يشكل الواقع التعليمي عبئاً على مواكبة الوتيرة المتسارعة للتنمية في الدولة على الرغم من توفير جميع الامكانيات للنهوض به، ونظراً لأهمية دوره في إعداد الكفاءات العلمية والمهنية رفيعة المستوى وتأهيل الكوادر الوطنية في عالم أضحت فيه الموارد المعرفية ذات أهمية كبرى في التنمية الشاملة، يحظى التعليم في الإمارات بأهمية بالغة من القيادة الرشيدة ويشكل أولوية في سلم الإستراتيجية الاتحادية . وتطوير التعليم يجب أن ينسجم مع التقدم الذي وصلت إليه الدولة لتتناسب معاييره مع الطفرات المتلاحقة والإنجازات المتواصلة التي تشهدها الإمارات في شتى مجالات الحياة، وفقاً لرؤية تتلخص في إيجاد منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية العالمية، وتعد الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع . وانطلاقاً من أن التعليم هو مفتاح التطور والتقدم للشعوب، تفتح “الخليج” ملف التعليم وتسبر أغوار واقعه وما يعتريه من سلبيات تؤثر في تقدمه وتحد من تطويره، وتسلط الضوء على المعلمين والبيئة التعليمية والمناهج الدراسية والطلبة وأولياء الأمور، وتكشف الستار عن مدى تفاعل العلاقة بين هذه الأطراف وانعكاسها على الارتقاء بمخرجات التعليم وتحسين التحصيل الدراسي للطلبة الذين يعتبرون محور العملية التعليمية .<o:p></o:p>
بينهم من بقي 15 سنة في درجة وظيفية وبعيداً عن القرارات التربوية<o:p></o:p>

ضعف رواتب المعلمين وصعوبة المهنة<o:p></o:p>

وغياب الترقي هموم تعوق التوطين والتطوير التربوي<o:p></o:p>

يتفق الجميع على أن إعداد كوادر وطنية مهنية شابة قادرة على المنافسة وتلبية الاحتياجات المتجددة والمتنوعة لسوق العمل ليس بالمهمة السهلة، ويتطلب قيادات تربوية قادرة على التفاعل الخلاق مع معطيات عصر تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي، إذ يلعب العنصر البشري في هذه العملية دوراً مهماً ويحتل المعلم ركناً أساسياً فيها، فمن دون فعاليته ورقيه بمستوى أدائه لا مجال لأي تطوير أو تحديث للعملية التربوية والتعليمية مهما كان حجم الامكانات والمتطلبات التي نوفرها لمدارسنا، فمن هو المعلم المطلوب اليوم وما أبرز مواصفاته وما الصعوبات التي تواجهه؟<o:p></o:p>

أسئلة كثيرة طرحتها “الخليج” على عدد من التربويين والمهتمين وأولياء الأمور، حيث أجمع بعضهم على أهمية أن تتوافر في معلم اليوم القدرة على التخطيط للعملية التعليمية والتصدي لمهامها، مشيرين إلى ضرورة التفهم الدائم للصعوبات التي تواجه المعلم وإشراكه في اتخاذ القرارات المتصلة بالعملية التربوية والتعليمية، وآخرون يرون أن دور المعلم في عصرنا ازداد صعوبة، يضاف إلى ذلك تدني اهتمام الكثير من الأسر بالمسألة التعليمية لاأنائها متجاهلة أن الأسرة هي الواجهة الأولى للتعليم وشريك أساسي فيه .<o:p></o:p>

* الاهتمام بحقوق المعلم ومنحه المزايا يعززان مكانته الاجتماعية<o:p></o:p>

* نسعى إلى جودة الإدارةوالمعلم المحب للمهنة المطور لها<o:p></o:p>

*اثنتا عشرة صفة يجب توافرهافي المعلم للوصول إلى تعليم جيد<o:p></o:p>

تحقيق: إيمان سرور<o:p></o:p>

يقول الدكتور عبد اللطيف حيدر ان مهنة التدريس كما هو متعارف عليه تعتبر من المهن غير المغرية التي لا تدر الكثير من الدخل المادي، مشيراً إلى أن أعداداً قليلة تنخرط في تلك المهنة على الرغم من أن الوزارة تحرص على جعلها مهنة مرغوباً فيها، من خلال جعل سياسة التوطين واقعاً ملموساً في خططها وبرامجها المختلفة، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذا الواقع مستمراً حتى اليوم، منها توافر الامتيازات والحوافز في المهن الأخرى التي تستقطب الكثير من الكوادر والكفاءات إلى جانب العمل في تلك المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، بعكس مهنة التعليم التي تعد مهنة ليست بالهينة، حيث إن التدريس يمثل 30% من أعباء المعلمين، وتتوزع بقية النسبة ما بين التقويم والاعداد وغيرهما من الواجبات التي يمتد جزء كبير منها إلى منزل المعلم، مشيراً إلى أن الحل يكمن في تحسين أوضاع المعلمين وزيادة الرواتب وتقليص الأعباء عنهم، لافتاً إلى أن كل المحاولات الحقيقية لجذبهم إلى المهنة تكمن في تعزيز مكانتها الاجتماعية وتذليل صعوباتها، ليس فقط بزيادة الرواتب، بل بالاهتمام بحقوق المعلم ومنحه المزيد من المزايا التي تعزز من مكانته الاجتماعية وتعرف الناس بقيمته كمعلم يؤدي رسالة خالدة .<o:p></o:p>

ويؤكد أن المعلم ممارس مهني ينبغي أن تنمي لديه اثنتي عشرة صفة، وهي التفكر في الممارسات التدريسية والإلمام بمحتوى المادة التي سيقوم بتدريسها، واستخدام الاستقصاء في دراسة الواقع التربوي وتنميته لدى المتعلمين، وتنمية التفكير الناقد لديهم، وتكوين جماعات تعلم تغني تعلم المتعلمين، والقدرة على إدارة التعلم التعاوني، والإلمام بخصائص المتعلمين وأساليب تعلمهم لتسهيل التعلم، والقدرة على التواصل الفعال وتشجيعه بين المتعلمين، واستخدام تقنية التعليم الحديثة، والالتزام بأخلاقيات المهنة، والتخطيط لتوفير خبرات تعلم ذات معنى للمتعلمين، والقدرة على تخطيط تقويم قائم على الأداء وتنفيذه، والاستفادة من نتائجه في تحسين تعلم التلاميذ، مشيراً إلى أن هذه المعايير توصف بدقة المعلم الجيد وكذا التدريس الجيد .<o:p></o:p>

تأخير الترقيات<o:p></o:p>

ويقول حسن الشامسي نائب مدير مدرسة القرم للتعليم الأساسي الحلقة الثانية، إن تأكيد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني بأن التعليم ليس في مستوى الطموح لم يأت من فراغ، بل من رؤيته الصائبة للأمور، حيث إنه تكلم بعد ان توصل إلى معرفة النواقص ومكامن الخلل في العملية التربوية والتعليمية .<o:p></o:p>

وأضاف أن مهنة التعليم أصبحت مهنة من لا مهنة له وأن المعلم يواجه صعوبات جمة، منها على سبيل المثال غياب التطبيق السليم للسلم الوظيفي إلى جانب عدم حصوله على راتب ومزايا ترقى إلى مستوى حجم مهام ومتاعب المهنة، مشيراً إلى أن الترقيات تتأخر على المعلم، وقد وعد العاملون في سلك التدريس من المواطنين بمراجعة السلم الوظيفي عدة مرات من قبل وزارة التربية والتعليم من دون جدوى حيث ظل الوضع كما كان عليه، وبقي المعلم مكانك سر حتى اليوم، لافتاً إلى أن هناك معلمين لهم مايقارب 15 سنة مازالوا يقبعون في الدرجة الثالثة أو الرابعة، مطالباً بتوحيد الدرجات في كل الوظائف الحكومية .<o:p></o:p>

ويعاني المعلم كثرة نصاب الحصص ويشكو من عدم امتلاكه الصلاحية في الدفاع عن نفسه عند التهجم عليه من قبل الطلبة وأولياء أمورهم، الأمر الذي أضاع هيبته وأصبح في أحيان كثيرة عرضة للتطاول عليه من قبل طلابه باللسان وبالأيدي أحياناً، مؤكداً أن التطوير والتغيير مطلوب ولكن يجب أن يمر بمراحل ومن دون قفزات غير مدروسة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، لافتاً إلى ضرورة التركيز على الكوادر المواطنة بها حيث إن المعلم الوافد قد يترك المهنة في أي وقت تحت أي ظرف كان، كما يجب تشجيع الكوادر المواطنة على الانخراط في سلك التدريس، وجعل هذه المهنة جاذبة لهم، وتذليل كافة الصعوبات التي تعترضها والتي تنفرهم منها .<o:p></o:p>

وقال: إن المعلم ليس أقل أهمية من الطبيب والمهندس والجندي، فلماذا تطول فترة ترقيته بعد كل عشر سنوات، وغيره في دوائر أخرى تخرج معه في نفس السنة في الجامعة يسبقه في الترقيات ويحصل على مرتب أعلى منه؟ حتى إن بعض المعلمين والتربويين أصبح طلابهم وابناؤهم بعد التخرج من الجامعة والذين تلقوا الدراسة الابتدائية والثانوية على أيديهم أفضل منهم حالاً من حيث الراتب والدرجة الوظيفية، مشيراً إلى أنه لا توجد محفزات ملموسة للنهوض بهذه المهنة في المستقبل المنظور، وعلى الرغم من ذلك فإن التعليم أصبح مهنة لأنه أصبح يحتل مكانة الصدارة في أولويات الدول المتقدمة، فالتعليم يصنع الفرد والدول تقاس وفقاً لغناها المعرفي والموارد البشرية المبتكرة القادرة على إحداث النقلة النوعية وتحقيق اقتصاد مبني على المعرفة .<o:p></o:p>

اختيار المعلم<o:p></o:p>

ويقول راشد العبدولي موجه الجيولوجيا في تعليمية أبوظبي إن المنهاج يشكل أكبر مشكلة للمعلم، حيث إنه مرتبط طيلة العام الدراسي بمنهاج ملتزم به تجاه الوزارة ويجب ان يستكمله في الفترة الزمنية التي حددت له، رغم أن الوقت المتاح له أقصر وأقل من الوقت الذي يحتاجه المنهاج .<o:p></o:p>

وأضاف: نشفق على المعلم كونه يتحمل أعباء كثيرة وكبيرة من خلال تكليفه بأمور فوق طاقته، فهو لديه مشاريع يريد أن يستكملها مع طلابه ويريد أن ينخرط في الدورات التأهيلية التي تطور وتنمي إمكاناته، وقد يكون لديه مشروع يعود بالفائدة على طلابه ويحتاج إلى جهده ووقته، فإذا أقحم في دورات من أين سيأتي بالوقت؟ فالمنطقة تكلفة والمدرسة أيضاً، موضحاً ان اختيار المعلم كانت تكتنفه العشوائية حتى وقت قريب، حيث إنه خلال السنوات القليلة الماضية تخلص التعليم من ذلك الاختيار العشوائي، ولكننا ما زلنا نطمح إلى التدقيق عند اختيار المعلمين من خلال وضع آلية جديدة تعتمد المقابلة الشاملة التي ترتكز على المعلومات من خلال إجراء الامتحان التحريري والشفهي والنفسي .<o:p></o:p>

ويفضل العبدولي اختيار المعلمين من الشباب على الأكبر سناً، وذلك لأنهم يمتلكون روح المبادرة، ولديهم الطاقة وذكاؤهم متقد، حتى وان كان المعلم الشاب لا يمتلك الخبرة فإنه سيمتلكها مع مرور الزمن .<o:p></o:p>

تكليفات مرهقة<o:p></o:p>

ويقول مدير مدرسة محمد بن خالد للتعليم الثانوي بأبوظبي ناصر محمد عيسى: إن مد الدوام المدرسي إلى ما بعد الثالثة عصراً أصبح أكبر هم يعانيه المعلم حيث إن إرهاقه بالحصص لا يسمح له باستيعاب أي دورة ولا يجد متسعاً من الوقت لتطوير نفسه من خلالها، وإذا حضرها فحضوره يكون لمجرد انها تكليف من المجلس أو المدرسة، لذلك نقترح تخفيف نصاب المعلم، وخصوصاً معلمي المواد الأربع العلوم والرياضيات واللغة الانجليزية والحاسوب .<o:p></o:p>

وأشار إلى أن عدم وجود الاستقرار الوظيفي للمعلم من أبرز هموم المعلمين، لافتاً إلى أن المعلمين لا يعرفون حتى اليوم يتبعون من وزارة التربية والتعليم أم مجالس التعليم في مناطقهم، خاصة في موضوع الترقيات، كما ان العلاوات السنوية متوقفة عليهم بحجة أن الأمور الادارية لا تزال غير واضحة، مشيراً إلى أن المعلمين يريدون وضوحا وشفافية لهذه المسألة .<o:p></o:p>

وأضاف ان التعيينات الجديدة لزملائهم في المهنة والذين عينوا من قبل مجلس أبوظبي للتعليم تختلف عن الدرجات والرواتب التي يحصل عليها المعينون من قبل الوزارة، حيث يؤثر ذلك نفسياً في الآخرين ويجعلهم في حالة عدم رضا وقلق، مشيراً إلى أنه يجب أن يتساوى الجميع عند التعيين وان يتبعوا جهة واحدة، لافتاً إلى أن المعلمين القدامى يتطلعون إلى المجلس لإنصافهم وينتظرون ان يعيد النظر في درجاتهم التي لم تنصفهم فيها وزارة التربية والتعليم منذ سنوات ليست بالقليلة .<o:p></o:p>

ضغوط نفسية<o:p></o:p>

ويقول محمد مرسي عبدالكريم معلم رياضيات بمدرسة الغزالي النموذجية إن المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها، ويؤدي حقها بمهنية عالية وإن اعتزازه بمهنيته وإدراكه المستمر لرسالته يدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة، حفاظاً على شرف مهنته .<o:p></o:p>

واستعرض مرسي المشكلات والصعوبات التي يواجهها المعلم في المدرسة والمجتمع، منها كثرة الأعباء من مناوبة واجتماعات ولقاء أولياء الأمور وأنشطة والنصاب الكبير، وعدم وجود ترقية له كسائر المؤسسات الأخرى، وتدني الراتب في ظل الغلاء الحالي، منوها بالضغوط النفسية الناتجة عن سلوكيات بعض الطلاب التي لا يوجد رادع واقعي لها، والإحباط المستمر من المجتمع بسبب عدم تقدير المعلم، وعدم وجود ميزانية مخصصة للتنمية المهنية للمعلمين، وندرة التقنيات والتكنولوجيا الحديثة والوسائل التعليمية التي تخدم الميدان التربوي فى بعض المدارس والتي تزيد من عمق الفهم للطلاب وجعل التعليم باقي الأثر مثل الانترنت والسبورة الذكية وجهاز لاب توب لكل طالب .<o:p></o:p>

ويرى أن الرعاية الصحية للمعلم وأسرته غير كافية حيث إنها تقتصر على جوانب محددة ولا يحظى بفرص تدريبية ميدانية مثل الزيارات لبعض مدارس الدول المتقدمة لنقل الخبرات وفرص استكمال دراسته العليا على نفقة الدولة، مؤكداً ضرورة تنظيم دورات كافية بصورة دورية حول كيفية جعل البيئة التعليمية مشوقة وجذابة وتراعي اهتمامات الطلاب وتحترم آدميتهم، حيث إن البيئة الصفية غير المنظمة تكون دافعاً للطلاب ليكونوا أكثر عدوانية للمجتمع المدرسي وتكون حافزاً لهم للتخريب والتدمير .<o:p></o:p>

مزايا أفضل<o:p></o:p>

وتقول أمينة الماجد مديرة مدرسة أم عمار للتعليم الثانوي في أبوظبي، إن المعلم يواجه صعوبات كثيرة لا يقدرها أحد، منها على سبيل المثال كثرة نصاب الحصص وسلوكيات بعض الطلاب وعدم قابليتهم للتعليم وسط عدم اهتمام أسرهم بهذا الأمر، إلى جانب تأخير الترقيات، حيث إن بعض المعلمين لم يحصلوا على ترقياتهم رغم ان لهم خدمة تتراوح بين (15-20) عاماً، مشيرة إلى أن نفور الشباب المواطن عنها ذات صلة بالموقف من المهنة وما تحققه من إشباعات مادية، اذ يجدون في غيرها من المهن حوافز ومزايا مادية أفضل .<o:p></o:p>

أحمد شبيب الظاهري:<o:p></o:p>

الاهتمام بالعنصرالبشري عامل النجاح في التطوير<o:p></o:p>

قال احمد شبيب الظاهري النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، إن التعليم يحظى بدعم كبير من قبل الدولة واستطاع تحقيق قفزات كبيرة، والحكومة تخصص سنوياً أموالاً كبيرة لتلبية احتياجات ومتطلبات التعليم .<o:p></o:p>

أبوظبي - “الخليج”:<o:p></o:p>

وأضاف أن السعي الدؤوب للتطوير في تواصل وأن ما تحقق فعلاً دون مستوى الطموح، كما أكد ذلك الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، في خطابه بمناسبة اليوم الوطني، إلا أن الآتي سيكون بإذن الله وبتظافر الجهود أكبر وأعظم مما تحقق، مشيراً إلى أن الاهتمام بالعنصر البشري المنفذ لمشاريع التطوير عامل ضروري لتحقيق نجاحات أكبر .<o:p></o:p>

وأكد أن الادارة المدرسية الجيدة والمعلم الكفؤ كفيلان بتطوير مخرجات التعليم وتجاوز الثغرات الحالية، فالمباني والتجهيزات وحدها لا تحل المشكلة، لهذا ينبغي أن نسعى من الآن فصاعداً إلى جودة في الإدارة التربوية والتعليمية وإلى المعلم المحب للمهنة المطور للتعليم صاحب المهارات المتميزة، لأن ذلك حتماً سيؤدي إلى جودة في المخرجات، لافتاً إلى ضرورة تفهم الصعوبات التي تواجه المعلم . وأضاف الظاهري ان الاهتمام بالموارد البشرية والمعلم سيساعدنا على تغطية أي نقص حاصل في المبنى المدرسي وكذلك المنهج الدراسي، مشيراً إلى أن دور المعلم، بالإضافة إلى برامج التعليم المفتوحة، سيساعد الطلبة على التعلم الذاتي كون العلم متغير والمهارة ثابتة، منوهاً بأن التعليم الحديث يرتكز على تطوير الموارد البشرية.<o:p></o:p>

عيسى السويدي:<o:p></o:p>

مطلوب تشخيص الخللوالحل يحتاج إلى جهود استثنائية<o:p></o:p>

قال الدكتور عيسى خليفة السويدي الخبير التربوي إن المطلوب من قادة التعليم البدء فوراً بتشخيص الخلل الذي أشار إليه خطاب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمهنية عالية من خلال أبحاث تربوية بمعايير علمية دقيقة تشخص الواقع للوقوف على مكمن الخلل، متمنياً ألا يستهان بالبحث العلمي التربوي .<o:p></o:p>

أبوظبي - “الخليج”:<o:p></o:p>

أضاف السويدي أن كل ما نراه من تطوير في نظم التعليم في دول العالم المختلفة هو نتاج ابحاث تربوية ميدانية، مشيراً إلى أن مشروع اصلاح التعليم في إمارة أبوظبي يحظى بميزتين يندر أن نجدهما في العالم العربي، وهما دعم السلطة السياسية وتوفر الموارد المالية اللازمة .<o:p></o:p>

وعندما يذكر إصلاح التعليم في أبوظبي يبرز بوضوح الدعم المادي والمعنوي الذي يوفره الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعم مشاريع اصلاح التعليم، والتي وضعها على سلم أولوياته الشخصية، حيث إنه لم تعد الجهات المعنية بحاجة إلى إيرادات المقاصف المدرسية لتمويل مشاريع التطوير بعد أن وفرت الحكومة وبسخاء الميزانيات اللازمة لتطوير التعليم، منوهاً بأن إصلاح التعليم يعيش عصره الذهبي من حيث الدعم السياسي والمادي .<o:p></o:p>

وأشار الخبير التربوي إلى أن الدور المطلوب من المشاركين في عملية اصلاح التعليم يحتاج إلى جهود استثنائية، ولو لم يكن الإصلاح هاجساً حقيقياً عند القيادة السياسية لما أشار إليه سمو ولي عهد أبوظبي بكل موضوعية في خطابه بمناسبة اليوم الوطني عندما قال “لقد تبين من خلال مراجعة إنجازات استراتيجية التنمية أن التعليم لا يزال بعيداً عن مستوى الطموح وأنه يمثل ثغرة تجب معالجتها على وجه السرعة” .<o:p></o:p>

مطالبات بدعم عناصر الارتقاء بالعملية التعليمية<o:p></o:p>

الأبنية المدرسية “جدران” لتحفيز العقول<o:p></o:p>

تحتل قضية تطوير التعليم حيزاً واسعاً من الاهتمام من قبل المسؤولين في الدولة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، بغية الحصول على مخرجات ترتقي إلى مستوى الطموح، للتمكن من مواكبة المستجدات والتقنيات التكنولوجية الحديثة من خلال جيل من الطلبة الواعدين والمتحفزين لكل ما هو جديد، ليسهموا في بناء دولة عصرية، عبر رفد سوق العمل بكفاءات وخبرات وطنية متميزة وقادرة على تحمل المسؤولية، وفي خضم هذه المساعي الحثيثة، يؤكد عدد من التربويين أن مسيرة التعليم لا تزال دون المستوى المطلوب، إذ تعترضها بعض الصعوبات والعراقيل والإشكاليات، فعلى صعيد البيئة التعليمية ثمة قضايا بحاجة لمزيد من العمل والتمحيص لتنقيتها من الشوائب التي علقت بها، ولا يخفى على أحد أن تلك العقبات<o:p></o:p>

لا تزال تشكل ثغرة في العملية التعليمية، من هنا تبرز أهمية الالتفات إلى واقع التعليم في الدولة والسبل الكفيلة لتذليل العقبات والحواجز التي تعترضها للوصول إلى الهدف المنشود .<o:p></o:p>

من خلال هذا التحقيق نسلط الضوء على أحد الجوانب المهمة التي تحاكي واقع التعليم في الدولة، وهي البيئة المدرسية بما تتضمنه من عناصر تشمل أهمية المبنى المدرسي، ومدى توافر الوسائل التعليمية في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب التركيز على عوامل أخرى تسهم في بناء الطالب المثالي مثل المقاصف المدرسية وماهية الأغذية التي تقدمها للطلبة، ومدى موائمة الصفوف المدرسية لأعداد الطلبة، ووجود المختبرات العلمية، علاوة على عوامل أخرى تدخل في صلب موضوعنا .<o:p></o:p>

تحقيق: معتز كتانة<o:p></o:p>

*أهداف المدارس الخاصة الربحية مسمار في نعش التعليم<o:p></o:p>

*اكتظاظ الطلبة في الصفوف يعيق تحصيلهم<o:p></o:p>

أجمع العديد من العاملين في الميدان التربوي، على أن الدولة قطعت شوطاً جيداً في مجال التعليم وتحسين مخرجاته، ولكن ثمة المزيد من العمل والجهد والمتابعة الدؤوبة المطلوبة لتلمس حاجات وتطلعات العاملين في هذا القطاع، لافتين إلى أن اكتظاظ الصفوف المدرسية، وعدم توافر المختبرات العلمية الكافية، وضعف جودة الأطعمة التي تقدمها المقاصف المدرسية، إلى جانب الأهداف الربحية البحتة للمدارس الخاصة، انعكس سلباً على جودة التعليم المقدم للطالب، فضلاً عن أن ضعف البنية الأساسية لهيكل المبنى المدرسي يسهم في خلق بيئة طاردة ومنفرة للطالب .<o:p></o:p>

وعاء مهم<o:p></o:p>

من جانبه يؤكد موسى غريب مدير التعليم الخاص في منطقة عجمان التعليمية، أن البيئة التعليمية تعتبر من الأمور الأساسية التي تسهم بشكل أو بآخر في الارتقاء بالمخرجات التعليمية فهي الوعاء الذي يحتوي الطالب، لأنه إذا تم توفير مبنى مدرسي متكامل المرافق والخدمات، فإننا بذلك نكون قد وفرنا جواً مثالياً للدراسة والتميز والإبداع، إضافة إلى وجود بيئة تجذب الطالب وتدفعه للتعلم وليس التنصل من واجباته .<o:p></o:p>

إن وزارة التربية سعت إلى توفير المباني الحديثة التي ترتقي لمستوى الطموح، كما أنها عملت على توفير المختبرات العلمية والمواد التعليمية المساندة، في المدارس الحكومية، لكن تبقى الآمال معقودة على تقديم المزيد لما فيه صالح التعليم، ويجب أيضاً توجيه الأنظار إلى التعليم الخاص الذي تحول هدفه في المقام الأول إلى الربح وإن كان ذلك على حساب الفائدة المتوخاه من العملية التعليمة، فالواقع يؤكد لنا أن العديد من المدارس الخاصة قد لا تستحوذ عملية توفير التجهيزات الخاصة بالمختبرات وأجهزة الحاسوب وسواه من الوسائل التعليمية الأخرى على اهتمام إداراتها، إذ إنها تنظر إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية، لذلك فهي تغض الطرف عن توفير تلك المستلزمات، وتضع الأولوية لأمور أخرى رغم أهمية إضافة تلك التجهيزات للمدارس .<o:p></o:p>

منذ 4 سنوات تقريباً تم تطبيق نظام الاختبارات العملية على المواد العلمية في مدارس الدولة، حيث تحتسب نسبة 80% على الجانب النظري للمادة، و20% على الجانب العملي، وللأسف فإن الغالبية العظمى من المدارس الخاصة لا تطبق هذا النظام فهو مغيب تماماً عند احتساب العلامة للمادة الدراسية العلمية، إلى جانب وجود العديد من المدارس التي لا تلتزم باللائحة التنفيذية لقانون التعليم الخاص والتي تنص على أنه يجب أن تكون الغرفة الصفية بمساحة 30 متراً مربعاً، ويخصص لكل طالب مساحة متر مربع واحد، وهو أمر غير مطبق، ما ينتج عنه اكتظاظ الغرف الصفية وبالتالي صعوبة توصيل وشرح المواد الدراسية بالشكل الأمثل .<o:p></o:p>

هالات من الخوف<o:p></o:p>

بقي الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي هالات من الخوف التي تحيط بالمعلم لاسيما في المدارس الخاصة، إذ إنه يقع في كثير من الأحيان تحت ضغط من قبل إدارته، في حال دخوله مع الطالب في مشكلة ما، فالطالب دائماً هو الطرف الأقوى حتى لو كان مخطئاً، وما يعزز ذلك وقوف ولي الأمر مع ابنه في مثل تلك الحالات والتلويح بأنه سوف يلغي تسجيله لصالح مدرسة أخرى ما يدفع الإدارة المدرسية إلى تحميل المعلم الخطأ، إضافة إلى تقليص حجم المساحة المسموح له بها في التصرف مع الطالب، وأحياناً يتم الاستغناء عن المعلم وإنهاء خدماته، ما يضطره إلى الاستكانة والانصياع لتعليمات المدرسة، وإن كان ذلك على حساب العملية التعليمية، وهذا يعتبر أول مسمار يدق في نعش التعليم .<o:p></o:p>

وفي السياق ذاته، يؤكد عبيد المطروشي مدير منطقة عجمان التعليمية أن المدارس تتفاوت من حيث توفير الوسائل التعليمية، فمنها المجهزة بطريقة تجذب وتحبب الطالب في العلم حيث تشتمل على مبنى حديث، وعلى النقيض من ذلك تماماً فالمدارس التي مر عليها أعوام عديدة وهي لا تزال على حالها قديمة تفتقر إلى الكثير من الأساسيات التي يحتاجها الطلبة، لا تعتبر بيئة محفزة للتعلم، وإذا أردنا إحداث نقلة نوعية في التعليم، فيجب على المعنيين الاهتمام بالمبنى المدرسي من حيث توفير أحواض للسباحة، وملاعب رياضية زراعتها بالعشب، إلى جانب تجهيزها بوسائل تعليمية تنمي قدرات التفكير والإبداع لدى الطلبة .<o:p></o:p>

وجبات متكاملة<o:p></o:p>

يحتاج الطالب أثناء دوامه الدراسي، والذي يبدأ منذ الصباح الباكر، وحتى ساعات المساء إلى وجبة غذائية تشتمل على جميع العناصر الغذائية اللازمة، ليتمكن من البقاء نشيطاً واستيعاب ما يتم شرحه، وثمة بعض المدارس “النموذجية” التي أولت هذا الأمر أهمية بالغة، لذا فهي تعمل على ضمان حصول طلبتها على وجبات غذائية مكتملة العناصر، ولكن تظل تلك المحاولات محدودة ولا يمكن تعميمها نظراً لارتفاع تكلفتها المادية والتي ليس بمقدور الطلبة الإيفاء بها .<o:p></o:p>

ونحن بدورنا في المنطقة التعليمية نحاول قدر الإمكان بالتعاون مع الصحة المدرسية وقسم المختبر في البلدية القيام باختيار أفضل موردي المواد الغذائية للمدارس، إلى جانب اختيار الأصناف التي تدعم النمو الجسدي والفكري للطلبة ولا تسبب لهم مضاعفات صحية كسوء التغذية والنحافة والبدانة .<o:p></o:p>

إن العدد المحدد من الطلبة في الصف الدراسي يعتبر إلى حد ما كبيراً، لذا كلما كان العدد أقل حصلنا على نتائج أفضل تنعكس على الطلبة، وتسهل من مهمة المعلم في توصيل المعرفة لكل الطلبة، والاطلاع على مستواهم وتقييمهم بصفة مستمرة والعمل على تحسين مستوياتهم .<o:p></o:p>

ويشير إلى مسألة طبيعة العلاقة بين الطالب والمعلم بقوله: الواجب على المعلم أن يؤدي واجباته بإخلاص وتفان، ويتقيد بالنظم واللوائح الموجودة، ولا يلتفت إلى انتقاد الطلبة المشاكسين والمشاغبين، وكذلك على الطالب أن يلتزم بحدود الأدب وأن يحترم معلمه، ولكن لكل قاعدة شواذ، وقد تبرز بعض الحالات ولكنها تكون في حدود ضيقة .<o:p></o:p>

وقفة متأنية<o:p></o:p>

شريفة موسى حسن مديرة مدرسة الجرف توضح: البيئة التعليمية الجاذبة تعد عاملاً محفزاً سواء للطالب أو المعلم للإقبال على التعليم والتعلم، وإذا كانت البيئة غير ملائمة فإنها تشكل عائقاً أمام تحقيق انجذاب الطلبة نحو العلم، إلى جانب أن افتقارها للبيئة الخصبة المناسبة للتعلم يكون سبباً في عدم تطبيق الأنشطة الصفية واللاصفية، في حين تقوم وزارة التربية والتعليم مشكورة ببذل جهود مضنية في سبيل توفير الوسائل التعليمية .<o:p></o:p>

وأتمنى من وزارة التربية تعيين أشخاص توكل إليهم مهمة الإشراف على الوسائل التعليمية في كل مدرسة، إلى جانب وجود قسم في المناطق التعليمية لإعداد الوسائل التعليمية للمدارس .<o:p></o:p>

وثمة مدارس حكومية في الدولة تتميز في كونها تتضمن مواصفات بيئية تعليمية حافزة، ومدارس أخرى متوسطة الإمكانات تحتاج إلى مزيد من الدعم لتقوم بدورها على أتم وجه، كما أن المقاصف المدرسية بحاجة إلى وقفة متأنية لدراسة أوضاعها المتردية، إذ من غير المعقول أن يبدأ الطالب دوامه منذ الصباح الباكر والذي يستمر حتى ساعات متأخرة من المساء إلى أن يصل بيته عند الرابعة تقريباً دون أن يحصل على وجبة غذائية متكاملة، فهذا يؤثر في مستوى التحصيل لديه، فمن المعروف أن “العقل السليم في الجسم السليم”، لذلك أقترح تخصيص مبالغ زهيدة تقتطع من الطلبة لتأمين وجبات غذائية جيدة من خلال التعاقد مع شركات متخصصة، خاصة أن المدارس الحكومية ليس بمقدورها تأمين تلك المتطلبات بعكس المدارس الخاصة التي تأخذ مبالغ نقدية من الطلبة مقابل الخدمات التي توفرها .<o:p></o:p>

معايير محددة<o:p></o:p>

نادية مديرة مدرسة العمداء الخاصة تقول: إن مبنى المدرسة يجب أن يخضع لمعايير محددة تلائم الهدف الذي وجد من أجلة، وهو توفير مناخ جيد للطالب يستطيع ضمنه تحصيل العلم بشكل جيد، حيث لا بد من توافر صفوف مدرسية صحية غير مكتظة بالطلبة على أن تكون إضاءتها جيدة، والتهوية مناسبة، ووجود كراسٍ صحية، إذ إن ذلك من شأنه توفير بيئة مثالية لإيصال المعلومات للطلبة، وتسهيل مهمة المعلم في شرح المادة الدراسية، فضلاً عن ضرورة وجود ملاعب وساحات للعلب تتضمن معايير الأمن والسلامة .<o:p></o:p>

كما أن البيئة المدرسية لا تقتصر على المبنى المدرسي بل تتعداه إلى توفير مختبرات علمية لتطبيق الدروس التي يتلقاها الطلبة بشكل عملي، وأن يتم الاستفادة من تلك المختبرات لا أن تظل مجرد ديكور .<o:p></o:p>

وفيما يخص الطعام المقدم للطالب فنحرض قدر الإمكان على أن يكون وجبة غذائية متكاملة بما يعود على صحة الطالب بالفائدة لكي يواصل يومه التعليمي بجد واجتهاد، حيث إن نوعية الطعام المقدم يعتبر عاملاً أساسياً لتنشيط العقل وبقاء الطالب متقد الذهن وفي أفضل حالاته .<o:p></o:p>

أما عبدالله الحوسني أخصائي اجتماعي في مدرسة الراشدية، فيشير: علينا الابتعاد عن النمط التقليدي في التدريس، والتعرف إلى آخر المستجدات في قطاع التعليم، وآخر ما توصلت إليه الدول المتقدمة في هذا المجال، والعمل عل تطبيقها في الدولة . فما زالت الصفوف المدرسية على حالتها منذ عشرات السنوات، فلماذا لا نعمل على وضع لمسات حقيقية تجذب الطالب للتعليم، والخروج عن الإطار القديم كما فعلت الدول المتقدمة .<o:p></o:p>

أعداد الطلبة كبيرة في الصف الواحد ونحتاج إلى تقليص العدد، وان لا يتجاوز 25 طالباً، وأن يكون ضمن مبنى حديث متكامل المرافق، يبعث على الارتياح في نفس الطالب والمعلم في آن واحد .<o:p></o:p>

تجهيزات المدارس<o:p></o:p>

وتشاركه الرأي منال عدلي مدرسة مادة الحاسوب في مدرسة أبوعبيدة بن الجراح، وتقول: تعتبر المواد التعليمية عاملاً مساعداً للطالب فهو لن يستطيع مواكبة العصر من دونها، وعلى المدارس أن تسعى إلى توفيرها، فيما تعتبر تجهيزات المدارس الحكومية أفضل من المدارس الخاصة، فالمدارس الخاصة لديها أولويات ولا يتوافر لديها مختبرات حاسوب بالعدد الكافي، كما أن أعداد الطلبة أكبر لذا يتم تخصيص كمبيوتر واحد لثلاثة طلاب، بعكس المدارس الحكومية، فالربح هو العامل الأوحد الذي تسعى إلى تحقيقه المدارس الخاصة . وتضيف رؤى عمايري، التي تعمل مدرسة في إحدى المدارس الخاصة: باتت الوسائل التعليمية التي تدخل في مجال التعليم متعددة، ولم تعد تقتصر طريقة إيصال المعلومة للطالب على الجانب التلقيني، بل أصبح تعليماً حديثاً يعتمد على الجانب النظري والعملي من خلال كافة الوسائل التعليمية المتاحة، لذلك يتوجب على المعلم تحضير الدرس مسبقاً واختيار الوسائل التعليمية التي سوف يستخدمها إلى جانب أهمية اختيار الوقت الملائم لاستخدامها .<o:p></o:p>

وحول أعداد الطلبة، فإن الكثافة الطلابية تؤثر بالسلب على التحصيل العلمي فلا بد أن تكون أعداد الطلبة ضمن المعقول وأن لا تزيد عن 25 طالباً في الصف الواحد، الأمر الذي ينصب في خانة تحقيق الجو المثالي للتعلم واكتساب الفائدة المرجوة .<o:p></o:p>

المقاصف المدرسية<o:p></o:p>

يقول محمد عمر الشمري مدير مدرسة الراشدية للبنين: ينصب الاهتمام حالياً على تطوير التعليم في الدولة، ولكن ثمة العديد من المعوقات والصعوبات التي لا تزال حاضرة بقوة وتحتاج إلى تكاتف كافة الجهات لحلها، فمثلاً المقاصف المدرسية في غاية السوء ولم تصل إلى الغاية المنشودة، وهي وجبة غذائية كاملة، وأعداد الطلبة فوق العبء داخل الصفوف، ونحتاج إلى توفير صالات رياضية، وغرف للحاسوب، وأندية علمية لصقل مهارات الطلبة .<o:p></o:p>

وتوضح خولة الملا مديرة مدرسة أبوعبيدة بن الجراح: هناك مواصفات ثابتة في المبنى المدرسي تساعد الطالب على التحصيل الجيد وسرعة الاستيعاب، ويجب توافر تلك المواصفات في المدارس الحكومية والخاصة، بحيث تكون في مكان مناسب يسهل الوصول إليها، وبعيدة عن الضوضاء والتلوث، وأن تكون مساحة الصفوف جيدة، كما أنه لا بد أن تكون المختبرات سواء الحاسوب أم العلوم مناسبة للمراحل التعليمية .