قافلة الأمل تنشر الفرح في ( خور دبي )
عجلة مخيم الأمل لا تتوقف، فتستمر أنشطته وفعالياته طيلة أيام تنظيمه مصطحبة معها الأطفال من ذوي الإعاقة إلى عوالم من البهجة والسعادة قلما يجدونها في أماكن أخرى لا لأن واحة المعاقين هذه تحرص أشد الحرص على الترويح عن نفوس أبنائها وحسب، بل لأن جميع العاملين فيه من متطوعين أخذوا على عاتقهم تقديم أقصى ما باستطاعتهم كي يؤمنوا للأشخاص من ذوي الإعاقة أنسب الظروف والأجواء بهدف تأمين راحتهم وتطلعهم إلى تمضية فترة من الزمن ملؤها البهجة والنشاط والأوقات التي لا تنسى.
وقد تواصلت مساء أمس الثلاثاء 27 ديسمبر الجاري فعاليات مخيم الأمل الثاني والعشرين الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة على أرضها في منطقة اليرموك تحت شعار (قراري اختياري) بمشاركة وفود من دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الإسلامية الموريتانية حيث بلغ عددهم الإجمالي 209 مشاركا ومتطوعا، بهدف تفعيل حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ومساندتهم وتعزيز الوعي بحقوقهم في جميع المجالات، كما يركز شعار المخيم لهذا العام على دعم مطالب الأشخاص من ذوي الإعاقة التي تضمن لهم العيش باستقلالية والتمتع بحياة كريمة بعيدة عن عوامل التمييز، بالإضافة إلى رفع الوعي الثقافي والمعرفي للأطفال من ذوي الإعاقة المشاركين، وتفعيل المناصرة الذاتية وإعطائهم حق الاختيار واتخاذ قراراتهم الشخصية وتطبيق مطالبهم الخاصة ليكونوا عناصر فاعلة كغيرهم من أفراد المجتمع غير المعاقين..
زيارة جمارك دبي
ولدعم هذه الفعالية قام وفد من مركز خدمة العملاء للسلع والمعادن المتعددة بجمارك دبي ترأسه السيد ماجد سالم الطويلة مدير مركز السلع والمعادن في جمارك دبي بزيارة مخيم الأمل للمشاركة في الورش والأنشطة والبرامج والتعرف على أعضاء الوفود والأطفال من ذوي الإعاقة المشاركين.
وقالت أمل الخميس عضو اللجنة العليا للمخيم:" إن زيارة الوفد تعكس أهمية المشاركة المجتمعية الفعالة لدعم ذوي الإعاقة، حيث ساهم أعضاء الوفد في إدخال البهجة على الأطفال بتوزيع الهدايا ومشاركتهم في مختلف الورش والأنشطة التي أقيمت على أرض المخيم، بالإضافة إلى تعرفهم على رؤساء الوفود المشاركين وتبادل المعلومات، وأعرب أعضاء وفد جمارك دبي عن سعادتهم بالزيارة ورغبتهم في التطوع في المخيمات المستقبلية وفي كل ما تقدمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية من أنشطة وفعاليات تخدم المجتمع عامة".
كما قدم الوفد درعاً تذكارياً للمدينة تسلمه عبد الله الخميس قائد لجنة أمن المخيم تقديرا لجهود القائمين على تنظيم هذا المخيم الهادف والمميز وقاموا بتقطيع قالب حلوى عليه شعار جمارك دبي تعبيرا عن تعزيز أواصر المحبة والتعاون في كل ما يهم شؤون ذوي الإعاقة.
وأشادت الأستاذة أمل الخميس في هذا المجال بالرعاة والداعمين من الجهات والشركات والمؤسسات والأفراد الذين كان لدعمهم الأثر والدور الكبير في نجاح المخيم واستمرار إقامته وهم : مجلس الشارقة الرياضي ، دائرة الموانئ البحرية والجمارك ، غرفة تجارة وصناعة الشارقة ، الأمانة العامة للأوقاف ، مؤسسة الشارقة لتسييل الغاز ، مجموعة شركات جيبيكا ، مجموعة بو خاطر الاستثمارية ، مصرف الشارقة الإسلامي ، شرطة دبي ، نادي الثقة للمعاقين ، جمعية أهالي ذوي الإعاقة ، بالإضافة إلى الشركاء الذين أسهموا في توفير مستلزمات نجاح المخيم وهم وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ، وبلدية الشارقة ، وسوبرا للخيم ، وهيئة الفجيرة للسياحة والآثار ، وشركة ألحان للإنتاج الفني ، وجامعة الإمارات .
ووفق البرنامج المحدد قام المشاركين أمس بزيارة إلى المربى المائي والمتحف البحري بالشارقة وفيها أطلع الأطفال على مختلف الكائنات البحرية عن قرب وأيضاً تعرفوا على تاريخ الصيد البحري ومستلزماته التاريخية والأدوات التي كانت تستخدم لصيد السمك واللؤلؤواستمتعوا بأوقات مميزة ختمت بوجبة عشاء نظمتها إدارة المربى المائي على شرف زيارتهم .
حفل السمر
وفي حفل السمر وكعادته تألق ماجد العصيمي مقدم الحفل من خلال روحه الدمثة وبديهيته الحاضرة دوماً وتعليقاته المحببة على قلوب الجميع وهو غالباً مايحول حفل السمر إلى مسحة يملؤها ضحكات الأطفال من ذوي الإعاقة والمتطوعين على حد سواء .
وشمل حفل السمر العديد من المسابقات والفقرات الترفيهية والثقافية المميزة والممتعة وكان من بينها فقرة قدمها وفد الكويت وتضمنت مسابقة عقدة الحبل التي شارك بها الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم شارك المشرفون من مختلف الوفود بمسابقة التذوق التي أضفت جواً جميلاً من المرح والضحك وبعد ذلك قدم الوفد القطري فقرة تراثية عن ليلة الحناء .
بعد ذلك قدمت اللجنة الإعلامية فقرة المصور الصغير التي فازت بها في اليوم الثالث من أيام المخيم الطالبة ( طيف راشد السماري ) من وفد دولة الإمارات العربية المتحدة ومسابقة المصور الصفير تهدف إلى تنمية موهبة الأطفال من ذوي الإعاقة وتشجيعهم على تطويرها والإبداع فيها نظراً لما تحققه لهم من إبراز للذات واكتشاف مواهبهم المتميزة .
وفي مسابقة دولاب الحظ أبدع الأطفال من ذوي الإعاقة في مسابقات المعلومات العامة والتحدي فكانت أجوبتهم عن الأسئلة دليل تعلمهم وإدراكهم وكان نشاطهم في مسابقة التحدي دليل فرحة وانطلاق عاليين لم يؤثر عليه أنشطة النهار الحافلة بكل فعالياتها الغنية والمتميزة .
وفي ختام حفل السمر قدم الوفد القطري فقرة شارك بها جميع أطفال المخيم والمتطوعون .
رحلة دبي
وصباح اليوم الأربعاء 28 ديسمبر تواصلت برامج المخيم المكثفة بالمفاجآت التي بدأت بجولة سياحية وترفيهية وترويحية في مدينة دبي للتعرف على المعالم التي تزخر بها وكانت البداية في مركز دبي مول ومن ثم زيارة برج خليفة والاستمتاع بمناظر الأبراج الشاهقة ، بعدها تواصلت الرحلة إلى تناول وجبة الغداء على متن باخرة ( تور دبي ) للاستمتاع برحلة بحرية في دبي ضمن أجواء رائعة على أمواج خور دبي ، وكانت المحطة الأخيرة لرحلة دبي هي زيارة مركز الدلافين الذي أقيم ضمن مشروع عالم دبي المائي ويعد الأكبر من نوعه في المنطقة بحديقة الخور ، حيث أستمتع الجميع بمشاهدة عروض الدلافين ، وتفاعل الأطفال مع الحركات البهلوانية للدلافين ، والذي أثرى بدوره لغة المشاركة والتواصل بين الأطفال والدلافين التي تعد من الحيوانات الصديقة للإنسان .
وأعرب الأطفال المشاركون ومرافقوهم عن إعجابهم وانبهارهم بالتقدم المذهل الذي تتميز به مدينة دبي كوجهة سياحية عالمية .
وقالت الأستاذة آمنة الكواري مشرفة أنشطة بالجمعية القطرية لذوي الإعاقة ومرافقة للوفد القطري ، نحن نشارك لأول مرة في مخيم الأمل وسبق أن سمعنا الكثير من طرف المؤسسات المشاركة عن السمعة الطيبة التي يتميز به مخيم الأمل وما يقدمه من برامج هادفة للأطفال المشاركين من ذوي الإعاقة ، لكن ما شاهدناه على أرض الواقع يستدعي الفخر لما تقدمه المدينة بتوجهها الإنساني في خدمة فئة المعاقين .
وأشارت إلى أن برامج الأنشطة والورش كلها تساهم في رفع الوعي الثقافي والمعرفي والفكري للأطفال المشاركين والأنشطة الخارجية تبعث المرح في نفوسهم وترفع من معاناتهم وأيضاً تعزز من تواصلهم الاجتماعي خاصة أنهم كونوا صداقات واسعة وأظهروا انسجامهم وتفاعلهم مع بعضهم البعض ، وأكدت أن أهمية تنظيم المخيم تكمن في تحسيس الأطفال من ذوي الإعاقة بأهمية وجودهم وانتمائهم المجتمعي كعناصر فاعلة وقادرة بدون تمييز .
إشادة موريتانية
ومن جهته أضاف الأستاذ أحمد محمد العبد من الجمعية الموريتانية لدمج وإعادة تأهيل الأطفال والمراهقين والقاصرين ذهنياً ومرافق الوفد الموريتاني ، أن تجربة مشاركتهم لها أهمية كبيرة جداً خاصة في جانب تبادل الخبرات في مجال التربية الخاصة والاستفادة من تجارب المدينة لنقل آليات اعمل إلى المراكز التي تعني بالمعاقين في موريتانيا وقال : " إن مخيم الأمل مميز جداً من كافة النواحي التنظيمية والتعريفية والترفيهية وكل ما خصص للأطفال فيه فائدة عظيمة لرفع قدراتهم وإمكانياتهم في مختلف المجالات .
وأكد أن أطفال الوفد الموريتاني جداً سعداء بتواجدهم ومشاركتهم في هذه الفعالية ، وأعربوا منذ وصولهم عن فرحتهم العارمة وانبهارهم بكل ما شاهدوه من معالم سياحية وضيافة مثالية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي وفرت لهم كافة الإمكانيات لقضاء أوقات رائعة تبقى راسخة في نفوسهم .
ووجه مرافق الوفد الموريتاني شكره الجزيل لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيسة اللجنة العليا لإدارة المخيم على إتاحة الفرصة لأطفال موريتانيا من ذوي الإعاقة للمشاركة في مخيم الأمل وأشاد بجهودها الإنسانية في كل ما تقدمه من خدمات عالية المستوى لفئة المعاقين ، كما وجه شكره لكل من ساهم في إنجاح المخيم متمنياً استمرار وتواصل هذه الفعالية التي تجمع وتوحد الشعوب العربية تحت راية إنسانية ومجتمعية سامية .
http://schs.ae/ArabicNew/News/newsDi...spx?NewsID=257
رد مع اقتباس
