-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
«1 ,28» نسبة العمى في الفئة العمرية فوق الأربعين و«67 ,1%» نسبة الضعف الشديد للإبصار
كتب - طارق عبدالله
كشفت نتائج اول مسح صحي شامل لأمراض العيون على مستوى الدولة ان نسبة العمى الكامل في الفئة العمرية فوق الاربعين عاما بلغت 28 ,1 بالمائة.
كما أظهر المسح الذي شمل 3149 شخصا فوق سن الاربعين ان نسبة ضعف الابصار الشديد للفئة المستهدفة وصلت إلى 67 ,1 في المائة في حين بلغت نسبة ضعف الابصار 66,3 بالمائة.
وأعلنت اللجنة الوطنية للوقاية من العمى التابعة للمجلس الاعلى للصحة عن نتائج المسح في احتفال اقيم بفندق الفورسيوزنز بمناسبة يوم الرؤية العالمي الذي تحتفل به دول العالم في الثاني عشر من اكتوبر كل عام.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامته اللجنة بفندق الفورسيزونز مساء أمس الأول وحضره عدد كبير من الأطباء والمختصين يتقدمهم الدكتور فالح حسين مساعد وزير الصحة العامة.
بداية تحدثت الدكتورة فاطمة المنصوري رئيس قسم طب وجراحة العيون بمؤسسة حمد الطبية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمي فقالت: إن المتابع لمستوى الرعاية الصحية بدولة قطر خلال السنوات القليلة الماضية يرى بجلاء ووضوح حجم التطور الملحوظ والرقي المتواصل، وذلك بفضل ما يحظى به هذا القطاع من رعاية واهتمام من قبل القيادة الحكيمة، التي حرصت على تحقيق العديد من الإنجازات في مجال الخدمة الطبية.
وقد أصبحت دولة قطر الآن في مقدمة الدول التي تقدم الخدمات الصحية المتطورة لمواطنيها والمقيمين على أرضها في جميع المجالات، خاصة في مجال طب وجراحة العيون، الذي يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات لا تقل بأي حال عما تقدمه المراكز المتخصصة في أرقى دول العالم.
حجر أساس
وأشارت د. المنصوري إلى أن العناية بصحة العين تعتبر حجر أساس لأي سياسة تنمويه فعالة .. لذا حظيت مشكلة الإعاقة البصرية باهتمام عالمي واسع في السنوات الأخيرة، وتمثل ذلك الاهتمام في تعدد البرامج الصحية المعنية ببحث أسبابها ومعدلات انتشارها في المجتمعات المختلفة، مع وضع الخطط الفعالة للقضاء عليها أو للتقليل من نسبة حدوثها، وتقديم أفضل الوسائل الحديثة للحفاظ على الإبصار.
وأضافت قائلة: لقد كانت مبادرة منظمة الصحة العالمية للحفاظ على الإبصار المعروفة باسم (الرؤية 2020) من أهم البرامج الدولية التي عُنيت ببحث مشكلة الإعاقة البصرية ومحاولة الحد منها. دولة قطر كانت من الدول التي ألزمت نفسها بالمشاركة في هذا البرنامج الوقائي، لذا أنشئت لجنة وطنية لمكافحة العمى، وكانت مهمتها تحديد استراتيجيات العمل والخطط الوطنية لمكافحة العمى، وقد بدأت هذه اللجنة عملها في عام 2004.
وأشارت رئيس قسم طب وجراحة العيون بمؤسسة حمد الطبية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة العمى إلى أنه ومنذ بداية العمل كان تركيزنا الأساسي على طبيعة المشاكل الصحية التي تؤثر على البصر في مجتمعنا على وجه الخصوص، وتصميم خطة واقعية فعالة، تنقسم إلى مراحل خمسية محددة الأهداف، يمكن أن نبني من خلالها نظاماً متكاملاً لمواجهة أسباب الإعاقة البصرية وتوفير وسائل العلاج والوقاية والتأهيل.
وقالت: وبعد أن وصلنا لمرحلة متقدمة في التخطيط وإرساء القواعد اللازمة لنجاح هذا المشروع، جاءت مرحلة العمل الميداني لتحقيق الحلم وتحويله إلى انجاز ملموس، يشعر به المواطن البسيط كتغيير ايجابي يؤثر في حياته بالرقي والنشاط، ونحن اليوم ومن خلال الاحتفال باليوم العالمي للإبصار، فإننا نحتفل أيضاً بانتهاء المرحلة الخمسية الأولى من هذا المشروع الوطني المتميز.
وأضافت المنصوري قائلة: لقد تميزت تلك المرحلة من عمل اللجنة بانجازات متعددة، من أهمها القيام بعمل أول مسح ميداني شامل لأمراض العيون المسببة للإعاقة البصرية للأفراد فوق سن 40 سنة بدولة قطر، والذي تميز بواقعيته وسهولة تعامله مع أفراد المجتمع، إضافة لتميز نتائجه بمصداقية وجودة والتي ستساعدنا على رسم صورة صحيحة للخريطة الصحية للرعاية العينية بقطر.
وأكدت أنه ولكي يستمر النجاح لابد من الوقفات التقيمية لمسار التخطيط والعمل، وقد واجهتنا الكثير من المشكلات التنظيمية خلال تلك المرحلة، حالت بيننا وبين تأسيس نظام فعال ومتكامل للفحص الدوري للنظر، يقوم بعملية الاكتشاف المبكر لأمراض العيون بمراكز الرعاية الصحية الأولية، هذا الأمر تعذر تحقيقه لأسباب تتعلق بإمكانيات المراكز الصحية وقدرتها على استيعاب هذا المشروع وتسييره بشكل منتظم، وهي مشكلة يجدر بنا أن نسعى لتحسينها بمساعدتكم وعنايتكم لتحقيق هذا الهدف المنشود.
وأشارت إلى أن الأجيال الجديدة تستحق أن تجد كافة الفرص المتاحة لأفضل عناية بصحة الإبصار، لكي تستطيع مواصلة الخطى في سبيل البناء والرقي لهذا الوطن.
المعدل الحقيقي للإعاقة
وذكر الدكتور حمد القمرا المنسق الوطني لبرنامج الوقاية من العمى ان المسح الميداني الذي اجري خلال الفترة من يناير إلى مايو 2009 شارك فيه أكثر من 3000 فرد تم فحصهم بواسطة فريق البحث الميداني المكون من 6 أطباء عيون، 5 ممرضات، و10 مساعدين طبيين وإداريين تم اختيارهم بدقة من ذوي الخبرة العالية في مجال الرعاية العينية بهدف دقة التشخيص وحسن التعامل مع المواطنين والمقيمين، وذلك خلال الفترة بين يناير 2009 ومايو 2009.
وأوضح د. القمرا أن فكرة المسح اعتمدت على ضرورة الوقوف على المعدل الحقيقي للإعاقة البصرية بين شرائح المجتمع المختلفة .. إضافة إلى معرفة نسبة وأسباب الإعاقة يمهد لتخطيط متكامل للوقاية والعلاج المبكر، كما تم التخطيط لعمل مسح ميداني شامل بالتعاون بين اللجنة الوطنية للوقاية من العمى ومنظمة الصحة العالمية للخروج بنتائج دقيقة تخدم الرعاية العينية .. وقد تم أيضا تحديد خطة البحث واختيار العينة الممثلة للمجتمع القطري، والتي اعتمدت على مبدأ الوصول إلى الافراد في محل سكنهم من خلال عيادة عيون متنقلة بها أحدث الأجهزة المستخدمة في فحص العيون.
وأوضح المنسق الوطني للبرنامج الوطني لمكافحة العمى بأن المسح هدف إلى:
- تحديد معدلات ومستويات الإعاقة البصرية في المجتمع القطري مع - تعيين الأسباب المؤدية لضعف الإبصار والعمى.
- التعرف على الأسباب المجتمعية والبيئية المصاحبة للإعاقة البصرية أو المسؤولة عن حدوثها.
- التعرف على الأسباب التي يمكن التعامل معها لتحسين الإبصار أو تفادي الإعاقة بشكل كامل.
وبينت نتائج المسح ان اكثر انواع الاعاقة البصرية شيوعا يتمثل في الماء الابيض والجلوكوما واعتلال الشبكية السكري في حين أظهرت النتائج ان اكثر الاعاقات قابلية للتصحيح وتحسين معدل الاعاقة البصرية تتمثل في المياه البيضاء وان غالبية الأسباب المؤدية للإعاقة البصرية كانت من النوع الذي يمكن تجنبه أو تصحيحه بنسبة نجاح عالية.
وصنّف المسح الماء الاسود كسبب رئيسي في الاصابة بالعمى في قطر بنسبة انتشار بلغت 29 بالمائة ثم الماء الابيض بنسبة 27 بالمائة ثم عتامة في القرنية 18 بالمائة واسباب اخرى في الجزء الخلفي من العين 14 بالمائة في حين توزعت بقية اسباب العمي على اعتلال الشبكية السكري وتليف في مركز الابصار وضمور مقلة العين .
واكد الدكتور القمرا ان معرفة نسبة وأسباب الإعاقة يمهد لتخطيط متكامل للوقاية والعلاج المبكر وتحديد معدلات ومستويات الإعاقة البصرية في المجتمع القطري والتعرف على الأسباب المجتمعية والبيئية المصاحبة للإعاقة البصرية أو المسؤولة عن حدوثها.
واجرت اللجنة الوطنية للوقاية من العمى هذا المسح بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واعتمدت خطة البحث على مبدأ الوصول إلى الافراد في محل سكناهم من خلال عيادة عيون متنقلة بها احدث الاجهزة المستخدمة في فحص العيون.
الرعاية العينية
وأوصت الدراسة المسحية إلى العديد من الأمور الحيوية وأهمها:
_ ضرورة الاهتمام بالرعاية العينية وإنشاء نظام فحص دوري للنظر للكشف المبكر عن مسببات الإعاقة البصرية من خلال المراكز الصحية ونظام الصحة المدرسية.
_ التدريب الفعال لكوادر العمل الطبي بجميع شرائحه.
_ تشجيع البحث الميداني والإكلينيكي في مجال العيون.
_ ضرورة إنشاء مركز متخصص للتأهيل البصري لذوي الحاجات والمعاقين بصرياً لجميع الفئات العمرية لإعادة تأهيلهم.
واشار الدكتور حمد القمرا إلى ان الخطة الخمسية القادمة ستعتمد بشكل كبير على نتائج المسح في تحديد أولويات التدخل الوقائي للحد من الإعاقة البصرية في المجتمع وهي تهدف إلى تقليل نسبة العمى من 28 ,1 بالمائة إلى 7 ,0 بالمائة بين الفئة العمرية 50 سنة فما فوق وذلك بانتهاء عام 2015.
الخلاصة البحثية
يذكر أن هذه التي تعتبر الأولى من نوعها في قطر اتسمت بنسبة عالية من الدقة والتفاصيل الإيجابية .. من منطلق أنها ستكون قاعدة بيانات طبيَة جيدة، إضافة إلى الاستفادة منها في رسم السياسة الصحية للرعاية العينية في الدولة .. بجانب إمكانية تزويد منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى بهذه النتائج أثناء الاجتماعات والمؤتمرات، كما أن هذه النتائج سوف تنشر في المجلات العلمية.
الجدير بالذكر ان الاعاقة البصرية تعد من أكبر المشكلات التي تواجه العالم المعاصر اليوم والتي يفرد لها العديد من الخطط الوقائية والميزانيات الصحية لمواجهتها بشكل فعال.
وتشير الاحصاءات إلى وجود اكثر من 45 مليون أعمى إضافة إلى 161 مليون معاق بصريا في العالم لذلك قامت منظمة الصحة العالمية في عام 1999 بإطلاق المبادرة الدولية للحفاظ على الإبصار والوقاية من العمى المعروفة باسم «الرؤية2020».
أفضل الرعاية
وحرصت دولة قطر على الانضمام إلى تلك المبادرة لتوفير أفضل الرعاية العينية لجميع سكانها وعلى ضوء ذلك تم تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى التي أخذت على عاتقها تحقيق هذه المهمة الصعبة منذ بدء عملها في سنة 2004.
تجدر الاشارة ايضا إلى ان يوم الرؤية العالمي هو حدث سنوي يركز الاهتمام على مشكلة العمى وضعف البصر العالمية النطاق ويستهدف توعية الجمهور في جميع أنحاء العالم بالعمى وضعف البصر والحصول على الدعم وتحقيق الالتزام من أجل ضمان الحق في الرؤية للجميع.
واتخذ «ضعف البصر والاخطاء الانكسارية» موضوع الاحتفال بهذا العام ليوجه الاهتمام إلى مئات الملايين من البشر الذين يكادون يصابون بالعمى لا لشيء إلا لأنهم ليست لديهم نظارات.
وتقول منظمة الصحة العالمية انه يمكن ببساطة تشخيص الخطأ الانكساري وقياسه وتصحيحه ومع ذلك لايزال هناك أناس كثيرون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يحصلون على هذه الخدمات الأساسية.
وتعمل المنظمة مع شركائها على تصحيح بصر المعوزين بتكلفة معقولة وخصوصا من يعيشون في مناطق فقيرة لا تتوافر فيها إلا خدمات محدودة للعناية بالعين.
http://www.al-watan.com/data/2009101...p?val=local6_1
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى