الى ان التقنيات الحديثة والهواتف المتحركة، شغلت الطالبات كثيراً عن دراستهن، وأصبح هم الطالبات الحصول على تلك التقنيات واستخدامها اكثر من اهتمامهن بالدروس العلمية ومستوياتهن التحصيلية، موضحة أن جميع وسائل التحفيز متوفرة لدى معظم الطالبات، بلا أي تعب أو تحصيل .<o></o>

وأكدت أن البحوث والتقارير وكثافة المناهج اثرت في استهلاك طاقة الطالب الى حد الاجهاد إذ تصل الطالبة للمنزل متأخرة مثقلة بالواجبات والتقارير المطلوبة والامتحانات، فتعكف على دراستها الى ساعات متأخرة إن كانت حريصة كل الحرص في الحصول على الدرجات العالية .<o></o>

وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية أن العلاقة الاجتماعية بين الطالب وولي أمره في المدرسة ضعيفة وكل ولي أمر لا يسأل عن ابنه، سيتأثر بشكل تلقائي مستواه سلباً، إن لم يجد المتابعة المتواصلة من والديه أو اسرته المحيطة به .<o></o>

مجالس الأمهات<o></o>

وأشارت الطنيجي الى أن “مجلس الأمهات” في المدرسة له دور كبير في التواصل مع الطالبات بشكل عام، إذ تحرص الأمهات على التعاون في تنظيم الأنشطة التربوية، ويشجعن الامهات الأخريات على التواصل مع المدرسة .<o></o>

لطيفة أحمد “مساعدة مديرة” في مدرسة الغب للتعليم الأساسي حلقة ثانية، اشارت الى أن كثافة المنهج، وأعباء التدريس على المعلم، ساعد في كثير من الأحيان على عدم اقبال الطلبة على العلم، كما ان بعض المناهج الجديدة لا يوجد لدى المعلمين وقت كافٍ للتمكن منها وتنظم وزارة التربية والتعليم دورات للمعلمات في أيام الدراسة، مما يضيع على الطالبات بعض الحصص، في حين يصعب على المعلم التمكن من المنهج في أول عام على الأقل .<o></o>

وأضاف أن الكثير من القرارات التي تقرها وزارة التربية والتعليم لا يؤخذ برأي الميدان فيها، ويفاجأ الطاقم التعليمي بتطبيقها في الفترة نفسها .<o></o>

أما المدرسة فتحاول قدر الامكان إشراك جميع طاقمها في القرارات التي تتخذها، ومعه الأمهات النشيطات فالطالبات يتلقين المعلومة من الأم بصدر رحب اكثر من استقبال الأوامر من أي شخص آخر، لذا نظمت المدرسة عدة لقاءات مع الأمهات في إذاعة الصباح .<o></o>

عائشة الوراق اختصاصية اجتماعية، أكدت ان اتاحة بيئة متميزة للمعلم واعطائه الاهتمام، سينعكس على الطالب لا محال، إذ ان كثرة الضغوط والمهام على المعلم، تجعله يؤدي دوره على قدر استطاعته، وقدرة المعلم كبيرة على تجنيب الطالب في المادة، فمثلاً كانت معي طالبة في احدى المراحل الدراسية تحصل على أدنى الدرجات في إحدى المواد، وحين انتقلت الى الصف الآخر، وأحبت المعلمة وطريقة شرحها، حصلت على الدرجة النهائية في تلك المادة .<o></o>

وأشارت الوراق وعدة معلمات واداريات في نقاش حول الموضوع الى ان الوزارة رفعت سن تقاعد المعلمة الى 20 عاماً، بعد ان كان 15 عاماً، وذلك أثر في المعلمة، فأصبحت تعطي بلا تجدد فيما الكثير من المعلمات الجدد لا يجدن الطريق الى التعيين، إذ اقفلت الطرق على الشباب وتركت المعلمات خاصة الكبيرات في السن، يجاهدن من أجل إكمال سنواتهن المقررة قبل التقاعد .<o></o>

عائشة يوسف عبدالله مديرة مدرسة الحديبة للتعليم الثانوي، اشارت الى أن معظم الطالبات تحصيلهن ضعيف في مادة اللغة الانجليزية، كما ان مغريات الحياة الكثيرة وتوفر كل ما تحتاجه الطالبة في منزلها، يدفعها للكسل، وعدم التنافس مع قريناتها، للحصول على الدرجات العليا .<o></o>

وأضافت: الطالبات خاصة في المرحلة الثانوية شغلتهن الدنيا، وأصبحن يفكرن في الزواج اكثر من التفكير في التحصيل العلمي .<o></o>

فعاليات اجتماعية<o></o>

عبدالعزيز الخياط مدير مدرسة موسى بن نصير للتعليم الأساسي حلقة ثانية قال: إن مدير المدرسة له دور كبير في تحبيب الطالب بالدراسة عن طريق مشاركاته لهم في الفعاليات الاجتماعية والترفيهية التي تنظمها المدرسة . وأذكر مرة أنني تابعت طلبة مدرستي في احدى المسابقات الرياضية، ولم يكن أحد غيري من مديري المدارس في الفعالية، وحصل طلابي على المركز الثالث فيها، لتشجيعي المباشر لهم، كما أنني اشاركهم في المناسبات الوطنية والاحتفال بها، وتعليمهم الأمور الأخرى خارج المناهج، مثل كيفية الضيافة، أو تقديم الخدمة لأي كان، فكثير من الأسر تعتمد على المدرسة في التربية والتعليم بشكل كلي، لذا علينا ان نقدر تلك المسؤولية، ونحاول قدر الإمكان أن نكون قادرين على حملها .<o></o>

وأضاف: كانت معنا قبل فترة ماضية قضية “تدخين” الطلبة فاستنفرت طاقم المدرسة لاجتثاث تلك الحالات، وتواصل الاختصاصي الاجتماعي والمعلمون مع أولياء الأمور المدخنين، ونظمنا عدة محاضرات تثقيفية وصحية الى ان تغلبنا على تلك الحالة، والحمد لله لم نجد أي طالب يمسك سيجارة بعد ذلك في المدرسة .<o></o>

وأوضح: أن أولياء الأمور في بعض الأحيان يفرطون في تدليل الطالب، ونجد مصروف الطالب، قد وصل الى 50 أو 100 درهم، ما يعرضه لكثير من السلوكيات الخاطئة، ويغرس في نفسه الاتكالية وعدم الرغبة في العلم، وأنكى من ذلك أن الأهالي يتغلبون على مشكلة كسل الطلبة بإحضار المعلمين لإلقاء الدروس الخصوصية، وانقاذ الطالب في الوقت الضائع، ففي إحدى المرات اعتمد ولي أمر على “إمام المسجد” لتعليم ابنه الرياضيات والعلوم، ومرة اكتشفنا أن المعلم الذي اعتمد عليه ولي الأمر تم إنهاء خدماته منذ سنوات في الدولة، والمناهج تغيرت، إلا أنه لا يزال يدرس الطالبة على المنهج القديم، وقصص عديدة لا تحصى .<o></o>

وأكد مدير المدرسة أن ضعف تواصل ولي الأمر مع المدرسة ومع ابنه الطالب، يضعف الطالب بشكل كبير ويتركه ينساق للسلوكيات الخاطئة، موضحاً ضرورة سؤال الأب لابنه عن دراسته ومعرفة أصدقائه، وكيفية تمضيتهم للوقت خارج المنزل .<o></o>

عيسى جابر مساعد المدير في مدرسة الجودة للتعليم الثانوي، أكد أن تراكمات المواد والتأسيس الضعيف للطالب، يؤثر سلباً في تحصيله الدراسي، كما ان “الترفيع التلقائي” الذي ينجح الطالب فيه، وإن رسب في مادتين مثلا، يؤثر في مستواه في الفصل التالي، خاصة في المرحلة الثانوية، إذ يكون الصف الأول من المرحلة الثانوية من أصعب المراحل الدراسية .<o></o>

وأوضح ان التسرب الدراسي يبدأ في المرحلة الاعدادية “الحلقة الثانية” وما دام الطالب أكمل الأول ثانوي، فمن الصعب ان يتسرب من المدرسة لاجتيازه الفصل الأصعب، إلا ان مغريات الحياة، تدفع الطلبة للتخلي عن الدراسة، والواقع الحاصل، يؤكد ان الطالب إن لم يكمل دراسته، وانضم لصفوف القوات المسلحة مثلاً، فمستقبله مضمون اكثر من الطالب الذي يكمل حتى دراسته الجامعية .<o></o>

جاسم الجلاف اختصاصي اجتماعي، اشار الى ان ضعف العلاقة بين المنزل والأسرة تؤثر بشكل كبير في مستوى الطلبة، ويجب على كل ولي أمر اعادة العلاقة وتوثيقها مع المدرسة، والتعامل مع أساتذة ابنائه ومعرفة نقاط ضعفهم في الدراسة .<o></o>

وأشار الى أن الدعوات التي تبعث بها المدرسة لأولياء الأمور لا يستجيب لها غير 20 ولي أمر، في حين يبلغ عدد الطلبة في المدرسة اكثر من 200 طالب .<o></o>

الدكتور محمد ابراهيم منصور رئيس مجلس أولياء الأمور في منطقة رأس الخيمة التعليمية، قال ان الطالب كأي انسان اجتماعي بطبعه يتأثر بشكل كبير بمحيطه الاجتماعي، ويتفاوت هذا التأثير حسب الظروف التي يعيشها، ولا خلاف على ان المدرسة إحدى مؤسسات التنشئة الاجتماعية، واهمها على الاطلاق في وقت اصبح الطالب يقضي معظم وقته فيها، ويفترض منها ان تؤدي أدواراً كثيرة في سبيل ايجاد شخصية متكاملة في نهاية الأمر .<o>
</o>
ويضيف: كثير من المشكلات تعتري طريق الطالب في مدرسته، ومن أهمها انعدام التكيف، إذ يجد الطالب نفسه غريباً في المدرسة، ولا تربطه بها أي علاقة اجتماعية، فهي بالنسبة له مجرد مكان عام يقضي فيه فسحة من الوقت، املتها عليه ظروف خارجية، فهو مجبر على قضاء سنوات من عمره، حتى ولو لم يتحقق الهدف الذي من أجله التحق بالمدرسة .<o></o>

أما المشكلة الثانية، فهي انعدام الدافعية، إذ العلم لذاته لم يعد يطرب الكثير من الطلبة، فمتى أحس الطالب بأن الكفاية من التعليم قد تحققت، تركها أما في الغرب فالعلم مرتبط بسوق العمل، ولحامله وضع خاص، من حيث المراكز الاجتماعية والأجور والامتيازات، أما في بلداننا فلا مكانة لذلك، وعن البيئة المدرسية نجد كثيراً من المدارس لا تمتلك بيئة جاذبة للطالب في حين نجد الطالب لديه اهتمامات لا صفية كثيرة قلما نجدها متوفرة ومتاحة في المدرسة، مما يدفعه للملل والضجر منها، ويؤدي ذلك في بعض الأحيان الى اللامبالاة في الدراسة .<o></o>

ويوضح الدكتور منصور الفوارق الفردية، فيضيف: أن الطلبة مختلفون في مستويات الذكاء، وثبت احصائيا أن مجتمع الطلبة في المدرسة يتوزع ما بين الضعفاء والمتوسطين والممتازين، وهذا التوزيع إذا لم تتخذ المدرسة بشأنه إجراء، بحيث تتيح للفئات الضعيفة والمتوسطة موارد وفرصاً أفضل، سيؤدي ذلك حتماً الى بروز مشكلات نفسية لدى كثير من الطلبة، وسيؤثر ذلك في تحصيلهم الدراسي .<o></o>

أما عن الإدارة المدرسية ودورها في تحفيز الطالب ودفعه للانجاز، فقال إن الإدارة المدرسية تلعب دوراً كبيراً في تشجيع الطلبة وإذكاء روح الحماسة فيهم للذهاب الى المدرسة يومياً، إذ يمكن ان تشرك الإدارة الطالب في حل كثير من المشكلات التي يتعرض لها الطلبة، وإدارة بعض شؤون الطلبة، مما ينتج عنه إدارة ديمقراطية، بعيدة عن ممارسة السلطة والسيطرة، التي لا يستسيفها الطلاب .<o></o>

وأوضح أن المعلم لابد ان تخفف عنه ساعات التدريس والحصص المدرسية لاعطائه الوقت الكافي للتعامل مع جميع الطلبة، خاصة إذا لم يكن في المدرسة اختصاصي نفسي يتفاهم مع الطلبة، وهو ما تعاني منه المدارس الحكومية التي تفتقد إليه .<o></o>

وعن ضعف التحصيل الدراسي اشار الى ان العملية التعليمية تتكون من “معلم وطالب ومنهج” فإذا اختل التوازن في ذلك الثالوث فمن المؤكد أنه ستظهر مشكلات، ويجب الاهتمام بالعلاقات بين ذلك الثالوث، أي بين الطالب والمعلم، والطالب وزميله، ومستوى المنهج، وهل يراعي الفروق الفردية، وفي النهاية لا يتحمل الاخفاق في الدراسة، إلا الطالب ذاته .<o></o>

وأكد رئيس مجلس أولياء الأمور أن المجلس يعد حالياً خطة خمسية تتكون من 14 هدفاً استراتيجياً سيحقق من خلالها التواصل مع أولياء الأمور والمدارس والمنطقة التعليمية .<o></o>

متابعة ايجابية<o></o>

بدر البدري، ولي أمر، كان في مدرسة ابنه يسأل عن مستواه يقول: إن الطالب يتأثر كثيراً حين يرى والده يسأل عنه ويتابعه في المدرسة، كما يشجعه ذلك على تحمل المسؤولية كطالب عليه أدوار ومهام ضرورية قبل اللعب والاستراحة .<o></o>

ويضيف: المنهج كثير ما يتشعب، ونظام التقييم لا يزال نظاماً غير مجد، وأعتقد أن النظام المعتمد في الجامعات أفضل في التطبيق عن نظام العام الكامل، إذا يصبح للمادة العملية قيمتها ويزول منها الحشو والمعلومات التي لا يستفيد منها الطالب في حياته العامة . وأفاد: لم احضر أي اجتماع لمجلس الآباء، ولم اسمع به قط، كما لم أسأل ابني إن كانت هناك اجتماعات للآباء، وإذا وجدت فسأحضرها، وأحاول قدر استطاعتي التأثير في الطلبة الآخرين وتحفيزهم على الدراسة .<o></o>

جميلة سبيت، ولية أمر، ورئيسة مجلس الأمهات في احدى المدارس قالت إن واجب الأم في المنزل تنظيم وقت ابنائها الطلبة، فوقت للعب ووقت للدراسة، وأحرص أنا وزوجي على مكافأة أبنائنا إن أدوا واجباتهم، وحصلوا على مراكز متقدمة .<o></o>

وأضافت: أنا لا أضغط عليهم كثيراً ليحصلوا على المراكز المتقدمة، المهم عندي أن يبذل الطالب جهده، ويؤدي واجباته، إذ يتحمل بذلك المسؤولية الملقاة عليه في تلك السن، ويتدرب على حمل المسؤوليات الأكبر مستقبلاً .<o></o>

حليمة عبدالله، ولية أمر، لتسعة أبناء 5 من الذكور، و4 من الأناث تقول: أتواصل مع المدارس التي فيها أبنائي، وأحاول من بداية الفصل الدراسي أن اعودهم على الاجتهاد، والحمد لله نجحت في جانب كبير من مهمتي، إذ تخرجت ابنتي من الثانوية العامة بتقدير جيد، وكذلك ابني الذي حصل على عمل مؤخراً، وانضمت ابنتي لكلية التقنية العليا .




الخليج