اكد ثامر سعيد سلمان نائب رئيس جامعة عجمان للشؤون المالية والادارية أن المؤسسة سلمت من التأثر بالأزمة المالية العالمية التي أتت نيرانها على قطاعات كثيرة . وأوضح أن قدرة الطلبة على سداد مستحقاتهم ورسومهم الدراسية لم تتأثر هي الاخرى بعد . وقال في حوار مع “الخليج” ان الفصل الثاني من العام الجامعي الفائت والفصل الأول من العام الحالي شهدا إقبالاً متزايداً للتسجيل في كليات الجامعة، في اشارة إلى أن قطاع التعليم حيوي ولا يتأثر بسهولة بالأزمات الاقتصادية والمالية التي قد تشهدها هذه المنطقة أو تلك على حد قوله . وأشار إلى جملة من التدابير والاجراءات الاحترازية التي قامت بها لجامعة تفاديا لحدوث أي تعثر

في المسيرة التعليمية للطلبة، لا سيما من الناحية الاقتصادية، مبيناً أن المنح والخصومات التي تقدمها الجامعة للطلبة المتفوقين تفوق 10 ملايين درهم سنوياً، وان رفع الاقساط في السنوات الأربع الماضية ضرورة ملحة حتمتها التكلفة المتزايدة والمترتبة على الجامعة بعد أن أبقت على نفس الرسوم الدراسية طيلة 17 عاما من وجودها . واضاف ان الجامعة ستعمم التعليم الإلكتروني على مختلف كليات الجامعة بحلول عام ،2011 وأنها وفرت قطع الأراضي واعدت التصاميم الخاصة بمباني الموظفين مؤكدا تأجيل الشروع في البناء متعلق بمشكلة التيار الكهربائي في الإمارة . قضايا أخرى ذات علاقة بالجانب المالي والإداري في سياق اللقاء التالي:

ما مدى انعكاس الأزمة المالية والاقتصادية على جامعتكم؟

الأزمة لم تؤثر في الجامعة . فعلى الرغم من أننا إحدى مؤسسات التعليم العالي الخاص نعتمد بشكل كبير على الرسوم الدراسية للطلبة، الا اننا إلى الآن لم نلاحظ أي تأثر في قدرة الطلبة على السداد وعلى الوفاء بالتزاماتهم المالية . الحمد لله مرت الأمور بسلام وشهد الفصل الثاني من العام الجامعي السابق والفصل الأول من العام الحالي إقبالا متزايدا للتسجيل في كليات الجامعة .

وهل لديكم تدابير احترازية لعدم التأثر بالازمة وتخفيف وطأتها على الطلبة؟

من بين التدابير الاحتياطية التي قمنا بها تفاديا لحدوث أي تعثر في المسيرة التعليمية للطلبة تشكيل لجان تعمل على النظر في طلبات صندوق التكافل الاجتماعي، وتعزيز التعاون مع جهات خارجية مثل هيئة الأعمال الخيرية، كما أنشأنا صندوقا مشتركا لدعم الطلبة كان أول غيثه دعم صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان للصندوق بتبرعه بمليون درهم، تلاه بعد ذلك د . سعيد عبد الله سلمان، الرئيس الأعلى للجامعة، ثم محسنون آخرون .

من جهة أخرى، فإن المنح والخصومات التي تقدمها الجامعة للطلبة المتفوقين والتي تتراوح بين 40% و100% تمثل إحدى وسائل الدعم التي نقدمها للطلبة وأحد الحوافز لتشجيعهم على الاستمرار في التفوق، وأريد الإشارة هنا إلى أن إجمالي هذه الخصومات يفوق مبلغ 10 ملايين درهم سنوياً . كما تعد لجنة الاستثمار التي أسستها الجامعة منذ مدة أحد الكيانات التي تضمن للجامعة استثمار مواردها بالشكل الأمثل .

ألا تعتبرون أن رفع الجامعات بشكل عام للأقساط الدراسية في غضون هذه السنوات المصاحبة للأزمة مغامرة قد تؤثر على استقطاب الطلبة؟

هذا الأمر يتوقف على حجم الزيادة ونوعها ووقتها ومبرراتها، فجامعة عجمان -على سبيل المثال- أبقت على نفس الرسوم الدراسية طيلة 17 عاما من وجودها ولم ترفعها إلا في السنوات الأربع الماضية، وقد كانت هذه الزيادة على محدوديتها ضرورة ملحة حتمتها التكلفة المتزايدة التي أصبحت الجامعة تتحملها لتوفير المعدات الضرورية الحديثة في المختبرات والعيادات والمكتبات والاستوديوهات وغيرها من المرافق الحيوية، بالإضافة إلى البنية التحتية الإلكترونية التي أسسناها بحيث صار لكل طالب حاسوب شخصي محمول وأصبح الإنترنت اللاسلكي يتوفر في كل ركن من أركان وزوايا مباني الحرم الجامعي، ناهيك عن تكلفة الموارد البشرية والحفاظ على الكوادر المتمكنة منها . فهذه الإنجازات كلها يجب استحضارها والحديث عنها في سياق واحد حتى نرى الصورة مكتملة وغير مجزأة .

وجدير بالذكر أيضا أن د . سعيد سلمان دأب منذ تأسيس الجامعة على التوجيه بتقسيط الرسوم الدراسية على الطلبة المتعثرين ماديا وجعل سياسة الدفع أكثر مرونة مراعاةً لظروفهم ودعماً للطلبة المعوزين منهم برصد مبالغ مالية مع اشتراط تفوقهم .

ماذا بشأن خططكم المستقبلية في توسيع المباني والمرافق الجامعية وتوفير سكنات للموظفين والإداريين؟

بالفعل، كنا قد أعلنا عند بداية العام الجامعي الماضي عن خطة لتوسيع المباني والمرافق الجامعية وقد حققنا ذلك، حيث أكملنا تجهيز المركب الرياضي الذي يشمل ملعبا لكرة القدم وكرة السلة وكرة اليد وصالات لكمال الأجسام والشطرنج ونوادي رياضية وفنية أخرى يأتي إنشاؤنا لها في إطار رؤيتنا الشاملة القائمة على توفير كل مقومات الحياة الجامعية المتكاملة للطالب من أنشطة صفية وغير صفية، وإيمانا منا بأن لهذه المرحلة دورا رئيسا في تشكيل ملامح شخصية الطالب وإعداده لولوج سوق العمل باقتدار ونجاح وثقة بالنفس عالية . وتشمل هذه الخطة أيضا بناء مساكن لأعضاء هيئة التدريس والإداريين .

ما الذي تقومون به من أجل الحفاظ على الكفاءات التدريسية التي قد تبحث عن فرص عمل أفضل؟

نقوم بتشجيع أعضاء هيئة التدريس على المشاركة في المؤتمرات الدولية والدورات التدريبية والورش وبدعم البحوث العلمية التي يرغبون بنشرها وتمويل مشاريعهم البحثية الرصينة . كما أننا نعتبر أن لدينا مكتسبات عدة نعتقد أنها تعزز ولاء منتسبي الجامعة وعلى رأسها بيئة العمل الإيجابية وثقافة نسبة الفضل إلى أصحابه وتقدير الجهود المبذولة ماديا ومعنويا وسيادة مفهوم أسرة الجامعة وتَجَسدِها واقعا بين أعضائها وأفرادها واتباع منهجية الوسطية في كل شيء .

بعد الاطلاع على تشكيلة أعضاء مجلس الأمناء لوحظ إشراك خبراء وكوادر من دول مختلفة، هل لذلك أية دلالة على سلوك الجامعة مسارا مختلفا عن العشرين سنة الماضية؟

بالنظر إلى المسؤوليات الاستراتيجية الجسيمة الموكلة إلى أعضاء مجلس أمناء، فإنه من المهم جدا أن يكون أعضاء هذا المجلس خبراء وكوادر واستراتيجيين لهم باع طويل في التعليم العالي والبحث العلمي وقادرين على إفادة الجامعة من خلال وضع السياسات المثلى ومراقبة جودة المخرجات التعليمية وضمان الارتقاء بمستوى الأداء وتبني مقاربات حكيمة تخدم مسيرة الجامعة كمؤسسة تعليمية معلوماتية استثمارية، ولذلك حرص د . سعيد سلمان وبتوجيه من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي على أن يكون الأعضاء ممن علا كعبهم في العالم العربي وتنوعت مشاربهم، فتجد الخبيرَ في الطب والصحة وتجد الضليعَ في الآداب والعلوم الإنسانية والمتخصص في الإعجاز العلمي القرآني والمتخصص في علم الاستشعار عن بعد، كما تجد السياسي المحنك والاستراتيجي المشهود له بحسن الإدارة واتخاذ القرار ووزراء سابقين .

هل لديكم أي خطط جديدة تَتْبَعُ خطط تطوير الكادر الإداري والتدريسي؟ وهل حققت الخطط السابقة أهدافها المرجوة؟

بالطبع، لدينا خطة متكاملة لتطوير جميع منتسبي الجامعة من إداريين وأكاديميين، وقطعنا فيها شوطا لا بأس فيه، حيث بدأنا في الفترة الأولى من مشروع الإصلاح والتطوير الذي أطلقه د . سعيد سلمان بمطالبة إداريي الجامعة بالحصول على الشهادة الدولية لقيادة الحاسوب “ICDL” وشهادة الكفاءة في اللغة الإنجليزية “TOEIC, TOEFL, IELTS, iBT .” ونحضر حاليا اختبار قياس الكفاءة في اللغة العربية سنطرحه على منتسبي الجامعة بمجرد الانتهاء منه من خلال هيئة النهوض باللغة العربية التي أطلقها د . سعيد سلمان مؤخرا خلال ندوة رمضانية حول النهوض باللغة العربية . أكاديميا، سنقوم ضمن خطتنا لتعميم التعليم الإلكتروني على مختلف كليات الجامعة بحلول عام 2011 على تأهيل أعضاء هيئة التدريس للحصول على شهادة مودل للتعليم الإلكتروني “Moodle Certificate” وذلك بالتعاون مع مؤسس هذا النظام مارتن دوغيامس .

لكل مؤسسة قصص نجاح، فما هو رصيدكم من قصص النجاح خلال الفترة الماضية من عمر الجامعة؟

كانت مسيرتنا منذ تأسيس الجامعة في 1988 حافلة بالإنجازات وقصص النجاح، ولعلي أكتفي هنا بأحْدَثِها . فمعالجة عيادات طب الأسنان بالجامعة لما يزيد عن 100،000 حالة هو قصة نجاح نعتز بها أيما اعتزاز، إذ إن التعاطي مع هذا العدد الهائل من مرتادي عياداتنا دون معوقات ولا مشكلات يجعلنا نفخر بمنتسبي كلية طب الأسنان من أعضاء هيئة تدريس وخريجين وطلبة، والذين برعوا في مجالهم قبل التخرج وأثبتوا جدارتهم لتحمل هذه المسؤولية، وما كانوا ليستطيعوا القيام بذلك لولا بيئة الإبداع الطبية التي توفرها لهم الجامعة والبنية التحتية الطبية من معدات ومشرفي تدريب وأجهزة حديثة وتقنيات متطورة، والتي كانت وراء ترخيص وزارة الصحة بالدولة والكلية الملكية للجراحين بإيرلندا لعياداتنا كمركز تدريب صحي معتمد . قصة أخرى من قصص نجاحاتنا هي تأسيسنا في العام الماضي لقناة “آفاق” الطلابية، تحت إشراف كلية المعلومات والإعلام والعلوم الإنسانية، لتكون بذلك أول قناة تلفزيونية طلابية قائمة بذاتها يَسْبُرُ طلبة الإعلام فيها أغوار مهاراتهم في الإخراج الإذاعي والتلفزيوني والتصوير وتقديم البرامج والنشرات الإخبارية .

ما رأيكم في البرنامج التأسيسي لتأهيل خريجي الثانوية العامة الحاصلين على أقل من 60% والذي استحدثته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مستهل العام الجامعي الحالي؟

توصلنا مطلع شهر سبتمبر من العام الحالي برسالة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة مفادها اقتراح الوزارة طرح هذا البرنامج لتأهيل خريجي الثانوية العامة ممن تقل معدلاتهم عن 60% وخريجي الثانوية العامة الذين منعتهم ظروف أو أسباب ما من التقدم للدراسة في برامج التعليم العالي في سنوات سابقة وبالشكل الذي يستوعب خريجي الثانوية العامة من هذه الفئة في كل إمارات الدولة . وقمنا غداة تلقينا هذه الرسالة بالاجتماع مع عمداء الكليات وعميد القبول والتسجيل وأوصينا في نهاية الاجتماع بالموافقة على اقتراح الوزارة، وهي التوصية التي اعتمدها د . سعيد سلمان، الرئيس الأعلى للجامعة، ثم خاطبنا الوزارة بقرارنا عرض هذا البرنامج وذلك من خلال كلية المتطلبات الجامعية والإرشاد الأكاديمي، وحصرنا الكليات التي يمكن لطالب البرنامج التأسيسي وُلُوجَها بعد نجاحه في هذا البرنامج التأهيلي الذي قد يستغرق فصلا دراسيا أو فصلين كأقصى حد . أما عن رأيي الشخصي في الموضوع، فأعتقد أن هذه الخطوة إيجابية وعرف أكاديمي سائد في عدد من الجامعات البريطانية والكندية والأسترالية والأمريكية .

هل لديكم أي خطط لاستحداث برامج وكليات جديدة؟

طبعا، في الجامعة لجان ومجالس متخصصة تدرس بشكل مستمر مدى حاجة سوق العمل والمجتمع الإماراتي إلى تخصصات جديدة . ونحن نقوم بذلك بالتشاور مع هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجرى العُرف أن لا نعلن عن أي برنامج جديد إلا بعد حصولنا على الاعتماد الأكاديمي من الوزارة .