وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تفضلي اختيه وان شاء الله يفيدج
"القارئ غير العادي" أين هو ؟!
ديسمبر 17th, 2007 كتبها * فـنـجـان شـاي * نشر في , فن القراءة, مقالات,
35 تعليق »
,
أشياء كثيرة تشدني إلى هنا، لكتابة جديد، أو عرض فكرة، أو محاورة رأي، لكن الشواغل تحاصرني رغم قدوم عطلة عيد الأضحى، وهي في حد ذاتها شاغل جديد لي كربّ أسرة. وبينما أقلب هذه الأيام أكثر من موضوع في ذهني، وبعيدا عن أي فنجان، أي دون أن أكون في حال استرخاء بدني أو راحة ذهنية، وقعت أنظاري على موضوع جعلني أهتف داخلي: وجدتها.. وجدتها! وأصدقكم القول إن النائحة ليست كالمستأجرة، وبنات أفكار المرء ليست كبنات الجيران (أي الأفكار المستعارة) مع أن كلا منا له رأي في بنات الجيران، على الأقل في سن المراهقة!
في صحيفة "المستقبل" اللبنانية جذبني مقال بعنوان: هل ما زلنا نأمل ظهور "القارئ غير العادي"؟ منشور في عدد اليوم (الأحد 7 ذي الحجة 1428/ 16 ديسمبر 2007) وهو مقتبس من جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية (8 ديسمبر 2007). أنقله هنا لكونه يصب في نفس الاتجاه الذي تتبناه مدونتي، أي قضية القراءة. وأترككم الآن مع "بنت الجيران"، إلى أن أستحضر لكم إحدى بنات أفكاري عما قريب. وكل عام وأنتم بخير.
** ** **
قد لا تكون قصّة "هاري بوتر أند ذا ديثلي هالوز" هي القصّة الأكثر سحراً هذا العام. إذ تعدّ رواية "ذا أنكومون ريدر" (القارئ غير العادي) لـ ألان بينيت، والتي تتخيّل تحوّل ملكة بريطانيا فجأة إلى قارئة نهمة في آخر حياتها، منافسة حقيقيّة لا تقلّ انتشاراً.
وإذ تخوض الكتب حرباً ضروساً بمواجهة قوى الـ "ماي سبايس" والـ"يو تيوب" و"تلفزيون الواقع"، تبدو فكرة التحوّل الفجائي للبعض من حالة اللامبالاة تجاه الأدب إلى حالة الشغف في هذا المجال، وكأنّها انتهت وانطوت مع زمن آفل.
لكن هل انقضى الأمل؟ أم أن هناك ما قد يعيد البشر إلى مشهد الثقافة المتمثّل بقراءة الكتب والشغف بها؟
ليس ثمّة جواب حاسم، على ما يكتب موتوكو ريتش في النيويورك تايمز (8/12/2007). وبحسب الكاتب، فإن الجواب الإيجابي على تساؤلات كهذه يفترض أن يحقق المزيد من الكتب الصادرة حديثاً أرقام مبيعات توازي ما حققه كل من "هاري بوتر" و"ذا دافينشي كود".
"لماذا يقرأ
المزيد
قراءة المشاعر
نوفمبر 24th, 2007 كتبها * فـنـجـان شـاي * نشر في , فن القراءة, مقالات,
29 تعليق »
,
حين نقرأ خطابات العمل والتقارير وما شابهها فإننا نقرأ فيها المعلومات والحقائق. بينما حين نقرأ الخطابات الشخصية والقصص والأعمال الأدبية كافة والمذكرات فإننا نقرأ فيها المشاعر. ربما ليست المشاعر وحدها في الأعمال الفكرية والأدبية لأنها لا تخلو من بعض الحقائق والمعلومات. لكن الرسائل والمذكرات الخاصة واليوميات، وجزءا معتبرا من المدونات الإلكترونية الشائعة هذه الأيام، كلها حافلة بالمشاعر والأحاسيس!
تُرى، كيف تُقرأ المشاعر؟!
نحن نقرأ الكلمات والعبارات والصفحات. ولكن ماذا عن المشاعر التي تختزنها هذه الوسائط اللغوية والأساليب التعبيرية والفنون البلاغية؟ إنها قطعا تخاطب مشاعر من وجّه إليه الكلام، وربما يخاطب الكاتب نفسه إذا كانت يوميات أو خواطر ذاتية.
هل أنتم ممن يكتفون بقراءة السطور، أم قراءة ما بين السطور؟ وربما فوق السطور وتحت السطور؟
هناك ما يرتبط بالذكاء والخيال والمستوى التعليمي وما إلى ذلك، فهي قطعا من العوامل المؤثرة في الكتابة والقراءة. ولكن بدا لي أن هناك ما هو أوسع من ذلك.
فالمسألة تتوقف على المكتوب نفسه ومحتواه أولا، فالمعاني ليست منثورة في الهواء ولا معلقة على الأشجار ولا سابحة في الأنهار، إنها مقيدة بحروف وكلمات وسياق كتابي. لكن هذا النوع من الكتابات ليست معادلة رياضية ولا تركيبة كيميائية، أي ليست مقننة تماما. نعم الكلمات لها دلالاتها المتعارف عليها ومعانيها المتفق عليها، لكن فن استخدام الكلمات وصياغة العبارات وهندسة السياق والأسلوب كل ذلك له مفعوله. ويتحكم في ذلك قدرة الكاتب وملكته ومهارته وخبرته وأدواته، وبالتأكيد ثقافته وفكره وعلمه، وليس آخرا مزاجه ونفسيته وكل ما يتصل بحالته الكتابية.
في المقابل، هناك القارئ بأدوات فهمه وطاقة استيعابه وحجم مداركه وقدرة تحليله وكل ما يتصل بحالته القرائية.
ودعوني أسألكم مرة أخرى، بأسلوب آخر. كيف تقرأ ما ينطوي على مشاعر أيا كانت؟
يبدو لي بداهة أننا نقرأ تلقائيا دون أن نعمل الفك
المزيد
ماذا نقرأ؟ كيف نقرأ؟
يوليو 24th, 2007 كتبها * فـنـجـان شـاي * نشر في , فن القراءة, مقالات,
30 تعليق »
, حين تبادر إلى ذهني السؤال "ماذا نقرأ؟" عاجلت نفسي بسؤال آخر "كيف نقرأ؟"، وخشيت أن تكر السبحة لتتوالى أسئلة أخرى، أو على الأقل بقية الأسئلة الخمسة الخالدة: متى؟ ولماذا؟ ولمن؟ (بدلا مِن مَن).
ولو تزاحمت الأسئلة في ذهني أكثر ستتقافز الأفكار وتتسابق في محاولة لتشكيل الإجابات التي بدورها ستتدافع بالمناكب والأقدام عند باب عقلي للخروج، وعندها سأعاني من أزمة مرور فكرية تمنعني من الهدوء المطلوب للتفكير والكتابة في موضوع كهذا.
أفكر في الاكتفاء بماذا وكيف، لأن الثاني وسيلة الجواب على الأول. لكني، وبما أنني عربي، فالتقليد (السيئ) المتبع هو أن أسوق مقدمة طويلة قبل الإجابة، أو بدلا من الإجابة المباشرة!
في جيلي والجيل السابق له، أي منذ منتصف القرن الماضي تقريبا ومصادرنا الفكرية لا تتجاوز الكتب والمجلات والصحف الأسبوعية ثم اليومية، وهذا ما كان عليه الأمر في الأجيال القريبة التي سبقتنا. وكانت الإذاعة والتلفزيون، والسينما في بعض الدول، تعتبر من الوسائل المعرفية، ولكنها ليست بعمق مصادر القراءة المرتبطة بالنشر الأدبي والصحافي. ثم جاء الفيديو ليضيف جديدا إلى الوسائل الأخرى.
وكانت هناك مصادر فكرية أخرى معتبرة، تزايدت أهميتها مع الوقت، لكن محتواها لا يصل إلى جمهورها ولا ينتشر إلا بتلك المصادر والوسائل المذكورة، وأعني بها المحاضرات والندوات والمؤتمرات، فكلها تقدم عصارات فكر ونتاجات معرفة، لكنها لون آخر من ألوان الإنتاج الفكري يختلف قليلا أو كثيرا عن التأليف والكتابة.
ثم أقبلت علينا الفضائيات وشبكات الإنترنت، أو أقبلنا عليها
المزيد
ماذا يقرأ الصينيون ؟
يونيو 25th, 2007 كتبها * فـنـجـان شـاي * نشر في , فن القراءة, مقهى الصباح,
12 تعليق »
,
أكبر مكتبات الصين التجارية على أهم شوارع بيجين وهو شارع تشانغ آن جيا (تصوير: صاحب المدونة)
ماذا يقرأ الصينيون؟
سؤال خطر ببالي وأنا أهم بكتابة هذا الموضوع، لكني لا أملك جوابا عليه. فمثل هذا السؤال يحتاج لمسح أو دراسة لتحديد اتجاهات القراء النوعية والموضوعية. ولكن يمكن القول، على وجه الإجمال، إن الشعب الصيني المثقف بطبعه وبحكم تكوينه الفكري والحضاري، أصبح في متناوله اليوم ما لم يكن يحلم به في يوم من الأيام من مصادر الثقافة والمعرفة، التقليدية والعصرية.
فالانفتاح الذي تشهده الصين اليوم لم يحلم به أي صيني قبل عشر سنوات أو حتى أقل، ولم تشهده أي أمة أخرى. والمواطن الصيني همه الأساس اليوم لقمة العيش، والبحث عن الرخاء والرفاهية إذا كان من الفئة التي تجاوزت هم تأمين لقمة العيش إلى مستوى أعلى من ذلك. لكن الحاجة الثقافية والمعرفية لا غنى عنها، ولذلك فالمكتبات التجارية وأكشاك بيع المجلات والكتب الشعبية تزخر بالقصص والروايات وكتب المعرفة العصرية من مستجدات الحاسب الآلي والإدارة والتسويق وإدارة الأعمال والتطوير الذات
المزيد
القارئ الممتاز
مارس 31st, 2007 كتبها * فـنـجـان شـاي * نشر في , فن القراءة, مقالات,
29 تعليق »
, هناك قارئ جيد، وقارئ متابع، وقارئ واع، وقارئ مستنير، وما شابه ذلك من الأوصاف. ولكن هل هناك قارئ ممتاز؟
كيف يكون القارئ ممتازا؟ وكيف يتحقق الامتياز؟
أنطوني مينجيلا مخرج فيلم "المريض الإنجليزي" الذي حقق رقما قياسيا من جوائز الأوسكار لفيلم بريطاني وهو 12 جائزة، قرأ رواية مايكل أونداني التي تحمل الاسم نفسه، وتحكي قصة وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية تجمع بين العاطفة والمغامرة والمأساة، وأعجبته كثيرا هذ الرواية لدرجة تحويلها إلى سيناريو فيلم سينمائي.
عن هذه التجربة قال مينجيلا: "جاء الفيلم ثمرة حبي للكتاب. حاولت أن أكون قارئا ممتازا بقدر ما أستطيع."
ماذا فعل مينجيلا كي يكون قارئا ممتازا؟ توجه إلى الريف الإنجليزي، واختفى عن الأنظار داخل كوخ ملأه بكتب التاري