حسب مسح ميداني شمل 3149 فوق سن الـ 40

%1.28 نسبة العمى الكامل في قطر

الدوحة – عامر غرايبة

قال الدكتور حمد القمرا رئس فريق البحث والمنسق الوطني لبرنامج الوقاية من العمى إن نتائج المسح الوطني الميداني حول أسباب انتشار ضعف البصر والعمى في المجتمع القطري بينت أن %1.28 من المجتمع القطري يعانون من العمى الكامل و%1.67 يعانون من ضعف الإبصار الشديد، و%3.66 يعانون من ضعف الإبصار، وكان حجم العينة التي أدرجت للتحليل الإحصائي 3149 شخصاً.

وأعلنت اللجنة الوطنية للوقاية من العمى التابعة للمجلس الأعلى للصحة عن نتائج المسح في احتفال أقيم بفندق الفورسيوزنز بمناسبة يوم الرؤية العالمي الذي تحتفل به دول العالم في الثاني عشر من أكتوبر كل عام، وأوضح القمرا أن فكرة البحث والمسح الميداني جاءت لضرورة الوقوف على المعدل الحقيقي للإعاقة البصرية بين شرائح المجتمع المختلفة؛ لأن معرفة نسبة وأسباب الإعاقة يمهد لتخطيط متكامل للوقاية والعلاج المبكر، وأضاف أنه تم التخطيط لعمل مسح ميداني شامل بالتعاون بين اللجنة الوطنية؛ للوقاية من العمى ومنظمة الصحة العالمية؛ للخروج بنتائج دقيقة تخدم الرعاية العينية، كما تم تحديد خطة البحث واختيار العينة الممثلة للمجتمع القطري.
واعتمدت خطة البحث على مبدأ الوصول إلى الأفراد في محل سكنهم من خلال عيادة عيون متنقلة بها أحدث الأجهزة المستخدمة في فحص العيون.

وأكد القمرا أن البحث هدف إلى تحديد معدلات ومستويات الإعاقة البصرية في المجتمع القطري مع تعيين الأسباب المؤدية لضعف الإبصار والعمى، والتعرف على الأسباب المجتمعية والبيئية المصاحبة للإعاقة البصرية أو المسؤولة عن حدوثها، إضافة إلى التعرف على الأسباب التي يمكن التعامل معها لتحسين الإبصار أو تفادي الإعاقة بشكل كامل، مشيرا إلى أنه قد تم فحص أكثر من 3000 فرد بواسطة فريق البحث الميداني المكون من 6 أطباء عيون، و5 ممرضات، و10 مساعدين طبيين وإداريين تم اختيارهم بدقة من ذوي الخبرة العالية في مجال الرعاية العينية؛ بهدف دقة التشخيص وحسن التعامل مع المواطنين والمقيمين، وذلك خلال الفترة بين شهر يناير- مايو 2009.

وبين القمرا أن الفئة العمرية المستهدفة كانت 40 سنة فما فوق، وقد تم تدوين كافة البيانات الخاصة بالأفراد، كما قام فريق البحث بتحويل الحالات المصابة بضعف النظر المحتاجة للمتابعة والعلاج إلى قسم العيون بمؤسسة حمد الطبية، وبينت نتائج المسح أن أكثر أنواع الإعاقة البصرية شيوعا يتمثل في الماء الأبيض والجلوكوما واعتلال الشبكية السكري، في حين أظهرت النتائج أن أكثر الإعاقات قابلية للتصحيح وتحسين معدل الإعاقة البصرية تتمثل في المياه البيضاء، وأن غالبية الأسباب المؤدية للإعاقة البصرية كانت من النوع الذي يمكن تجنبه أو تصحيحه بنسبة نجاح عالية.

وصنّف المسح الماء الأسود كسبب رئيسي في الإصابة بالعمى في قطر بنسبة انتشار بلغت 29 % ثم الماء الأبيض بنسبة 27 % ثم عتامة في القرنية 18 %، وأسباب أخرى في الجزء الخلفي من العين 14 %، في حين توزعت بقية أسباب العمى على اعتلال الشبكية السكري وتليف في مركز الإبصار وضمور مقلة العين.

وأكد القمرا أن معرفة نسبة وأسباب الإعاقة يمهد لتخطيط متكامل للوقاية والعلاج المبكر وتحديد معدلات ومستويات الإعاقة البصرية في المجتمع القطري والتعرف على الأسباب المجتمعية والبيئية المصاحبة للإعاقة البصرية أو المسؤولة عن حدوثها، وأجرت اللجنة الوطنية للوقاية من العمى هذا المسح بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واعتمدت خطة البحث على مبدأ الوصول إلى الأفراد في محل سكنهم من خلال عيادة عيون متنقلة بها أحدث الأجهزة المستخدمة في فحص العيون.

وأشار القمرا إلى أن الخطة الخمسية القادمة ستعتمد بشكل كبير على نتائج المسح في تحديد أولويات التدخل الوقائي؛ للحد من الإعاقة البصرية في المجتمع، وتهدف إلى تقليل نسبة العمى من 1.28 % إلى 0.7 % بين الفئة العمرية 50 سنة فما فوق، وذلك بانتهاء العام 2015.

الجدير بالذكر أن الإعاقة البصرية تعد من أكبر المشكلات التي تواجه العالم المعاصر اليوم، والتي يفرد لها العديد من الخطط الوقائية والميزانيات الصحية لمواجهتها بشكل فعال، وتشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 45 مليون أعمى، إضافة إلى 161 مليون معاق بصريا في العالم؛ لذلك قامت منظمة الصحة العالمية في عام 1999 بإطلاق المبادرة الدولية؛ للحفاظ على الإبصار والوقاية من العمى المعروفة باسم «الرؤية2020». وقد حرصت دولة قطر على الانضمام إلى تلك المبادرة؛ لتوفير أفضل الرعاية العينية لجميع سكانها، وعلى ضوء ذلك تم تشكيل اللجنة الوطنية للوقاية من العمى التي أخذت على عاتقها تحقيق هذه المهمة الصعبة منذ بدء عملها في سنة 2004.

تجدر الإشارة إلى أن يوم الرؤية العالمي هو حدث سنوي يركز الاهتمام على مشكلة العمى وضعف البصر باعتبارها مشكلة عالمية النطاق، ويستهدف توعية الجمهور في جميع أنحاء العالم بالعمى وضعف البصر والحصول على الدعم وتحقيق الالتزام؛ من أجل ضمان الحق في الرؤية للجميع، واتخذ «ضعف البصر والأخطاء الانكسارية» موضوع الاحتفال بهذا العام؛ ليوجه الاهتمام إلى مئات الملايين من البشر الذين يكادون أن يصابوا بالعمى؛ لا لشيء إلا لأنهم ليست لديهم نظارات، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يمكن ببساطة تشخيص الخطأ الانكساري وقياسه وتصحيحه، ومع ذلك لا يزال هناك أناس كثيرون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يحصلون على هذه الخدمات الأساسية، وتعمل المنظمة مع شركائها على تصحيح بصر المعوزين بتكلفة معقولة، وخصوصا من يعيشون في مناطق فقيرة لا تتوافر فيها إلا خدمات محدودة للعناية بالعين.

http://www.alarab.com.qa/details.XXXXXXX.o=661&secId=16