قطر تشارك المكفوفين احتفالهم باليوم العالمي للعصا البيضاء

متابعة - إيثار عزالدين

بمشاركة ما يزيد على (2000 )شخص ووسط مشاركة كبيرة من طلاب المدارس، انطلقت عصر يوم أمس الجمعة على كورنيش الدوحة فعاليات مسيرة الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء والذي يوافق يوم الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام، حيث جاء الاحتفال لهذا العام تحت شعار «عصاتي رفيقة طريقي».

وقد نظم المسيرة لهذا العام كل من المركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين ومعهد النور للمكفوفين وتحت رعاية شركة راس غاز.

وقد انطلقت فعاليات المسيرة من أمام مطعم بلهمبار مقابل دوار البريد ومرورا بكورنيش الدوحة، حيث توقفت المسيرة في القرية التراثية، إذ تم تقديم العديد من الفقرات الشيقة والقيمة للجمهور، إلى جانب تقديم عدد من الفقرات الموسيقية والغنائية من التراث القطري وايضا إلقاء أبيات من الشعر في حب قطر لعدد من الشعراء القطريين المبدعين من ذوي الاعاقة البصرية، وفي نهاية الحفل تم توزيع الهدايا والجوائز القيمة على جميع المشاركين في المسيرة.

وبدوره توجه حسن ابراهيم الكواري رئيس مجلس ادارة المركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين بالشكر الجزيل لوسائل الاعلام ولمسؤولي وزارة الثقافة ولشركة راس غاز على دعمهم اللامحدود للمركز بشكل خاص ولعمل الخير بشكل عام، مشيرا الى انه قد تم توجيه الدعوة الى عدد كبير من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس البلدي واعضاؤه وقيادات العمل الاهلي التطوعي بقطر وكذلك جميع مدارس الدولة، بالاضافة الى ان الدعوة مفتوحة لجميع مدارس الدولة بمختلف مراحلها.

ومن ناحيته أوضح الدكتور سيف الحجري المشرف العام لمعهد النور للمكفوفين في تصريحات صحفية له أن الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء هو امر غاية في الأهمية وذلك من منطلق أن العصا البيضاء هي احد الرموز المهمة في حياة الاشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، إلى جانب أنها أداة عملية تساعد الكفيف على الاندماج في مجتمعه وتسهل عليه عمليات التنقل والحركة بسهولة ويسر وتعينه كذلك على تفادي المخاطر التي من الممكن ان تصادفه أثناء سيره في الأماكن العامة، كما ان العصا البيضاء تجعل الشخص الكفيف يشعر أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع المحيط به وتجنبه مشاعر الوحدة والعزلة عن الآخرين وتساعده في ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي دون الشعور بالعجز او الحاجة لمساعدة الغير.

وردا على سؤال $ حول الخطط المستقبلية لمعهد النور للمكفوفين فيما يتعلق بالنهوض بواقع الاشخاص من ذوي الإعاقة البصرية بدولة قطر، أجاب المشرف العام لمعهد النور للمكفوفين بالقول إنه يجرى حاليا العمل على قدم وساق بمعهد النور للمكفوفين لتدعيم وتحفيز نشاط العصا البيضاء لدى طلاب المعهد ولاسيما الصغار منهم وذلك من خلال وضع عدد من البرامج التدريبية والتعليمية والتوعوية بأهمية العصا البيضاء في حياة الشخص الكفيف وما تقوم به من دور بالغ الأهمية في جعله لا يشعر بالعجز والحاجة لمساعدة الآخرين ومساهمتها الكبيرة في مساعدته على الاندماج في مجتمعه دون أية عراقيل أو صعوبات، مشيرا إلى أنه قد لوحظ وجود بعض مشاعر الحرج والاستحياء لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية ولاسيما الصغار منهم من استخدام العصا البيضاء وحملها واصطحابها في الأماكن العامة.

وقد دعا الدكتور الحجري خلال حديثه لـ $ والمواطن جميع أجهزة ومؤسسات المجتمع المدني وخصوصا المعني منها بشؤون الإعاقة والمعاقين بدولة قطر إلى العمل على رفع الوعي العام لدى افراد المجتمع القطري من مواطنين ومقيمين بحقوق الاشخاص من ذوي الاعاقة والتأكيد على أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع القطري، وأنهم ليسوا بعجزة أو عديمي النفع والفائدة وإنما هم أشخاص يمتلكون الكثير من نقاط القوة والإبداع في شخصياتهم ولديهم القدرة على العطاء والإنتاج والإبداع والمساهمة في بناء مجتمعاتهم وأوطانهم كغيرهم من غير ذوي الإعاقة.

وقد تحدث الدكتور سيف الحجري أثناء تصريحاته الصحفية لـ $ والمواطن عن الدور الكبير الذي تلعبه الحكومة في النهوض بأوضاع وشؤون الافراد من ذوي الاعاقة، حيث خطت خطوات واسعة في مجال سن القوانين والتشريعات الحافظة لحقوقهم، كما وفرت كافة الإمكانيات التي من شأنها أن تساهم في تحسين أوضاع الأفراد من ذوي الإعاقة، وسهلت عليهم عمليات الحركة والتنقل في الأماكن العامة والمجمعات والمدارس والجامعات والشوارع والمباني الحكومية، كما خصصت لهم عددا من مواقف السيارات الخاصة بهم في جميع مرافق الدولة، حيث شددت العقوبة على مستخدمي هذه المواقف من غير ذوي الإعاقة وذلك من منطلق صيانة وحفظ حقوق هذه الشريحة الهامة من المجتمع.

من ناحيتها أكدت سعادة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني في تصريحات صحفية لـ $ والمواطن على أن مشاركتها في فعاليات مسيرة العصا البيضاء إنما هي نابعة من اهتمامها الإنساني والشخصي الكبير بجميع قضايا الاشخاص من ذوي الإعاقة ولرغبتها القوية والملحة في المساهمة في النهوض بأوضاعهم والسعي إلى توفير حياة كريمة لهم بعيدا عن مشاعر العجز والعزلة عن المجتمع وكذلك من واقع شعورها بالمسؤولية تجاه هذه الشريحة الهامة من شرائح المجتمع.

كما أشارت سعادة الشيخة حصة إلى أن واقع الاشخاص من ذوي الإعاقة بدولة قطر بات يشهد تقدما وتطورا وتحسنا كبيرا خلال الاثنتي عشرة سنة الاخيرة وذلك بفضل المبادرة الكريمة التي قامت بها صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حفظها الله عندما اتخذت القرار بتشكيل اللجنة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة وبناء عليه تم إنشاء مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم وضع اول مرسوم قانوني خاص بحقوق الاشخاص من ذوي الإعاقة، ومن ثم تسارعت الخطى نحو إنشاء سلسلة من المراكز والمؤسسات والجمعيات المعنية بشؤون ذوي الإعاقة مثل الاتحاد القطري للمعاقين والذي يضم نخبة من الأبطال القطريين الواعدين في العديد من المجالات الرياضية كما أن لدينا العديد من التجارب المشرفة في مجال الدمج، ومازال لدينا الكثير لنحققه وننجزه في هذا المجال الهام والحيوي والذي لا يقل اهمية عن غيره من المجالات الأخرى.

وقد شددت سعادة الشيخة حصة خلال حديثها لـ $ والمواطن على ضرورة الإسراع في إجراءات إشهار الجمعية القطرية لأولياء أمور الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لما ستلعبه من دور هام ومحوري في النهوض بأوضاع الاشخاص من ذوي الإعاقة، كما دعت سعادتها إلى البدء في تفعيل بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وترجمة موادها إلى تشريعات وقوانين ملزمة للجميع.

كما أوضحت سعادة الشيخة حصة أنها من المقرر أن تشارك في شهر نوفمبر المقبل في أعمال مؤتمر التأهيل الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة دبي، كما أنها تنوي المشاركة في أعمال اجتماع المستوى الإقليمي المقرر عقده قريبا، مؤكدة على أنها لن تتردد أبدا في المساهمة في كل ما من شأنه النهوض بأوضاع الاشخاص ذوي الاعاقة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

وبدورها قالت إيمان خليل حسن نظر رئيس شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة قطر إنهم في قسم شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة قطر حريصون كل الحرص على جعل الدمج واقعا ملموسا في حياة كل طالب من ذوي الإعاقة من طلاب جامعة قطر، ومن هذا المنطلق فإنهم يقومون باستغلال واستثمار اي مناسبة او فعالية تخص الافراد ذوي الاعاقة لإشراك طلابهم فيها وذلك بغرض تحقيق مبدأ الدمج في المجتمع، مؤكدة على أن العصا البيضاء هي إحدى الادوات التي تحقق الاستقلالية للشخص الكفيف في حياته وتساعده على الاندماج في المجتمع بسهولة ويسر.

أما شيخة الجفيري عضو المجلس البلدي ورئيسة اللجنة القانونية بالمجلس البلدي فقد أكدت خلال حديثها في تصريحات صحفية لـ $ والمواطن على أن مشاركتها في فعاليات مسيرة العصا البيضاء ما هي إلا أقل واجب من الممكن أن تقدمه للأشخاص من ذوي الإعاقة والذين هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا، إذ أنهم أباؤنا وإخواننا وبالتالي فقضاياهم تهمنا وتعنينا.

وقد أضافت شيخة الجفيري إنه من ضمن الخطوات التي يتخذها المجلس البلدي في مسيرته نحو النهوض بأوضاع ذوي الاعاقة بدولة قطر انه قام مؤخرا بالموافقة على اقتراح المجلس الاعلى لشؤون الاسرة بالسماح للأشخاص ذوي الإعاقة بحضور جلسات المجلس البلدي والمشاركة في لجانه، حيث رحب أعضاء المجلس البلدي بهذا الاقتراح بشدة وتم رفع توصية تشير إلى الموافقة عليه بالاجماع، مؤكدة ان اعضاء المجلس البلدي لن يبخلوا باتخاذ اي قرار من شأنه ان ينهض بشؤون وأوضاع الاشخاص من ذوي الاعاقة بدولة قطر ويوفر حياة كريمة لهم.

وبدورها تحدثت لنا الدكتورة حياة خليل نظر مدير عام معهد النور للمكفوفين فقالت إن اليوم العالمي للعصا البيضاء هو احتفال عالمي تحتفل به جميع دول العالم، كما أدخلته الامم المتحدة في عام 1970 ضمن برامجها وانشطتها، وبدورها تحتفل دولة قطر بهذا اليوم من كل عام تقديرا منها بأهمية دمج الكفيف في مجتمعه وبأهمية العصا البيضاء في حياة الشخص الكفيف كأداة عملية تحقق الاستقلالية له.

وأضافت الدكتورة حياة ان المشاركة في هذه المسيرة ليست نهاية المطاف بالنسبة لمعهد النور للمكفوفين، حيث يوجد لدى المعهد وحدة متخصصة في تعليم وتدريب الطلاب على مهارات الحركة والتنقل باستخدام العصا البيضاء سواء داخل المعهد أو خارجه او في مدارس الدمج المختلفة، حيث يهدف هذا البرنامج الى إكساب الطلاب مهارة القدرة على التعرف على الاماكن الجديدة، وقد تم في هذا الصدد تنظيم رحلات لطلاب المعهد لعدد من مرافق الدولة المختلفة مثل مطار الدوحة الدولي ومجمع فيلاجيو والحياة بلازا وذلك بهدف إكساب الطلاب القدرة على استكشاف الاماكن الجديدة.

http://www.al-watan.com/data/2009101...p?val=local5_1