الإعاقة البصرية.. رؤية باهتة في عالم يضيق بصاحبها

الدوحة - الوطن والمواطن

ما المقصود بالإعاقة البصرية؟ ومتى يمكن اعتبار المريض معاقا بصريا؟ وكيف يمكننا الكشف المبكر عن الإعاقة البصرية؟ وأيضا كيف يمكن الالتفات إلى أعراضها؟ وما هي هذه الأعراض؟ ثم ما هي أسباب الإعاقة البصرية؟

هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها د.فاطمة المنصوري رئيسة اللجنة الوطنية للوقاية من العمى ود.القمرا فيقول عن المعاق بصريا انه إنسان يعيش عالما ضيقا محدودا نتيجة لعجزه ويود لو استطاع التخلص منه والخروج إلى عالم المبصرين، فهو لديه حاجات نفسيه لا يستطيع إشباعها، واتجاهات اجتماعية تحاول عزله عن مجتمع المبصرين، ويواجه مواقف فيها أنواع من الصراع والقلق. كل هذا يؤدي بالمعاق بصريا إلى أن يحيا حياه نفسية غير سليمة، قد تؤدي به إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة به.

ومن هنا تنبع الحاجة إلى الخدمات الإرشادية للمعاقين بصريا مثل غيرهم العاديين، وذلك لمساعدتهم على إشباع حاجاتهم النفسية ومواجهة مشكلاتهم الخاصة، والتغلب على الآثار النفسية المترتبة على إعاقتهم مثل الصراع والقلق والإحباط والانطواء، وتعديل ردود الفعل للاتجاهات الاجتماعية السلبية التي تحاول عزلهم عن الأفراد العاديين، وتقديم خدمات الإرشاد الأسري والتربوي والمهني المناسبة لهم.

وبخصوص تعريف الإعاقة البصرية يقول د.حمد القمرا ود.فاطمة المنصوري إنه من وجهة نظر الأطباء ـ والذي تأخذ به معظم السلطات التشريعية يعرف المعاق بصريا بأنه الشخص الذي لا تزيد حدة الأبصار على 20/200 (6/60) قدما في احسن العينين أو حتى باستعمال النظارة الطبية، وتفسير ذلك أن الجسم الذي يراه الشخص العادي في إبصاره على مسافة 200 قدم، يجب أن يقرب إلى مسافة 20 قدما حتى يراه الشخص الذي يعتبر معاقاً بصرياً حسب هذا التعريف. وهذا التعريف هو التعريف المعتمد قانونياً في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية.

أما منظمة الصحة العالمية فإنها تعتمد درجة مختلفة. فالكفيف وفق معيارها هو من تقل حدة إبصاره عن (3/60). ولو حاولنا ترجمة ذلك وظيفياً فإنه يعني أن ذلك الشخص لا يستطيع رؤية ما يراه الإنسان سليم البصر عن مسافة (60) متراً إلا إذا قرب له إلى مسافة (3) أمتار. ويشيع استخدام تعريف منظمة الصحة العالمية في الدول الأقل نمواً.

حدة الإبصار هي قدرة العين على تمييز تفاصيل الأشياء وتقدر حدة الإبصار العادية بأنها 20/20، ويشير المجال البصري إلى المنطقة البصرية الكلية التي يستطيع الفرد أن يراها في لحظة معينة. العين العادية تستطيع أن ترى بزاوية تبلغ ما بين 60 إلى 70 درجة، وعندما يكون مجال الإبصار محددا فان المنطقة البصرية تكون أقل.

أما الأفراد ضعاف البصر فإنهم يعرفون أيضا من جانب السلطات القانونية بأنهم أولئك الأفراد الذين يمتلكون حدة الإبصار تتراوح من 20/70 إلى 20/200 في العين الأفضل بعد التصحيح الممكن.

وأردفا إلى ذلك: إنه بالإضافة إلى هذه التعريفات السابقة هناك تعريف آخر تربوي يشير إلى أن الشخص الكفيف، هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة برايل.

أما ضعاف البصر فهم الأفراد الذين يستطيعون قراءة المادة المطبوعة على الرغم مما قد تتطلبه هذه المادة أحيانا من بعض أشكال التعديل (على سبيل المثال، تكبير حجم المادة ذاتها أو استخدام عدسات مكبرة).

الكشف المبكر

وبخصوص الكشف المبكر يقول إنه لمن السهل جدا على الإنسان أن يكتشف بأن هذا الشخص كفيف ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في معرفة الأشخاص ضعيفي البصر إذ أن الأسباب المؤدية لهذا الضعف هي أسباب متعددة وفي بعض الأحيان قد لا تكون ظاهرة. وبناء عليه فإن الكشف المبكر عن الضعف البصري في مرحلة الطفولة المبكرة هو مسؤولية الأسرة ومراكز الأمومة والطفولة ومعلمات رياض الأطفال إلى جانب الأطباء فليس هناك ما هو أهم من الاطمئنان أولا على سلامة حاسة الإبصار لدى الأطفال. ومن ثم كشف أي ضعف فيها في أسرع وقت ممكن ومع أنه من غير المتوقع أن يقوم أولياء الأمور والمعلمات بتشخيص حالات الضعف البصري إلا أنهم قادرون على لعب دور بالغ الأهمية في تحديد الأطفال الذين تبعث استجاباتهم وتصرفاتهم على الشعور بعدم الطمأنينة فيما يخص قدراتهم على الإبصار.

الأعراض

وبخصوص أعراض الإعاقة البصرية يقول د.القمرا إن هناك مجموعة من الأمراض تشير إلى احتمال معاناة الطفل من مشكلة بصرية فقد قامت الجمعية العالمية لطرق الوقاية من الإعاقة البصرية بوضع قائمة للأعراض التي تظهر عند بعض الأطفال ويجب أن ينتبه لها الأهل في البيت والمعلم في المدرسة وهي: الأعراض السلوكية وتتمثل في أن المعاق بصريا يفرك عينيه باستمرار ويغمض إحدى عينيه ويقرب كثيرا من الشيء عند النظر إليه ولديه صعوبة في القراءة أو في عمل يتطلب النظر عن قرب ويرمش بعينيه أكثر من المعدل الطبيعي ويطبق جفونه أو يبعدهما عن بعضهما، كما أنه يقوم بتغطية إحدى العينين عند القراءة أو رؤية الأشياء القريبة أو البعيدة. وهناك أيضا الأعراض الظاهرية وتتمثل في إنتفاخ الجفون والتهاب الجفون، وإحمرار العينين، والحول، والإحساس بتنمل في العين باستمرار. كذلك هناك الأعراض عن طريق الشكوى وتتمثل في حكة في العين والشعور بالألم، وحرقة في العين والشعور بجرح في العين، والصداع بعد إنجاز عمل يتطلب جهد عن قرب أو الغثيان، والدوخة عند القراءة أو الكتابة الشعور بوجود شيء خشن أو رمل في العين، وإزدواجية في الرؤية أو غشاوة الرؤية. ومن الأعراض أيضا ما قد يلاحظه المدرس في الصف مثل: تفضيل الواجبات والأنشطة التي لا تتطلب التعامل مع العين مثل الاستماع، وعدم الاهتمام بالأنشطة البصرية مثل النظر إلى اللوح أو القراءة، وكثرة التعرض للسقوط أو الاصطدام، والحذر الشديد عند نزول الدرج، والخلط بين الأشياء والحروف والأرقام المتشابهة.

ما بعد التشخيص

إذن بعد أن يتم ملاحظة واحدة أو أكثر من الدلائل على الطفل فإنه يحوّل إلى أخصائي العيون الذي يقوم بإجراء الفحص الدقيق على عين الطفل وذلك لتحديد درجة ونوع الإعاقة البصرية وأسبابها واحتمالات تطورها.

http://www.al-watan.com/data/2009100...p?val=local6_2