جلست أمام البحر ، أتدبر وأتفكر
تارة أحس أن البحر صادق أمين
وتارة أشم فيه ريح الغدر والخيانة والتكبر
تارة أحس أنه مظلوم
وتارة أحس أنه رأس الظلم
من طول ملازمتي له وجلوسي أمامه
أحس أنني أعرفه معرفته قديمة خاصة
أتذكر الشاعرابن خفاجه في قصيدته الرائعة بحق
ووصقه الجميل للجبل الذي ما أظن أحدا وصفه كوصفه
لأنه كان طويل الملازمة للجبل
قـــــــــــال
:
ووأرعــن طـماح الـذؤابة بـاذخ
يـطاول أعـنان الـسماء بـغارب
يـسد مـهب الـريح عن كل وجهه
ويـزحـم لـيلاً شُـهبه بـالمناكب
وقـور عـلى ظـهر الـفلاة كأنه
طـوال الـيالي مـفكر في العواقب
إلى أن قال
:
أصـخت إلـيه وهو أخرس صامت
فـحدثني لـيل الـسرى بالعجائب
وقـال الأكـم كـنت مـلجأ قـاتلٍ
ومـوطـن أواه تـبـتل تـائـب
وكـم مـر بـي من مدلج ومؤوب
وقـال بـظلّلي مـن مطيٍّ وراكب
فكما أن ابن خفاجه له مع جبله هو نظرات
فلي مع بحري أنا عبرات
...