النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    عضو مجلس الشرف
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    uae
    المشاركات
    2,679

    افتراضي مد اليوم الدراسي رحلة عذاب للطالب ومعله

    يضعف الترابط الاجتماعي والأسري
    مد اليوم الدراسي رحلة عذاب للطالب ومعله
    تحقيق: إيمان سرور



    يعد الطالب محور العملية التعليمية، وليس موضوعاً لها، فهو لا يمتثل لتعليمات المعلم فقط، وإنما يكيفها داخلياً ويتفاعل مع ما يعرض عليه من معلومات، حيث يقوم باستيعابها بفاعلية ويستخدمها عملياً بما يتناسب مع خبراته الذاتية ومستوى تطوره العقلي، فالمعلومات المستوعبة مزيج خاص من الخبرة الاجتماعية والذاتية، ولا تصبح ملكاً ذاتياً إلا بعد إدراكها ومعالجتها واستخدامها بشكل متعاقب، وهذا ما يضمن فاعلية النشاط، ولكن هل هذا النشاط الذهني بشكل مطلق، أم مقيد بفترة زمنية؟

    السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الهدف من زيادة خمس دقائق لكل حصة دراسية ؟ وهل مد اليوم الدراسي لطلبة المرحلة الثانوية جاء في مصلحة الطالب أم ضدها؟

    إجابات عديدة حصلت عليها “الخليج” من خلال هذا التحقيق الذي أجرته مع بعض المعنيين والمهتمين في الميدان التربوي وأولياء الأمور والطلبة، الذين أكد عدد منهم على أن قرار زيادة خمس دقائق لكل حصة تعليمية هدف نبيل من قيادتنا التربوية، جاء في مصلحة الطالب، فيما أشار البعض الآخر إلى أن ارتفاع عدد حصص اليوم الدراسي من (7) إلى (9) حصص، التي فرضها هذا العام مجلس أبوظبي للتعليم على طلبة مدارس أبوظبي الثانوية، تفقد الطالب والمعلم القدرة على تحضير الدروس، وقدرة الطالب على الاستيعاب، فيما أشار أولياء الأمور ان أبناءهم يواجهون صعوبة في تنظيم أوقات المذاكرة وحل الواجبات المدرسية التي يكلفهم بها معلموهم بصفة يومية، بالإضافة إلى عدم تمتعهم بالراحة لاستعادة النشاط والجلوس مع الأهل، لافتين إلى أن مد الدوام الدراسي إلى مابعد الثالثة عصراً شكل ضغطاً كبيراً على أبنائهم ويضعف من الترابط الاجتماعي والأسري .

    تزويد الطالب بالمهارات

    وأكد الدكتور مغير الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم أن زيادة الحصص جاءت ضمن الخطة التطويرية لنظام تعليمي وضعها المجلس من أجل اعداد الطالب علمياً للمرحلة الجامعية دونما اية معوقات، وتوفير عام أو عامين من وقته كان يقضيهما في النظام التأسيسي، مشيراً إلى أن زيادة حصص المرحلة الثانوية في بعض المواد الاساسية تستهدف تزويد طلبة هذه المرحلة بالمهارات اللازمة التي تؤهلهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، لافتاً إلى أنها لا تشكل عبئاً على المعلمين .

    تطبيق تجريبي

    ويقول الدكتور عيسى خليفة السويدي خبير تربوي إن زيادة عدد الحصص المدرسية أو تقليلها تعتبر تغييراً تربوياً، والتغيير التربوي عملية طبيعية ومشروعة في عالم التعليم، إلا أن لها شروطاً وضوابط ومن أهم شروطها أن يكون هدفها واضحاً، وتبنى على دراسة علمية، وأن تنفذ أولاً بشكل تجريبي، ثم تقيّم بصورة علمية دقيقة قبل أن يعمم مشروع التغيير التربوي، مشيراً إلى ان أسباب وجود مثل هذه الشروط أو القيود على عملية التغيير التربوي كثيرة، وأهمها تفادي التجريب على أبنائنا الطلاب ما أمكن، بمعنى آخر ينبغي أن يكون تجريب المشروع التغييري على فئة قليلة من الطلاب، وقبل التجريب يتوجب على القائمين على المشروع استنفاذ كل أسباب ضمان نجاح التجربة، وإذا حدث خطأ يكون خارجاً عن إرادتهم، والفشل بعد الأخذ بالأسباب، طبيعي ومقبول، مؤكداً أنه مع إعادة النظر في كثير من جوانب العملية التعليمية، ولكنه يأمل أن تتم بالشكل العلمي الصحيح حتى لا نعرّض أبناءنا الطلاب لتجارب ارتجالية لا نضمن نجاحها، وينتج عنها نوع من الفوضى، وبخاصة عند التراجع عن التجربة في وسط العام الدراسي كما حدث لبعض تجارب التغيير التربوي السابقة .

    حصة ميتة

    ويقول حسن بن زايد الشامسي مساعد مدير مدرسة القرم للتعليم الأساسي نحن كتربويين نهتم بطلابنا أكثر من أنفسنا، لذا لا بد لنا من توضيح سلبيات وإيجابيات القرار الجديد باعتبارنا عاملين في الميدان التربوي، مشيراً إلى أن من سلبياته أن الطالب يصحو مبكراً في الساعة الخامسة والنصف صباحاً على حد التقدير، ويستعد للذهاب إلى المدرسة، حيث تأتي الحافلة في الساعة السادسة والنصف لتنقله إلى مدرسته، ومن ثم تبدأ الحصة الأولى الساعة السابعة والنصف وهو في قمة نشاطه ثم الحصة الثانية ثم الثالثة، وهكذا حتى الساعة الثانية عشر، ومن بعد هذا الوقت ينخفض النشاط بشكل ملحوظ جداً، وربما يقاوم الطالب التعب الذي يبدأ في منتصف النهار حتى الواحدة ظهراً في معظم الأحيان، ولكن لو نظرنا للواقع نجد أن مع زيادة الخمس دقائق يصل انتهاء اليوم الدراسي إلى الساعة الثانية بعد الظهر، أي أن استيعاب الطالب أصبح ضئيلاً جداً بمعنى آخر أن آخر حصة ما هي إلا حصة ميتة لا جدوى منها، والأمر برمته ينطبق على المدرس، حيث إنه لن يستطيع أن يعطي الدرس حقه بنفس المستوى من الصباح الباكر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، منوهاً إلى أن ست حصص دراسية تكفي للطالب وللمعلم، حيث إن التركيز في ستة مقررات فقط، وكل مقرر في حصة واحد والحصة الواحدة تصل إلى (50) دقيقة أو حتى (60) دقيقة يكون أفضل من زيادة حصص المواد .

    ويفضل الشامسي أن تكون هناك نقلة نوعية في المنهج الدراسي من خلال التعليم الالكتروني، حيث يكون لكل طالب ملف الكتروني يحتوي على المنهاج كاملاً لتخفيف حمل الكتب الذي يجعل الطالب يتشوق لحضور المدرسة والاهتمام بتحصيله بشكل أفضل .

    عرض واستيعاب

    وأشار حسن الشامسي إلى ان زيادة الحصص الدراسية من سبع حصص دراسية إلى تسع حصص لطلبة المرحلة الثانوية عبء جديد يضاف إلى المعلم والطالب، تؤكدها حقائق معروفة في علم النفس حول عدم التطابق بين مقدار المعلومات المعروضة وبين المعلومات المستوعبة فعلاً، ما يستدعي تنظيماً خاصاً للنظام العقلي لتجاوز هذه الحالة من التناقض، مواصلاً قوله إنه من المعروف أن التربويين يركزون عادة على عملية اختيار المحتوى وترتيبه منطقياً وطريقة عرضه، وإلى انه مهما تمت صياغة المحتوى بدقة، فإنه لا يمكن للمحتوى ذاته ضمان فاعلية الاستيعاب، لذلك تكتسب عملية اختيار النشاط التعليمي وتنظيمه أهمية خاصة، ولابد من التأكيد عند الحديث عن معايير فاعلية التعلم على تركيز الاهتمام بأساليب تنظيم الاستيعاب، وإبراز الأفعال العقلية التي تساعد على الوصول إلى الاستيعاب، إذ ليس من المهم تحليل ماهية المعلومات المستوعبة، بل الأهم من ذلك كله أن يعرف كيفية استيعابها، وجوهر النشاط المعرفي الذي يكفل تحقيق هذه العملية، والشروط المثلى الضرورية لذلك .

    جسر من تعب

    ويقول صالح الجرمي معلم اللغة العربية في مدرسة البطين النموذجية والحائز على عدد من الجوائز التربوية بالدولة، لا شك أن التغيير نحو الأفضل دائماً هو مطلب طبيعي لأي نهضة وأي تقدم منشود، وخاصة إذا كان هذا التغيير يصب في مصلحة المؤسسة أو المجتمع الذي يحتضن الأفراد المستهدفين، وهنا، ونحن في معرض الحديث عما حدث من تغيير وتطوير في الميدان التربوي والتعليمي فيما يتعلق بزيادة الحصص، الذي أدى إلى امتداد اليوم المدرسي في المرحلة الثانوية، أرى أن ذلك وفي كل الأحوال يصب في مصلحة الطالب، وأن كان الكثير من الطلاب قد يعبرون بطريقة أو بأخرى عن استيائهم من هذه الزيادة، إلا أنني أعتقد أن الطالب يجب أن يكون صبوراً وجاداً ومؤمناً بأن العلم ليس يُنال إلا من فوق جسر من تعب .

    وأود القول أن هذا التوجه الذي اختطه أصحاب الشأن التعليمي لم يأت من فراغ، بل كان نتاج دراسة ورؤية مستفيضة، تصب في مخرجاتها في صالح الطالب، وما سيكتسبه من معارف تربوية وتعليمية تعود عليه بالفائدة مستقبلاً، أما فيما يتعلق بالمعلم والزيادة التي طرأت على نصابه من الحصص، حيث كان نصابه ثماني عشرة حصة وفوجئ بارتفاع هذا النصاب الذي قد يصل إلى سبع وعشرين حصة وسط الزيادة في عدد ساعات الدوام، فأعتقد أن هذا الارتفاع قد يؤثر في عطائه، وخاصة إذا كان مكلفاً بأعباء أخرى وأنشطة لا منهجية تتصل بالمادة، لذا يجب في اعتقادي مراعاة هذا الامر والنظر إليه بعين الاعتبار، وخاصة أن المواد التي خُصَّت بالزيادة هي مواد دسمة وتحتاج إلى جهد ومتابعة من قبل المعلم، وإن كان ذلك لا يعفي المعلم من أداء دوره بكل جدية وإخلاص مراعياً الله في أبنائه الطلاب وواضعاً نصب عينيه العمل بالجهد الدؤوب الذي يعود على هؤلاء الأبناء بكل خير وفائدة، وليعلم كل عامل مخلص أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً

    ترك المهنة

    وتقول أم راشد (معلمة اللغة العربية) في إحدى مدارس أبوظبي الثانوية إن تطبيق النظام الجديد المتمثل بزيادة الحصص ضاعف من أعباء المعلم الدراسية والحياتية وتسبب في استنفاد طاقة الأبناء ومعلميهم، حيث لم يعد باستطاعة المعلم اعطاء الدرس حقه في كل حصة يدخلها نتيجة الإرهاق الذي يصيبه جراء زيادة النصاب، حيث ارتفع نصاب بعض معلمي المواد العلمية الدسمة ومنها اللغة العربية من 18 حصة إلى 28 و30 حصة أسبوعياً اي بمعدل 6 حصص في اليوم، وهذا إرهاق قد يتسبب في ترك كثير من المعلمات لمهنة التدريس، خاصة المتزوجات والامهات منهن .

    إجهاد وعدم استيعاب

    وتشير الطالبة عفراء الرميثي (ثانوية عامة) إلى ان الدوام يبدأ في الثامنة وينتهي في الثالثة والنصف عصراً مما يجعلها تتأخر في العودة إلى منزلها ولا تجد وقتاً كافياً للراحة والمذاكرة، إلى أن زيادة الحصص أصابت الطالبات بعدم القدرة على الاستيعاب بشكل جيد للمواد الدراسية وبخاصة المواد بعد الواحدة ظهراً .

    ويضيف الطالبان زايد عبدالله الفارسي بالصف الحادي عشر علمي، ومحمد سالم الجنيبي بالصف الحادي عشر الأدبي بمدرسة الاتحاد النموذجية أن مد الدوام إلى الثالثة عصراً بالنسبة للطلاب ادى إلى عودة بعض القاطنين في مناطق سكنية ضواحي أبوظبي (الشهامة الرحبة الشامخة والسمحة) إلى منازلهم متأخرين، حيث يعود بعضهم في الخامسة عصراً تقريباً بسبب زحمة الطرقات، وأشارا إلى أن النظام الجديد فيه إجهاد للطالب خاصة أنه لا يستطيع التحضير لثماني أو تسع حصص دراسية بعد عودته إلى المنزل متأخراً، كما انه لا يجد وقتاً كافياً لحل الواجبات التي يكلف بها من قبل معلم المادة، بالاضافة إلى استعداد الطالب لاختبارات التقويم الاسبوعية والشهرية، التي تكون عبارة عن اختبارين في اليوم الواحد في بعض الأحيان .

    وقال الطالبان عبدالعزيز جمال مدي، وسلطان أحمد نصيب الجابري بالصف الثاني عشر القسم العلمي، نصل إلى بيوتنا الساعة الرابعة، كوننا وغيرنا نقطن داخل منطقة أبوظبي فنتناول الغداء ونصلي ونأخذ قيلولتنا ثم نقوم بحل الواجبات وعمل التقارير التي نكلف بها من معلمينا ومراجعة المواد لليوم الثاني، مشيرين إلى أن اليوم يساوي 24 ساعة منها 9 ساعات في الدوام الدراسي و8 ساعات نوم، أما بقية الساعات مذاكرة وتحضير ولا يوجد وقت للراحة والجلوس مع الأهل، وهذا فيه إرهاق لنا كطلبة في آخر سنة بالمرحلة الثانوية، وأشادا بتعاون المعلمين في تخفيف تكليفات الواجبات اليومية التي يحملها الطلاب إلى منازلهم .

    وأجمع عدد كبير من المعلمين والطلبة في مدارس أبوظبي الثانوية على ضرورة إعادة النظر في النظام الجديد واستبيان آراء الميدان بعد مرور حوالي شهر ونيف من تطبيقه، مطالبين المعنيين في مجلس أبوظبي للتعليم بدراسة الآثار السلبية التي لحقت بالمعلم والطالب ومستوى التحصيل الدراسي، والقيام بزيارات ميدانية إلى المدارس لتقويم النظام الجديد وأخذ رأي الميدان التربوي سلباً وإيجاباً .

    تنويع أساليب التدريس

    أكد عدد من المعلمين والموجهين في مدارس أبوظبي على إيجابيات إطالة الدوام الدراسي وزيادة الحصص، حيث قالوا إنه يخدم المعلم والطالب على حد السواء وجاء لتلبية احتياجات الميدان، مشيرين إلى انه أصبح هناك متسع من الوقت لشرح المعلم لمادته بأريحية تامة، كما أعطى الطلبة مجالاً واسعاً داخل مدارسهم لتطوير ابداعاتهم ومهاراتهم، مقترحين بضرورة الاهتمام بتنويع حصص النشاط اللاصفي وأساليب التدريس التي تحفز الطالب وتنشط فكره، من خلال الاهتمام بمشاريع البحوث العلمية التي تطبق في غرف مراكز التعلم والمكتبات والمختبرات، وممارسة حصص النشاط الرياضي والفني وكافة الانشطة المشوقة المحفزة للابداع .

    الهوة بين التعليم العام والجامعي أكبر من مد الحصص

    أكد الدكتور عيسى خليفة السويدي خبير تربوي على أن مد اليوم الدراسي وزيادة وقت الحصص يجب أن ينُفّذَ بشكل مدروس وفي إطار تجريبي، لكي يتحقق الهدف المرجو من تلك الزيادة ألا وهو زيادة المحتوى الدراسي، مشيراً إلى أن ما يتعلمه الطالب هو أساساً أكثر من حاجته، وكلمة “حشو” لم تستخدم رديفة لشيء أكثر من الكتب المدرسية، أما إذا كان السبب هو تعويض ما فُقد من الدوام المدرسي في الاجازة الصيفية الطويلة الماضية، فإن أغلب المواد يمكن تعويضها خلال ما تبقى من العام الدراسي بوسائل كثيرة، منها تكليف الطالب بواجبات منزلية أكثر وتشجيع المعلم على ابتكار طرائق تدريس متنوعة ومفيدة . وأضاف أن زيادة الحصص الدراسية لطلبة المرحلة الثانوية ومد يومهم الدراسي لجسرالهوة بين التعليم الثانوي والجامعي، أزمة حقيقية تحتاج إلى إعادة نظر بالفعل، فإن هذه الهوة تحتاج إلى ما هو أكبر من مد الحصص الدراسية خمس دقائق وزيادة حصة واحدة إلى اليوم الدراسي .

  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    9

    افتراضي

    اسمحي لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقكي
    والله يزدج فرح وسرور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •