افتتح حميد القطامي وزير التربية والتعليم أمس محاضرة قدمتها مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية تحت عنوان “تجربة المرأة الإماراتية في العطاء الوطني” وذلك في كلية الطب بالشارقة بحضور علي ميحد السويدي مدير عام وزارة التربية وعدد كبير من مسؤولي الوزارة والمناطق التعليمية إلى جانب حضور أكثر من ألف طالبة يمثلن مختلف مدارس الدولة .

وأكد القطامي في الكلمة التي ألقاها خلال افتتاحه للمحاضرة أن يوم الثاني من ديسمبر/ كانون الأول يشكل حدثاً تاريخياً في حياة الدولة ويوماً فارقاً في تاريخ المنطقة وعلامة بارزة أحدثها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وإخوانه الحكام آنذاك حيث وضعت اللبنة الصالحة الأولى تاريخ الدولة، وصيغت المنهجية المستقبلية للانطلاق والتحديث والازدهار .

وأوضح أن التعليم كان من بين الركائز الأساسية عند قيام الدولة، إذ اهتم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ببناء الإنسان، وتوفير كل المقومات التي تعد أبناء الدولة إعداداً صحيحاً للمستقبل والحياة . وقد واصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، هذه المسيرة التي أثمرت إنجازات متلاحقة في شتى المجالات .

ووجه وزير التربية خطابه للطالبات الحضور مؤكداً أن الدولة حرصت منذ نشأتها على تحقيق تكافؤ فرص التعليم بين الجنسين، إيماناً من قيادتها الحكيمة بأهمية العنصر البشري، ومنحت المرأة الفرصة الكاملة في التعليم والوصول إلى مراتب المسؤولية المختلفة، إيماناً من قيادتنا الرشيدة بأهمية دور المرأة في المجتمع، لافتاً إلى نسبة التوطين في صفوف المعلمات التي وصلت إلى 75%، فضلاً عن الخبرات المواطنة التي تقود حركة التطوير والنهضة التعليمية في المدارس .

وفي مستهل محاضرتها توقفت مريم الرومي كثيراً عند اهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك البالغ بدور المرأة وجهود سموها الممتدة منذ قيام الدولة وحتى اليوم لرفع شأن المرأة في المجتمع، وتوفير كل ما يحفظ لها حقوقها، ويكفل لها العيش الكريم الرغد، والمكانة التي تستحقها .

وذكرت أن على كل طالبة أن تعلم أن رؤية قيادتنا الرشيدة لدور المرأة لا حدود لها، وأن النظرة الثاقبة لقيادتنا هي التي أوجدت المرأة القاضية والسفيرة والوزيرة، وهي التي صاغت من القوانين والتشريعات، ما يضمن ممارسة المرأة لدورها من دون معوقات أو عثرات، فكانت دولة الإمارات بذلك من الدول الأولى التي طبقت نظرية التمكين .

وقالت الرومي إن التعليم هو العنصر المهم في مسيرة الدولة منذ نشأتها، كما أنه أحد الركائز الأساسية للتنمية، وأن التنمية الاجتماعية بوجه خاص هي الأهم بين المجالات المختلفة للتنمية، نظراً لانطلاقها من مقولة الشيخ زايد طيب الله ثراه التي أكد فيها رحمه الله أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للمجتمع، وعليه ركزت الدولة على الاستثمار في الإنسان .

وأشارت إلى ما حققته الدولة على صعيد التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق المرأة والأسرة والضمان الاجتماعي وغيرها من التشريعات التي صدرت لتمكين المرأة من أداء دورها بفاعلية واقتدار، إلى جانب القوانين والنظم التي حققت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة في التعليم وسوق العمل، وسائر المجالات الأخرى .

ومن جانبهن، تفاعلت الطالبات بشكل لافت مع ما قدمته مريم الرومي من تجارب، وما توقفت عنده من دلائل تؤكد اهتمام الدولة بمكانة ودور المرأة، وكانت المحاضرة قد شهدت عدة مقطوعات موسيقية، قدمها أوركسترا الوزارة الذي يضم مجموعة من الطلبة الموهوبين في مدارس الدولة، الذين حظوا بإعجاب الحضور لما قدموه من عمل فني راق ومميز .