قطر تشارك مكفوفي العالم احتفالاتهم باليوم الدولي للعصا البيضاء

متابعة - براء محمد عزمي

ينظم المركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين بالتعاون مع معهد النور للمكفوفين في تمام الساعة الثالثة والنصف من عصر يوم غد الجمعة على كورنيش الدوحة مسيرة العصا البيضاء وذلك تحت شعار «عصاتي رفيقة دربي»، حيث يحتفل العالم اجمع يوم الخامس عشر من أكتوبر من كل عام بـ «يوم العصا البيضاء» كرمز وتعبير عن مشاعر المشاركة والدعم للاشخاص ذوي الاعاقة البصرية اذا لاقت مثل هذه المناسبات اهتماما بالغا من الهيئات الدولية فوضعتها الامم المتحدة ضمن برنامجها الخاص لسنوات.

وتحت رعاية شركة راس غاز عقد صباح امس مؤتمر صحفي حول اليوم العالمي للعصا البيضاء بعنوان «عصاي تنير طريقي» بمركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين، بحضور كل من السيد حسن ابراهيم الكواري رئيس مجلس ادارة المركز الثقافي للمكفوفين والسيد مطر عبدالله المنصوري امين السر العام بالمركز الثقافي للمكفوفين والسيد عبد الله المري رئيس قسم العلاقات الداخلية وشؤون المجتمع والسيد هلال المهندي مسؤول العلاقات العامة والسيدة ايلاريا استشارية والسيد يوسف المفتاح امين صندوق مركز قطر الاجتماعي الثقافي والسيد خالد الشعيبي مدير العلاقات العامة بمعهد النور، والدكتورة حياة خليل نظر مدير عام معهد النور للمكفوفين.

وفي بداية حديثه وجه السيد حسن ابراهيم الكواري رئيس مجلس ادارة المركز الشكر لوسائل الاعلام ولمسؤولي وزارة الثقافة ولشركة غاز على الدعم الذي تقدمه للمركز بشكل خاص وللعمل الخيري بشكل عام وقال ان قطر تشارك العالم احتفالاته بالعصا البيضاء من خلال مركز قطر الاجتماعي للمكفوفين ومعهد النور بهدف دمج المعاق في المجتمع والتأكيد على استقلاليته بما ترمز اليه العصا البيضاء لكونها تنير الطريق امام فاقد البصر للتعايش بشكل تام مع البيئة المحيطة به.

وأشار الكواري الى ان المركز حرص على توجيه الدعوة الى عدد كبير من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس المجلس البلدي وأعضائه وقيادات العمل الاهلي بالإضافة الى المشاركة المنتظرة من الجمهور.

وفي البداية تحدث السيد مطر عبدالله المنصوري امين السر العام بالمركز الثقافي للمكفوفين عن العصا البيضاء وأوضح قائلا انها رمز لفقدان البصر ورمز المساواة وأيضا ترمز الى الاستقلالية بالنسبة للكفيف ولها اشكال وتصاميم متنوعة.

وأضاف المنصوري بأنه اصبح هناك مؤخرا ألوان مختلفة للتفريق بين الاشخاص المكفوفين وغيرهم من ذوي الاعاقة كالأشخاص المكفوفين والصم في نفس الوقت وأيضا يتفاوت الاعتراف بالعصا البيضاء من دولة الى اخرى من ناحية التشريعات النيابية او قوانين المرور وبعض الدول لا تعترف بها ابدا.

وأوضح المنصوري ان العصا البيضاء هي اداة يستخدمها الكفيف للتحرك في محيطه وعادة ما تكون عصا طويلة وصلبة ذات رأس معدني او بلاستيكي يمكن ان يبسطها الكفيف امامه ويعيد طيها ليتحسس طريقه وتحذيره من وجود أية عوائق او تغير في المكان وتشمل هذه المعلومات التراكيب والمواد المختلفة والاصوات الصادرة عنها ومكان هذه العوائق، كما ان العصا البيضاء تدل الآخرين في المجتمع على ان حامل هذه العصا شخص كفيف.

وقال المنصوري ان العصا البيضاء تمثل رمزا للحرية والاستقلالية والثقة واستخدامها يمكن الكفيف من التحرك بحرية في محيطه فإذا ما اتقن استخدامها يمكن حينئذ من انجاز اعماله ومهامه اليومية بسهولة وأيضا الكفيف الذي يتقن المشي بمفرده باستخدام العصا البيضاء شخص قد تقبل اعاقته البصرية ومتعايش معها.

ومن جانب آخر تحدث السيد يوسف المفتاح امين صندوق مركز قطر الثقافي الاجتماعي للمكفوفين أن العالم اجمع يحتفل بيوم العصا البيضاء ويعترف فيه بحركة المكفوفين التي نقلتهم من حياة التبعية الى المشاركة الكاملة في المجتمع وأن العصا البيضاء هي رمز لفقدان البصر وتؤكد على حق المكفوفين في ممارسة نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون.

وأضاف المفتاح أن العصا البيضاء حررت المكفوفين وسمحت لهم بالتحرك والانتقال بأمان معتمدين على انفسهم الا انهم لم يحصلوا على استقلالهم الكامل الا عندما يدرك افراد المجتمع ان المكفوفين لهم حق العمل والعيش كباقي افراد المجتمع.

وقال المفتاح إن المكفوفين عاشوا في الماضي حياة ملؤها العزلة والتبعية وكانت فرص حصولهم على التعليم والتوظيف والدمج الاجتماعي نادرة وبعيد كل البعد عن توقعاتهم وعليه فقد اعتاد المجتمع والمكفوفون انفسهم على النظر للمكفوف كشخص لا حيلة له عالة على عائلته او مجتمعه.

وأضاف المفتاح انه لحسن الحظ فقد زادت فرص المكفوفين اليوم وتحسنت وأدركوا انه متى ما توافرت لهم المواد والمهارات المتخصصة فإنهم يستطيعون المنافسة في مجالي التعليم والعمل والمشاركة الكاملة في جميع جوانب المجتمع ولقد ساهمت امور كثيرة في تحسين ظروف المكفوفين وأبرزها كانت القدرة على القراءة والكتابة باستخدام طريقة «برايل» والتي جاءت معها الفرصة لاكتساب العلم والمعرفة والاستعداد للعمل في وظائف ذات قيمة ولكن التعليم وحده لن يقود الكفيف للعمل الا اذا تمكن الكفيف من التحرك والانتقال باستقلالية وأمان من منزله وحتى مقر عمله وكذلك الحال مع الدمج الاجتماعي الذي يتطلب من الكفيف الحركة من مكان الى آخر دون الاعتماد على عائلته او اصدقائه.

وأيضا بالعودة الى اقدم ما ذكره التاريخ عن استخدام العصا فإن المكفوفين استخدموا انواعا مختلفة من العصي لمساعدتهم على التحرك بأمان في المناطق المألوفة وغير المألوفة بالنسبة لهم وأن المقدرة على التحرك باستخدام العصا البيضاء امر اساسي لتعزيز ثقة الكفيف بنفسه والتمتع بحياة طبيعية ذات فائدة وفي أبسط صورة لها توفر للكفيف المهارات الجيدة للتحرك تشتمل على ما هو أكثر من القدرة فقط وعلى ايجاد ممر آمن.

وأوضح المفتاح انه عند تلقي الكفيف التدريب اللازم يمكنه عندها اكتساب المهارات والاستراتيجيات اللازمة لجمع المعلومات المتعلقة بمحيطه وتحسس طريقه في الاماكن المألوفة وغير المألوفة باستخدام العصا البيضاء يمكن للكفيف ان ينتقل بسهولة في المباني ومراكز التسوق وفي حيه السكني وباستخدام اشارات المرور الصوتية يمكنه عبور الشوارع ذات الاشارات الضوئية كما ان المكفوفين يستخدمون وسائل المواصلات العامة بشكل نظامي كالحافلات وقطارات النقل السريع.

وأضاف المفتاح أن الكفيف عادة ما يحتاج لان يطلب من الآخرين ان يدلوه على الطريق بيد انه من غير الضروري ارشاد المكفوفين وقيادتهم من مكان لآخر واذا احتاج الكفيف المساعدة فإنه سيطلبها وسيكون ممتنا لذلك ولذلك نجد ان العصا البيضاء اداة عملية غير مسبوقة في مجالها ومساهمتها في تحرير المكفوفين.

وبين المفتاح ان المكفوفين في العالم اجمع استخدموا العصي منذ الأزل الا ان استخدام العصا البيضاء على وجه التحديد انتشر في منتصف القرن التاسع عشر.

وأيضا قال المفتاح ان برسل والعصا البيضاء مجرد اداتين ليس الا وبالطبع هما اداتان ومهمتان ايضا الا ان قيمتهما اكبر بكثير من مجرد اكتساب حق التعليم وحرية التنقل في المجتمع وفي واقع الامر فإنهما رمزان اساسيان لحق المساواة لدى المكفوفين وقدرتهم على عيش حياة كاملة كأعضاء يساهمون في خدمة المجتمع وبدلا من عيش حياة مقتصرة على التبعية والعزلة نرى انهم يساهمون اليوم في بناء مجتمعاتهم ويكونون الاسر ويشاركون في الحياة العامة ويشغلون العديد من الوظائف المهمة.

وأوضح يوسف المفتاح ان يوم الخامس عشر من اكتوبر لا يشير الى مقدرة المكفوفين على السير بأمان في شوارع المدن فحسب بل انه يهدف ايضا الى اعلام افراد المجتمع بحركة المكفوفين وانتقالهم من الفقر والعزلة الى المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية فالعصا البيضاء ترمز الى كرامة ومقدرة المكفوفين وان «يوم العصا البيضاء» فرصه لنشر رسالة مفادها قدرة المكفوفين في العالم اجمع ورغبتهم في تحرير انفسهم من التبعية والعزلة وتبوؤ مكانة مساوية في المجتمع.

واختتم السيد يوسف مفتاح امين صندوق مركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين حديثه بالشكر لادارة العلاقات العامة براس غاز والقسم الاعلامي بوزارة الثقافة والفنون على اهتمامهم بالحدث وقال انه تم توجيه الدعوات الى المراكز الشبابية والمدارس وإدارات المرور والجاليات والمجلس البلدي.

وسيبدأ التجمع للمسيرة في الثالثة والنصف عصر يوم غد الجمعة من امام مطعم بلهمبار وتنطلق في الرابعة الى القرية التراثية حيث يقام مهرجان ترفيهي توزع فيه الهدايا على الحضور.

وتحدث السيد عبدالله المري رئيس قسم العلاقات الداخلية وشؤون المجتمع عن ان مشاركة راس غاز في مسيرة العصا البيضاء امتداد لجهود الشراكة في دعم المؤسسات الاجتماعية مثل مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين فمن خلال توطيد علاقات قوية مع المركز تساعد راس غاز على تعميق الوعي في المجتمع القطري باحتياجات الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في فقدان البصر وتشجيع على تقدير اهمية مساهمتهم ودورهم في المجتمع.

وأضاف المري أن هذه المشاركة تأتي انطلاقا من التزام راس غاز ببرنامج المسؤولية الاجتماعية الذي يهدف بدعم مجموعة من المبادرات في اربعة مجالات هامة وهي التعليم والصحة والبيئة والمجتمع ويصل مبلغ التبرع حوالي مليون وخمسائة وأربعين ألف ريال قطري.

وأكدت الدكتورة حياة نظر مديرة معهد النور للمكفوفين ان المعهد سيكون موجودا في الاحتفال الدولي بيوم العصا البيضاء ايمانا بالدور الذي تقوم به دولة قطر تجاه فاقدي البصر والدعم الدائم والمستمر المقدم لهم.

وفي السياق ذاته قال الاستاذ خالد مدير العلاقات العامة بمعهد النور ان المركز والمعهد وجهان لعملة واحدة والتعاون بينهما قائم ومستمر، مشيرا الى ان المركز سيسخر كافة امكاناته لانجاح هذه المسيرة من خلال اعضائه ومنتسبيه.

http://www.al-watan.com/data/2009101...p?val=local7_1