إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسناوسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إلهإلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلىآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليماً كثيراً .
أمابعد .. فيقول الله { قُل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } (الزمر 9) .
ويقول صلى الله عليه وسلم " من يُرد الله به خيراً ، يفقههُ في الدين " متفقعليه .
سبب اختياري لهاذا التقرير ::
لما رأيت فضل العلم ، وشرف صاحبه ، ومكانته التي ينالها بالعلم ، فيالدنيا والآخرة أحببت أن أخرج هذا البحث لينتفع به كل إنسان ولتعلو همته في طلبالعلم ، فيجتهد فيه ويعمل بما علم فالعمل ثمرة العلم ، ويبلغه فتبليغ العلم زكاته ،وخير العلم ما نفع صاحبه .فعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : " سلوا الله علماً نافعاً ، وتعوذوا بالله من علم لاينفع " رواه ابن ماجه وصححه الألباني . فنعوذ بالله من علم لا ينفع ونسأله سبحانهالتوفيق والسداد فهو ولي ذلك والقادر عليه .
1- آداب العالم
العلماء ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا من عرض الدنيا متاعا زائلا، ولا مالا فائنا، وإنما ورّثوا دين الله عز وجل القائم على العلم والحكمة، ومعرفة آيات الله في خلقه، وتزكية النفس وصلتها بخالقها، وتحليتها بمكارم الأخلاق.
العلماء ورثة الأنبياء، ورثوا عن سيدنا نوح صبره على تبليغ رسالة الله، وتحمله إيذاء قومه وإعراضهم عنه في سبيل الله، وهو قائم بالدعوة الى الله مئات السنين دون كلل ولا ملل، ولا ضجر ولا قنوط.
وورثوا عن سيدنا إبراهيم شجاعته وصموده أمام أعداء الله، وتضحيته بالحياة واستهانته بالموت في سبيل إعلاء كلمة الله.
وورثوا عن سيدنا موسى قوته وأمانته، وعفته ونزاهته، ودعوته للإنقاذ قومه من الظلم والاستعباد، ورفقه بهم ليخرجهم من الظلمات الى النور، ومن عبادة الطواغيت الى عبادة الله الواحد القهار.
وورثوا عن سيدنا عيسى روحانيته وقربه من الله، وذكره وصلته الدائمة بالله، وصدقه ورحمته، وسمونفسه ورفعتها ومحبتها لجميع خلق الله.
وورثوا عن خاتم النبيين سيدنا محمد وعليهم أجمعين الخلق العظيم، والرحمة للعالمين، والصفوة من الشرع والدين القويم.
ورثوا عنه صبره وحلمه، وجهاده ونضاله، وعرض نفسه ودعوته على الناس في سبيل نشر دين الله، مقتحما الأخطار، غير مبال بتهديد ولا إيذاء ولا استنكار، غير آبه بإغراء بمنصب أو مال أو جمال، قائلا كلمته المشهورة: والله يا عمّ، لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، على أن أرجع عن تبليغ رسالة ربي ما رجعت حتى ينفصل رأسي عن كتفي رواه البيهقي عن ابن اسحاق.
هؤلاء العلماء هم الذين عقلوا عن الله ينه، وفهموا مراده من رسالته الى خلقه وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت، فاستقرّ نور الكتاب بين ثنايا صدورهم، وانطبعت معاني الآيات في أعماق قلوبهم بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ العنكبوت 49. وبذلك ارتقوا في مقامات الصالحين، وارتفعوا الى مصافّ المقربين يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ الذاريات 11، وشتان ما بين هذه المنزلة الرفيعة، ومنزلة الغفل الجاهلين، والمعرضين الزاهدين قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ الزمر 9.
هؤلاء العلماء هم مصابيح الهدى التي تدل الناس على منهج الله، وترشدهم الى دين الله، وهم منابع الخير والسعادة والفلاح، يملؤون العقول بالعلم والحكمة، ويهذبون النفوس ويزكونها بمراقبة الله وذكره على الدوام، وينشؤون الجيل القوي بعقيدته، الكريم بأخلاقه، النافع لأمته، المخلص في بناء وطنه، فهم روح المة وكنزها الأكبر. قال : إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضلّ الهداة رواه أحمد عن أنس بن مالك.
وإذا كان العلماء مصادر السعادة لمن لاذ بهم وأخلص في صحبتهم في الدنيا، فهم تمام السعادة في الآخرة، يحشر أتباعهم بمعيتهم، ثم يشفعون بهم، قال : ويشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء رواه ابن ماجه عن عثمان بن عفان. وقال عليه السلام: يبعث العالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة، ويقال للعالم اثبت حتى تشفع للناس بما أحسنت أدبهم رواه البيهقي عن جابر.
(2)
وأي شرف أرفع، وفضل أكبر في تكريم العلماء من عطف شهادتهم في وحدانية الله على شهادة الله وشهادة ملائكته، قال تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ آل عمران 18. ومن قول النبي : إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس خيرا رواه الترمذي. وفي حديث آخر فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر
الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورّثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر رواه الترمذي.
هذا وللعلماء الحقيقيين صفات بها يعرفون، وأخلاق عليها مجبولون، وآداب بها متصفون،
2- أداب العالم مع منفسه .
1- دوام مراقبة الله : دوام مراقبة الله في السروالعلن، والمحافظة على خوفه في جميع حركات المعلم وسكناته وأقواله وأفعاله، فإنهأمين على ما أُودع من العلوم ، وما مُنح من الحواس والفهوم ، قال تعالى : (بمااستخفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) [سورة المائدة:43](2).
2- الإخلاص: أن يقصد بتعليمه وجه الله تعالى، ولايقصد توصلاً إلى غرض دنيوي كتحصيل مالأو جاه أو شهرة أو سمعة أو تميز عن الأشباه أو تكثر بالمشتغلين عليه أو المختلفينإليه أو نحو ذلك، قال الإمام الشافعي رحمه الله : (وددت أن الخلق تعلموا هذا العلمعلى أن لا يُنسب إلي حرف منه)، وقال أبو يوسف رحمه الله : (ياقوم أريدوا بعلمكمالله فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلسمجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح)(3).
3- التخلقبالزهد: أن يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الإمكان الذي لا يضر بنفسه أوبعياله، وأن يعتدل ويقنع بما رزقه الله، فإن ذلك لا يعد من الدنيا ، والعالم هو أحقمن يستصغر شأن الدنيا ولا يلقي لها بالاً لأنه يعلم مدى فتنتها وسرعة زوالها وكثرةتعبها ونصبها ، وأن يتنـزه عن دنيء المكاسب(4).
4- المحافظة على شعائرالإسلام: أن يحافظ على شعائر الإسلام وظواهر الأحكام ،كإقامة الصلاة في المساجدللجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،والصبر على الأذى، صادعاً بالحق ، لا يخاف في الله لومة لائم، وله في رسول الله صلىالله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم السلام أسوة حسنة في الصبر على الأذىوماكانوا يتحملونه في الله تعالى حتى كانت لهم العقبى ، وكذلك القيام بإظهار السننوإخمال البدع ، والقيام لله في أمور الدين ومافيه مصالح المسلمين على الطريقالمشروع والمسلك المطبوع. ولايرضى من أفعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها، بليأخذ نفسه بأحسنها وأكملها(5)، ومن ذلك استعماله التهليل والتسبيح ونحوهما منالأذكار والدعوات ، والمحافظة على قراءة القرآن(6)، مع التفكر في معانيه وأوامرهونواهيه ووعده ووعيده والوقوف عند حدوده، وليحذر من نسيانه بعد حفظه(7)، ونوافلالصلوات والصيام وغيرهما ، معولاً على الله تعالى في كل أمره، معتمداً عليه، مفوضاًفي كل الأحوال أمره إليه(8).
5- التحلي بمكارم الأخلاق: أن يتخلقبالمحاسن التي ورد الشرع بها وحث عليها، والخلال الحميدة والشيم المرضية التي أرشدإليها ، من الجود والسخاء، وطلاقة الوجه من غير خروج إلى حد الخلاعة ، والحلموالصبر، وملازمة الورع والخشوع، والسكينة والوقار، والتواضع والخضوع، واجتناب الضحكوالإكثار من المزاح(9). ومما كتب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه إلى الخليفةهارون الرشيد رضي الله عنه: (إذا علمت علماً عليك علمه وسكينته وسمته ووقاره وحلمهلقوله صلى الله عليه وسلم : "العلماء ورثة الأنبياء"). وقال عمر رضي الله عنه : (تعلموا العلم وتعلموا له السكينة والوقار)(10).
ومن مكارم الأخلاق أيضاً : إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس ، واحتماله منهم ،والإيثار ، والإنصاف ، وشكر التفضل ، وإيجاد الراحة ، والسعي في قضاء الحاجات ،والتلطف بالفقراء ، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، حتى إذا رأى من لا يقيم صلاتهأو طهارته أو شيئاً من الواجبات عليه أرشده بتلطف ورفق كما كان يفعل رسول الله صلىالله عليه وسلم(11).
6-التنـزه عن الأخلاق الرديئة : أن يطهر باطنه وظاهرهمن الأخلاق الرديئة ، وأن يحذر من الحسد والرياء والإعجاب واحتقار الناس وإن كانوادونه بدرجات ، وهذه أدواء وأمراض يبتلى بها كثيرون من أصحاب النفوس الخسيسة(12)،وحتى يتخلص من ابتلي بشيء من هذه الأمراض فهناك أدوية لها، فليسارع إلى هذهالأدوية، فمثلاً :
• من أدوية الحسد أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذاالفضل في هذا الإنسان، فلا يعترض ولا يكره ما اقتضته حكمة الله ، قال الشاعر :
فإن تغضبوا من قسمة الله بيننا فلَله إذ لم يرضكم كان أبصَرا(13)
• ومنأدوية الرياء أن يعلم أن الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة، فلا يتشاغل بمراعاتهمفيتعب نفسه ويضر دينه ويحبط عمله ويرتكب سخط الله تعالى ويفوت رضاه(14).
• ومنأدوية العجب أن يعلم أن العلم فضل من الله تعالى ومعه عارية، فإن لله ما أخذ وله ماأعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، فينبغي أن لا يعجب بشيء لم يخترعه وليس مالكاً له ولاعلى يقين من دوامه(15)، وليعلم أن الله قادر على سلب هذا العلم منه في أي لحظة ،كما قال تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطانفكان من الغاوين? ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثلالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ) [سورة الأعراف:175-176].
• ومن أدويةاحتقار الناس تدبر قوله تعالى : ( لا يسخر قوم من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم) [سورة الحجرات:10]، وقوله تعالى : (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) [سورةالنجم:32]، وقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [الحجرات:12]، فربما كانالذي يراه دونه أتقى لله تعالى وأطهر قلباً وأخلص نية وأزكى عملاً.(16)
7-صيانة العلم : أن لا يذل العلم ولا يذهب به إلى غير أهله من أبناء الدنيا، وإن كانالمتعلم كبير القدر، بل يصون العلم عن ذلك(17). قال الزهري رضي الله عنه : (هوانبالعلم أن يحمله العالِم إلى بيت المتعلم)، وأحاديث السلف في هذا النوع كثيرة ،ولكن إن دعت حاجة إلى ذلك أو ضرورة أو اقتضته مصلحة دينية راجحة على مفسدة ابتذالالعلم وحسنت نية المعلم فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى وعلى هذا يُحمل ما جاء بهبعض أئمة السلف من المشي إلى الملوك وولاة الأمر كالزهري والشافعي وغيرهما ، لا علىأنهم قصدوا بذلك فضول الأغراض الدنيوية. وكذلك إذا كان المأتي إليه من العلم والزهدفي المنزلة العلية والمحل الرفيع فلا بأس بالتردد إليه لإفادته(18).
8- اجتناب مواضع التهم : عليه أن يجتنب مواضع التهم وإن بعدت، ولا يفعل شيئاً يتضمننقص مروءة أو ما يستنكر ظاهراً ، وإن كان جائزاً باطناً، فإنه يعرض نفسه للتهمة،وعرضه للوقيعة، ويوقع الناس في الظنون المكروهة ، فإن اتفق وقوع شيء من ذلك لحاجةأو نحوها أخبر من شاهده بحكمه ومقصوده ،كي لا يأثم بسببه أو ينفر عنه فلا ينتفعبعلمه ، وليستفيد الجاهل به.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين لمارأياه يتحدث مع صفية : "على رسلكما إنها صفية"، ثم قال: "إن الشيطان يجري من ابنآدم مجرى الدم فخفت أن يقذف في قلوبكما شيئاً" أو قال : "فتهلكا"(19).(20)
9- الاجتهاد في الاشتغال بالعلم: أن لا يزال مجتهداًبالعلم قراءة وإقراء ومطالعة وتعليقاً ومباحثة ومذاكرة وتصنيفاً(21)، وأن لا يضيعشيئاً من عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة من أكل أو شربأو نوم أو استراحة لملل أو أداء حق زوجة أو زائر أو تحصيل قوت وغيره مما يحتاج إليه، أو لألم أو غيره مما يتعذر معه الاشتغال ، فإن بقية عمر المؤمن لا قيمة له ، ومناستوى يوماه فهو مغبون، فقد كان بعض السلف لا يترك الاشتغال لعروض مرض خفيف أو ألملطيف بل كان يستشفي بالعلم ويشتغل بقدر الإمكان، وفي صحيح مسلم عن يحيى بن أبي كثيرقال : (لايستطاع العلم براحة الجسم)، وقال الشافعي رضي الله عنه : (حق على طلبةالعلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه ، والصبر على كل عارض دون طلبه ،وإخلاص النية لله تعالى في إدراك علمه نصاً واستنباطاً ، والرغبة إلى الله تعالى فيالعون عليه)(22).
10- التواضع : أن لا يستنكف من التعلم ممن هو دونه في سنأو نسب أو شهرة أو دين أو في علم آخر، يحرص على الفائدة ممن كانت عنده وإن كان دونهفي جميع هذا ، وأن لا يستحي من السؤال عما لم يعلم، وعن مجاهد رضي الله عنه قال : (لا يتعلم العلم مستحٍ ولا متكبر)، وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : (لا يزالالرجل عالماً ما تعلم فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهلما يكون)، ، وكان الكثير من السلف يستفيدون من تلامذتهم ما ليس عندهم ، وثبت فيالصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ( لم يكن الذين كفروا...) [البينة:1] على أبيّ بن كعب رضي الله عنه وقال : " أمرني الله أن أقرأ عليك "،فاستنبط العلماء من هذا فوائد، منها بيان التواضع، وأن الفاضل لا يمتنع من القراءةعلى المفضول(23).
11- الاهتمام بالتصنيف: وينبغي للعالم أن يعتني بالتصنيفإذا تأهل له فيه أن يطلع على حقائق العلم ودقائقه، وأن يثبت معه، لأنه يضطره إلىكثرة التفتيش والمطالعة، والتحقيق والمراجعة، ولكن ليحذر كل الحذر أن يشرع في تصنيفمالم يتأهل له، فإن ذلك يضره في دينه وعلمه وعرضه، وليحذر أيضاً من إخراج تصنيفه منيده إلا بعد تهذيبه وترداد النظر فيه وتكريره، وليحرص على إيضاح العبارة وإيجازها،فلا يوضح إيضاحاً ينتهي إلى الركاكة، ولا يوجز إيجازاً يفضي إلى المحق والاستغلاق،وينبغي أن يكون اعتناؤه من التصنيف بما لم يسبق إليه أكثر، وليكن تصنيفه بما يعمالانتفاع به ، ويكثر الاحتياج إليه(24).
3-آداب العالم في مجلسه والتدريس .
إن نشر العلم يكون بطريق التدريس، وبطريق الإفتاء، وبطريق التصنيف، والكلام هنا في الأول، فنقول: ينبغي للمدرس أمور:
(5)
منها إذا خرج إلى مجلسه أن يتطهر من الحدث والخبث، ويتنظف ويلبس أحسن ثيابه، مما يليق نوعه بمثله في زمانه وبلده، قاصدا بذلك تعظيم العلم وتبجيل الشريعة، لا رياء ولا فخرا ولا سرفا.
ويختلف الحال باليسار والوقت، ولابد أن يختلف أيضا بالقصد والحال، فمن الناس من يغلب عليه حال العلم والمعرفة فينبسط، ومن يغلب عليه حال الخوف والورع فينقبض ويتقشف، والكل على هدى من الله.
ثم يركع ركعتي الاستخارة إن كان وقت ركوع، طالبا اختيار الله تعالى فيما يريد، فإن نشر العلم، وإن كان مطلوبا وقربة في الجملة، قد يكون ذلك واجبا أو مندوبا، وقد يعرض له ما يكون به مكروها أو محرما، على ما سنبين إن شاء الله من التفصيل.
ثم لو كان مطلوبا فقد يكون شيء آخر أهم منه وأوكد وأولى بالتقديم، فلابد من النظر في هذا كله، والاستعانة بالاستخارة لئلا يقع في محذور أو محظور، وهو يظن أنه في مأمور، وهو شأن كل مغرور، نسأل الله العافية بمنه.
ويستحضر نية صالحة في بث العلم، وبيان فوائده، وتبليغ أحكام الله تعالى إلى عباده، والإعانة على الدين، وتنمية غرس العلم، وحياطته عن شبهات الضالين وتخليط الجاهلين، ونحو هذا من المقاصد الحسنة، وليستعذ بالله من النية الفاسدة، والمقاصد الخسيسة كما تقدم.
ومنها إذا خرج من بيته أن يقول: «بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم رضني بقضائك، وبارك فيما قدر لي، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت»، ويقول: «اللهم أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزِلّ أو أُزَلّ، أو أَظلِم أو أُظْلَم، أو أَجْهَل أو يُجهلَ عليَّ، عزّ جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك»، وغير ذلك من الأذكار الواردة عند الخروج، وليقل: «اللهم ثبّت جناني وأدر الحق على لساني»، ونحو ذلك من الدعاء اللائق به.
ثم لا يزال ذاكرا لله تعالى وداعيا ومتعوذا إلى أن يصل إلى مجلسه، فإن كان في مسجد حياه بتحيته، وإلا فالركوع حسن إن كان الوقت، ثم سلم على الحاضرين وجلس مستقبلا إن أمكن، بسكينة وتواضع ووقار متربعا، أو كجلسة التشهد أو نحو ذلك مما يمكن، ولا يمدّ رجليه ولا إحداهما من غير عذر، ولا يرفع إحداهما على الأخرى، ولا يتكئ على يده، ولا يكن على حالة توذِن بالاستخفاف بالجلساء، أو خفة أو طيش، كالعبث باللحية، وإدارة الخاتم، وفرقعة الأصابع وتشبيكها، وكثرة الضحك، والالتفات والمزاح، أو تُشْغِل الفكر كالجوع الشديد والعطش، والهمّ، والنصب، والنوم، والقلق، والبرد، والحر المؤلمين ونحو ذلك.
ومنها أن يبـرز للناس لينتفع القوي والضعيف والكبير والصغير، فإن العلم ـ كما جاء في الأثر ـ لن يهلك حتى يكون سرا، غير أن هذا الأمر يختلف باختلاف العلوم، فرب علم يصلح للعامة، كظواهر الشرع وما في معناها من المواعظ، والتشبيهات والحِكم، فلا بد أن يُتخذ له المجلس العام، ويكون العالم فيه بارزا لينتفع به الراوي عرضا واستملاء، واستماعا، والمستفتي والسائل على الإطلاق.
وعلم آخر إنما هو للخاصة، كدقائق التصوف، وعلم الكلام، وسائر العلوم العقلية، فلابد أن يجعل لأربابه خاصة حيث يصلح بهم ولا يتأذون بغيرهم، ولا يتأذى بهم، ولذا قال الشيخ أبو حامد: «علم الكلام بمثابة الدواء، والفقه كالغذاء، والأول لخصوص، والثاني للناس كافة».
ومنها أن يُكرم المتعاطين عليه، ويُنزلهم منازلهم في السن والشرف والنجابة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يكرم أصحابه ويكنيهم، ويسميهم بأحسن أسمائهم إليهم، وهذا مع التلطف بالجميع، وخفض جناح الرحمة عليهم، ويلتفت إليهم ويواجههم، ولا يخص بمواجهته أحدا، بحيث ينكسر قلب غيره، اللهم إلا من سأل أو قرأ شيئا، أو خاطبه خاصة في أمر، فيواجهه بقدر الحاجة، ومن سأله استمع منه رفيعا أو وضيعا، اللهم إلا أن يستحق تعنيفا لتعنت أو نحوه.
(6)
ومنها أن يفتتح بقراءة شيء من القرآن تبركا وتيمنا، على ما جرت به عادتهم، وهي غير جارية في بلادنا المغربية في الفنون، فإن كان في مدرسة شُرط فيها ذلك اتبع شرط الواقف، ويدعو الله تعالى لنفسه
وللحاضرين وسائر المسلمين، ولابد أن يسمي الله تعالى بعد التعوذ به من الشيطان الرجيم، ويحمد الله تعالى، ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ويترضى عن أئمة المسلمين ومشايخه، ويدعو للجميع وللواقف إن كان في مدرسة جزاء على فعله.
ومنها أن يرفع صوته بقدر استماع السامعين، ولا يزيد ولا ينقص، ويترسل في كلامه مقتصدا من غير عجلة ولا طيش، ولا سرعة تخل ولا بطء يمِل، ويفصل كلامه، ويقف ويعيد عند الحاجة، ويراعي في العبارة حال الحاضرين، فإن المبتدئ يخل به الإيجاز، والمنتهي يُضجره الإطناب وكثرة التكرار.
ومنها أن يصون مجلسه عن اللغط لغير حاجة، وعن الهوس واللّدَد، ويزجر من اشتغل بذلك، وكل من لا ينصف ولا يهتم بالاستفادة والرشد، أو يقع له ما لا ينبغي في المجلس، كالنوم والتحدث، والضحك والاستهزاء بالناس، وغير ذلك مما يقع في النظر والجلوس والزي والتقدم والتأخر، وكذا كل ما يخل بالتعلم كما سيأتي بيانه.
ومنها أن يلازم هو الإنصاف، ويتبع الحق واستماعه من كل أحد وإن دنا، وقول: «لا أدري» في محله، وقد قيل: «جُنّة العالم لا أدري، فإن أخطأ أصيبت مقاتله»، ونظمه بعضهم فقال:
ومن كان يهوى أن يُرى متصدرا ويكره لا أدري أصيبت مقاتله
وقالوا: ينبغي للعالم أن يورث أصحابه «لا أدري»، لكثرة ما يقوله، ويعلم أن ذلك لا يضع من قدره، فإن الإحاطة متعذرة، ولا بد من أشياء تكون مجهولة، وهو محل «لا أدري»، ومن طمع في الإحاطة فهو جاهل، ومن تقدم لما ليس له به علم فهو كذاب، وقد سمعت قديما بعض المدرسين يفتخر ويقول: «أنا الذي لا أقف أبدا، إن لم أجد جوابا شغلت السائل بالبحث في سؤاله»، وهذا بلاء عظيم، اجتمع فيه الجهل واللدد، والكِبر والرضى عن النفس، نسأل الله العافية.
ومنها إن تعدد الدرس أن يرتب فيقدم الأشرف الأهم، فيبدأ بتفسير القرآن، ثم بالحديث، ثم بأصول الدين، ثم بأصول الفقه، ثم بالمذهب، ثم بالخلاف، أو النحو، أو الجدل، وغير ذلك.
ومنها أن لا ينتصب لهذا الأمر حتى يكون أهلا له، محققا للفن الذي يريد الخوض فيه، مع ذكاء النفس، وحصافة الرأي، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور»، وقال الشبلي رضي الله عنه: «من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه»، وقال أبو حنيفة: «من طلب الرئاسة في غير حينه، لم يزل في ذل ما بقي».
وقال قائلهم:
تصدر للتدريس كل مهوس
سفيه تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوه
ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى سامها كل مفلس
ومن فعل ذلك فقد جمع بين التعدي على المرتبة، والجهل باستحقاقها، والتدليس على الناس، والتلبيس على منصب العلم، وأكل الوقف باطلا إن كان في مدرسة ونحوها، لأن الواقف إنما يقصد العلمـاء لا المتعاطين، ولو قصد هذا الجنس لم يوف شرطه لفساده.
(7)
ومن تمام الأهلية أن يحسن صنعة التدريس، وكيفية الإملاء والتقرير، والتحرير والتنقير، فإنه رب محصل لفن ولا يحسن هذه الصنعة، فيقع في تخليط وتشتيت، فالواجب في ذلك إذا جلس أن يصغي إلى القارئ حتى إذا فرغ من القدر المحتاج إليه، شرع هو بعد ما مر من الاستفتاح، فاشتغل بتقرير الكلام وتصويره، بعبارة تليق بالحاضرين.
وللناس في ذلك عند الدرس والتصنيف صنعتان: إحداهما أن يلتقط الألفاظ المفردة فيفسرها لفظا لفظا، ويحرر فيها اللغوي والشرعي والعُرفي والحقيقة والمجاز، والمنفرد والمشترك، ونحو ذلك، والمفرد والتثنية، والجمع المصحح والمكسر، والمصروف والممنوع، والمصحح والمعل، ونحو ذلك، حتى إذا فرغ منها رجع إلى التراكيب، ففسرها وبيّن التصديق بعد التصور.
ثانيتهما: أن يخلط الكل ويضربها ضربة، ففي كل تركيب يبين مفرداته ونسبته، والأولى أحظى بتحرير المفردات على ما ينبغي، ولكن لا تخلو من صعوبة على المبتدئ وتهويل عليه، فهي لائقة بالمتوسط والمنتهي، والثانية أرفق.
ثم إن كان في الكلام بحث أو شبهة، أو رأي باطل قرر ذلك كله، على ما صار إليه صاحبه، ولا يمنعه بطلانه عنده من تقريره كما هو شأن أهل الطيش والجهل، ثم يقرر جواب ذلك، أو الرد عليه إن كان في الكلام، وإلا أجاب من عنده إن أمكنه، وإن يسر الله الجواب على لسان أحد من الحاضرين، فليقبله إن كان صحيحا عنده، ولا يستنكف عن قبوله لصدوره ممن دونه، فإن الحق خلق من خلق الله يظهره الله حيث شاء، «والحكمة ضالة المؤمن»، وحق العالم ألا يعتقد أن الأمر مقصور عليه ولا أنه في غُنية عن الزيادة، وكفاية عن الفائدة هيهات!، بل حقه أن يجلس على نية أن يفيد ويستفيد.
وكان شيخنا أبو الفارس عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه كثيرا ما يقول: «العلم ثلاث درجات ، من ترقّى الأولى ظن أنه أنه، ومن ترقّى الثانية علم أنه أنه، وأما الثالثة فلا سبيل إليها»، وإن كان عنده باطلا فلا ينبغي أن يرده عليه بصورة التعنيف والتزييف والتجهيل، وإن كان متعلما لا متعنتا، لأن ذلك يخمد قرائح المتعاطين ويكسبهم خورا أبعد عن التلجلج في المدارك وهي طريق الجمود والحرمان، بل بلطافة فيقول مثلا: كلامك حسن لو سلم من كذا، وهكذا يفعل مع المتعاطين فيجرئهم على الفهم والبحث، ويرخي لهم العنان، ويصرف أعنتهم بلطف عن الخطأ والخطل، ثم إن سنح له بحث في الكلام، أو أورد عليه بحث فليشتغل به إن كان عقول الحاضرين تبلغه، وإلا أعرض عنه حتى يكون مع أهله، ويكون كل ذلك بعبارة توافق عقول أهل المجلس، لأن حقهم أوجب.
وحدثونا عن الأستاذ أبي علي الشلوبين أنه دخل حضرة مراكش حرصها الله، فوجد الشيخ الجزولي النحوي رحم الله الجميع، يدرس في مسجده علم العربية، فلما قعد إليه، إذا بين يديه حلقة من المبتدئين وهو يقرر لهم على قدر أفهامهم، فألقى عليه سؤالا فأجابه بجواب متوسط على قدرهم، ثم ارتفعوا فجاءت حلقة أخرى للنجباء الشادِين، فكان يلقي الأسئلة فيجيبه حينئذ بغاية التحقيق والتدقيق.
وليحذر المدرس أن يقفز على البحث والإيراد قبل شرح الكلام، أو يتسارع إلى رد مذهب أو شبهة أو بحث أو سؤال قبل تقريره، ومتى احتاج الكلام إفرادا أو تركيبا، أو البحث فيه، أو الجواب إلى دليل، أو شاهد أو مثال، فلابد من الإتيان به في محله على قدر الحاجة من غير إخلال بما يكون به التصحيح والتبيين، ولا إغراب يحير أفكار الحاضرين، ومتى احتاج شيء من ذلك أيضا إلى توطئة ومقدمة يستعان بها على الفهم، أو التصديق تعين البدء بها بحسن بيان واختصار، حتى يكون كلام المدرس، بحيث لو سُطّر كان تصنيف حسن الرّصف مقبولا.
وهذا أيضا مع وجود الأهلية في الطلبة، وإلا فقد لا يبلغ الطالب لقصوره إلى فهم العبارة المحكمة، فلابد من النزول معه إلى عبارة أوضح بألفاظ متداولة، وتراكيب تليق بحاله، ولا عيب في ذلك حيث كان المقصود الإفهام، وذلك إنما هو حيث يتفق أن يُبتلى الكبير بتعليم الصغير وإلا فالأشبه الجنس بالجنس فإن المبتدئ يشق عليه إدراك إشارات الفحول، والفحل يشق عليه التنزل إلى مقاصد الصبيان، وقد قال أبو العباس بن البناء في نحو هذا :
(8)
قصدت إلى الوجازة في كلامي
لعلمي بالصواب في الاختصار
ولم أحذر فهوما دون فهمي
ولكن خفت إزراء الكبار
فشأن فحولة العلماء شأني
وشأن البسط تعليم الصغار
فإن قيل: أكثر من يتقدم للتدريس قبل الكمال لا يحسن الصنعة، بل ولا يحقق ما يقول، ولا ما ينقل فربما أخذ عنه الخطأ وصار ما يفسده أكثر مما يصلح، فيكون حقا على المبتدئ التقدم إلى الأخذ عن الفحول، ولهذا يقال في العرف: «من سبقك إلى القراءة فاسبقه إلى الشيخ»، ويقال في مثل ذلك «ضربة بالفأس خير من عشرة بالقَدوم».
قلنا: قد يكون ذلك وهو متعين في باب الأخذ، والرواية والاستفتاء، لا في باب التعلم والتدرب في الطلب، ولابد من الفرق بين هذين الأمرين، فإن صاحب الرواية ناقل فلابد له من تحري أهل التثبت فيما يسمع، والمستفتي طالب عمل، فلابد له من تحري أمثل أهل الوقت، ليقلده في النازلة، وأما المتعلم فهو طالب صنعة ينبغي إرهاف خاطره ، لانتقاص الفهوم وارتياض جواد فكره للركض في ميدان العلوم، فلا يضره خطأ يصدر في الوقت ولا تخليط فإنه سيصلح بعد، ومراده إنما هو تغذية روحه وتنمية فكرته، وذلك حاصل بالمدارك مطلقا، وإذا تعاطى ذلك مع أمثاله حصل الغرض، ثم تكون التصفية والتهذيب بعد بملاقاة المحققين، وهذا إنما هو في أرباب الفهم المتأهلين للعلم، وأما البليد الجامد فحسبه ما يسمع، فليطلبه صحيحا مبينا ولكل مقام مقال.
وقيل: «حد الإقراء تصحيح المتن، وحل المشكل، وزيادة على هذا ضررها بالمتعلم أكثر من نفعها».اهـ.
قلت: ولابد أن يدرج فيمـا ذكر التنبيه على النقص، أو الحشو وهو من تصحيح المتن، وتوجيه ما يحتاج إلى التوجيه وهو من الثاني، والتحقيق هو أن يعامَل كل بما يليق به كما مرّ، والمدرس إن لم يكن طبيبا كان ما يفسده أكثر مما يصلحه.
كتاب القانون في أحكام العلم وأحكام العالم وأحكام المتعلم، للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي ( ت 1102 هـ)، تحقيق: حميد حماني، مطبعة شالة بالرباط، الطبعة الأولى: 1419هـ/1998م. (ص 330 - 338).
(9)
الخاتمه :
الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمةللعالمين، وهادياً للناس أجمعين صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلمتسليماً كثيراً، أما بعد:
تناولت في تقريري هذا عن آداب العالم وتوصلت إلى عدة نتائج أراء من خلال اختياري لهذاالموضوع:
(1) اداب العالم بشكل عآم: أنّ العلماء هم ورثة الانبيآء
(2) وعن أداب العالم مع نفسه: أنّ يتحلى بالاحلاص والزهد وخشية الله و...و... الخ
(3) وأداب العالم في التدريس وفي مجلسه:منها إذا خرج إلى مجلسه أن يتطهر من الحدث والخبث و.. و....الخ .
وأرجو عن ينال تقريري على اعجابكم .
المصادر والمراجع :
*تذكرة السامعوالمتكلم في آداب العالم والمتعلم ، ص25، ط1، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان .