النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    1

    افتراضي الطريق إلى تكوين صداقات ناجحة (1)

    بسم الله الرحمن الرَّحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    الواحد منّا - أيها الإخوة الأعزاء والأخوات الكريمات - يطمح إلى بناء علاقات ناجحة مع الآخرين؛ لأنّه إنسان، والإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي، كما قال الله سبحانه: (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا).
    وإنّ من أهم أنواع العلاقات التي يحتاجها الإنسان؛ علاقة الصداقة، وهذه لها مقومات نجاح كما أن العلاقة عموما بمختلف صورها تحتاج إلى مقومات ترتقي بها إلى درجة النجاح، هذه الدرجة التي يطمح إليها كل إنسان صادق.
    وإننا إذا جئنا إلى مجمل أنواع الشرخ في الصداقات فإنّنا نجده راجعا إلى سببين اثنين:
    - الأوّل: الطوية الفاسدة.
    - الثاني: الخطأ في التّصرّف.
    فأما فساد الطوية فصوره متعددة ودوافعه كثيرة وهي ترجع إمَّا إلى دوافع أصلية مركزية وإما إلى دوافع عارضة طارئة.
    فمن أمثلة الدوافع الأصلية تلك الدوافع المصلحية المضمَرة التي تثمر المداهنة والتغرير.
    ومن أمثلة الدوافع العارضة الحسد الطارئ والغيرة الطارئة.
    ولست أتناول في هذا الجزء من الحلقات الكلام على السبب الأول الذي هو فساد الطوية، ولعل ذلك أن يأتي معنا في جزء آخر إن شاء الله، وإنَّما أتحدث في هذه الحلقات عن السبب الثاني، وذلك لأننا نفرض إنسانًا صادقًا نقي الطوية، وإن كان الإنسان بطيعة الحال ليس بمنأى من طروء دوافع سلبية عليه قد تؤثر في طويته ولو على نحو مؤقت إذ هو في النهاية غير معصوم، غير أنني آثرت الكلام على السبب الثاني ابتداء لما يحتاجه من مزيد بيان وإيضاح.
    فأقول:
    إننا إذا أردنا أن نلقي الضوء على الأخطاء في التصرّفات التعاملية بين الأصدقاء فلا بد أن نبين أولاً ما هو مفهوم الخطأ في هذا الباب، وما هي أسبابه، وما هي أنماط التّصرفات التعاملية التي تجري فيها هذه الأخطاء.
    فأقول:
    أمّا مفهوم الخطأ في بابنا هذا فهو يدور على عدم مناسبة التصرف للطرف الآخر مناسبةً تجلب له مصلحة راجحة.
    وبناء على هذا نرى أن للتصرف الصحيح السالم من الأخطاء ركنين أساسيين:
    الأول: مناسبته للغير.
    الثاني: فاعلية هذه المناسبة بما تحققه من مصلحة راجحة له.
    وإننا حينما نتكلم عن مناسبة التصرف للغير وفاعليته بتحقيق المصلحة الراجحة له؛ فإن المعيار لتقييم هذه المناسبة وتلك الفاعلية هو تعاليم شريعتنا الغرّاء التي جاءت لحفظ هذه الصداقات والعلاقات بما يخدم البشرية ويحقق للجميع الخير في الدنيا والآخرة، وسيأتي الكلام على كل هذا بالتفصيل إن شاء الله.
    وأما إذا جئنا إلى أنماط التصرفات المتبادلة بين الأصدقاء وصورها فهي كثيرةٌ ولا شكّ، وقد يأتي معنا بعضها أو كثيرٌ منها تباعًا إن شاء الله، وهي ترجع عمومًا إلى نوعين:
    - الأول: التصرّف الابتدائي أو الاستقلالي.
    - الثاني: التصرّف الجوابي.
    فأما التصرف الابتدائي أو الاستقلالي فهو التصرف النابع من أحد الطرفين تجاه الآخر بدوافع أو مثيرات مرتبطة بالأول فقط.
    وأما التصرف الجوابي فهو التصرف الصادر من أحد الطرفين بسبب دوافع أو مثيرات داخلية عنده تولدت من دوافع ومثيرات مرتبطة بالطرف المقابل.
    وهذه الدوافع والمثيرات الداخلية أو الخارجية سنفصّل القول فيها إن شاء الله في موضعها؛ لأننا في هذه الحلقة إنما نتناول مقدمة يسيرة للموضوع.
    وأما ما يتعلق بأسباب الأخطاء في هذين النوعين من التصرفات فهي راجعة إلى أحد سببين على وجه العموم:
    - الأول: عدم دراسة الموقف واختيار ما يناسبه، وهذا له أسباب.
    - الثاني: دراسة الموقف وتقييمه تقييمًا خاطئًا، وهذا أيضًا له أسباب.

    وللموضوع تتمة بإذن الله...

    ودمتم سالمين ...
    أعده أخوكم أبو فردان متخصص نفسي واجتماعي ...

  2. #2
    عضو مجلس الشرف
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الفجيره
    المشاركات
    616

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
    .
    :
    كلام وحكم جميله جداً
    شكراً لك يا أخي الكريم....
    على هذا الموضووع الراقي
    إلى الأمام يارب,,,,


    موفق

  3. #3
    عضو فعال الصورة الرمزية galaxsy
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    في بيتنا
    المشاركات
    352

    افتراضي

    مشكووووووووووووووووورالغالي ع الطرح المفيد والرااائع



    وان شااء الله يكون في ميزان حسناتك




  4. #4
    مشرفة الإستراحة العامة الصورة الرمزية همسـات
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    ارض الله واسعة
    المشاركات
    445

    افتراضي

    شكرا على الموضوع المفيد

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •