صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 24
  1. #11
    مشرف سابق الصورة الرمزية نجمة 555
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    Abu Dhabi
    المشاركات
    1,236

    افتراضي


  2. #12
    مشرف سابق الصورة الرمزية نجمة 555
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    Abu Dhabi
    المشاركات
    1,236

    افتراضي


  3. #13
    عضو جديد الصورة الرمزية إشراقة النور
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الامارات... عجمان
    المشاركات
    85

    افتراضي

    :: السلام عليكم ورحمة الله ::


    المظهر الشرعي للمرأة المسلمة


    الدكتورة /ناهد عطا الله الشمروخ
    المقدمة:
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلَه إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين .. أما بعد:
    فهذا بحث موجز عما ينبغي أن يكون عليه مظهر المرأة المسلمة عموماً، وأخص الداعيات اللاتي هن قدوة لبنات جنسهن، فالمرء قد يدعو بلسان مقاله أو حاله، ومن أسباب قبول دعوته -بإذن الله- أن يطابق فعلُه قوله، قال تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم (1).
    وقد دعاني لكتابة هذا البحث سؤال بعض الأخوات - وهن متخصصات في فروع الشريعة المختلفة - أن أكتب في موضوع لباس المرأة وحجابها بحكم تخصصي في علم الفقه بما يشفي غليلهن، ويجيب عن تساؤلاتهن، ويردّ على بعض ما يشكل عليهن في هذا الموضوع، وخاصة مسألة عورة المرأة أمام المرأة، ومسالة غطاء الوجه أمام الرجال الأجانب، وأن أعرض أقوال الفقهاء في ذلك وعلى الأخص فقهاء المذاهب الأربعة المعتمدة، نظراً لكون هذا الموضوع أصبح مدار حديث أوساط النساء حالياً لكثرة ما ابتلين به من الأزياء الغربية، التي لم تعرف سلفاً بينهن، والتهاون في أمر الحجاب، ومن أسبابه هذه الهجمة الشرسة الوافدة إلينا من تلك القنوات الفضائية الهابطة التي دخلت أغلب بيوت المسلمين – ولا حول ولا قوة إلا بالله -.
    وأيضاً لأهمية هذا الموضوع رغم كثرة طرحه إلا أن الحديث يتجدد عنه في كل عصر وفي كل زمان؛ نظراً لارتباطه الوثيق بركن من أهم أركان الأسرة المسلمة.
    لذا آثرت أن أدلو بدلوي رغم كثرة الدلاء، ولعلي أن أضيف جديداً حيث رأيتُ أن الموضوع يحتاج لتحرير أقوال الفقهاء في بعض مسائله، وتحقيق نسبة الأقوال إلى أصحابها، ذلك لأني وجدت صعوبة في تنقيح الأقوال لاختلاف النقل عن الأئمة حتى في كتبهم خاصة في مسألة حد عورة المرأة أمام الرجال الأجانب حيث اختلف النقل عن المالكية واختلفت الأقوال لدى الشافعية، وقد حررت محل النزاع فيها وبينت أدلة كل قول والراجح منها مع أسباب الترجيح، وكذا في مسألة عورة المرأة أمام المرأة وأمام محارمها حيث وضحت ما اتفق الفقهاء عليه من حد تلك العورة وما اختلفوا فيه وكل ذلك مع الاستدلال وبيان الراجح وأسباب الترجيح مع بيان ما يرد على هذه المسائل من شبه والرد عليها، وكذا الاستئناس بفتاوى لمشايخنا الأجلاء - أثابهم الله ونفع بعلمهم - .
    هذا وأحمد الله عز وجل أولاً وآخراً وأسأله السداد في القول والفعل وأن ينفع بهذا البحث ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.
    المبحث الأول


    تعريف المظهر في اللغة وفي الاصطلاح
    أولاً : تعريف المظهر في اللغة:
    أصل الظهور خلاف الخفاء، وقد يعبر به عن الخروج والبروز(1).
    وظهر الشيء يظهر ظهوراً أي: تبيّن أو برز بعد الخفاء، والظِهارة بالكسر: ما يظهر للعين وهي خلاف البطانة(2).
    ثانياً : تعريف المظهر في الاصطلاح:
    تعريف المظهر في الاصطلاح لا يختلف كثيراً عن تعريفه في اللغة حيث يُقصد به : هيئة المرء وما يكون عليه عند بروزه أوخروجه .
    والهيئة: هي صورة الشيء وشكله وحالته(3)، أي حالته الظاهرة(4).
    وقد يُعبر عن الهيئة بالزِّيّ أو اللباس(5).
    وسيكون التفصيل في هذا البحث في موضوع اللباس؛ لأنه أكثر ماينصرف إليه الذهن عند إطلاق لفظ المظهر أو الهيئة. وإن كنتُ أرى أنهما لايختصان به فقط فقد تشمل الهيئة أو المظهر شعر الإنسان وبدنه كذلك، لكن ذلك قد يطول ولا يناسب الإيجاز الذي عليه هذا البحث.
    المبحث الثاني


    ضوابط اللباس الشرعي للمرأة أمام النساء والمحارم
    لباس المرأة المسلمة لايكون شرعياً إلا بضوابط عدة وهي :
    أولاً : ألا يشبه لباس الكفار :
    - ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:"رأى رسول الله علي ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها"(1).
    والمُعَصْفَر من الثياب هي المصبوغة بعصفر(2). وصبغ الثياب به يجعلها صفراء اللون أو حمراء(3).
    - وفي الحديث كذلك "من تشبه بقوم فهو منهم"(4).
    قال ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: (وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي التحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله تعالى: ومن يتولهم منكم فإنه منهم (1).
    ثم قال: وقد يحمل هذا على التشبه المطلق، وهو يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك، وقد يحمل على أنه منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفراً أو معصية أو شعاراً لها كان حكمه كذلك)(2).
    وقال الصنعاني في سبل السلام: والحديث دال على أن من تشبه بالفساق كان منهم، أو الكفار أو المبتدعة في أي شيء مما يختصون به من ملبوس أو مركوب أو هيئة(3).
    وقال بعض أهل العلم: لو خُصّ أهل الفسوق والمجون بلباس، منع لبسه لغيرهم فقد يظن به من أنه منهم فيظن به ظن السوء فيأثم الظّان والمظنون فيه بسبب العون عليه(4).
    ومن هنا يبرز سؤال قد يدور في بال كثير ممن علم النهي عن التشبه أو سمع بحديث المصطفى الوارد في النهي عن التشبه، والسؤال هو: هل التشبه بالكفار ونحوهم يكون بمجرد مشابهتهم حتى فيما ليس من خصائصهم أم أن التشبه يكون فقط فيما خصّوا به من زي أو عادات أو سلوك ... وغير ذلك ؟
    والجواب: أن الأمور التي هي ليست من خصائص الكفار ولامن عقائدهم ولامن عاداتهم ولامن عباداتهم، ولم تعارض نصاً أو أصلاً شرعياً ولم تترتب عليها مفسدة فليست هي من التشبه، وإن ما انتشر بين المسلمين وأصبح أمراً لايتميز به الكفار فليس محرماً لأجل التشبه إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى(1).
    وقال ابن حجر في تعليقه على حديث بمثل هذا المعنى : وإن قلنا النهي عنها - أي عن مثل تلك الملبوسات - من أجل التشبه بالأعاجم فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يصر الآن مختص بشعارهم زال ذلك المعنى فتزول الكراهة(2).
    فهاهو ابن حجر -رحمه الله- وهو من هو في سعة علمه ودقة فهمه يبين أن ماكان مختصاً بشعار الكفار لايجوز لبسه لكن إن زال ذلك الاختصاص جاز اللبس.
    وجاء في المفصل في أحكام المرأة : وعلى هذا لا يجوز للمسلمة أن تتشبه بالمرأة غير المسلمة إذا كان هذا التشبه فيما تختص به المرأة غير المسلمة دون المرأة المسلمة مثل بعض أزيائهم في اللباس ونحوه.
    ثم قال: لئلا تجر هذه المشابهة -أي اللباس ونحوه- إلى المشابهة بما يستحسنون أو يستقبحون مما هو مخالف للشرع، وقد تتعمق المشابهة في هذه الأمور الظاهرية من لباس وعادات فتجر إلى استحسان ماعندهم من عقائد باطلة، وفي هذا إثم عظيم قد يؤدي إلى الانسلاخ من الإسلام(1).
    وهذا مطابقٌ لما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وقد ذكرته آنفاً.
    إذاً يتضح من خلال ماذكرته في هذا الضابط بأن الألبسة التي تأتي من الغرب وتصمم في دور أزيائهم يجوز أن تلبسها نساء المسلمين إذا وافقت الضوابط الشرعية الأخرى للباس - التي سأذكرها لاحقاً - مادامت تلك الألبسة غير مختصة بهم وليس بها شيء من عباداتهم وعقائدهم الفاسدة كالصليب وغيره، أو عاداتهم المنحرفة ككتابة عبارات ماجنة على الألبسة ونحو ذلك. مع مراعاة الاعتدال في الملبس وعدم التفاخر به أو الإسراف في قيمته، لقوله : "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة"(2).
    الضابط الثاني : ألا يكون مشابهاً للباس الرجل :


    والأصل فيه ماستفاض عن النبي في السنة النبوية من لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء، ومنه:
    - عن ابن عمر رضي الله عنه "لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"(3).
    - وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : " لعن رسول الله الرَّجُلة من النساء"(1).
    والرَّجُلة من النساء أي: المُترجِّلة يعني التي تتشبه بالرجال في زيّهم وهيأتهم(2).
    وضابط التشبه كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه: أن اللباس إذا كان غالبه لبس الرجال نهيت عنه المرأة، والنهي يتغير بتغير العادات(3).
    وبيّن -رحمه الله تعالى- في موضع آخر أن المشابهة في الأمور الظاهرة تورث تناسباً وتشابهاً في الأخلاق والأعمال(4).
    ولعل هذا من الحكمة التي في أجلها نهي عن تشبه أحد الجنسين بالآخر؛ لأنه يغير ماجُبلت عليه نفس كل منهما وطباعه.
    ومن هنا يعلم بأن ماتفعله بعض فتياتنا اليوم من لبس مايُسمى بالبنطال وهو من لباس الرجال عادة وإذا كان على هيئة تحاكي هيئتهم، أو لبس الأحذية الرجالية المظهر... ونحو ذلك فهو من تشبهها بالرجال، لذا يخشى عليها أن تكون ممن يدخلن في الأحاديث المذكورة آنفاً - أعاذنا الله تعالى ونساء المسلمين من ذلك -.
    وجاء في المفصل في أحكام المرأة: فإذا لبست المرأة (السروال) كما يلبسه الرجل في وقتنا الحاضر دون أن تلبس فوقه ثياباً أو جلباباً فهذا لايجوز، لأن سراويلات الرجل عادة ضيقة وتصف أعضاءه فيكون لبسها هذا تشبهاً بلباس الرجل(1).
    الضابط الثالث : ألا يكون لباس شهرة


    والمقصود بالشُهرة في اللغة : وضوح الأمر، تقول : شَهَرْت الأمر شُهْرة فاشتهر، وشَهَّرْته تشهيراً(2).
    وقيل : ظهور الشيء أو انتشاره(3). وكلاهما بمعنى واحد .
    وعليه فإن ثوب الشهرة هو ثوب يشتهر به لابسه بين الناس(4). أي يتميز به بينهم. وسبب هذه الشهرة يختلف فقد يكون لارتدائه الفاخر من اللباس المرتفع في غاية أو الترذل الدنيء في غاية(5). وقد عبّر شيخ الإسلام ابن تيمية عن ذلك حين عرّف الشهرة في الثوب بأنه المترفع الخارج عن العادة والمنخفض الخارج عن العادة، ثم قال: وخيار الأمور أوساطها(6).
    وقيل: لأنه خالف زي بلده(7). أو المخالفة لونه لألوان ثيابهم(8).
    والشهرة في الثياب محرمة، وقيل مكروهة، وقد تصل إلى التحريم إذا كان ذلك بقصد الخيلاء أو العجب والتكبر(1).
    ودليل ذلك : حديث المصطفى الذي رواه ابن عمر -رضي الله عنه-"من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة"(2).
    فإذا كان اللبس لقصد الاشتهار فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها، والموافق لملبوس الناس والمخالف لأن التحريم يدور مع الاشتهار، والمعتبر القصد وإن لم يطابق الواقع(3).
    ومما يجدر التنبيه إليه: أن المسلم حينما يحرص على تجنب ثوب الشهرة فإن ذلك لايعني تخليه عن التجمل والتزين، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفعل الواحد في الظاهر يُثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة، فمن ترك جميل الثياب بخلاً بالمال لم يكن له أجر، ومن لبس جميل الثياب إظهاراً لنعمة الله، واستعانة على طاعة الله كان مأجوراً، ومن لبسه فخراً وخيلاء كان آثماً، فإن الله لا يحب كل مختالٍ فخور(4).
    الخاتمة
    الحمد لله جل وعلا على توفيقه وإحسانه، ونسأله - سبحانه وتعالى - المزيد من فضله وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يصلح نياتنا ويجعلها في سبيله، وأصلي وأسلم على الهادي البشير المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد:
    فإنني أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في عرض موضوع البحث وخاصة في المسائل الخلافية فيه، لاسيما أن هذا الموضوع قد توالى طرحه سواء من قبل المتخصصين أم من غيرهم، وكان من أسباب اختياري له عدم معرفة بعض المختصين في علوم الشريعة بكافة جوانب هذا الموضوع ومافيه من الآراء المتعددة للفقهاء في مسائله الخلافية.
    هذا مع التنبيه على أن ما كان من أمور الناس ثابتاً لايتغير فإن الشريعة قد جاءت مفصلة له موضحة؛ لذا قل الخلاف فيه، وذلك كالعقائد والعبادات والمواريث وأحكام النكاح والوفاة، وماكان منه متغيراً فإن الشريعة قد جاءت فيه بنصوص وقواعد عامة يستخرج منها أحكام لجميع الحوادث والوقائع، وجعلت للمجتهدين تطبيق الوقائع على النصوص واستنباط الأحكام منها. على أن أركان الدين وقواعد الملة لم يجرِ فيها اختلاف بين علماء الأمة المعتبرين وإنما الخلاف في الفرعيات(1)، وأسباب هذا الخلاف مبسوطة في كثير من الكتب، فمن أراد الاستزادة منها فليراجعها.
    وقد حاولت في هذا الموضوع أن أحصر أهم الأقوال وأقواها فيه، مع بيان أدلة كل قول ورجحت ما رأيته راجحاً منها مع بيان أسباب الترجيح غالباً، فإن وفقت في ذلك فهو من الله تعالى، وإن كانت الأخرى فهي من قلة العلم والقصور في الفهم، وأسأل الله عزوجل العفو والمغفرة.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    :: والله يقويك على كل خير، ونتظر المزيد ::

  4. #14
    عضو مجلس الشرف
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الفجيره
    المشاركات
    616

    افتراضي

    مشكوووووووورين على المرور الجميل

    الله يعطيج العافيه أختي إشراقة النور
    تسلم يمناج
    ولي عنده مواضيع تخص المرأه يحطيها في المووضووع
    لإستفادة أخواننا الأعضاء و الزوار
    شكراً

  5. #15
    عضو متألق الصورة الرمزية الفراشه اللامعه
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    دار زايد
    المشاركات
    732

    افتراضي

    [frame="4 80"]
    شكرا على الموضوع
    جزاك الله خيرا
    [/frame]

  6. #16
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    29

    افتراضي

    تسلم على المرور الحلو

  7. #17
    عضو مجلس الشرف
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الفجيره
    المشاركات
    616

    افتراضي

    تسلمو على المرور الطيب
    يزاكم الله ألف خير

  8. #18
    عضو جديد الصورة الرمزية إشراقة النور
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الامارات... عجمان
    المشاركات
    85

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أنت جميلة؟!!
    خمس وصفات لزيادة الجمال الحقيقي



    مصعب بن عبدالعزيز المرشدي


    الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد:
    أنت جميلة!! نعم جميلة..
    ستسألين.. و كيف عرفت ذلك؟
    لتعرفي الجواب افتحي قلبك لكلماتي.. وأكملي القراءة .. أسأل الله أن يفتح لك أبواب جنته.. وأن يزيدك جمالاً إلى جمالك..

    لكن يا أيتها الجميلة: من أي الجميلات أنت؟!!
    أأنت جميلة ٌ أطاعت خالقها في جمالها؟!. وحفظته من كل معصية..وصبرت بجمالها عن الفتن و المغريات..وشكرت ربها على هذه النعمة..فكفل الله لها عيشاً في سرور..وأبدلها الله بجناتٍ وقصور.. فكان ثمن جمالها.. سعادةً أبدية ..وعيشةً هنية..وثواب الآخرة أعظم..سلعةً غالية يزينها ربنا في كل يوم..فيها مالا عين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر..فهنيئاً لها.. وبيض الله وجهها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..{وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}(آل عمران107).
    أم أنت جميلة تبارز خالقها بالمعاصي؟!! وتعلن فجورها لكل دانٍ وقاصي.. يجدها ربها حيث ينهى .. ويفقدها حيث يرضى.. فجزاء ذلك الجمال عيشةً شاقة في الدنيا.. وفي الآخرة نارٌ وأغلال.. وسوء مآل .. كلما نضج ذلك الجلد الجميل.. أبدلها الجبار بجلودٍ غيرها لتذوق عذاب ربها..{ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً}(النساء56).

    فأعيدي الكرة ياجميلة واسألي نفسك.. ورددي بصوت عالٍ..
    من أي الجميلات أنا؟!
    وبعد أن سمعت الجواب من نفسك.. اسمحي لي أن أهديك وصفات لزيادة الجمال.. جمعتها لك من كلام العلماء.. وتذكري أنه لايفيد العلاج إلا بتطبيقه.. فعلى بركة الله .. لك غنمها وعلي غرمها..

    1/ الوصفة الأولى:
    أخيتي : الحجاب يزيد المؤمنة جمالاً.. ويحمي البشرة من نارٍ تلظى..ويقيك بإذن الله من النظرات المسمومة .. ويعطي مفعولاً أكيداً لمن تريد الراحة النفسية.. يقول فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان – حفظه الله-:-
    ( الحجاب معناه أن تستر المرأة بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، كما قال تعالى :{ ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن}(النور31) ومن أدلة السنة النبوية على جوب تغطية المرأة وجهها عن غير محارمها، حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله – صلى الله وعليه وسلم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه}( رواه أحمد وأبوداود وابن ماجة)، واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء مع كون قولهم مرجوحاً قيدوه بالأمن من الفتنة ، والفتنة غير مأمونة خصوصاً في هذا الزمان الذي قل فيه الوازع الديني في الرجال والنساء وقل الحياء وكثر فيه دعاة الفتنة ، وتفننت النساء بوضع أنواع الزينةعلى وجوههن مما يدعو إلى الفتنة ، فاحذري من ذلك أيتهل الأخت المسلمة والزمي الحجاب الواقي من الفتنة بإذن الله ، ولا أحد من علماء المسلمين المعتبرين قديماً ولا حديثاً يبيح لهؤلاء المفتونات ماوقعن فيه ، فيا أيتها المسلمة إن الحجاب يصونك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر ، ويقطع عنك الأطماع المسعورة فالزميه وتمسكي به
    ولاتلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه ،فإنها تريد لك الشر كما قال الله تعالى :{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}(النساء27).
    ولتكتمل الوصفة أخيتي .. إليك كلام فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين – رحمه الله –في شروط الحجاب الشرعي:-
    • أن يكون الحجاب ساتراً لكل ما أوجب الله ستره من البدن والوجه والكفين.
    • أن لايكون زينةً في نفسه( كمن تغطي رأسها بخمارٍ فاتن مزخرف مزركش وتعقده بطريقةٍ تلفت فيه الأنظار).
    • أن يكون فضفاضاً غير ضيق لكي لايصف الجسد.
    • أن لايكون خفيفاً ( أي أن يكون سميكاً لايشف).
    • أن لايكون مبخراً أو مطيباً.
    • أن لايشبه لباس الكافرات .
    • أن لايشبه لباس الرجال.
    • أن لايكون لباس شهرة.

    2/ الوصفة الثانية:
    وهي مخصصةٌ لتجميل العيون الساحرة.. ومن خالفت هذه الوصفة فقد وقعت في تغيير خلق الله تعالى.. وعرضت نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله عز وجل..
    قال العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – :-
    ( حكم هذا – أي النمص – أنه من كبائر الذنوب لأن ذلك نمص ، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم –أنه لعن النامصة والمتنمصة ، ويدل هذا الفعل على قلة الدين....... وعلى ضعف العقل أيضاً وإلا فما الفائدة أن تقلع الشعر (شعر الحاجبين ) ثم تضع بدله خطاً أسوداً تلوث به جلدة وجهها).

    3/ الوصفة الثالثة :-
    أخيتي ياجميلة .. روى البخاري عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل ).
    يقول الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في تعليقه على هذا الحديث:
    ( ويحرم على المرأة المسلمة تفليج أسنانها للحسن بأن تبردها بالمبرد حتى تحدث بينها فرجاً يسيرة رغبة في التحسين ، أما إذا كانت الأسنان فيها تشويه وتحتاج إلى عملية تعديل لإزالة هذا التشويه أو فيها تسوس واحتاجت إلى إصلاحها من أجل إزالة ذلك فلا بأس لأن هذا من باب العلاج وإزالة التشويه ويكون ذلك على يد طبيبةٍ مختصة ).
    ويضيف – حفظه الله – في شرح الحديث السابق: ( ويحرم على المرأة عمل الوشم في جسمها لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن الواشمة والمستوشمة، والواشمة هي التي تغرز اليد أو الوجه بالإبر ثم تحشو ذلك المكان بالكحل أو المداد ، والمستوشمة هي التي يفعل بها ذلك ، وهذا عمل محرم وكبيرة من كبائر الذنوب لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن من فعله ، واللعن لايكون إلا على كبيرةٍ من الكبائر).

    4/ الوصفة الرابعة :
    أخيتي.. لباسك عنوان جمالك.. وهو طريقك إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض .. أو إلى نارٍ قعرها بعيد.. وحرها شديد .. فاحذري ياأخيتي وتأملي قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه - : صنفان من أهل النار لم أرهما نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها عباد الله).مسلم
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –في مجموع الفتاوى (22/146) في شرح قوله – صلى الله عليه وسلم-(كاسيات عاريات)< بأن تكتسي مالا يسترها ، فهي كاسية وفي الحقيقة عارية ، مثل من تكتسي الثوب الرقيق ( الشفاف) الذي يصف بشرتها أو الثوب الذي يبدي تقاطيع خلقها .... وإنما كسوة المرأة مايسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفاً واسعاً>. انتهى كلامه رحمه الله.

    فلا بارك الله أخيتي بقطعة قماش كانت سبباً في دخول النار .. وهل يعقل أن تبيع عاقلةٌ الجنة بقطعة قماش؟!!.

    5/ الوصفة الخامسة:-
    مامعنى الجمال؟!!
    من هي الجميلة؟!!
    وهل أنا جميلة؟!!
    أسئلةٌ أرقت الجميلات.. وحيرت أذهان الفتيات .. اختلفت فيها الموازين .. وتبعثرت لحلها المعطيات.. لكن الجميلة المؤمنة إن حكمت عقلها ستهتدي إلى الجواب ..وستعرف
    أإن الجميلة هي كل فتاة توازن بين جمال شكلها وجمال أخلاقها ودينها وروحها..
    نعم أخيتي هذه هي الجميلة .. فالجمال الشكلي لوحده قد يكون تعاسة .. فكم من فتاة جميلة لايحبها الناس.. بل لايرغبون بمعرفتها.. لأنهم يرون أنها مغرورة بهذا الجمال.. وكم سمعنا أن سبب طلاق فلانة وخراب بيتها هو جمالها .. نعم جمالها .. وهذا حال النعم إن لم نشكر الله عليها .. وعصينا الله بها انقلبت إلى نقمٍ وعقوباتٍ من الله سبحانه وتعالى.
    و خلاصة القول نقول للفتاة الجميلة المؤمنة العفيفة : اعتن بجمال شكلك .. فإن الله جميل يحب الجمال..ولكن لاتهملي جمال الروح والدين والأخلاق.. لتزدادي جمالاً ورونقاً.. وتكوني فتاةً متكاملة الأوصاف.
    ولتعلمي - يا رعاك الله – أن الجمال شيءٌ نسبي لايمكن أن توضع له مقاييس.. أو تحد له حدود..وإنه لمن الجهل أن نحكم على أي فتاة بالقبح المطلق..فقد تجد هذه القبيحة بنظرك من يعجب بها..ويرى فيها مميزات ليست موجودةً في غيرها .. ولاتنسي أن جمال الشكل إلى زوال ويبقى جمال الدين والخلق.

    وفي الختام:
    أخيتي .. بقي أن تعلمي أن الجمال فيما أحل الله.. ولاتيأسي إن كنت قد قصرت في حق الله .. اعزمي على التوبة من الآن { وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}.
    وتذكري وقوفك في أهوال يوم القيامة بين يدي الملك الجبار .. { يوم تجد كل نفس ماعملت من خيرٍ محضراً وماعملت من سوءٍ تود لوأن بينها وبينه أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه والله رؤوفٌ بالعباد}.
    وتذكري يوم يقول العاصي والمذنب {ياحسرتى على مافرطت في جنب الله}.
    وتذكري كيف سيكون حالك عندما يأتيك هادم اللذات..وأنت مصرةٌ على معصية الله.. فيقبض روحك.. فتقولين حينها{ رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.. أخيتي إنك الآن في دار العمل .. وغداً حسابٌ ولاعمل.. فهل أنت مستعدة ليوم الحساب؟!!
    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبل توباتنا.. ويغسل حوباتنا .. ويرزقنا العلم النافع والعمل الخالص..إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


  9. #19
    عضو مجلس الشرف
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الفجيره
    المشاركات
    616

    افتراضي

    بارك الله فيج أختي
    إشراقة النور
    يزاج الله ألف خير
    شكراً على التفاعل المفيد
    في ميزان حسناتج

  10. #20
    مشرف سابق الصورة الرمزية فـارس بلا جـواد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    uae
    المشاركات
    348

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشكور اخي بوووخالد عضو مميز ومواضيع مميزة..
    والله يجعله بموازين حسناتك.
    الفتواة رائعة وجميلة وموضحة راجعت بعضها والعض مازلت اراجعه
    جزيت خير الجزاء واسال الله باسمه الاعظم ان يغفر لك ولوالديك ويكتب لك الاجر بعدد من سجد له ويحط عنك الخطايا بعدد من شهد بالوهيته
    ويوفقك الى مايحب ويرضى ويجعلك من احبائه واوليائه ومن حفظة كتابه وينير قلبك بنور الايمان..
    واساله بوجهه الكريم الفردوس الاعلى لك ولوالدييك ومن تحب وجميع المسلمين..آمين

    تقبل شكري وتقديري ومروري المتواضع
    .
    .
    .
    دمت بود

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •