-
عضو جديد
التعلم وفق أبحاث الدماغ
التعلم وفق أبحاث الدماغ
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات وجعله خليفته في أرضه وأعطاه نعما لا تعد ولا تحصى قال تعالى :
( {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء70 )
وميز بين مخلوقاته حكمة منه وابتلاء ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا التمايز عند وصفه لبعض الصحابة فقال في الزبير : ( إن لكل نبي حوارياً وحواريّ الزبير بن العوام ، وقال في أبي عبيدة : ( إن لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح ) ، وقال: في أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنا مدينة السخاء وأبو بكر بابها ، وقال في علي رضي الله عنه : أنا مدينة العلم وعلي بابها )، فكلاً من هؤلاء الصحابة تميز بخلق إسلامي معين ، وهذا الاختلاف بين البشر من عجائب خلق الله ، فلم نجد إنسانا يتطابق مع إنسان آخر حتى ولوكانا توأمين ، ومن هنا نجد أن الطلاب يتمايزون فيما بينهم بما خص الله تعالى كلا منهم بمزية معينة ، وهذا ما يجعل كل واحد منهم يتعلم بطريقة قد تختلف عن أقرانه وهذا ما يؤكده العلم الحديث القائم على أبحاث الدماغ ، فقد ذكر علماء النفس التربويون أن الذكاءات متعددة ، فكل دماغ حالة فريدة أي لكل شخص خصائص وله كيفية في التعلم حيث أكد ( كاردنر) في نظريته عن الذكاءات المتنوعة فقال لا يوجد إنسان غبي ، كل إنسان يتميز عن غيره بنوع من الذكاءات ، واليوم يتحدث التربويون عن (18 ) نوع من الذكاءات ارتبطت بها أنماط التعلم من بينها ( الذكاء البصري – السمعي – الاجتماعي – الذاتي – الروحي – المنطقي – الأدائي الحركي ... ) .
فأنا كمعلم أقدم مثيراً سمعياً للطالب الذي يغلب عليه نمط التعلم السمعي ، وأقدم مثيراً بصرياً للطالب الذي يغلب عليه نمط التعلم البصري ، ومثيراً أدائياً للطالب الذي يغلب عليه نمط التعلم الأدائي الحركي وهكذا ، وهذا ما يعرف بالتعلم المتمايز ، ويتفق معه (هرمن) في نظريته عن أقسام الدماغ حيث يرى أن الدماغ يتألف من أربعة أقسام :
- العلوي الأيسر ويختص بالعمليات التخطيطية
- السفلي الأيسر ويختص بالعمليات التشغيلية والتنفيذية
- السفلي الأيمن يختص بالعواطف
- العلوي الأيمن يختص بعمليات التفكير الإبداعي
وحسب طبيعة المثير تتحرك عمليات الدماغ بالتخزين – فنوع المثير يحدد الجزء الخاص من الدماغ ليقوم بالمعالجة ومن ثم تخزين المعلومة وبالتالي يزداد عدد التشابكات العصبية في الدماغ .
ولكن كيف أستطيع أن استغل تركيبة دماغ المتعلم في توصيل المعلومة بأقصر الطرق ؟
في الواقع هناك مجموعة من العوامل التي تثير الدماغ وتشد انتباهه أهمها :
• الحركة : أثبتت الدراسات التطبيقية أن أهم عوامل شد الانتباه عند الدماغ النمط الأدائي الحركي فالحركة من أهم عوامل شد الانتباه ، كما قيل لا تعليم مع السكون .
• حفظ القرآن الكريم : ينشط الذاكرة وقد قيل من حفظ القرآن الكريم لا يخرف ) .
• الأغذية : ( مثل اللوزيات ) تساعد على تنشيط الذاكرة وتشد الانتباه .
• الموسيقى : تنشط الذاكرة.
• إثارة الحواس : بأي مثير حسي حيث أن توفير المثيرات وتنوعها في سياقاتها المختلفة ، يساعد على استثارة الدماغ واستقبال المعلومة ، فكل شخص يستقبل ما يناسبه من المثيرات لان كل منا يمتاز بجانب معين من الذكاءات وكل منا يستخدم جزء معين من الدماغ .
• العواطف : العواطف ضرورية لعملية التعلم فالقمع والتوتر لا يسمح بالتعلم.
• الوقت الكافي : إتاحة الفرصة اللازمة للطالب تساعده على التعلم .
فأنا كمعلم أعمل على تنويع المثيرات فأقدم للطلاب ( مثير بصري – مثير سمعي – اجتماعي - حركي أدائي .... ) حتى أشمل جميع المتعلمين وعلى هذا يتم تصميم الأنشطة وفقا لأنماط التعلم المختلفة .
مثال : اخترت عنوانا لدرس ( الطقس والمناخ في الوطن العربي ) وأصمم أنواعا من الأنشطة تتنوع فيها المثيرات :
( سمعي – بصري – قرائي – أدائي ) :
- النشاط البصري : مثال : ( صنف حالة الجو من خلال الصور التالية ).
- النشاط السمعي : مثال : ( استمع للنشرة الجوية وسجل مدى ارتفاع المد خلال الأسبوع الجاري) .
- النشاط القرائي : مثال : ( تفحص الأرقام في الجدول التالي ثم أجب عن الأسئلة التالية ) .
- النشاط الأدائي : ( صمم محطة لرصد الطقس في مدرستك ) .
والقاعدة تقول أن كل إنسان يتعلم إذا ما أتيحت له العناصر الأساسية لنمو الدماغ فيقول أصحاب هذه النظرية أعطني من شئت ووفر لي العناصر أعطيك ما تريد ، وعناصر نمو الدماغ نجملها فيما يلي :
1- بيئة غنية : البيئة التي تحتوي على المؤثرات والمساعدات فالتنوع والغنى مصدر الإبداع ، أي تنشيط أكبر عدد ممكن من الحواس .
2- خبرات ذات معنى : لا أقدم للطالب خبرات تافهة بل أقدم له خبرات ذات قيمة .
3- التعاون والتآزر : أقدم للجماعة المتعاونة خبرة فيها تحدي .
4- الحركة : التعلم القائم على الحركة ينشط الدماغ فالحركة من أهم عوامل شد الانتباه ولا تعليم مع السكون.
5- التغذية الراجعة الفورية التأملية : على هيئة سؤال ماذا لو أضفت كذا وكذا ... على الإجابة .
6- الإتقان : أن تصل بالمهمة إلى جميع مكوناتها تحليلا وتركيباً .
7- الأمان وغياب التهديد : لو توفرت جميع عناصر نمو الدماغ ولم يتوفر الأمان لا يكون هناك تعليم .
وهذا ما يؤكد حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
(مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ) .
وختاماً أتمنى على كل صاحب همة عالية أن يبحث عن المفيد و النافع ليقدمه للطلاب ، للوصول بهم إلى الغاية المرجوة فهم أمانة غالية في أعناقنا كمعلمين .
قال تعالى : {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إعداد المدرس : جميل أحمد رسلان
مدرسة المجد النموذجية ح2
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى