صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 41
  1. #11
    عضو جديد الصورة الرمزية قلبي خفوق
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    د ـأإر الــزيــن ‘
    المشاركات
    14

    افتراضي

    لآهنتوؤو على هالجهوؤوؤد .. بس بغيت منكم .. بحث عن الشورى او عن القنـأإأعنه .. وثأإأنكسسسسسس ٌ

  2. #12
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي

    اوكي ممكن تقرير البخاري مع مقدمة وخاتمة............. وشكرا على حسن تعاونكم معنا




    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الى يوم الدين

    ...


    كيفكم يا اعضاء ان شاء الله ابخير, طيعا انا سويت موضوع شامل للصحاح والسنن لكن اليوم انا اسوي عن واحد منهم وقد صار ابرز الناس في عصره ...

    وهو


    ][ عبدالله بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه البخاري ][





    .......][فهرس الموضوع][

    ......................................نشــأته ~

    ................................................حيـــــــــاتــــه ~

    .................................................. .........اقــــوالـــــــه الشهيــرة ~

    .................................................. ...........................عــــد الاحاديــــــث ~

    .................................................. ..........................................صفـــــاتـــــه ~

    .................................................. ................................................سنة وفاتــــــه ~

    .................................................. .................................................. .........الخاتمـــة ~









    ولد البخاري في مدينة بخاري وهي احدى المدن الكبيرة في بلاد التركستان التى فتحها المسلمون في القرن الاول الهجري على يد القائد المسلم بن قتيبة وقد صارت مدينة بخاري من المدن الكبرى في الدولة الاسلامية


    وقد نشأ البخاري في بيت اشتهر بالتقى والورع والتماسك الشديد بالاسلام وحتى انه كان يقال ان امه كانت من المقربات لله تعالى والذين يستجاب دعواتهم وكما يدل ذلك على ان الصميم الذي تربى فيه البخاري


    كان عظيما ...


    وقد رحل البخاري مع امه الى المكة المكرمة لاداء فريضة الحج ثم تركته امه في وذهبت الى موطنها وبقى وحده في الحجاز وهنالك بدأ في طلب العلم من خلال الحفظ والسمع والحوار مع كبار الشيوخ



    ويعتبر البخاري من أجل علماء المسلمين واعظمهم شأناً عند الله تعالى وفي علم الاحاديث ايضاً ...














    وقد بدأ البخاري حياته في طلب العلم مبكرا عندما كان في الحادي عشر من عمره وكان شديد الاهتمام بالاستماع الى الحديث وحتى وهو في هذا الســن وقد اشتهر بالتقشف و العزوف عن اصناف الطعام فكان لا يكتفي لا بكسرة خبــز وكان البخاري نحيف وضعيف الجســد ومما عرضه ذلك لبعض العلل والامراض وقد اصيب في بصره وكاد يصيب بالعمى


    وقد زارا البخاري معظم المدن الاسلامية من مصر غربا الى الخرسان وما وراء النهرين الى اقصى الشرق وقد قابل الكثير من العلماء المعروفين بذلك الوقت وحفظ منهم بعض الاحاديث واستفاد من خبرتهم بهذا المجال












    يقول في ذلك : [لقيت اكثر من الف رجل من اهل الحجاز والعراق والشام ومصر والخرسان فما رأيت واحد منهم يختلف في هذه الاشياء ان الدين قول وعمل وان القرأن كلام الله تعالى ]


    ويقول في ذلك : [أحفظ مائة الف حديث صحيح ومأتي الف حديث غير صحيح ]


    ويقول في ذلك :[لا يكون الحديث صحيحا او كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه او عمن هو مثله او عمن هو دومه ]


    ويقول غي ذلك :[اخرجت هذا الكتاب من نحو ستمئة الف حديث وصنفته في 16 سنة من حياتي وجعلته حجة فيما بينتي وبين الله ]






    وطبعا الاحاديث التى جمعها 600,000الف حديث منهم 4000 صحيح وغيــر مكرر او ضعيــف ~





    1_ عزيز النفس


    2_عفيف اليـــد


    3_كان شخصا لاينسى أي معلومة ولو كانت صغيرة حفيظا ً


    4_له قدرة كبيرة في التحمل العطش والجوع ...


    5_ كان كثير الترحــال ..


    6_وكان قريب لله تعالى


    7_ كان صديقا ً


    8_مجتهد


    9_مثابر الى حد كبير





    توفي البخاري في عام 256 هجرية بعد ان ترك لنا هذا الاثر الخالد على مر الزمــان وضرب لنا الاثر في الاجتهاد والمثابرة والصبر ...

    المصدر :

    من كتاب علماء العرب والمسلمين ..








    اتمنى ان التقرير نال رضاكم وحاز على إعجابكم



    م.ن للفائدة ..

    بالتوفيق



  3. #13
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي

    لآهنتوؤو على هالجهوؤوؤد .. بس بغيت منكم .. بحث عن الشورى او عن القنـأإأعنه .. وثأإأنكسسسسسس ٌ

    الشورى

    المقدمة :

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل خلقه ، محمد أما بعد ، فقد جاء بحثي هذا بعنوان : ( الشورى ) ، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع هو رغبتي في فهم معنى الشورى ودورها في حياتنا اليومية ، ورغبتي أيضا في إضافة واستكمال معلومات عن الشورى ، فموضوع الشورى من أكثر موضوعات الفقه الإسلامي عمقاً وشمولاً وأصالة ، لآن المبدأ منصوص عليه صراحةً في القرآن الكريم ، وأيدته السنة ثم الإجماع .
    وكان معنى ذلك أن ينقسم بحثي إلى فصلين ، تسبقها مقدمة ، وتتلوها خاتمة :
    في الفصل الأول : تناولت تعريف الشورى ، أدلة حجية الشورى في القران ، وأدلة حجية الشورى في السنة ، آيات عن الشورى في الرسالات السابقة .
    وفي الفصل الثاني : عرضت نظام الحكم في مكة قبل الإسلام ، الشورى في صدر الإسلام ، من هم أهل الشورى ، الشروط المتطلبة في أهل الشورى .
    ولقد اتبعت في بحثي هذا المنهج التاريخي ، ولم أواجه أي صعوبات فكانت الكتب متوفرة ولم أعاني في الحصول عليها .
    وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، و ارجوا أن يكون بحثي هذا مفيداً أبناء وطني ، واعتذر عن كل تقصير فيه ، وحسبي أنني لم ادخر جهداً في محاولة الوصول به إلى درجة الإتقان ، لكن الكمال لله وحده و نسأل الله التوفيق والسداد .


    الفصل الأول

    ~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

    تعريف الشورى
    حجية الشورى في القرآن الكريم
    حجية الشورى في السنة
    آيات عن الشورى في الرسائل


    تعريف الشورى :

    تعرفها اللغوي : (( الشورى اسم من المشاورة . وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي ))
    ويقول أهل اللغة : (( والاستشارة مأخوذة من قول العرب : شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجرى أو غيرها .
    تعريفها الاصطلاحي : تعريفات السلف للشورى تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم فقد عرفها الأصفهاني بأنها : (( استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض )) وعرفها ابن العربي بأنها هي : الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده , وقد عرفها أحد المعاصرين بقله : (( استطلاع الرأي من ذوي الخبرة فيه للتوصل إلى أقرب الأمور للحق )) وقد تعرض هذا التعريف للنقد على أساس : (( أنه يصدق على نوعية خاصة في الشورى هي
    ( الشورى الفنية ) الخاصة باستشارة أهل الرأي والخبرة في المسائل الفنية , ولكن الشورى كنظام للحكم أعم من هذا التعريف )) فالرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون عامة الناس في الأمور المتعلقة بهم , كما كانوا يستشيرون أهل الرأي والخبرة في بعض المسائل الخاصة . كما كانوا يستشيرون كبار القوم الذين يمثلون جماعاتهم في أمور أخرى ثم يعرفها بقوله : (( إنها استطلاع رأي الأمة أو من ينوب عنها في الأمور المتعلقة بها ))
    وهذا الاعتراض لا مبرر له ويقوم على دليل فلم يثبت عن الرسول عليه السلام ولا الخلفاء من بعده أنهم قسموا المسلمين إلى فئات معينة وحددوا اختصاص كل فئة فيما تستشار فيه وعلماء السلف والخلف عندما تكلموا عن رجال الشورى قالوا أنهم أهل الحل والعقد , وأنهم الذين يعرفون في الأمة بكمال الاختصاص والأوصاف ... إلى غير ذلك مما سيأتي بيانه تفصيلا عند الكلام عن أهل الشورى .
    ويمكن أن نعرف الشورى بأنها : النظر في الأمور من أرباب الاختصاص والتخصص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا ً وإقرارها . وهذا التعريف يعم وينسحب عل كل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة , أو الدولة , أو المنظمات الداخلية , أو المنظمات الدولية التي النظام العام الإسلامي نبراساً لها . مثل المؤتمر الإسلامي , وجامعة الدول العربية , وجامعة الشعوب الإسلامية إلى غير ذلك وينسحب من باب أولي على سلطة التشريع والرقابة (*) .

    ---------------------------------------------------------------------------

    (*) د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .


    حجية الشورى :

    إن ما نقصد بحجية الشورى ، هو مدى ثبوت النص عليها في الشريعة الإسلامية ولذلك فيجب عند بحثنا عن أدلة الحجية ، أن نرجع إلى المصادر الأصلية للتشريع الإسلامي وهي مصدران : القرآن الكريم والسنة الشريفة وسوف نتكلم عن أدلة حجية الشورى في هذين المصدرين مخصصين لكل منهما مبحثاً مستقلاً .


    حجية الشورى في القرآن الكريم :

    يعتبر القرآن الكريم حجة يجب العمل بما ورد فيه من أحكام وتتفق آراء المسلمين على انه قانون واجب الإتباع والدليل على ذلك أنه نزل من عند الله تعالى وانه قد نقل إليهم من عند ربهم بطريق قطعي لاشك في صحته .
    فإذا نحن بحثنا عن أدلة حجية الشورى في القران ، أي عن الآيات التي نصت على الشورى فإننا نجد مثل ذلك النص في موضعين وآيتين شهيرتين وان كان القرآن قد أشار الى الشورى في بعض آيات أخرى .


    أولاً : النص على الشورى في القرآن :

    ورد النص على الشورى في آيتين بسورتين من القرآن الكريم :
    الأولى : سورة آل عمران والثانية : سورة الشورى .
    1. في سورة آل عمران :
    نجد النص على الشورى في هذه السورة في قوله تعالى :
    ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله أن الله يحب المتوكلين) ففي هذه الآية نجد النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر الذي يتمثل في قوله تعالى ( وشاورهم في الأمر ) فقد أمر الله تعالى رسوله عليه السلام أن يشاور قومه في الأمر وفي المشاورة فائدتان :
    الأولى : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة .
    الثانية : تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

    2. في سورة الشورى :
    نجد في هذه السورة دليلاً ثانياً على حجية الشورى والسورة نفسها حملت اسم (( سورة الشورى )) حيث ورد ذكر الشورى في هذه الآية منها وهي قوله تعالى : ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) وفي هذه الآية يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .
    وكذلك نجد من يقول أن سورة الشورى إنما سميت بهذا الاسم لأنها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي قررت الشورى عنصراً من عناصر الشخصية الإيمانية الحقة .
    وإذا كان النص على الشورى قد جاء بصيغة الأمر في سورة آل عمران في قوله تعالى : ( وشاورهم في الأمر) فإن النص عليها بالصيغة الخبرية أو الوصفية في سورة الشورى لا يمنع من ثبوت الدليل عليها وإنما جاء اختلاف صيغة النص عليها تبعاً للخصائص تميز السور الملكية في القرآن الكريم عن سوره المدنية .
    فسورة الشورى ملكية النزول فيما عدا أربع آيات منها نزلت بالمدينة ليس من بينها هذه الآية التي تنص على الشورى ويلاحظ أن ما نزل من آيات القرآن بمكة لم يتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام المحددة فذلك هو طابع الآيات المدنية , أما الآيات المكية فليس فيها شيء من التشريع التفصيلي بل معظم ما جاء فيها يرجع إلى المقصد الأول من الدين وهو توحيد الله سبحانه وتعالى وإقامة البراهين على وجوده وذلك يؤدي إلى تربية القلب والوجدان ثن أن الإيمان يسبق العمل ويؤدي إليه ولهذا لا نعجب إذا جاء النص على الشورى في هذا الآية كإحدى الصفات المميزة للمؤمنين , ومذكورة بين صفات أخرى يمتازون بها وواجبة فيهم ثم أن ذكر الشورى جاء تالياً مباشرة لذكر الصلاة ، فإن المؤمنين منصفاتهم أنهم ذوو شورى لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وكانوا قبل الهجرة وبعدها إذا حزبهم أمر اجتمعوا وتشاوروا . وأما قوله تعالى ( ومما رزقناهم ينفقون ) فالمقصود به الإنفاق في سبيل الخير ولعل فصل الإنفاق عن قرينه ( الصلاة ) بذكر المشاورة بينهما إنما كان لوقوعها عند اجتماع المؤمنين للصلوات فكان المؤمنون الأولون لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم وصدق تآخيهم في إيمانهم وتحابهم في الله تعالى .
    ويذكر في ذلك الصدد أيضاً أن المؤمنين كانوا لانقيادهم إلى الرأي في أمورهم متفقون ولا يختلفون فمدحوا باتفاق كلمتهم .. وأنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم فأن الشورى كما قال ابن العربي – ألفة للجماعة ومسبار للعقول وسبب إلى الصواب فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم .


    ثانياً: آيات عن الشورى في الرسالات السابقة :

    رأينا ما يثبت حجية الشورى في القران الكريم في آيتين نصتا على الشورى في سورتي آل عمران والشورى وسنرى ذكر الشورى قد ورد في سورتين أخريتين بالنسبة للشرائع السابقة على الإسلام فيما ذكره الله تعالى في سورة طه وفي سورة النمل ونورد فيما يلي بيان ذلك :

    1. في سورة طه :
    نجد إشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعالى عما يذكره موسى عليه السلام : ( واجعل لي وزيراً من أهلي ، هرون أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري ) وقد استشهد بهذا النص القرآني كدليل على أهمية المشاورة أقضى القضاة أبو الحسن البغدادي ذكر أن الله تعالى إذ حكى عن نبيه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات ، فأننا نفهم منه أنه إذا جاز ذلك في النبوة كان في الإمامة أجوز .
    وقد ورد في كتاب النسائي عن القاسم بن محمد : سمعت عمتي تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ولى منكم عملاً فأراد الله به خيراً جعل له وزيراً صالحاً أن نسى ذكره وإن ذكر أعانه )) ومن هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام أيضاً : (( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله )) وقد سأل موسى ربع عز وجل أن يجعل له وزيرأً يشاركه في الأمر وفي النبوة أيضاً .

    2. في سورة النمل :
    أورد القرآن الكريم في سورة النمل إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعالى : ( قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأً حتى تشهدون ).
    وقد ذهب العلماء في تفسير هذا الآية إلى أن الملكة (( بلقيس )) ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم من الرأي فما كان لها أن تمضي حكماً حتى يحضروا ويكونوا شاهدين وذكر أن أهل الشورى عندها كانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً .

    حجية الشورى في السنة :

    إذا كان القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي بلا خلاف ، فإن الحديث الشريف أو السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن وهي التي جاءت مفسرة ومتممة له.
    فلسنة حجة على جميع المسلمين وأصل من أصول تشريعهم ودليل من الأدلة الشرعية التي يجب الأخذ بها والعمل بمقتضاها وهي بمعناها المعروف مآثر عن الرسول عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير وتشتمل على نوعين من الأحكام : الأول : الأحكام البيانية المبينة لما ورد في القرآن والثاني الأحكام المؤسسة التي وردت فيما لم ينزل به نص قرآني ، وبالنسبة لمبدأ الشورى فإن السنة الشريفة ليست مقررة أو مؤسسة له ابتداء بل جاءت مثبتة ومؤكدة لما ورد عنه بالقرآن الكريم .
    وسوف نذكر ما يثبت حجية الشورى من السنة الشريفة مبتدئين أولا ً بالسنة الفعلية ثم نعقب ذلك بما ورد في السنة القولية .
    1. السنة الفعلية :
    حفلت السنة الفعلية بما يثبت أن الرسول الله شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف ، ونجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث وقد عبر عن ذلك أبو هريرة بقوله (( لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم )) فكان يستشيرهم في الحرب وفي السلم بل وفي خاصة أمره فقد روى عنه في حادثة الإفك قوله عليه السلام : (( أشيروا علي يا معشر المسلمين في قوم أبنوا أهلي ورموهم )) .. واستشار علياً وأسامة بن زيد في فراق عائشة رضي الله عنها ونورد بعض الأمثلة على أخذ الرسول عليه السلام بالشورى .
    1. غزوة بدر :
    كان عدد الذين خرجوا مع الرسول عليه السلام في بدر 313 رجلاً ، منهم 207 من الأنصار و106 من المهاجرين وقد استشار الرسول عليه السلام أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر : الأول قبل أن تبدأ المعركة والثاني أثناءها والثالث بعد انتهائها – فلم يصدر إليهم المر بالحرب دون مشاورتهم ولو فعل لوجد منهم الطاعة والإذعان التامين ولكنه استشارهم قبل الإقدام على القتال وقد استشار المهاجرين فقام أبو بكر الصديق فقال فأحسن ثم قام عمر فقال فأحسن ولم يفته استشارة الأنصار أيضاً ، لأنهم كانوا قد تعاهدوا معه على الدفاع عنه وحمايته في المدينة فحسب ولذلك حرص على ألا يورطهم في حرب قد لا يريدونها ولذلك فعندما طلب الرأي قال سعد بن معاذ سيد الأوس بل سيد الأنصار ( وكان فيهم كالصديق في المهاجرين ) : كأنك تريدنا والله يا رسول الله ثم أعلن تأييد الأنصار ومبايعتهم على القتال .
    وعند المعركة وعلى أرضها برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدم المنذر بن الحباب يعرض مشورته على الرسول عليه السلام فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقره الرسول على مشورته وعمل المسلمون برأيه .
    وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الأنفال والأسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة : وقد استشار الرسول عليه السلام أبا بكر وعمر فأشار أبو بكر بقبول الفداء من الأسرى ووافق ذلك رأى الرسول عليه السلام أيضاً وخالفهما فيه عمر "، أما علي بن أبي طالب فلم يعلن رأيه في هذا الأمر مع أنه أحد الثلاثة المستشارين ولعله آثر التريث حين رأى هذا الخلاف . وقد نزل بعد ذلك الوحي بعدم أخذ الفداء .
    2. في غزوة أحد :
    حين علم الرسول عليه السلام بقدوم قريش للقتال استشار أصحابه فيما يفعل فأشار قوم منهم بلقاء قريش خارج المدينة وكان هذا رأي الشباب ومن لم يشهد بدراً وهم أكثر أهل المدينة وعلى رأس هذا الفريق حمزة بن عبد المطلب ( عم النبي عليه السلام ) وسعد بن عبادة والنعمان بن مالك .
    أما الرسول عليه السلام فكان رأيه البقاء في المدينة وذلك لحصانتها الطبيعية ومناعتها وسهولة الإحاطة بالأعداء المهاجمين في أزقتها والانتفاع بمساعدة النساء والصبيان وقد رأى البقاء بالمدينة كذلك أكابر المهاجرين والأنصار وأرسل الرسول عليه السلام إلى عبدالله بن أبي بن سلول يستشيره ولم يكن استشاره من قبل ذلك ، فكان رأيه أيضاً هم بالبقاء بالمدينة وانتظار قدوم قريش إليهم . وقد حدث أن قبل الرسول عليه السلام الرأي الأول رأي الكثرة من الشباب والمتحمسين للاستشهاد في المعركة وفي سبيل الله وقرر الخروج من المدينة وكانت موقعة أحد حيث فات المسلمين الأنصار ومع ذلك فإن الله تعالى أمر الرسول عليه السلام في عقبها بأن يعفو عن المسلمين وأن يستغفر لهم وأن يشاورهم في الأمر حتى لا تكون هزيمة أحد سبباً مؤثراً في إغفال الشورى بعد ذلك .
    3. صلح الحديبية :
    كذلك شاور الرسول عليه السلام يوم الحديبية في أن يميل على ذرارى (*) المشركين ويقتلهم فقال له أبو بكر الصديق : أنا لم نجيء لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فوافقه الرسول عليه السلام على رأيه وهذا وعدل عما كان يراه .
    ----------------------------------------------------------------

    (*) جمع ذرية وهي النسل وأصلها ذريئة فخخفت الهمزة .


    2. السنــة القولية :
    روى عن الرسول الله عدة أحاديث يأمر بالشورى ويحث المسلمين على الأخذ بها ومن تلك الأحاديث ما يأتي :
    1. روى الترمذي عن أبي هريرة أن الرسول عليه السلام قال :
    (( إذا كان أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأمركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ))
    2. وقال عليه السلام : (( ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم ))
    3. وقال عليه الصلاة والسلام : (( ما ندم من استشار ولا خاب من استخار ))
    4. وروي عن سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (( ماشقى قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي ))
    5. وقال عليه الصلاة والسلام : (( المستشار مؤتمن ))
    6. وقال صلى الله عليه وسلم : (( استعينوا على أموركم بالشورى ))

    كذلك جاءت السنة الشريفة من حيث الحجية – مؤكدة ومقررة لما ورد عن الشورى في القرآن الكريم ، وينبغي أن ننبه هنا إلى أمر هام هو أن السنة الشريفة ليست في اصطلاح الفقهاء من الأدلة الشرعية ، بل هي حكم من الأحكام الشرعية تقابل الغرض والواجب فهي صفة شرعية للفعل كالفريضة والوجوب ، والنصوص التي وردت عن الشورى سواء في القرآن الكريم أو في السنة الشريفة هي نصوص قطعية الدلالة لا تحتمل تأويلاً لأنها نصوص دلت على معنى يتعين فهمه منها ولا مجال لفهم معنى أخر منها . وإذا انعقد الإجماع على أن القرآن الكريم حجة واجبة العمل بما ورد فيه من أحكام وأنه قانون واجب الأتباع فإن السنة هي أيضاً حجة على جميع المسلين وأصل من أصول تشريعهم وهي المصدر الثاني المتفق عليه بعد القرآن الكريم (*) .

    -------------------------------------------------------------

    (*) د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .



    الفصل الثاني

    ~*¤ô§ô¤*~~*¤ô§ô¤*~

    نظام الحكم في مكة قبل الإسلام
    الشورى في صدر الإسلام
    من هم أهل الشورى
    الشروط المتطلبة في أهل الشورى


    نظام الحكم في مكة قبل الإسلام :

    في مكة قلب الجزيرة العربية ، وملتقى القوافل التجار ، إلى جانب كونها البلد الذي تحج إليه قبائل العرب .
    في هذا البلد ، مع أخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي ، كان يسود نوع من أنواع النظام السياسي القبلي أطلق عليه البعض صفة (( الحكم الجمهوري )) .
    كان ذلك بقيادة قريش ، حيث برزت حكومتها من خلال بني سهم عشيرة عمرو بن العاص ، التي كانت تمارس مهمة القضاء ليس بين سكان مكة فحسب بل حتى بين المتخاصمين من القبائل الأخرى .
    وانسجاماً مع الواقع الحضاري يومها ، فإن الأعمال الاجتماعية المهمة كانت تقسم بين الأسرة الكبيرة ، حيث الصدارة لأصحاب الرأي والخبرة والحكمة ، فالحاجة آنية هي التي تفرض وجود هذا المركز أو ذاك مما تستلزمه ضروريات المجتمع يومها ، وتقسيم المراكز والمناصب كان يتزايد اضطراداً مع تطور الحياة الاجتماعية والسياسية .
    لذا كان علينا أن نتفهم السبب الذي من اجله اقتصرت المسؤوليات في مكة على :
    رياسة دار النبوة وعقد اللواء ، وحجابة الكعبة وسقاية الحجاج في تلك المؤسسات السياسية والاجتماعية التي أملتها طبيعة المجتمع القبلي ، الذي يتخذ من العرف والعادات منهج حكم له . والذي يعنينا هو تلك الندوة العامة التي أسسها قصي بن كلاب ، زعيم البيت الحرام ، والتي فيها كانت تصرف أعمال القبائل من زواج البنت حتى إعلان الحرب والسلم . وكانت الرئاسة تتجلى بالأمور الأربعة التي أوردها الطبري :
    1. رياسة الندوة : مجمع الملأ وأغنياء قريش وكبارها تتم عملية التشاور في كل طارئ .
    2. الحجابة : حجابة أو سدانة الكعبة .
    3. سقاية الحجاج ورفادته : والرفادة تعني الاستضافة وتقديم الطعام .
    في هذه الدار كانت تتم عملية الشورى وتتخذ القرارات . إلا أن التاريخ لا يذكر وجود أية قوة تنفيذية تلزم الآخرين بالانصياع والانقياد لها ، إنما في الواقع كانت هناك قوة معنوية وأدبية .
    وفي هذه الدار تم اجتماع كبار رجالات قريش للنظر في أمر إخراج النبي من مكة أو حبسه أو قتله .
    أما في يثرب ( المدينة ) فقد كانت (( السقيفة )) المكان المميز لباقي أنديتهم ، هي المقر العام حيث يجتمع كبار القبائل ويتشاورون فيما بينهم في الأمور الهامة أيضا ، وفي إحداها (( سقيفة بني ساعدة )) تم انتخاب أول خليفة بعد الرسول ، وفي هؤلاء أيضاً ، أي سكان المدينة ، نزلت الآية التي تمتدح وتبرز أسمى ممارسة سياسية كانوا يمارسونها وهي الشورى : ( .. والذين استجابوا لربهم أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون )
    ويؤكد الألوسي أن ممارسة الشورى عند أهل المدينة كانت قبل الإسلام عنده تفسير للآية ـ بأن الأنصار في جاهليتهم و إسلامهم كان أمرهم شورى بينهم :
    (( .... وجيء بالجملة اسمية مع أن المعطوف عليه جملة فعلية للدلالة على أن التشاور كان حالهم المستمر قبل الإسلام وبعده )) نخرج منم هذا العرض إلى أن روح المشاورة أصيلة عند العرب ولم يعرف عنهم إطلاقا انهم وضعوا أمرهم بيد رجل فرد منهم .

    الشورى في صدر الإسلام :

    قد لا يكون من العبث أن يترك القرآن هكذا ، أحكامه عامة وكلية ، لا تتدخل في الجزئيات والتفصيلات إلا فيما ندر من آيات الأحكام ، لعل في ذلك حكمة ليتعلم أولو الأمر من بعد كيف تستنبط الأحكام المعللة بالمصالح ، وانه حيثما تكون المصلحة فثم شرع الله ، وان الأحكام تركت عامة غير مقيدة لتتمكن في كل زمان ومكان من استيعاب المشاكل الطارئة والحلول المناسبة لها .فالمطلوب حسب رأي ابن القيم الجوزية أن تكون آية أحكام أو قرارات سياسية موافقة لأهداف ومبادئ الشرع لا مطابقة لما نص به الشرع فقط (( ... ونقل ابن القيم الجوزية عن ابن عقيل مخاطباً لمن قال : (( لا سياسة إلا ما وافق الشرع)) : إن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة رضي الله عنهم )) .
    وهذا المعنى يؤكده القرافي انسجاما ً مع المبدأ الفقهي الذي كرسته مجلة الأحكام العدلية (( لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان )) وقال رداً على من سأل عما إذا كانت الأحكام المترتبة على العوائد تتغير بتغيرها فأجاب (( إجراء الأحكام التي مدركها العوائد مع تغير تلك العوائد خلاف الإجماع وجهالة في الدين ، بل الحكم التابع للعادة يتغير بتغيرها ، وليس هذا بتجديد اجتهاد من المقلدين بل هي قاعدة اجتهد فيها العلماء واجمعوا عليها ))
    وعمر بن الخطاب أوقف تنفيذ حد السرقة في عام الرماد ولم يعتبر ذلك يومها مخالفاً مع وجود الحكم الصريح في القرآن القاضي بقطع يد السارق . وفي مطلع هذا القرن أكد رشيد رضا أنه في كل عصر يمكن فهم القرآن بما لم يفهمه به الأولون ، فكلام الله بحر لا ينضب وعكس ذلك كما يفهم من كلامه هو جعل القرن قاصراً وجامداً وهذا لا يجوز إطلاقا : (( ولا يضرنا أن تعدنا حوادث الزمان للعمل بما يرشدنا إليه القران وان نفهم منه ما لم نكن نفهمه نحن ولا آباؤنا )) .
    نخلص من هذا إلى أن جل الأحكام القرآنية هي عامة ومنها (( الشورى )) التي هي موضوع ببحثنا ، فلم تحدد أشكالها ، ولم تصب في قالب ضيق ، إنما تركت للبيئة الملائمة لكل زمان ومكان ، لتحقق ذلك الطابع الشورى في حياة الأمة لا ليكون ذلك في قمة الدولة فحسب أنا هي ، أي الشورى ، صبغة شاملة لكل جوانب الحياة العامة والخاصة (*) .

    ---------------------------------------------------------------------

    (*) علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .


    من هم أهل الشورى ؟

    تكلم علماء السلف عن أهل الشورى في سياق حديثهم عن الخلافة الإمامة باعتبارهم الهيئة المنوط بها اختيار الخليفة أو الإمام بعد توافر الشروط المعتبرة فيه . أو عزله إذا دخل بإحداها ولم يتكلموا عنهم بصفتهم هيئة تشريعية وقد عبروا عن هذه الهيئة بهذه الصفة المحددة بتعبيرات مختلفة : أهل الحل والعقد كما سماهم الماوردى محدد إياهم بشروطهم لا بفئاتهم . أهل الاجتهاد ، أهل الإجماع أو علماء الأمة القادرين على الاجتهاد والاستنباط وبعض علماء السلف قد حاول تعيين الفئات التي تتكون منها هيئة الاختيار ( أهل الشورى ) ففقهاء الحنفية يعتبرونهم الأشراف والأعيان . والإمام القرطبي نقل عن ابن عطية أنهم أهل العلم والدين ونقل عن ابن خويز منداد أنهم العلماء ووجوه الناس ووجوه الكتاب والوزراء . والإمام النووي يعتبرهم العلماء والرؤساء ووجوه الناس .
    أما فقهاء الإسلام المعاصرين فقد تكلموا عن أهل الشورى باعتبارهم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل . فلإمام محمد عبده يعرفونه بأنهم : (( علماء الأمة المجتهدين والأمراء والحكام ورؤساء الجند وسائر الرؤساء والزعماء الذين يرجع إليهم الناس في الحاجات والمصالح العامة )) .
    ويقول السيد رشيد رضا : (( يجب أن يكون في الأمة رجال أهل بصيرة ورأي في سياستها ومصالحها الاجتماعية وقدرة الاستنباط يرد إليهم أمر الأمن والخوف وسائر الأمور الاجتماعية والسياسية وهؤلاء هم الذين يسمون في الإسلام أهل الشورى أهل الحل والعقد الذين يسمون عند الأمم الأخرى بنواب الأمة )) .
    ويعرفهم الشيخ شلتوت بأنهم : (( أهل النظر الذين عرفوا في الأمة بكمال الاختصاص في بحث الشئون وإدراك المصالح والغيرة عليها كأصحاب القضاء ، وقواد الجيش ورجال المال والاقتصاد والسياسة وغيرهم من الذين عرفوا في تخصصهم بنضج الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة والمران ، فهؤلاء هم أولو الأمر في الأمة وهم الذين يجب على الأمة أن تعرفهم بآثارهم وتمنحهم ثقتها و تنبيهم عنها في نظمها وتشريعها والهيمنة على حياتها وهم الوسيلة الدائمة في نظر الإسلام لمعرفة ما تسوس به الأمة أمورها فيما لم يرد من المصادر السماوية الحاسمة وهم أهل الإجماع الذين يكون اتفاقهم حجة يجب النزول عليها )) .
    ويقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي : (( وهم الحائزون لثقة العامة الذين يطمئن إليهم الناس لإخلاصهم ونصحهم وأمانتهم وأهليتهم والذين تضمن مشاركتهم في أقضية الحكومة أن الأمة ستمد إلى الحكومة يد التعاون في تنفيذ هذه الأقضية )) .
    وهذا ما انتهى إليه أيضاً رأي الأستاذ عبد القادر عودة حيث يقول : (( لأولياء الأمور مثلاً أن يعرفوا رأي الشعب عن طريق رؤساء الأسر والعشائر أو عن طريق ممثلي الطوائف أن يأخذوا رأي الأفراد الذين تتوافر فيهم صفات معينة )) .
    ونحن إذا أردنا أن نحلل الآراء السابقة لوجدنا أقربها إلى الصواب وأكثرها تحقيقاً للأهداف المنشودة والتي ترمي إليها مرونة القواعد الشرعية والنصية والمستنبطة من مواءمة لمختلف الأزمان والبيئات ، هي الآراء التي توسع من دائرة أهل الحل والعقد بحيث تشمل وجوه الاختصاص في كل ناحية من نواحي الحياة المختلفة حتى تأتي هذه الهيئة ممثلة للأمة أصدق تمثيل .

    الشروط المتطلبة في أهل الشورى :

    مما لاشك فيه أن أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تستلزم نظمها أن تتوافر في أعضائها شروطاً معينة سواء من ناحية الكيف بضرورة اكتسابهم لأوصاف معينة أو من ناحية الكم بتحديدهم بعدد معين أو نسب محددة .
    وفقهاء الشريعة الإسلامية لم يهملوا جانب الكيف بل لا نكون مبالغين إذا قلنا انهم أول من طالب بوجوب توافر شروط معينة في الحاكم الأعلى للدولة أو الوزراء أهل الشورى وأصحاب القضاة والولاء إلى غير ذلك . وهم في ذلك قد أفاضوا القول أحاطوا بكل الصفات الموضوعية التي لا يتأتي معها قصور أو نقص ، ولكنهم في جانب الكم جاءت أقوالهم مبهمة في سياق الكلام عن انعقاد الإمامة والعدد الذي تنعقد به مما لا يمكن معه الاستنتاج السليم في التحديد المطلوب لأهل الشورى .

    شروط أهل الشورى من حيث الكيف :

    قد يكون الماوردى هو أول من أوجب توافر شروط معينة في أهل الشورى في سياق حديثه عن اختيار الخليفة أو الإمام ، وهذه الشروط التي استلزمها تعتبر إجمالا جامعاً لتفصيل أورده من جاء بعده وذلك حيث يقول : (( أما أهل الاختيار فالشروط المعتبرة فيهم ثلاثة ، العدالة الجامعة لشروطهم ، العم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها ، الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة اصلح .
    والإمام محمد عبده حين أوجب طاعتهم اشترط أن يكونوا منا أي من المسلمين ، وإلا يخالفوا نصوص القران والسنة ، وان يكونوا مختارين في آرائهم .
    ويقول الشيخ محمود شلتوت : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي الحياة المختلفة )).
    وبعض المعاصرين لخصوا الشروط في شرطين فقط . (( العلم والقبول عند الناس )) (( الأخلاق الدينية والثقافة العامة )) وهذا التلخيص معيب خاصة فيما يتعلق بالثقافة العامة إذ يجب أن تكون التعبيرات محددة وموضحه والمقصود منها . ولقد عاب البعض على السلف إتيانهم بألفاظ مبهمة عند تحديدهم لفئات أو أوصاف أهل الشورى مثل (( الرؤساء )) ، و (( وجوه الناس )) . ويفهم من تلخيصات الدكتور عبد الحميد متولي أنه يحمل الشروط الثلاثة التي أوردها الماوردى في شرط واحد فقط هي (( الحكمة )) . ومما اخذ على الدكتور قوله أن مسالة شروط أهل الشورى ليست في جوهرها مسالة دينية أو فقهية أو قانونية إنما هي مشكلة اجتماعية سياسية يتقرر فيها الرأي أساس بناء على ما تقتضيه ظروف البيئة الاجتماعية والسياسية في زمان ما ومكان ما . وقد اعترض على هذا الرأي على أساس عدم التسليم به على إطلاقه لان العنصر الأخلاقي عنصر دائم في الإسلام .
    ولكن الشروط التي قال بها علماء المسلمين من المرونة بحيث تسري في كل زمان ومكان إذ أنها تمثل أساسا في العدالة التي هي الأخلاق الدينية الفاضلة والعلم بمتطلبات المهمة المنوطة بالعضو والرأي المفضي إلى اتخاذ القرار السليم . ومن ثم فإن لولاة الأمر أن يفصلوا هذه الشروط وان يزيدوا عليها دون أن يمسوا بجوهرها . فلهم اشتراط مؤهل معين أو بلوغ سن معينة أو غير ذلك .
    والجدير بالذكر : (( أن علماء الشريعة الإسلامية لم يشترطوا نصاباً مالاً معيناً ، واستبعدوا غير المثقف لأنهم يكون غير قادر على الاختيار )) ويرى البعض جوزا أن يكون من بين أولي الأمر من هم على غير دين المسلمين خاصة من أهل الكتاب : (( لأنهم يستطيعون أن يكونوا خبراء أهل تخصص في كثير من فروع النشاط المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين )) ومع أن هذا الرأي قد استشهد بالقران الكريم الذي احل لنا طعامهم أباح لنا التزوج منهم ، إلا انه قد بنى رأيه على ما وصل إليه العصر الحديث من تقرير لحقوق الإنسان التي لا تأتي باختلاف الجنس أو اللغة أو الدين . ونحن وان جاز لنا أن نجاري هذا الرأي في النتيجة التي يرمي إليها إلا أننا لا نتفق معه في الأساس الذي اعتمد عليه لأننا لو سلمنا معه بان مبادئ حقوق الإنسان التي وصل إليها العصر الحديث هي التي تجيز لنا هذا الاستثناء لكان معنى ذلك – بمفهوم المخالفة – أن شريعتنا الإسلامية لا تجيز هذا وإننا قد تلمسناه في غيرها وهذا ما يناقض روح الشريعة الإسلامية وسوابقها العملية فالتسامح الإسلامي الذي يكفل حرية الاعتقاد وحرية إقامة الشعائر والعبادات وإبداء الرأي والمساواة ، وهي جماع الأصول التي قامت عليها الديمقراطيات الحديثة وجاع المبادئ التي تضمنها إعلان حقوق الإنسان ، قد سبق العمل بها في مراحل الخلافة الإسلامية والتي يشير إليها بحث متخصص في هذا الشأن . (( فقد تولى كثير من المسيحيين المناصب الكبرى في العصر العباسي فتولى أبو إسحاق الصابي منصب الكاتب ( الوزير ) وكان من أسمى المناصب ، كما كان نصر بن هارون وزير عضد الدولة مسيحياً ، وتولى الأقباط المصريون في ظل الحكومة الإسلامية المناصب الكبيرة ومعظم الوظائف الإدارية ، ففي عصر عبدا لعزيز بن مروان كان هناك كاتبان أحدهما لإدارة مصر العليا أي الوجه القبلي ، والآخر لإدارة مصر السفلى أي الوجه البحري ، كما تولى الأقباط مناصب ولاة الأقاليم فقد ذكر أن مسيحياً تولى حكم الإسكندرية في عهد الخليفة يزيد .
    وبذلك نستطيع القول بان التسامح الإسلامي وسوابقه العملية التي ساعدت على انتشار ومكنت لحكمه في فتوحاته الواسعة يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :
    1. أنهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .
    2. أنهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
    3. أن نسبتهم غالباً ما تكون ضئيلة فلا يخشى منها في اتخاذ قرار .
    4. أن ذلك يقطع السنة من يريدون تجريح الإسلام والنيل منه ، ويوصد الباب أما من يتلمسون أسانيدهم بعيدا عن روحه وأصوله .

    شروط أهل الشورى من حيث الكم :

    تكلم علماء السلف عن أهل الشورى عند بحثهم للعدد المطلوب لصحة عقد الإمامة من أهل الحل والعقد ، أو أهل الاختيار ويبدوا أن الماوردى قد أجمل الأقوال السابقة عليه والمعاصرة له بقوله: (( اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون الرضا به عاما ً والتسليم لإمامته إجماعاً )) ثم يعقب على ذلك بقوله : وهذا رأى مدفوع ببيعة أبى بطر الصديق رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر قدوم غائب عنها . وقالت طائفة اقل تنعقد به الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بأمرين ، أحدهما : أن بيعة أبى بكر رضي الله عنه انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها وهم عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسالم مولى ابن حذيفة . والثاني : أن عمر رضي الله عنه جعل الشورى في ستة ليعقدها أحدهم برضا خمسة . وهذا قول أكثر الفقهاء والمتكلمين من أهل البصرة . وقد قال آخرون من علماء الكوفة تنعقد بثلاثة يتولاها أحدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين كما يصح عقد النكاح بولي وشاهدين . وقالت طائفة تنعقد بواحد لأن العباس قال لعلي رضوان الله عليهما . امدد يدك أبايعك فبقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان . و لأنه حم وحكم الواحد نافذ )) .

    وقد ذهب أبو بكر الأصم إلى أن الإمامة لا تنعقد إلا بإجماع الأمة عن بكرة أبيهم . وهذا أيضا ما نقل عن هشام بن عمر القوطي الذي قال أن الإمامة لا تنعقد في أوقات الفتنة والخلاف .
    وقال الثوبانية من المرجئة أن الإمامة لا تثبت إلا بإجماع الأمة . وكان سليمان بن جرير الزيدي الشيعي يقول أن الإمامة شورى فيما بين الخلق ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين .
    ويظهر مما حكاه ابن خلدون أن هذا كان رأي الصحابة الذين اعترضوا على مبايعة علي لافتراق باقي الصحابة أهل الحل والعقد بالآفاق ولم يحضر إلا قليل .
    وعند الشافعية أن اقل عدد يمكن أن تعقد به الإمامة أربعون قياساً على ما تصح به صلاة الجمعة.
    ونستطيع أن نحصر آراء العلماء في الاتجاهات التالية :
    اتجاه يرى أن اختيار الإمام لابد أن يكون بإجماع الأمة عن بكرة أبيها وهو بهذا يشبه الديمقراطية المباشرة .
    واتجاه يرى أن الإمامة لا تنعقد إلا باتفاق أهل الحل والعقد من كل بلد وهذا يشبه الديمقراطية النيابية .
    والاتجاه الثالث هو الذي يحاول تحديد أهل الاختيار بعدد محدد قياساً على بعض العقود والأحكام .
    وقد انفرد الإمام مالك باعتبار أهل الحل والعقد هم أهل الحرمين مكة والمدينة . وحدهم القلانسي بعلماء الأمة الذين يحضرون موضع الإمام .

    وكل هذه الاتجاهات تنصب أساساً على أهل الحل والعقد باعتبارهم هيئة اختيار الإمام أو الخليفة .وتنوع هذه الاتجاهات إنما يدل دلالة قاطعة على ثراء الفقه الإسلامي وشموله واتساعه بحيث تستطيع كل بيئة ويستطيع كل عصر أن يأخذا منه ما يناسب كل منهما خاصة فيما يتعلق بتنصيب الحاكم الأعلى للدولة (*) .

    -------------------------------------------------

    (*) د. زكريا عبد المنعم ابراهيم الخطيب ، ص 53 – 66 .


    الخاتمة :

    تناولت في بحثي هذا عن الشورى وتوصلت إلى عدة نتائج أراء من خلال اختياري لهذا الموضوع :



    1. في المشاورة فوائد عديدة منها : تأليف قلوبهم وإشاعة المودة بينهم نتيجة للمشاورة ، و تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لآن الرسول عليه السلام الأسوة الحسنة لهم , فإذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها .

    2. ذكرت في القران سوره اسمها الشورى وفي هذه السورة يبين الله تعالى أن الشورى هي إحدى الدعائم الهامة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وما حملت السورة هذا الاسم إلا لبيان العناية بالشورى والتنبيه إلى عظيم أهميتها .

    3. يرى فقهاء الإسلام المعاصرين أن أهل الشورى هم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل .

    4. يرى الشيخ محمود شلتوت أن من صفات أهل الشورى : (( أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي
    الحياة المختلفة )).

    5. يجيز أن يكون من بين أهل الشورى من هم على غير ديننا من إخواننا من أهل الكتاب ماداموا مستوفين للشروط الأخرى وذلك لأسباب أهمها :

    ‌أ- انهم أهل خبرة وتخصص في كثير من نشاطات الحياة المختلفة كغيرهم من إخوانهم المسلمين .
    ‌ب- انهم يمثلون نسبة من المواطنين لهم مالنا وعليهم ما علينا .

    وأتمنى أن أكون قد وفقت في اختيار هذا الموضوع .


    المصادر والمراجع :

    1. د. زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب , نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة . مطبعة السعادة , 1405- 1985 م ,ص16-18 .
    2. د . يعقوب محمد المليجي ، مبدأ الشورى في الإسلام ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الأسكندرية ، ص 83-93 .
    3. علي محمد لاغا ، الشورى والديمقراطية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 1403ه- 1983م ، ص16- 18 .

  4. #14
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    دار الخير
    المشاركات
    13

    افتراضي

    السلام عليكم
    ابا بحث عن غزوة الأحزاب
    و اللي يقدر يفيدني الله يجزاه خير

  5. #15
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    |[ الاماآارت ~ أبوظبـي ]|
    المشاركات
    1,211

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بني ياسية مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ابا بحث عن غزوة الأحزاب
    و اللي يقدر يفيدني الله يجزاه خير
    غزوة الخندق (الأحزاب)

    وكانت في شوال سنة خمس من الهجرة النبوية المباركة.

    وذلك ان نفراً من اليهود منهم: سلام بن أبي الحقيق النضيريّ، وحييّ بن أخطب، وكنانة بن الربيع، وهوذة بن قيس الوالبي، وأبو عمارة الوالبي في نفر من بني النضير، ونفر من بني وائل، خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فقالوا لهم: انّ محمداً قد وترنا ووتركم، وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا، وأجلا بني عمنا بني قينقاع، فسيروا في الأرض وأجمعوا حلفاءكم وغيرهم حتى نسير إليهم، فإنه قد بقي من قومنا بيثرب سبعمائة مقاتل وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق، وإنّا نحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد ويكونون معنا عليهم، فتأتونه أنتم من فوق، وهم من أسفل، وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمىّ ببئر بني المطّلب، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله.

    فقالت لهم قريش : يا معشر اليهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أديننا خير أم دينه؟

    قالوا : بل دينكم خير من دينه، وانكم أولى بالحق منه.

    فأنزل اللّه تعالى فيهم ـ على رواية ـ: (ألم تر إلى الذين اُوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً)(1) إلى قوله: (وكفى بجهنّم سعيراً)(2).

    فلما قالوا ذلك لقريش سرّهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول اللّه(ص).

    وجاءهم أبو سفيان فقال لهم: قد مكّنكم اللّه من عدوّكم، هذه اليهود تقاتل معكم ولن تنفك عنكم حتى نأتي على جميعهم، أو نستأصلهم، فاجتمعوا لذلك واتعدوا له.

    ثم خرج ذلك النفر من اليهود حتى أتوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم إلى حرب رسول اللّه (ص) وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه، وأنّ قريشاً قد تابعوهم على ذلك.

    فخرجت قريش وقائدهم إذ ذاك أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني قرارة، والحارث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن دخيلة فيمن تابعه من قومه من أشجع، وتوجّهوا في عشرة آلاف، وقيل: في ثمانية عشر ألف رجل، نحو المدينة.

    المشورة تهدي إلى الظفر

    فلما سمع بهم رسول اللّه (ص) استشار أصحابه، فكان رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إن جاءوا إليهم على أنقابها.

    فأشار سلمان الفارسي بالخندق واستحسنه القوم، ونزل جبرئيل على رسول اللّه (ص) بصواب رأي سلمان.

    فخرج رسول اللّه (ص) فحدّد حفر الخندق من ناحية اُحد إلى راتج، حيث كان سائر أنحاء المدينة مشبك بالنخيل والبنيان، وخطّ موضع الحفر بخط على الأرض، فضرب الخندق على المدينة فعمل فيه رسول اللّه (ص) ترغيباً للمسلمين في الأجر فحفر بنفسه في موضع المهاجرين، وعلي (ع) ينقل التراب من الحفرة، حتى عرق رسول اللّه (ص) وعيى وقال: (لا عيش إلا عيش الآخرة، اللّهم اغفر للأنصار والمهاجرين).

    فقالوا مجيبين له:

    (نحن الذين بايعوا محمدا على الجهـاد مـا بقـيـنا أبدا)

    وكان سلمان رجلاً قويّاً، فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقالت الأنصار: سلمان منّا، فقال النبي (ص): (سلمان منّا أهل البيت).

    وكان لكل عشرة منهم أربعون ذراعاً يحفرونها، فبدأ رسول اللّه (ص) فعمل فيه وعمل فيه المسلمون، فدأب فيه فدأبوا.

    وأبطأ عن رسول اللّه (ص) وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين، وجعلوا يورّون بالضعف عن العمل، ويتسلّلون إلى أهليهم بغير علم من رسول اللّه (ص) ولا إذن.

    وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة من الحاجة التي لابدّ منها ذكرها لرسول اللّه (ص) واستأذنه باللحوق بحاجته فيأذن له، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبةً في الخير واحتساباً لـــه، فأنزل اللّه في اُولئك المؤمنين: (إنّما المؤمنون الذين آمنوا باللّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه)(3).

    ثم قال تعالى في المنافقين الذين كانوا يتسلّلون من العمل ويذهبون بغير إذن: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم اللّه الذين يتسلّلون منكم لواذاً)(4).

    وكان الذي أشار بالخندق سلمان فقال: يا رسول اللّه، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، ولم تكن تعرفه العرب قبل ذلك، ولذا قال المشركون لما رأوا الخندق: انها مكيدة فارسية ما كانت العرب تكيدها.

    النبي (ص) يجوع ليَشبع الآخرون

    قال علي (ع) : كنا مع النبي (ص) في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة(ع) ومعها كسرة من خبز، فدفعتها إلى النبي (ص) فقال: يا فاطمة ما هذه؟

    قالت (ص): قرص خَبَزته للحسن والحسين (عليه السلام) جئتك منه بهذه الكسرة.

    فقال النبي (ص): أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث.

    بوارق الفتح

    وبينا المهاجرون والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل فيه المعاول، فبعثوا جابر بن عبداللّه الأنصاري إلى رسول اللّه (ص) يعلمه بذلك.

    قال جابر: فجئت إلى رسول اللّه (ص) وقد شدّ على بطنه حجر المجاعة، وأخبرته بالخبر.

    فأقبل (ص) ودعا بماء في اناء، فشرب منه ثم مجّ ذلك الماء في فيه، ثم صبه على ذلك الحجر، ثم أخذ معولاً فقال: بسم اللّه، فضرب ضربة، فبرقت برقة، فنظرنا فيها إلى قصور الشام، ثم ضرب اُخرى فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب اُخرى فبرقت برقة اُخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن.

    فقال رسول اللّه (ص): أما انه سيفتح اللّه عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرقة، ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل.

    في ضيافة جابر

    قال جابر : فلما رأيت رسول اللّه (ص) قد شدّ على بطنه حجراً علمتُ بأنه جائع، فقلت له: يا رسول اللّه هل لك في الغداء؟

    قال (ص) : ما عندك يا جابر؟

    قلت : عناق وصاع من شعير.

    قال (ص) تقدّم وأصلح ما عندك.

    قال جابر : فجئتُ إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير، وذبحت العنز وسلختها، وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوّي، فلما فرغت من ذلك، جئت إلى رسول اللّه (ص) فقلت: بأبي واُمّي أنت يا رسول اللّه قد فرغنا، فاحضر مع من أحببت.

    فقام رسول اللّه (ص) إلى شفير الخندق ثم قال: يا معاشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابراً، وكان في الخندق سبعمائة رجل، فخرجوا كلّهم! ثم لم يمرّ (ص) بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال: أجيبوا جابراً!

    قال جابر:فأسرعت إلى البيت وقلت لأهلي:قد واللّه أتاك رسول اللّه (ص) بما لاقبل لك به.

    فقالت : هل أنت أعلمته بما عندنا؟

    قال : نعم.

    قالت : هو أعلم بما أتى.

    قال جابر: فدخل رسول اللّه (ص) فنظر في القدر، ثم نظر في التنور، ثم دعى بصحفة فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر أدخل عليّ عشرة، فأدخلت عشرة، فأكلوا حتى نهلوا، وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم.

    ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته بالذراع فأكلوه.

    ثم قال: أدخل عليّ عشرة، فدخلوا فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم.

    ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته فأكلوا وخرجوا.

    ثم قال: أدخل عليّ عشرة، فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة إلا آثار أصابعهم.

    ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته بالذراع فتعجّبت وقلت: يا رسول اللّه كم للشاة من ذراع؟

    قال (ص) : ذراعان.

    قلت : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لقد أتيتك بثلاثة.

    فقال : أما لو سكتّ يا جابر لأكلوا كلهم من الذراع.

    قال جابر: فأقبلت اُدخل عليه عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم، وبقي واللّه لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياماً.

    المشركون ومحاصرة المدينة

    قال : وحفر رسول اللّه (ص) الخندق وأتمّه قبل قدوم قريش بثلاثة أيام، وقد طال حفره مايقارب من شهر واحد، وذلك بعد أن جعل له ثمانية أبواب، وجعل على كل باب رجلاً من المهاجرين ورجلاً من الأنصار مع جماعة يحفظونه.

    ثم ضرب (ص) عسكره هناك وكانوا ثلاثة آلاف، فجعل الخندق أمامه، وجعل ظهره إلى سلع وهو جبل بالمدينة، وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام، وذلك بعد أن استعمل ابن اُمّ مكتوم على المدينة.

    وقدمت الأحزاب وعلى رأسهم قريش ومعهم حييّ بن أخطب، فلما نزلوا العقيق جاء حييّ بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل، وكانوا في حصنهم وقد تمسّكوا بما عاهدوا عليه رسول اللّه (ص) فدقّ باب الحصن، فسمعه كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة وعهدهم، وكان هو بنفسه الذي وادع رسول اللّه (ص) على قومه وعاقده على ذلك، فعرف انه حييّ بن أخطب، فأغلق دونه باب حصنه، فاستأذن عليه، فأبى أن يفتح له.

    فناداه حييّ: ويحك يا كعب افتح لي.

    قال : ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم، واني قد عاهدت محمداً، وانك لست بناقض مابيني وبينه ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً.

    قال : ويحك افتح لي اُكلّمك.

    فقال : ما أنا بفاعل.

    قال حييّ، وقد فكّر في كلام يثير به كعب: واللّه ما أغلقت الباب دوني إلا عن جشيشتك التي في التنور تخاف أن آكل منها.

    فأحفظ الرجل ففتح له وقال: لعنك اللّه لقد دخلت عليّ من باب دقيق.

    فقال حييّ: ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من دومة، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نَقَمى إلى جانب اُحد قـــد عاهدوني وعاقدوني ألا يبرحوا حتى يستأصلوا محمداً ومن معه.

    قال كعب : جئتني واللّه بذلّ الدهر وبجهام قد هرق ماؤه، فهو يرعد ويبرق وليس فيه شيء، ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً.

    فلم يزل حيي يفتله في الذروة والغارب ويقول له: بأن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً، وان فاتك هذا الوقت لاتدرك مثله أبداً، حتى سمع له على أن أعطاه عهداً من اللّه وميثاقاً لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك.

    وبهذا تمكّن حيي من اقناع كعب، فلما اقتنع كعب بذلك أرسل إلى كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود وقال لهم: ما ترون؟

    قالوا : أنت سيّدنا وصاحب عهدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أو خرجت كنا معك.

    فقال لهم (ابن باطا) وكان أحد رؤسائهم: انه قرأ في التوراة وصف هذا النبي وانه لو ناوته الجبال الرواسي لغلبها، فلا يهولنّه هؤلاء وجمعهم، وحذرهم مغبّة نقضهم العهد معه.

    وهنا انبرى حيي وقال: ليس هذا ذاك، ذلك النبي من بني إسرائيل، وهذا من العرب، ومازال يقلّبهم عن رأيهم حتى أجابوه، ثم طلب حييّ الكتاب الذي كان بينهم وبين رسول اللّه (ص) فمزّقه وقال: قد وقع الأمر فتجهّزوا للقتال، فنقضوا عهدهم وعزموا على القتال.

    وجاء حييّ بن أخطب إلى أبي سفيان والأحزاب فأخبرهم بنقض بني قريظة عهدهم ففرحوا بذلك.

    بني قريظة يعلنون خيانتهم

    ثم بدأ بنو قريظة يظهرون خيانتهم ونقضهم للعهد، وحاولوا أن يغيروا على المدينة من منافذها المؤدية إلى مساكن النساء والأطفال فبعثوا أحدهم ليطّلع على المنافذ ويخبرهم بها.

    وفي أثناء استطلاعه بصرت به صفية بنت عبدالمطلب وهي مع جماعة من النسوة والأطفال وفيهم حسان بن ثابت كانوا في حصن فارع حصن حسّان بن ثابت، فقالت لحسّان: لو نزلت إلى هذا اليهودي لتقتله، فإنه يريد أن يدلّ بني قريظة على المنافذ المؤدية إلى الحصن.

    فقال حسّان: يا بنت عبدالمطلب لقد علمت ما أنا بصاحب هذا.

    وهنا تحزّمت صفية ثم نزلت وأخذت عموداً وقتلته به، ثم عادت إلى الحصن وقالت لحسّان: الآن فاخرج واسلبه.

    أجابها حسّان : لا حاجة لي في سلبه.

    النبي (ص) وأخبار بني قريظة

    ولما نقض بنو قريظة عهدهم، انتهى خبرهم إلى رسول اللّه (ص) فبعث إليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وعبداللّه بن رواحة وخوّات بن جُبير وقال: انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس.

    فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، ونالوا من رسول اللّه (ص) وقالوا: من رسول اللّه؟ لاعهد بيننا وبين محمد ولا عقد.

    فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلاً فيه حدة.

    فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.

    ثم أقبل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومن معهما إلى رسول اللّه (ص) فسلموا عليه ثم قالوا: عضل والقارة. أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع.

    فقال رسول اللّه (ص): اللّه أكبر أبشروا بنصر اللّه يا معشر المسلمين، وكان (ص) يبعث الحرس إلى المدينة خوفاً على الذراري من بني قريظة.

    لكن عظم على المسلمين البلاء واشتدّ الخوف عندما أتاهم عدوّهم من فوقهم ومن أسفل منهم وحاصروهم حول الخندق حتى ظن المؤمنون كل ظن، ونجم النفاق من بعض المنافقين حتى قال بعضهم: قد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب لقضاء حاجته. وأنزل اللّه تعالى: (وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرض ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً)(5).

    وقال رجال معه: (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا).

    وقال بعضهم: يا رسول اللّه ان بيوتنا عورة من العدو، فائذن لنا فنرجع إلى ديارنا فإنها خارج المدينة، فأنزل اللّه سبحانه: (وما هي بعورة إن يريدوا إلاّ فراراً).

    مفاوضات عسكرية

    فلمّا اشتدّ البلاء على المسلمين من كثرة الأحزاب وطول محاصرتهم، بعث رسول اللّه (ص) إلى عيينة بن حصن وإلى الحارث بن عوف وهما قائدا غطفان، ففاوضهما بأن يعطيهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا بمن معهما عنه وعن أصحابه، وذلك ليفتّ في عضد المشركين، فجرى بينه وبينهما مذاكرة الصلح، ولم تقم الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك.

    فبعث رسول اللّه إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه، فقالا : يا رسول اللّه أمراً تحبه فنصنعه، أم شيئاً أمرك اللّه به لابدّ لنا من العمل به فافعله، أم شيئاً تصنعه لنا؟

    قال (ص) : بل شيء أصنعه لكم، وما أصنع ذلك إلا لأنّي رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وجاؤوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرمّا.

    فقال له سعد بن معاذ: يا رسول اللّه قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك باللّه وعبادة الأوثان ولا نعبد اللّه ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من ثمرنا تمرة إلا قرى أو بيعاً، أفحين أكرمنا اللّه بالإسلام وهدانا به نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، واللّه لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم اللّه بيننا وبينهم بحكمه.

    فقال رسول اللّه (ص): الآن قد عرفت ما عندكم، فكونوا على ما أنتم عليه، فإن اللّه تعالى لن يخذل نبيّه ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده.

    وكان هذا بالإضافة إلى الفتّ في أعضاد المشركين، واستخبار معنويات المسلمين، تعليماً من الرسول (ص) في استشارة الحكام أهل الخبرة أيضاً.

    بدء القتال

    ولما علم رسول اللّه (ص) عزم أصحابه وعلوّ معنوياتهم رغم طول المحاصرة حيث دامت بضعاً وعشرين ليلة ولم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصى، قام (ص) يشجّع اُولئك الذين أصابهم الضعف والوهن خوفاً من المشركين، ويحرّضهم على جهادهم، ويعدهم النصر من اللّه تعالى، ويحثهم بذلك على المجابهة إذا نشب القتال.

    وفي هذه الأثناء انتدبت فوارس من قريش، وعلى رأسهم فارس يليل: عمرو بن عبدود العامري، خرج مُعلماً ليرى مشهده، وكان يعدّ بألف فارس، فأقبلوا على خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: واللّه إنّ هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، وكان عمرو العامري هذا ومن معه أول من عبر الخندق.

    فخرج علي بن أبي طالب (ع) في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منها ومنعوا من عبور الآخرين، وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم.

    وكان عمرو بن عبدود ينادي تارة: ألا رجل يبارزني؟

    ويصرخ اُخرى: أين جنّتكم التي تزعمون انّ من قتل منكم دخلها؟ ويرتجز ثالثة ويقول:

    ولقد بُححـــــــت من النـــداء بجـــمعكم هــــــل من مبارز؟

    ووقفت إذ جبـــــن الشـــجاع مـــــواقــــف البطـــل المناجز

    انـــــي كـــــــذلــك لـــــم أزل متســــــرّعاً نحــــو الهــزاهز

    إن الشــــــــجاعة في الــفتى والجــــــــود من خيـر الغرائز


    الايمان كله مع الشرك كله

    وفي كل مرة يطلب عمرو المبارزة، كان رسول اللّه (ص) يقول لأصحابه: أيّكم يبرز إلى عمرو؟ وأضمن له على اللّه الجنّة؟

    وفي كل مرة يقوم علي بن أبي طالب (ع) ويقول: أنا له يا رسول اللّه، فيأمره بالجلوس انتظاراً منه ليتحرّك غيره، والمسلمون ناكسوا رؤوسهم كأنّ على رؤوسهم الطير، لمكان عمرو بن عبدود.

    فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام علي (ع) قال له رسول اللّه (ص): يا علي هذا عمرو بن عبدود فارس يليل.

    قال : وأنا علي بن أبي طالب.

    فقال (ص): إذن اُدن منّي يا علي، فدنى منه، فنزع (ص) عمامته من رأسه وعمّمه بها، وأعطاه سيفه ذاالفقار وقال له: (اذهب وقاتل بهذا).

    ثم رفع (ص) يديه نحو السماء وقال: (لاللّهمّ انّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطلب يوم اُحُد، وهذا أخي علي بن أبي طالب، ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين، اللّهمّ أعنه، اللّهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته).

    فلما برز علي (ع) قال (ص): (برز الايمان كله إلى الشرك كله)(6).

    ولما برز علي بن أبي طالب (ع) إلى عمرو، برز وهو يهرول في مشيته ويرتجز ويقول مجيباً لعمرو:

    لاتعجــــلنّ فقــد أتــــــــاك مجيــــب صـــوتك غيــر عاجز

    ذو نـــــيّة وبـصـــــــــيرة والصـــــدق منـــــجى كـــلّ فائز

    اني لأرجـــــو أن اُقــيــــم عليــــــــك نـائحـــــــة الجــنائز

    من ضــربة نجــلاء يـبقى ذكــــــــرهـــا عنـــــد الهــــزاهز


    على أعتاب المصاولة

    ولما اقترب علي (ع) من عمرو، قال له عمرو: من أنت؟

    قال : أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه (ص) وختنه.

    قال : واللّه انّ أباك كان لي صديقاً، واني أكره أن أقتلك، ما أمن ابن عمّك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا، فأتركك بين السماء والأرض لا حيّاً ولا ميّتاً؟

    فأجابه علي (ع) قائلاً : قد علم ابن عمّي انك إن قتلتني دخلتُ الجنّة وأنت في النار، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنّة.

    فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي، تلك إذن قسمةٌ ضيزى.

    فقال علي (ع): دع هذا يا عمرو، اني سمعتك تقول: لا يعرض عليّ أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها، وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة.

    قال عمرو : هات يا علي.

    قال (ع) : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمداً رسول اللّه.

    قال : نحّ عني هذا، فأين ما أنفقت فيكم مالاً لبداً؟ وكان قد أنفق مالاً في الصدّ عن سبيل اللّه فأنزل اللّه فيه: (يقول أهلكت مالاً لبداً)(7).

    قال (ع) : فالثانية : أن ترجع من حيث جئت وترد هذا الجيش عن رسول اللّه (ص)، فإن يك صادقاً فأنتم أعلى به عيناً، وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره.

    قال : إذن تتحدّث نساء قريش بأني جبنت ورجعت.

    قال (ع): فالثالثة: أن تنزل إليّ وتقاتلني، فإني راجل وأنت راكب.

    فنزل عمرو عن فرسه وعرقبه وقال: هذه خصلة ما كنت أظن انّ أحداً من العرب يسومني عليها، واني لأكره أن أقتل رجلاً كريماً مثلك، وقد كان أبوك لي صديقاً.

    قال علي (ع): لكني اُحبّ أن أقتلك.

    فغضب عندها عمرو وبدأ بالقتال فضرب علياً (ع) بالسيف على رأسه، فاتقاه بالدرقة فقطعها، وثبت السيف على رأسه (ع).

    ثم بدره علي (ع) فضربه على ساقيه فقطعهما جميعاً، وارتفعت بينهما عجاجة، وكبّر علي (ع).

    فانكشف من كان مع عمرو حتى عبروا الخندق منهزمين، فوقع نوفل بن عبدالعزّى في الخندق، فطعنه علي (ع) في ترقوته فمات في الخندق.

    ضربة علي (ع) يوم الخندق

    ولما انكشفت العجاجة نظروا فإذا بعلي (ع) على صدر عمرو قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه، فلمّا همّ أن يذبحه تركه وقام فخطا خطوات ثم رجع إليه وأخذ بلحيته ثانية ليذبحه وهو يكبّر اللّه ويمجّده، فقال له عمرو: يا علي إذا قتلتني فلا تسلبني حلّتي.

    فقال (ع): هي أهون عليّ من ذلك، فذبحه وتركه، ثم أخذ رأسه وأقبل نحو رسول اللّه (ص) والدماء تسيل على رأس علي (ع) من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول والرأس بيده:

    أنا علي وابن عبدالمطلب الموت خير للفتى من الهرب

    يقول ذلك وهو يخطر في مشيته.

    فقال بعض: ألا ترى يا رسول اللّه إلى عليّ كيف يتبختر في مشيه؟

    فقال رسول اللّه (ص): انها لمشية لا يمقتها اللّه في هذا المقام.

    ثم استقبله رسول اللّه (ص) ومسح الغبار عن عينيه وقال له: أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل اُمّة محمد لرجح عملك بعملهم، وذاك انه لم يبق بيت من المشركين إلاّ وقد دخله ذلّ بقتل عمرو، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عزّ بقتل عمرو.

    ثم قال (ص) : ضربة علي (ع) يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.

    وسُمع منادياً ينادي ـ ولا يرى شخصه ـ يقول:

    قتل علـــــي عمرا قصـــــم علي ظهراً

    ابرم علي أمراً

    ووقعت الهزيمة بالمشركين وتفرّقت الأحزاب خائفين مرعوبين.

    فقال رسول اللّه (ص): الآن نغزوهم ولا يغزونا، فكان كما قال (ص) فلم يغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو يغزوهم حتى فتح اللّه عليهم مكّة.

    ولما سألوا علياً (ع) عن سبب قيامه عن صدر عمرو ثم العود إليه ثانية، وعن تركه سلبه؟

    قال (ع) : ان عمرواً تجاسر عليه مما أثار غضبه، فقام يخطو خطوات يطفىء بها غضبه ليكون قتله إيّاه خالصاً لوجه اللّه تعالى لا يشوبه شيء من التشفي والإنتقام لنفسه، كما انه ترك سلبه، لأن عمرواً قد سأله ذلك وطلب منه أن لايسلبه بعد قتله.

    ضربتان : أعزّ وأشأم

    روى الأودي قال : سمعت ابن عياش يقول: لقد ضَرب عليّ (ع) ضربة ما كان في الإسلام ضربة أعزّ منها، يعني بها ضربة عمرو بن عبدود العامري، ولقد ضُرب علي (ع) ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها، يعني بها ضربة ابن ملجم المرادي، وفي قتل عمرو بن عبدود يقول حسّان بن ثابت:

    أمســــــــى الفتى عمــرو بـن عبد يبتغي بجــــــــــنوب يثــرب غـــــارة لم تنظر

    ولقد وجــــدت ســـيوفنا مشــــــــــــهورة ولقـــــد وجـــــدت جـيــــــادنا لم تقصر

    ولقـــــد رأيــــت غـــــــداة بــــــدر عصبة ضربوك ضرباً غير ضـــرب المخســــر

    أصــــبحت لا تـــــدعى ليــــوم عظــــيمة يا عمـــــرو أو لجســــــــيم أمــــر منكر


    فسمعه أحد بني عامر فأجابه وهو يرد عليه افتخاره بالأنصار قائلاً:

    كـــذبتم وبــــيت اللّـــه لم تقتــــــلوننا ولكن بســـــــيف الهاشــــميين فافخروا

    بســـيف ابن عبداللّه أحمد في الــوغا بكف علــــــــيّ نلــتمُ ذاك فاقصـــــــــروا

    فلم تقتلوا عمرو بن عبد ببأســــــــكم ولكنــــــــــه الكفـــــو الهــزبر الغضــنفر

    عليّ الذي في الفخــــر طال بنــــــاؤه ولا تكثـــــتروا الــدعـوى علينا فتحـقروا


    مع ابنة عبدود

    وروي انه لما قتل علي (ع) عمرو بن عبدودّ نعي إلى اُخته عمرة بنت عبدود، فلما جاءت إليه ورأته على حلّته لم يسلبه قاتله، قالت: من ذا الذي اجترأ عليه؟

    قالوا لها : علي بن أبي طالب.

    قالت : لم يعد موته إلا على يد كفو كريم، لا رقأت دمعتي ان هرقتها عليه، قتل الأبطال، وبارز الأقران، وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه، ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر، ثم أنشأت تقول:

    لو كان قـــــاتل عمــــرو غير قاتله لكنـــــتُ أبـــكي عـليه آخــــــر الأبد

    لكــــن قــــــاتل عمرو لا يعــاب به مــن كــــان يـدعى قديماً بيضة البلد


    ثم قالت : واللّه لا ثأرت قريش بأخي ما حنّت النيب ـ والنيب جمع ناب وهي المسنّة من النوق ـ كناية عن انها لاتستطيع ذلك أبداً.

    في الحرب ومع المشركين فقط

    كان نعيم بن مسعود الأشجعي ممن يجيد فنّ الشغب والفتنة، فأتى رسول اللّه (ص) في جوف الليل وكان قد أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام، فقال: يا رسول اللّه اني قد آمنتُ باللّه وصدقتك، وكتمتُ ايماني عن الكفرة، فإن أمرتني أن آتيك وأنصرك بنفسي فعلت، وإن أمرتني ان اُخذّل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لايخرجوا من حصنهم.

    فقال رسول اللّه (ص) : خذّل بين اليهود وبين قريش، فإنه أوقع عندي.

    فجاء إلى أبي سفيان وقال له: انك تعرف مودّتي لكم ونصحي، وقد بلغني انّ محمداً قد وافق اليهود على أن يأخذوا رهائن من أشرافكم ليسلّموهم إلى محمد يضرب أعناقهم، ثم يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم، ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يردّ عليهم جناحهم الذي قطعه بني النضير وقينقاع، فلا أرى أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً تبعثوا بهم إلى مكّة، فتأمنوا مكرهم وغدرهم.

    فقال له أبو سفيان: وفّقك اللّه وأحسن جزاءك، مثلك من أهدى النصائح.

    ثم جاء نعيم من فوره ذلك إلى بني قريظة وقال لكعب وكان نديماً له في الجاهلية: يا كعب انّك تعلم مودّتي لكم ونصحي، وقد بلغني انّ أبا سفيان قال: نخرج هؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمّد، فإن ظفروا كان الفخر لنا، وإن خسروا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب، فلا أرى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم، فإنهم إن لم يظفروا بمحمد رجعوا إلى مكة وغزاكم محمد فقتلكم، لكن إن أخذتم رهائن منهم، لم يذهبوا حتّى يردّوا عليكم عهدكم الذي جعلتموه بينكم وبين محمد.

    فقال له كعب : أحسنت وأبلغت في النصيحة لانخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهناً يكونون في حصننا.

    وكان كذلك، فإنهم طلبوا رهناً حينما طلب منهم أبوسفيان أن يبدأوا القتال، فقال أبوسفيان: صدق نعيم، فاختلفت كلمتهم.

    الأحزاب ينهزمون

    لما قَتل علي (ع) عمرو بن عبدود دخل الوهن والذلّ معسكر الأحزاب، واضطربوا أشدّ اضطراب، فلما جنّ اللّيل قام رسول اللّه (ص) على التلّ الذي عليه مسجد الفتح، وكانت ليلة ظلماء قرّة فقال: من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنّة؟ أعادها فلم يقم أحد، ثم قال: من هذا؟ وكان حذيفة قريباً منه، فقال : أنا حذيفة يا رسول اللّه.

    فقال : اقترب يا حذيفة أما تسمع كلامي؟

    فقام حذيفة وهو يقول: القرّ والضرّ جعلني اللّه فداك منعاني أن اُجيبك.

    فقال رسول اللّه (ص): انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم.

    فقال حذيفة : نعم يا رسول اللّه، ثم قام فأخذ سيفه وقوسه وترسه، وليس به ضرّ ولا قرّ واتّجه نحوهم.

    فقال له رسول اللّه (ص) بعد أن دعا له: يا حذيفة لاتحدث شيئاً حتى تأتيني، فلما ذهب حذيفة رفع رسول اللّه (ص) يديه إلى السماء ودعا قائلاً: (يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرّين، ويا مغيث المهمومين، اكشف همّي وغمّي وكربي، فقد ترى حالي وحال أصحابي) وما أن تمّ دعاؤه حتى نزل جبرئيل وهو يقول: يا رسول اللّه انّ اللّه عزّ ذكره قد سمع مقالتك ودعاءك وقد أجابك وكفاك هول عدوّك، فجثا رسول اللّه (ص) على ركبتيه، وبسط يديه، وأرسل عينيه، ثم قال: (شكراً شكراً، كما رحمتني ورحمت أصحابي).

    ثم قال : ان اللّه عزّ وجل قد بعث عليهم ريحاً من السماء الدنيا فيها حصى وأرسل عليهم ريحاً من السماء الرابعة فيها جندل.

    حذيفة ودعاء الرسول (ص)

    قال حذيفة : خرجت فلما وصلت إليهم، أقبل جند اللّه الأول ريح فيها حصى، فما تركت لهم ناراً إلاّ أذرّتها، ولا خباءاً إلاّ طرحته، ولا رمحاً إلا ألقته، حتى جعلوا يتترّسون من الحصى.

    فجلست بين رجلين من المشركين، فقام أبو سفيان وقال: إن كنّا نقاتل أهل الأرض فنحن بالقدرة عليه، وإن كنّا نقاتل أهل السماء كما يقول محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء، انظروا بينكم لا يكون لمحمد عين بيننا، فليسأل بعضكم بعضاً.

    قال حذيفة : فبادرتُ إلى الذي عن يميني وقلت له: من أنت؟

    قال معاوية.

    وقلت للذي عن يساري : من أنت؟

    فقال : عمرو بن سهيل، ولم يسألاني عن اسمي.

    ثم أقبل جند اللّه الأعظم. ريح فيها جندل، فقام أبو سفيان إلى راحلته، ثم صاح في قريش: النجاء النجاء، ولما أراد أن يركب راحلته أمكنني قتله، فلما هممت بذلك تذكرت قول رسول اللّه (ص): (لا تحدثن حدثاً حتى ترجع إليّ) فكففت ورجعت بعد أن انهزم المشركون وذهب الأحزاب.

    فأخبرتُ رسول اللّه (ص) الخبر وقد طلع الفجر، فتهيّأ وتهيّئنا معه للصلاة، فصلّى بنا الفجر ثم نادى مناديه: لا يبرحنّ أحد مكانه إلى أن تطلع الشمس، فلما طلعت الشمس انصرفنا مع رسول اللّه (ص) إلى داخل المدينة وهو يقول على رواية: (لا إله إلاّ اللّه وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير).

    القرآن وغزوة الأحزاب

    ثم انّ اللّه تعالى أوحى إلى نبيّه (ص) سورة الأحزاب يذكّر المسلمين فيها بما أصابهم ذلك اليوم من ضرّ، وبما منّ عليهم من الفتح وبما أنزل عليهم من النصر، اضافة إلى ما في تسمية السورة بالأحزاب من اشارة إلى أهمية الأمر وعظم الواقعة حيث يقول تعالى:

    (يا أيّها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم، إذ جاءتكم جنود، فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها، وكان اللّه بما تعملون بصيراً، إذ جاءوكم من فوقكم، ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وتظنّون باللّه الظنونا ـ هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)(8) إلى قولـه تعالى: (وردّ اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى اللّه المؤمنين القتال، وكان اللّه قويّاً عزيزاً)(9).

    ثمّ بشّرهم بفتح حصون اليهود حيث يقول تعالى: (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقــــاً وأورثكم أرضهم وديارهــــم وأموالهم وأرضــــاً لم تطأوها، وكان اللّه على كلّ شيء قديراً)(10).

    _ _ _ _ _ _


    1 ـ النساء : 51.

    2 ـ النساء : 55.

    3 ـ النور : 62.

    4 ـ النور : 63.

    5 ـ الأحزاب : 12.

    6 ـ راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج 13 ص 261 ط دار إحياء التراث العربي.

    7 ـ البلد : 6.

    8 ـ الأحزاب : 9 ـ 11.

    9 ـ الأحزاب : 25.

    10 ـ الأحزاب : 26 ـ 27.



    المصادر

    http://www.alshirazi.com/compilation...e1/part5/7.htm
    نهج البلاغة لابن ابي الحديد




    (( منقوول للفائدة ))

  6. #16
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    |[ الاماآارت ~ أبوظبـي ]|
    المشاركات
    1,211

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بني ياسية مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    ابا بحث عن غزوة الأحزاب
    و اللي يقدر يفيدني الله يجزاه خير
    هذي المقدمة :

    تعددت الغزوات والسرايا التي خاضها الرسول ، ولكل منها تفاصيلها ، أسبابها وأحداثها ونتائجها ، اخترت إحداها ليكون موضوعا لبحثي ، فكان ذلك من نصيب غزوة الخندق وسأتحدث في بحثي عن .......

    _______________

    أو مقدمة أخرى :

    بسم الله الرحمن الرحيم ... و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة و هداية للعالمين .. فيسرنا أن نقدم لكم بحثي البسيط و الذي اخترنا أن يكون بعنوان غزوة الخندق ...
    و السبب في اختيار هذا العنوان .. هو أننا نطمح إلى معرفة معلومات كثيرة عن هذه المعركة ..

    حتى تعم الفائدة علينا و على الجميع ..... فهي تعد حافزا للمتعلم ليتعرف على النواحي السلبية لهذه المعركة واثرها على المسمين ...



    و سوف نتطرق في تقريرنا الافكار التالية :-
    -معركة الخندق ..
    - أسبابها ..
    -حفر الخندق ..
    - نقض العهد من بني قريضة ..
    -النصر ..
    - الغزوة ..


    ____________

    معركة الخندق :-

    غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق هي معركة وقعت في الخامس للهجرة بين المسلمين و قريش وأنصارها من غطفان وكنانة أنتهت بنصر المسلمين .

    الأسباب -:

    بعد أن أجلا الرسول بني النضير وهم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تأليب قريش و غطفان على حرب محمد بن عبد الله فخرج لذلك رئيسهم حي بن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريضة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، وغطفان
    وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال.

    حفر الخندق -:

    لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادته في الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا
    المعركة :
    بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهرا



    نقض العهد من بني قريضة- :

    لم يجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل ، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم .
    استطاع عكرمة بن أبي جهل.. وعمرو بن عبد ود العامري _المعروف بفارس الجزيره أو فارس العرب _ فدعا أن يخرج له أحد من المسلمين يبارزه ولم يبرز له أحد إلا الإمام علي (عليه السلام ) مع أنه كان صغير السن إلا إن شجاعة الإمام لاتخفى على أحد وحين برز الإمام قال الرسول صلى الله عليه وآله برز الإيمان كله لشرك كله ..وقتل الإمام عمرو ..واستطاع عدد من المشركين عبور خندقالمدينة وقتتلوا مع المسلمين ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .

    النصر- :

    فلما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.
    وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله
    معجزاته صلى الله عليه وسلم :
    كان له صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق العديد من المعجزات منها:
    صخرة الخندق :
    كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدم الرسول الكريم من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة.
    فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى ، فبرقت ثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس ورب الكعبة " .

    غزوة الخندق- :

    فبلغ ذلك رسول الله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فأجمع رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إذا جاءوا إليهم فقبل منهم النبي ذلك، فقال سلمان: يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرائيل على رسول الله فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر (صلى الله عليه وآله) بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وأمير المؤمنين ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وعي وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين.
    فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب فلما كمل الخندق أقبلت قريش ومعهم اليهود، فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريضة في جوف الليل وكان موضعهم من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب، وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت الرعاية وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أقمنا معك وإن خرجت خرجنا معك.
    وقال زهير بن ناطا ـ وكان شيخاً كبيراً مجرباً قد ذهب بصره ـ: قرأت في التوراة التي أنزلها الله: يبعث نبي في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجره إلى المدينة يركب الحمار العري ويلبس الشملة ويجتزئ بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه حمرة وبين كتفيه النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو نرى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حي: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من وُلد إسماعيل ولا يكون بنو إسرائيل أتباعاً لولد إسماعيل أبداً لأن الله قد فضلهم على الناس جميعاً وجعل منهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وإنما جمعهم جمعاً وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل حي يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه وأخرجوا له كتاب العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله فمزقه وقال: تجهزوا للقتال، ورجع إلى قريش وأخبرهم بنقض بني قريضة العهد ففرحوا بذلك وجاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله وكان قد أسلم قبل قدوم قريش واليهود فأذن له فجاء إلى أبي سفيان وقال: بلغني أن محمداً قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النظير وقينقاع فلا يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً من الرجال لتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقبل منه أبو سفيان ذلك وأخبر قريشاً فصمموا على أخذ الرهن من اليهود، وجاء نعيم إلى بني قريضة فقال لكعب: تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج هؤلاء اليهود ونضعهم في نحر محمد فإن ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فخذوا منهم رهناً عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إن لم يظفروا بمحمد يردوا عليكم بين محمد وبينكم لئلا يغزوكم محمد ويقتلكم إن ولت قريش فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج حتى نأخذ منهم رهناً ولم يخرجوا.


    ___________

    الخاتمة :-

    لقد استفدنا من هذا البحث أن غزوة خندق كانت فتح للمسلمين وفيها اظهر الله جبن الكفار ، وان المسلمين لهم عقول مفكره ، وتعرفنا على أسباب الغزوة ، كيفية حفر الخندق ، نقض بني فريضة للعهد و النصر . .
    الصور المرفقة الصور المرفقة
    • نوع الملف: jpg 7_1.jpg‏ (19.8 كيلوبايت, 23 مشاهدات)

  7. #17
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي

    فراشة علم

    مشرفة ملتقى طلبة المدارس


    تاريخ التسجيل: Aug 2007
    رقم العضوية: 6544
    الأقامة: نحـن عرب زآيد آذا تبغي العلم ، يآ جآهل التآريخ أقرا حروفه .. ~
    المشاركات: 1,562
    بمعدل: 1.86 (مشاركة/اليوم)
    التقييم: 36





    فكّر: صفحة 44

    1-لا
    2-نعم
    3-إلى الحديث المتواتر واحديث الاحاد

    استخرج : صفحة 45

    المتواتر لغة : هو التتابع وهو مجيء الواحد بعد الآخر ,يقال تواتر المطر أي تتابع نزوله

    لاحظ:
    مالعدد الذي ......؟ قد اختلف فيه ومن الآراء الراجحة أن أقل الكثرة هو ما زاد على الحديث المشهور وهم ثلاثة أي مافوق الثلاثه وقد حدد بعض أهل العلم عدد طرق المتواتر بالأربعة، وبعضهم عيَّنه بالخمسة ، وبعضهم عيَّنه بالعشرة، وبعضهم بالأربعين ، وبعضهم بالسبعين، إلى غير ذلك، والذي عليه الأكثر هو العدد الذي يحصل به اليقين ( هذا شرح للتوضيح وانتوا شوفوا شو يميل له استاذكم وانا نقلت كلام العلماء)

    مالأمور التي .......؟ التقوى – الصلاح- الشهرة والاستفاضة

    حكم الحديث المتواتر: صفحة 46


    لماذا يفيد الحديث المتواتر العلم اليقيني؟ بسبب شروطه وعدالة رواته التي أدت إلى التصديق به وكأننا نراه
    ( ومثال للتوضيح في قوله تعالى ( ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) فهذا خبر متواتر فأنزله الله منزلة الرؤية عندما قال ( ألم ترى) مع إنه خبر ) وذلك لتواتر هذا الخبر

    قارن :
    المتواتر: أقل النقل يكون مافوق الثلاثة ومن حيث المصداقية يفيد العلم اليقيني الذي لا مجال للشك فيه
    الإشاعة: من شخص واحد تبدأ في الغالب ومن حيث المصداقيه يكون الشك والكذب سمته

    استخرج: صفحة47

    الآحاد لغة: جمع أحد بمعنى الواحد ويقال خبر الواحد أي ما يرويه شخص واحد
    المشهور لغة: اسم إذا مفعول من (شهرت الأمر) إي إذا اعلنته وأظهرته وسمي بذلك لظهوره

    استخرج صفحة 48

    العزيز لغة: صفة مشبهة من عزّ يعزّ يقال عزّ فلان أي قوي واشتد وكذلك يقال على الشي إذا قلّ وندر
    ( وسمي بذلك لقلة وجوده وندرته وأما لقوته بمجيئه من طريق آخر)


    الأنشطة


    حل التقويم : صفحة 49


    السؤال الأول:


    1-عثمان بن عفان، علي بن أي طالب ، أنس بن مالك ، الزبير بن العوام، أبو هريرة ، طلحة بن عبيد الله، سعيد بن زيد، سعد بن أبي وقاص، معاذ بن جبل، أبي عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم



    السؤال الثاني:


    1-عن أبي هريرة رضي الله عنه: لكل نبي دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبيَ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة
    2-عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة
    3-عن عوف بن مالك الأشجعي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما خيرني ربي الليلة قلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها قال هي لكل مسلم
    4-عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
    5-عن عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليخرجن قوم من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين * ( صحيح ) وأخرجه البخاري
    إختاروا أي ثلاثة وجميعها صحيحة

    السؤال الثالث:


    قارن
    الحديث المتواتر من حيث عدد الرواة أن أقل الكثرة أربع أشخاص (على أحدالآراء الراجحه ) ومن حيث حكمه يفيد العلم الضروري اليقيني
    حديث الآحاد: ما كان أقل من المتواتر ومن حيث حكمه يفيد العلم النظري أي العلم المتوقف على النظر والاستدلال

    السؤال الرابع:


    حلوه انتوا والمدرس عشان تتعلمون طريقة الحكم وتخريج الحديث ما ينفع الحل النظري



    السؤال الخامس:


    الحديث المشهور: من حيث عدد الرواة ثلاثة فأكثر مالم يبلغ حد التواتر ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها فمنها الصحيح والضعيف والموضوع والحسن

    الحديث العزيز من حيث عدد الرواة لا يقل رواته عن اثنين ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها

    الحديث الغريب من حيث عدد الرواة ما ينفرد بروايته راو واحد ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها



    وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين

  8. #18
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي

    فراشة علم

    مشرفة ملتقى طلبة المدارس


    تاريخ التسجيل: Aug 2007
    رقم العضوية: 6544
    الأقامة: نحـن عرب زآيد آذا تبغي العلم ، يآ جآهل التآريخ أقرا حروفه .. ~
    المشاركات: 1,562
    بمعدل: 1.86 (مشاركة/اليوم)
    التقييم: 36




    فكّر: صفحة 36

    1-التراضي والتشاور
    2-شيوع جو الاستبداد والظلم والكراهية
    3-شمول وسعة مجالات الشورى وأهميتها

    فكّر وأجب : صفحة 37

    1-احترام الآراء ، الثناء والمدح، تقدير العقول، التربية الصالحة
    2-الشعور بالأهمية، المشاركة في تحمل المسؤولية، التوفيق في اتخاذ القرارات
    3-لا أوافقه الرأي، لأن فيه مخالفة لسنة وهدي النبي عليه الصلاة والسلام
    4-مشاورته لأم سلمة رضي الله عنها في غزوة الحديبية، ومشاورته للسيدة خديجة رضي الله عنها في نزول الوحي
    5-إبراهيم عليه السلام، رؤيته في المنام وهو يذبح ابنه.

    اقترح: صفحة 37

    1-الاستبانة ( أي الاستبيان)
    2-المقابلات كل على حده لعدم التأثير على آراء الآخرين.

    صفحة 38

    2 - الأولى تعاونية ، الثانية فردية
    3 - الأولى توظف القدرات وتستفيد منها، والثانية تعطل القدرات
    4 - الأولى تحسين الأداء والمساعدة لبلوغ الهدف، الثانية تضعف الأداء وتحول دون بلوغ الأهداف
    5 – الأولى استمرار وتطور العمل، الثانية تعثر وتوقف العمل

    في رأيك ما أهم مبادئ العمل المؤسسي؟ ج : الشورى ، العمل الجماعي والتعاون وتوزيع الأدوار.


    اربط:

    1-تنميها وتصقلها وتطورها
    2-تحفظها وتعززها.

    اذكر السبب:
    ما أسباب نهي .......؟ خوفا من الظلم والاستبداد والتفكك الأسري والحيلوله دون إبراز المواهب والطاقات

    بيّن:
    3-تحقق الشورى
    4-تحقق الشورى
    5-تحقق الشورى
    ماذا تستنتج مما سبق؟ أن جميع ما سبق يؤكد على مبدأ الشورى الذي يوصل إلى تحقيق الأهداف

    صفحة 39
    مالسمات.....؟
    1-الأمانة 2- الصبر 3– الحكمة 4– حب الخير للآخرين

    تدبر النصوص ......

    1-التجربة والخبرة والتخصص
    2-الحكمة والتجربة والعلم
    3-التخصص، العقل، وسداد الرأي
    4-الأمانة
    5-الأمانة والعلم
    6-العقل والتجربة وحب الخير للآخرين

    انقد:

    1-مستبد ، متفرد، عدم تقدير الآخرين
    2-التفرد وعدم تقدير الآخرين
    3-التفرد وعدم تقدير الآخرين

    فكّر: صفحة 40

    1-أصحاب الاختصاص أو المرشد الجامعي
    2-أهل الاختصاص من التربويين وعلم النفس لمعرفتهم لخصائص هذه الأعمار
    3-خبير اقتصادي أو من له صله بهذا المجال

    آداب الحوار والتشاور:
    1-الرحمة والرفق
    2-احترام الآخرين وتقديرهم
    3-حسن الظن والبعد عن الشك
    4-النصح والإرشاد بالموعظه الحسنة

    لخّص: صفحة 41
    1-الانصات
    2-احترام رأي الآخر
    3-الجديّة
    4-التعاون
    5-الصبر والحكمة
    6-إبداء الرأي
    7-البعد عن سوء الظن

    فكّر :
    1-تقوى الله
    2-الرفق والرحمة
    3-الحكمة وعدم الاستبداد بالرأي

    توقّع:
    1-تفكك الأسرة
    2-التعثر وعدم التوفيق
    3-الخلاف والظلم

    دلّل:
    شمول التشاور حتى في النظم الصغيرة والكبيرة وفي السلم والحرب سواء داخل البيت أو خارجه

    التقويم: صفحة 42

    السؤال الأول:
    الوصول إلى أفضل الآراء وأصوبها

    السؤال الثاني:
    الجواب في صفحة 37، ( وأمرهم شورى بينهم) هي آية مكيه النزول جاءت لإظهار السمة الأساسية للمجتمع الإسلامي قبل أن يصبح له كيان سياسي في المدينة.

    السؤال الثالث:
    تطبيق مبدأ الشورى

    السؤال الرابع:
    أهمية ووجوب الشورى

    السؤال الخامس :
    لا تستشر إلا عالما ===== لا تستشر جاهلا
    لا تستشر إلا تقيّا ===== لا تستشر فاسقا
    لا تستشر إلا حكيما ===== لا تستشر أحمقا
    لا تستشر إلا صاحب الاختصاص=== لا تستشر الإمعة ( الذي يتبع قول كل من أحد )

    السؤال السادس:

    أخالفه الرأي، لأن رؤية العقل وحده منفردا ناقصة وعاجزة والعقل البشري محدود

    السؤال السابع:
    الأمر بصيغة الجماعة ولفظ بينهم يؤكد صيغة الجماعة ، ووقوعها بين ركنين هامين يدل على وجوبها وأهميتها

    السؤال الثامن:
    واجب على الطلبه

  9. #19
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي

    فراشة علم

    مشرفة ملتقى طلبة المدارس


    تاريخ التسجيل: Aug 2007
    رقم العضوية: 6544
    الأقامة: نحـن عرب زآيد آذا تبغي العلم ، يآ جآهل التآريخ أقرا حروفه .. ~
    المشاركات: 1,562
    بمعدل: 1.86 (مشاركة/اليوم)
    التقييم: 36




    السلام عليكم ..
    أبدأ أحل لكم ..
    الجزئية الأولى ..
    ص 28
    ** المعلومات المتوافرة ..
    1 - المشاركة بالمسابقة السنوية التي تقيمها التربية والتعليم ..
    2 - مناقشة التفاصيل وقيام اجتماعات دورية لاحقة ..
    3 - حضور اغلبية الأعضاء ..
    4 - ان تكون في المجالات العلمية والثقافية والرياضية ..

    ** المعلومات الناقصة ..
    1 - عدم تحديد الزمن ..
    2 - عدم تحديد تاريخ للاجتماعات اللاحقة ..
    3 - عدم ذكر اسماء الأعضاء المشتركين ..
    4 - عدك ذكر الشروط ..
    5 - عدم ذكر عنوان للمسابقة ..

    ___________

    ص 29
    1 - المشاركة في المسابقة السنوية للتربية والتعليم ..
    2 - نزولا على رأي الأغلبية / نعم بأنهم يأخذون رأي الجميع ويحددوا الايجابيات والسلبيات ..
    3 - طريق اجتماع مجلس الطلبة وتشاورهم بالموضوع ..
    4 - نعم / عدم وضوح الشروط ؛ لعدم حضور جميع الأعضاء وتغيبهم ../ أنهم لم يهتموا بالاعتراض ونزلوا على رأي الأغلبية ..
    5 - نعم / باعتباري أحد الأعضاء ومن حقي المناقشة والتعبير عن رأيي ../ نعم ..
    6 - نعم / بأن يهتموا بمناقشة جميع آراء الأعضاء والتوصل إلى قرار يرضي الجميع .. / مناقشة الايجابيات والسلبيات وتفادي السلبيات ..

    * 1 .. ؟؟؟؟

    ___________

    ص30
    2 - تدل على انها فريضة شرعية واجبة فتكون بمنزلة كركن من اركان الاسلام وانها قاعدة لبناء الامة ..

    ** 1 - بعد غزوة احد ..
    2 - الرحمة واللين .. العفو عنهم والاستغفار لهم .. وان يستمر على دوام المشورة لهم ..
    3 - الدلالات في اسفل الصفحة ..

  10. #20
    مشرف سابق الصورة الرمزية بسمة أمل }~
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    حضن أمي . .
    المشاركات
    1,979

    افتراضي




    حل (الحديث المتواتر ..)
    فكّر: صفحة 44

    1-لا
    2-نعم
    3-إلى الحديث المتواتر واحديث الاحاد

    استخرج : صفحة 45

    المتواتر لغة : هو التتابع وهو مجيء الواحد بعد الآخر ,يقال تواتر المطر أي تتابع نزوله

    لاحظ:
    مالعدد الذي ......؟ قد اختلف فيه ومن الآراء الراجحة أن أقل الكثرة هو ما زاد على الحديث المشهور وهم ثلاثة أي مافوق الثلاثه وقد حدد بعض أهل العلم عدد طرق المتواتر بالأربعة، وبعضهم عيَّنه بالخمسة ، وبعضهم عيَّنه بالعشرة، وبعضهم بالأربعين ، وبعضهم بالسبعين، إلى غير ذلك، والذي عليه الأكثر هو العدد الذي يحصل به اليقين ( هذا شرح للتوضيح وانتوا شوفوا شو يميل له استاذكم وانا نقلت كلام العلماء)

    مالأمور التي .......؟ التقوى – الصلاح- الشهرة والاستفاضة

    حكم الحديث المتواتر: صفحة 46

    لماذا يفيد الحديث المتواتر العلم اليقيني؟ بسبب شروطه وعدالة رواته التي أدت إلى التصديق به وكأننا نراه
    ( ومثال للتوضيح في قوله تعالى ( ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) فهذا خبر متواتر فأنزله الله منزلة الرؤية عندما قال ( ألم ترى) مع إنه خبر ) وذلك لتواتر هذا الخبر

    قارن :
    المتواتر: أقل النقل يكون مافوق الثلاثة ومن حيث المصداقية يفيد العلم اليقيني الذي لا مجال للشك فيه
    الإشاعة: من شخص واحد تبدأ في الغالب ومن حيث المصداقيه يكون الشك والكذب سمته

    استخرج: صفحة 47
    الآحاد لغة: جمع أحد بمعنى الواحد ويقال خبر الواحد أي ما يرويه شخص واحد
    المشهور لغة: اسم إذا مفعول من (شهرت الأمر) إي إذا اعلنته وأظهرته وسمي بذلك لظهوره

    استخرج صفحة 48
    العزيز لغة: صفة مشبهة من عزّ يعزّ يقال عزّ فلان أي قوي واشتد وكذلك يقال على الشي إذا قلّ وندر
    ( وسمي بذلك لقلة وجوده وندرته وأما لقوته بمجيئه من طريق آخر)

    حل التقويم : صفحة 49

    السؤال الأول:
    1-عثمان بن عفان، علي بن أي طالب ، أنس بن مالك ، الزبير بن العوام، أبو هريرة ، طلحة بن عبيد الله، سعيد بن زيد، سعد بن أبي وقاص، معاذ بن جبل، أبي عبيدة بن الجراح رضوان الله عليهم

    السؤال الثاني:
    1-عن أبي هريرة رضي الله عنه: لكل نبي دعوة فأريد إن شاء الله أن أختبيَ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة
    2-عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة
    3-عن عوف بن مالك الأشجعي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما خيرني ربي الليلة قلنا الله ورسوله أعلم قال فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها قال هي لكل مسلم
    4-عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي
    5-عن عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليخرجن قوم من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين * ( صحيح ) وأخرجه البخاري
    إختاروا أي ثلاثة وجميعها صحيحة

    السؤال الثالث:
    قارن
    الحديث المتواتر من حيث عدد الرواة أن أقل الكثرة أربع أشخاص (على أحدالآراء الراجحه ) ومن حيث حكمه يفيد العلم الضروري اليقيني
    حديث الآحاد: ما كان أقل من المتواتر ومن حيث حكمه يفيد العلم النظري أي العلم المتوقف على النظر والاستدلال

    السؤال الرابع:
    حلوه انتوا والمدرس عشان تتعلمون طريقة الحكم وتخريج الحديث ما ينفع الحل النظري

    السؤال الخامس:
    الحديث المشهور: من حيث عدد الرواة ثلاثة فأكثر مالم يبلغ حد التواتر ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها فمنها الصحيح والضعيف والموضوع والحسن

    الحديث العزيز من حيث عدد الرواة لا يقل رواته عن اثنين ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها

    الحديث الغريب من حيث عدد الرواة ما ينفرد بروايته راو واحد ومن حيث حكمه راجع إلى اجتهاد المحدثين بعد دراسة أسانيدها

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •