منها التدخين وتناول الوجبات الغذائية المحببة والرخيصة
طلبة يفرون إلى الحدائق بحجة طول الدوام وثقل بعض الحصص
العين - منى البدوي:





تعكس المشاهد التي يلاحظها زوار حديقة الوادي المخصصة لممارسة الرياضة الواقعة خلف المدارس الخاصة، مدى حاجة تلك المدارس إلى تشديد الرقابة على الطلبة الذين يتلقون تعليمهم فيها، حيث تحولت الحديقة إلى ملاذ لهروب بعض الطلبة غير الراغبين في متابعة يومهم الدراسي لقضاء بقية اليوم في الحديقة .

تشير هذه الظاهرة، التي باتت متفشية بين الطلبة وأيضاً بعض الطالبات، إلى عدم وجود قنوات تواصل بين بعض الإدارات المدرسية وأولياء الأمور من جهة والطلبة من جهة أخرى .

كما تتضح معها الحاجة إلى فرض رقابة مشددة على الطلبة ومتابعتهم خاصة بعد أن يتم تسجيل حضورهم عند بداية الدوام الدراسي .

وخلال تواجد “الخليج” في الحديقة التي تفتح أبوابها على مدار الساعة رصدت عدستها وجود أعداد كبيرة من الطلبة قبيل منتصف الدوام الدراسي يحملون حقائبهم ويلهون في الحديقة ويمارسون بعض السلوكيات المحظورة داخل أسوار المدرسة، مثل تدخين السجائر والمدواخ واللهو بمختلف أنواعه، والذي يستمر حتى موعد انتهاء الدوام المدرسي حيث يعود الطلبة إلى المدارس ليتمكنوا من الرجوع إلى منازلهم في الحافلات المدرسية أو سياراتهم الخاصة .

وكشف الطلبة، الذين كانوا متواجدين في الحديقة، عن الأسباب التي تدفعهم نحو الهروب من المدرسة، وأيضاً طرق التسلل خارج أسوار حيث أشاروا إلى جملة من الأسباب تتلخص في رغبتهم في ممارسة حريتهم بالتدخين، وأيضاً الملل من طول اليوم الدراسي، وعدم رغبتهم في مواصلته، أما بعضهم فقد أشار إلى عدم رغبته في حضور حصص مواد دراسية معينة مما يضطرهم للخروج من المدرسة وقضاء بعض الأوقات “الممتعة” مع زملائهم (على حد تعبيرهم) .

وعن الأساليب التي يستخدمونها في الخروج من المدرسة، ذكر البعض أنهم يقومون بالخروج من البوابة الرئيسية، وذلك بعد تقديم مبلغ مالي قيمته لا تتجاوز العشرة دراهم للحارس الذي سرعان ما يتغاضى عن هروب الطلبة بعد تسلمه الدراهم المعدودة، أما البقية فقد أكدوا أن القفز على أسوار المدرسة أمر هين لا يتطلب تقديم الأموال للغير حتى يتسنى لهم الوصول إلى خارجها .

ومن الأمور التي تستدعى خروج بعض الطلبة من المدارس إلى جانب التدخين والملل من اليوم الدراسي، وهي الوجبات الغذائية حيث إن البعض يتسلل إلى خارج المدرسة أثناء الفسحة فقط لشراء وجبة غذائية، خاصة أن ما يتم بيعه في المقاصف لا يروق لعدد منهم، كما أن أسعار الشطائر وغيرها من المواد الغذائية خارج المدرسة أقل من سعرها في المقاصف المدرسية .