بآك =]
وهذآ تقرير ثاني وآطول..

أهمية علـــــــــــم التاريخ


للتاريخ الإنسانى تاريخٌ طويل .. فقد بدأ الإنسانُ البدائىُّ فى التأريخ للواقعات اليومية التى تمر به ، من خلال تلك الرسوم التى خطَّتها يداه على جدران الكهوف. ولما استقر الناسُ فى الوديان ، وعرفوا التحضُّر ؛ بدأوا يؤرِّخون الوقائع الكبرى وحوادث الدول والملوك . فكانت مصر القديمة من أولى الحضارات الإنساة التى عنت بالتدوين ، واعتنت بتسجيل التاريخ ؛ وهو ما نراه أيضاً فى الحضارات الشرقية الأخرى : البابلية .. الآشورية .. الصينية .. وغيرها .
ونشط التأريخ فى الحضارتين اليونانية والرومانية وكان قد بدأ هناك أسطورياً ـ كما هو الحال فى الإلياذة والأوديسة ــ ثم تخلَّص من الأسطورة والصياغة الشعرية شيئاً فشيئاً ، ليظهر مؤرِّخون من أمثال : هيرودت .. بوليبيوس .. سترابون .. وغيرهم.
وقبل ظهور الإسلام ، كان للقبائل العربية فى شبه الجزيرة تأريخٌ ، هو أيام العرب التى هى عبارة عن روايات شفاهية تحكى حروب القبائل وعظائم الأمور التى جرت بين العرب قبل الإسلام ، كيوم داحس والغبراء .. وحرب البسوس .. إلخ ، ثم صار التاريخ علماً بعد ظهور الإسلام وقيام دولته لأسباب دينية ودنيوية ؛ فعلماء الإسلام سجَّلو الغزوات ووقائع الخلافة ، وأرادو الإخبار عن الأمم السالفة التى أشارت إليها آيات القرآن ، وسعوا لمعرفة الرجال الذين رووا الحديث الشريف . ومن ناحية أخرى ، كان لابد للمسلمين من معرفة طبيعة البلاد التى فتحوها ، ونظام خراجها ، وأخلاق سكانها ؛ مما دعاهم لنظر فى تاريخ الأمم والشعوب .
وبدأ التدوين التاريخى عند المسلمين . منذ القرن الأول للهجرة . ولاتزال بعض هذه المدوَّنات باقيةً إلى اليوم ، مثل كتاب التيجان فى ملوك حِمْيَر لوهب بن منبه ( المتوفى 110 هجرية ) غير أنه كتابٌ ملىء بالإسرائيليات والروايات التى كانت متداولة آنذاك شفاهةً .. ثم ظهرت كتب السيرة النبوية بعد ذلك بقليل، وأقدم ما وصلنا منها السيرة لابن هشام وهى مختصرٌ لسيرة ابن إسحاق ( المتوفى 151 هجرية ) وهو الكتاب الذى اعتنى مؤلَّفه بجمع الأخبار من مظانها المختلفة ، وارتحل فى سبيل ذلك إلى عدة بلاد ، ساعياً للإحاطة بكافة التفاصيل والأخبار . أما كتاب المغازى للواقدى ( محمد بن عمر ، المتوفى 207 هجرية ) فهو يحتل مكانةً خاصة فى تاريخ التأريخ العربى الإسلامى، باعتباره من أبرز الأعمال المدوَّنة فى القرن الثانى الهجرى .
وتدل هذه البدايات على أنَّ نشأة علم التاريخ ــ وتطوره بعد ذلك ــ كان بمعزل عن أى تأثيرات من خارج النطاق الحضارى للجماعة العربية الإسلامية ، فأوائل المؤرِّخين العرب / المسلمين لم يتأثروا فىأعمالهم التأريخية بالمدوَّنات الفارسية أو اليونانية ــ أو غيرها ــ وإنما جاءت جهودهم نابعةٌ من مقتضيات خاصة بالجماعة العربية الإسلامية .
وصار التاريخ عِلماً مكتمل البنيان ، مع جهود كبار المؤرخين من أمثال الطبرى ( محمد بن جرير ، المتوفى 310 هجرية ) وابن الأثير .. وابن خلكان .. والذهبى . ثم كان العطاء العربى الإسلامى الكبير ، مع فلسفة التاريخ التى قدَّمها ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة التى صاغ فيها لأول مرة (إن فن التاريخ غزير المذهب جم الفوائد,شريف الغاية

حيث إنّ للتاريخ أهمية قصوى في حياة الأمم والشعوب, لذلك نجدها أولته رعايتها البالغة، وسعت إلى جمعه في شكل مدونات عن سير الأجداد، أو عبر المحافظة على الموروثات، أو من خلال القصص الشعبي، ليؤدي دوراً مهماً في تعبئة وجدان الناشئة، حتى ينشب الشبل ناسجا على منوال أجداده,محافظاً على قيم شعبه الموروثة كابراً عن كابر.

وقد احتل التاريخ هذه المكانة أيضاً عند المسلمين وذلك بتوجيه القرآن الكريم (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف 111 وأيضاً قوله (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) الأعراف 176 بل إنّ الله سبحانه أمر المسلمين أن يجيلوا النظر في مصائر الغابرين من الشعوب عِظة واعتباراً (أو لم يسروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) الروم9.

وقد نحى المسلمون في تا ريخهم منحى شرعيا حين ربطوه با لقضاء والقدر

وان من بعض اسباب دراسة التاريخ والفوائد المرجوة منذالك:

1-اخذ العظة والعبرة:يقول ابن الأثير إن الحكام إذا وقفواعلى ما في الكتب من سير أهل الجور والعدوان استقبحوها

2- عظمة الله سبحانه وتعالى:فالدوله الظالمه لا بد ان تسقط وتزول

3-حفظ هوية الأمة :فمن ليس له تا ريخ فهويته مبتوره

4-قراءة الأحداث :وهي سنن كونيه تتكرر مرات ومرات

5- التخلق بالصبر والتأسي بالصابرين:

6- معرفة نعم الله وقدرها :فمن عرف ماقاساه من قبله من الشدائد وشظف العيش
فلا بد ان يعرف مقدار نعم الله فيشكر المنعم الوهاب

7- التشبه با لصالحين والأعلا م:يقول السخاوي عن فوائد علم التاريخ :التشبه بذوي
المروأت والوفاء والفرسان والشجعان .انتهى منقول من مجلة البيان)
، القوانين التى تحكم تطور المجتمعات الإنسانية . فكان بذلك ــ أيضاً ــ هو المؤسِّس الأول لعلم الاجتماع .. أو ما كان يسميه هو : علم العمران البشرى .
وعلى هذا النحو، صار علم التاريخ بفروعه المختلفة ، من العلوم الأساسية طيلة قرون العطاء العربى الإسلامى ، وهو العطاء الذى نسميه اليوم : التراث .

والتاريخ فرع من فروع العلم ، وقد صنفه العلماء الذين كتبوا في مراتب العلوم ضمن العلوم التي تخدم الشريعة الإسلامية . قال سفيان الثوري : "لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ." ولذلك اعتنى كبار المحدثين مثل البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل وابن زرعة وأبي حاتم والترمذي بجوانب من علم التاريخ ، وصنفوا كتباً في ذلك .

وما دام علم التاريخ بهذه المنزلة من عناية العلماء به ، وخدمته للشريعة الإسلامية فإنه ينبغي على دارسه أن يتحرى الإفادة منه ، وأن يتلقى تعليمه على منهاج سليم (المنهج الإسلامي للدراسات التاريخية).

ولقد ازدادت أهمية التاريخ في العصر الحديث ، واستخدامه كأداة لتوجيه الشعوب وتربيتها ، كما استعان به أصحاب المذاهب الفكرية في فلسفة مذاهبهم وتأييدها ومحاولة إيجاد سند تاريخي لها . بل إن الإوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال ، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية .

ولما كان المرء المسلم لا يطلب العلم إلا لغاية وهدف يخدم دينه وعقيدته ، فلا بد أن يحدد ما هي الأهداف والثمرة المرجوة من دراسة التاريخ . وهل يكون ذلك لمجرد المعرفة أو التسلية ، أو حفظ الحكايات والأخبار أو إشباع رغبة وغريزة حب الاستطلاع .

إن دراسة التاريخ بوجه عام _ وتاريخ الأمة المسلمة على وجه الخصوص - لا ينبغي أن يكتفى في دراسته بتحقيق هذه الرغبات والحاجات القريبة لأنه علم أجلّ من أن ينظر له هذه النظرة . إن لدراسة التاريخ ثمرات وفوائد متعددة :
1. الأهداف التربوية (ولها تفصيل) .
2. معرفة السنن الربانية .
وأنواع السنن : سنن خارقة وسنن جارية .

نماذج من السنن الجارية :
أ. سوء عاقبة المكذبين .
ب. أن البشر يتحملون مسؤوليتهم في الرقي والانحطاط .
ج. مداولة الأيام بين الناس .
د. زوال الأمم بانتشار الترف والفساد .
هـ . هلاك الأمم بتفشي الظلم وترك العدل .
و. انهيار الأمم وزوالها له أجل .
ز. استحقاق المؤمنين لنصر الله .
ح. الابتلاء للمؤمنين سنة جارية (وللإنسان على وجه العموم كذلك) .
ط. سنة التدافع أو الصراع بين الحق والباطل .

3. التعرف على معالم تاريخ الإنسانية ومنها :
أ. معرفة تاريخ الأنبياء عليهم السلام (منهج الأنبياء في مواجهة تحديات العصر) .
ب. التعرف على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (منهجه في مواجهة تحديات العصر) .
ج. التعرف على تاريخ الخلفاء الراشدين (منهجهم في مواجهة التحديات) .
د. الاطلاع على سير العلماء والمجاهدين والمصلحين (دورهم في مواجهة التحديات) .
هـ . التعرف على تاريخ دول الإسلام : الأموية والعباسية والعثمانية وعلاقتهم بالدول الأخرى وتاريخ الإنسانية .
ز. معرفة أثر الإسلام في حياة البشرية .

4. تأكيد جملة من الحقائق الهامة في حياة البشرية وهي :
أ. أن توحيد الله عز وجل وإفراده وحده بالعبادة ، أول ما عرفت البشرية .
ب. أن الإنسان مستخلف في هذا الكون لغاية .
ج. أن الإنسان خلق خلقاً سوياً من أول لحظة .
د. إن الإنسان بحاجة دائمة إلى من يذكره .
هـ . أن الأمة المسلمة هي صاحبة الدور المؤثر في حياة البشرية .

5. ومن ثمرات دراسة التاريخ الصبر على المشاق .
6. لدراسة التاريخ قيمة مادية نفعية .
7. ويعطي حصانة ضد الخرافات والبدع .
8. ولدراسة التاريخ فضائل أخلاقية .
9. ودراسة التاريخ تساعد على فهم الحاضر .
10. وتمكن من معرفة القرون الفاضلة


هذا بحث آخر لقيته و أنا أدور
أتمنى أن أكون أفدتكم