-
( معلمة بدرجة مديرة )
لم تحتاج يوما أن يطلب منها أي نشاط , فقد كانت مبادرة دائما وفي مقدمة الصفوف , تعطي بلا مقابل , تهتم بالجميع ,من الإدارة والمديرة إلى طاقم المعلمات إلى طالباتها , حتى العاملات في المدرسة لم يكن يشكين حالهن إلا لها , حباها الله قدرة عظيمة على حسن الاستماع , وسعة الصدر , وحسن المعشر , وطيب الكلام , لا تتلفظ إلا بجميل الكلمات وأطيبها وأنقاها , كانت جسر للتواصل بين الإدارة ومجلس الأمهات , حلت بمفردها الكثير من مشكلات الطالبات الكبيرة خاصة , كان لها اسلوبها الخاص في الحديث إلى الطالبات , ثم التواصل مع أولياء الأمور , كانت تمتص غضبهم وتتحمل ردة فعلهم حتى تصل معهم إلى حل وسط يرضي الجميع , حتى في علاقاتها الأخوية بزميلاتها لم يكن المعلمات يجدن حرجا في الجلوس إليها والفضفضة لها ولا يخرجن من عندها والإبتسامة تعلو وجوههن , أعطاها الله انشراحا في الوجه وحسنا وتفاؤلا وابتسامة لا تفارقها , ما وجدتها إلا في خدمة الآخرين , تسمع بقلبها وعقلها , لا تقاطع حديثهن حتى ينتهين , وأحيانا لا يردن الإنتهاء لما يجدن عندها من استماع منها صادق وتأثر , تراها كالنحلة في الأنشطة المدرسية , في المسابقات , مع التوجيه , مع الإدارة , مع زميلاتها خارج المدرسة , سواء زميلات التخصص أو زميلات في مدارس أخرى , الكل يعرفها , حتى في علاقتها مع أبنائها وزوجها كانت نعم الأم والزوجة ( تبارك الرحمن ولا حول ولا قوة إلا بالله ) غير مقصرة أو حانقة أو ساخطة مع زوجها , لا تتحدث إليه في العمل رغم ضغوط عملها إلا وهي منشرحة مبتسمة بأطيب الحديث , أجل كانت معلمة برتبة قائد , , أعطت ومازالت تعطي حتى بعد ترقيتها مساعدة مديرة , مازالت حصصها في ذاكرة طالباتها , والكثيرات من طالباتها تخصصن في نفس مادتها لما غرسته فيهن من حب المادة , وما أعطتهم من فيض علمها . . فليبارك الرحمن لها في عمرها ووقتها وأبنائها وزوجها .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى