(بديع الزمان الهمذاني )
{ حياته، تعليمه، صفاته، آثاره الأدبية، ووفاته }

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى المبعوث رحمة للعالمين و على أصحابه الكرام ... أما بعد ..
فالحمد لله الذي وفقني لم يحبه تعالى ويرضى ، ولقد حاولت قدر المستطاع أن أجمع بعض المعلومات التي تخدم هذا التقرير المتواضع الذي يعتبر جزءاً لا ينفصل عن المنهج الدراسي والتعليمي لقد أحببت التحدث عن الهمذاني ومعرفة مقاماته التي كتبها وكان سبب اختياري لهذا الموضوع هو إعجابي بشخصية بديع الزمان الهمذاني و لتأليفة لكتاب أعجب الأدباء ، ولكن الهمذاني اتصف ببعض الصفات والتي هي البخل والغرور، وأيضا كان سبب اختياري لشخصية الهمذاني هو أنه في كتاب اللغة العربية تحدث عن مقاماته. والمنهجية التي اتبعتها في هذا التقرير هي أنني قسمت التقرير إلى نبذة عن الهمذاني ثم تعليمية وصفاته و أثاره الأدبية و وفاته.


هو أحمد بن الحسين، وكنيته أبو الفضل، ولقبه بديع الزمان، وقد ولد في همذان، واستقر في خراسان.‏ ولد في أسرة عربية استوطنت ديار العجم ، و لقد ورث بديع الزمان الخلق العربي و عاش به في العجم ولقد ظهرت ( عبقريته الخارقة و ذكاءه الوقاد بالإضافة إلى تمازج و اختلاط و تزاوج بين آبائه وأجداده العرب و بين عائلات الفرس في تلك المنطقة العجمية ،كما أن أخاه الحسين بن يحيى كان مفتي البلدة.

كان معلمه الأول أبو الحسن احمد بن فارس وقد غادر بلاده في الثانية عشرة من عمره .‏
ولما بلغ الري اتصل بالصاحب ابن عباد ولزم دار كتبه فتأثر بتلك المدرسة وبأساليبها .. ولأنه صاحب ذاكرة قوية وحافظة نادرة فقد استفاد كثيرا مما قرأ وتدرب على أسلوبه في التنميق اللفظي وقد بالغ معاصروه في وصف مقدرته على الحفظ مبالغة كبيرة لا يمكن أن يقبلها العقل.‏
بعد ذلك غادر حضرة الصاحب، وقصد جرجان وهناك خالط علماءها من الإسماعيلية فعاش بينهم، واقتبس الكثير من علومهم، وفلسفتهم الباطنية ومن عندهم انصرف إلى نيسابور فكانت له معركة أدبية فاصلة مع أبي بكر الخوارزمي وقد استطاع بدهائه أن ينتصر عليه وفي نيسابور أيضا كتب مقاماته المشهورة.‏

أما خلقه وشكله فقد وصفهما أبو سعيد عبدالرحمن بن دوست جامع رسائل الهمذاني قائلا : كان أبو الفضل وضيّ الطلعة ، وضيّ العشرة، فنان المشاهدة ، سحار المفاتحة ، غاية في الظرف ، آية في اللطف معشوق الشيمة مرزوقا فضل القيمة، أما صاحب اليتيمة فقد قال:‏
كان مع هذا كله مقبول الصورة ، خفيف الروح حسن العشرة ، ناصع الظرف عظيم الخلق ، شريف النفس ، كريم العهد ، خالص الود ، حلو الصداقة، مر العداوة‏ .
أما بديع الزمان فقد أعطى صورة عن شكله وطباعه في إحدى رسائله التي اعتذر فيها الى رئيس استقدمه إليه قائلا : همذاني المولد ، جبلي المنبت ، ناري المزاج ، ضعيف البنية ، يابس العظام ، حاد الطبع ، حديث السن.‏
يبدو أن وصفه لنفسه كان دقيقا ؛ لأن هذا ما لمسناه من خلال قراءتنا للقصص التي حصلت معه والتي تعطي صورة واضحة عن مزاجه الناري، وعن طبعه الحاد، وسلاطة لسانه، وبذيء كلامه، واعتداده بنفسه الذي وصل إلى حد الغرور، وأوصله في أحيان كثيرة إلى حد الشراسة.‏
أما أنانيته المفرطة فقد كانت واضحة في جميع تصرفاته ،كما عرف بديع الزمان الهمذاني بالبخل وهي صفة مكروهة بالإنسان .

أما آثاره فهي محصورة في رسائله، ومقاماته وديوانه، وكلها لو جمعت في كتاب لما بلغ حجم ديوان البحتري.‏
وبديع الزمان في رسائله هائج، وثائر، ويكسر الجرة خلف المولى، ويسب أباه وأمه إذا اقتضى الأمر، ويسجد لمن عنده المال ، وقد كثر في كلامه الزخرف، والتزويق، والتنميق، وقد أوصله اعتداده بهذا الزخرف أن يتطاول الى مقام الجاحظ ويقول عنه:‏
" هل للجاحظ غير عريان الكلام "
أما مقاماته فهي من صنع بديع الزمان نفسه، دون أن يتأثر بأحد , وهو الذي ألبسها ثوبها الموشى... أما موادها فهي مأخوذة ومستوحاة من المجتمع الذي عاشه وعايشه الهمذاني، أو من القصص التي وصلت الى مسامعه.‏ ولو عاينا شعره لوجدناه أقل شأنا بكثير من رسائله ، ومقاماته ، وقد غلب عليه السجع والزخرف وقد بلغت مقاماته 52 مقامه وقيل أنها وصلت إلى أربعمئة مقامه.‏


ولقد عاش الهمذاني في رغد إلى أن توفاه الله سنة 1007 وهو دون الأربعين و حكي أن بديع الزمان مات مسموما، وقيل أنه مات بداء السكتة ودفن حيا، وموته بالسم أقرب إلى الصحة لأن الكثير من جوانب شخصيته وأخلاقه قد تقوده إلى هذا المصير و لقد مات في مدينة هراة سنة 398هـ .
بقي أن نقول رغم كل المآخذ التي أخذت على صاحب المقامات بديع الزمان الهمذاني ، والتي لها مساس مباشر بأخلاقه، وطباعه، والتي لا تليق بأديب كبير مثله ، استطاع أن يحقق المجد لنفسه وأن يعتلي مكانة أدبية كبيرة، وأن يكون مادة دسمة لجميع الدارسين ، وعشاق هذا النوع من النثر الفني .‏



وفي الختام أتمني أن أكون قد أعطيت الهمذاني حقه في هذا التقرير الموجز عنه، الذي يستحق التقدير فيما قدمه لنا من فنون أدبية كالمقامات،. وقد استفدت من هذا التقرير أي أنني تعرفت على بديع الزمان أكثر فأكثر .. وأخيرا أرجوا أن ينال هذا التقرير إعجاب معلمتي.






وزارة التربية والتعليم
منطقة العين التعليمية








بديع الزمان الهمذاني

اسم الطالبة:
الصف :
اسم المعلمة :




المراجع


مصطفى الشكعة : بديع الزمان الهمذاني ، دار الرائد العربي - طبعة 1971 م
إكرام فاعور : مقامات بديع الزمان ، دار اقرأ - 1983 م .