1.28 % نسبة الإصابة بالعمى الكلي في قطر

يمكن تجنب غالبية الأسباب.. بحث ميداني يكشف:

• الماء الأبيض واعتلال الشبكية السكري أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً

• نسبة الجلكوما في المجتمع 1.73 % و22.2 % نسبة اعتلال الشبكية

• مركز متخصص للتأهيل البصري لذوي الحاجات والمعاقين بصرياً

• تقليل نسبة العمى من 1.28% إلى 0.7% عام 2015


كتب : علي بدور

كشف بحث ميداني أجري بمؤسسة حمد الطبية حول مشاكل الإبصار في قطر أن نسبة العمى الكامل وصلت إلى 1.28% من فئة العينة وأن ضعف الإبصار الشديد كانت نسبته 1.67%، في حين بلغت نسبة ضعف الإبصار 3.66% .

وبين الدكتور حمد القمرا رئيس فريق البحث والمنسق الوطني لبرنامج الوقاية من العمى أن الماء الأبيض - الجلكوما - اعتلال الشبكية السكري هي أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً وأن أكثرها قابلية للتصحيح وتحسين معدل الإعاقة البصرية تمثلت في المياه البيضاء وأن غالبية الأسباب المؤدية للإعاقة البصرية كانت من النوع الذي يمكن تجنبه أو تصحيحه بنسبة نجاح عالية وفي حين كانت نسبة انتشار الجلكوما (ضغط العين) في المجتمع 1.73 % .

كما أوصى البحث بضرروة أن يتم تخفيض نسبة انتشار العمى إلى 0.7% بانتهاء عام 2015 وكذلك إنشاء مركز متخصص للتأهيل البصري لذوي الحاجات والمعاقين بصرياً لجميع الفئات العمرية لإعادة تأهيلهم.

جاء ذلك خلال حفل نظم مساء أمس بفندق الفورسيزون بحضور الدكتور فالح حسين نائب الأمين العام المجلس الأعلى للصحة للشؤون الاسترايتجية وعدد من الأطباء والمشاركين بالبحث حيث قالت الدكتورة فاطمة المنصوري إن دولة قطر أصبحت في مقدمة الدول التي تقدم الخدمات الصحية المتطورة لمواطنيها والمقيمين على أرضها في جميع المجالات، خاصة في مجال طب وجراحة العيون، الذي يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات لا تقل بأي حال عما تقدمه المراكز المتخصصة في أرقى دول العالم وحيث تعتبر العناية بصحة العين حجر أساس لأي سياسة تنموية فعالة ولذا حظيت مشكلة الإعاقة البصرية باهتمام عالمي واسع في السنوات الأخيرة، وتمثل ذلك الاهتمام في تعدد البرامج الصحية المعنية ببحث أسبابها ومعدلات انتشارها في المجتمعات المختلفة، مع وضع الخطط الفعالة للقضاء عليها أو للتقليل من نسبة حدوثها، وتقديم أفضل الوسائل الحديثة للحفاظ على الإبصار.

وأضافت خلال كلمة الافتتاح لقد كانت مبادرة منظمة الصحة العالمية للحفاظ على الإبصار المعروفة باسم (الرؤية 2020) من أهم البرامج الدولية التي عُنيت ببحث مشكلة الإعاقة البصرية ومحاولة الحد منها.

وقالت إن دولة قطر كانت من الدول التي ألزمت نفسها بالمشاركة في هذا البرنامج الوقائي، لذا أنشئت لجنة وطنية لمكافحة العمى، وكانت مهمتها تحديد استراتيجيات العمل والخطط الوطنية لمكافحة العمى، وقد بدأت هذه اللجنة عملها في عام 2004 .

ومنذ بداية العمل كان تركيزنا الأساسي على طبيعة المشاكل الصحية التي تؤثر على البصر في مجتمعنا على وجه الخصوص، وتصميم خطة واقعية فعالة، تنقسم إلى مراحل خمسية محددة الأهداف، يمكن أن نبني من خلالها نظاماً متكاملاً لمواجهة أسباب الإعاقة البصرية وتوفير وسائل العلاج والوقاية والتأهيل.

وبعد أن وصلنا لمرحلة متقدمة في التخطيط وإرساء القواعد اللازمة لنجاح هذا المشروع، جاءت مرحلة العمل الميداني لتحقيق الحلم وتحويله إلى انجاز ملموس، يشعر به المواطن البسيط كتغيير ايجابي يؤثر في حياته بالرقي والنشاط، ونحن اليوم ومن خلال الاحتفال باليوم العالمي للإبصار، فإننا نحتفل أيضاً بانتهاء المرحلة الخمسية الأولى من هذا المشروع الوطني المتميز.

واستعرضت الدكتورة المنصوري مسيرة انجازات لجنة الوقاية من العمى وفي مقدمتها القيام بعمل أول مسح ميداني شامل لأمراض العيون المسببة للإعاقة البصرية للأفراد فوق سن 40 سنة بدولة قطر، والذي تميز بواقعيته وسهولة تعامله مع أفراد المجتمع، إضافة لتميز نتائجه بمصداقية وجودة والتي ستساعدنا على رسم صورة صحيحة للخريطة الصحية للرعاية العينية بقطر

وأضافت لكي يستمر النجاح لابد من الوقفات التقيمية لمسار التخطيط والعمل، وقد واجهتنا الكثيرُ من المشكلات التنظيمية خلال تلك المرحلة، حالت بيننا وبين تأسيسِ نظام فعال ومتكامل للفحص الدوري للنظر، يقوم بعملية الاكتشاف المبكر لأمراض العيون بمراكز الرعاية الصحية الأولية، وهذا الأمر تعذر تحقيقه لأسباب تتعلق بإمكانيات المراكز الصحية وقدرتها على استيعاب هذا المشروع وتسييره بشكل منتظم، وهى مشكلة يجدر بنا أن نسعى لتحسينها بمساعدتكم وعنايتكم لتحقيق هذا الهدف المنشود.

من جهته الدكتور حمد القمرا قال إن فكرة البحث والمسح الميداني انطلقت من ضرورة الوقوف على المعدل الحقيقي للإعاقة البصرية بين شرائح المجتمع المختلفة ومعرفة نسبة وأسباب الإعاقة يمهد لتخطيط متكامل للوقاية والعلاج المبكر، كما تم التخطيط لعمل مسح ميداني شامل بالتعاون بين اللجنة الوطنية للوقاية من العمى ومنظمة الصحة العالمية للخروج بنتائج دقيقة تخدم الرعاية العينية.

وأضاف لقد تم تحديد خطة البحث واختيار العينة الممثلة للمجتمع القطري، كما اعتمدت خطة البحث على مبدأ الوصول إلى الأفراد في محل سكنهم من خلال عيادة عيون متنقلة بها أحدث الأجهزة المستخدمة في فحص العيون، وذلك بهدف تحديد معدلات ومستويات الإعاقة البصرية في المجتمع القطري مع تعيين الأسباب المؤدية لضعف الإبصار والعمى والتعرف على الأسباب المجتمعية والبيئية المصاحبة للإعاقة البصرية أو المسؤولة عن حدوثها وعلى الأسباب التي يمكن التعامل معها لتحسين الإبصار أو تفادي الإعاقة بشكل كامل.

كما شمل البحث أكثر من 3000 فرد تم فحصهم بواسطة فريق البحث الميداني المكون من 6 أطباء عيون، 5 ممرضات، و10 مساعدين طبيين واداريين تم اختيارهم بدقة من ذوي الخبرة العالية في مجال الرعاية العينية بهدف دقة التشخيص وحسن التعامل مع المواطنين والمقيمين، وذلك خلال الفترة بين شهر يناير- مايو 2009، وشمل البحث الفئة العمرية المستهدفة 40 فما فوق، كما تم تدوين كل البيانات الخاصة بالأفراد.

وقام فريق البحث بتحويل الحالات المصابة بضعف النظر المحتاجة للمتابعة والعلاج إلى قسم العيون بمؤسسة حمد الطبية وكان حجم العينة التي تم ادراجها للتحليل الإحصائي 3149 .

ومن اهم النتائج التي توصل إليها البحث هو ان أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً هي الماء الأبيض - الجلكوما - إعتلال الشبكية السكري وأكثرها قابلية للتصحيح وتحسين معدل الإعاقة البصرية تمثلت في المياه البيضاء، كما أن نسبة العمى الكلي لم تتعد 1.28%، وغالبية الأسباب المؤدية للإعاقة البصرية كانت من النوع الذي يمكن تجنبه أو تصحيحه بنسبة نجاح عالية، في حين أن نسبة الجلكوما في المجتمع1.73 % .

وتميزت نتائج البحث بالدقة والتفاصيل الإيجابية حيث ستكون قاعدة بيانات طبية جيدة وسيستفاد منها في رسم السياسة الصحية للرعاية العينية في الدولة وسوف تنشر في المجلات العلمية، بالإضافة إلى إمكانية تزويد منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لمكافحة العمى بهذه النتائج أثناء الاجتماعات والمؤتمرات وستعتمد الخطة الخمسية القادمة بشكل كبير على نتائج المسح في تحديد أولويات التدخل الوقائي للحد من الإعاقة البصرية في المجتمع.

وخلص البحث الى العديد من التوصيات أهمها أن الخطة الخمسية القادمة ستعتمد على تقليل نسبة العمى من 1.28% إلى 0.7% بين الفئة العمرية 50 سنة فما فوق وذلك بإنتهاء عام 2015 بإذن الله وضرورة الاهتمام بالرعاية العينية وإنشاء نظام فحص دوري للنظر للكشف المبكر عن مسببات الإعاقة البصرية من خلال المراكز الصحية ونظام الصحة المدرسية والتدريب الفعال لكوادر العمل الطبي بجميع شرائحه وتشجيع البحث الميداني والإكلينيكي في مجال العيون وضرورة إنشاء مركز متخصص للتأهيل البصري لذوي الحاجات والمعاقين بصرياً لجميع الفئات العمرية لإعادة تأهيلهم.


http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19