-
هذه قصة ابن عاق لابيه بعد أن رباه و تعب عليه رماه في دار المسنين اترككم مع القصة (هذه القصة من تأليفي ترى ) صراااااحة كنت يومها واااايد متضايقة و كتبت هالقصة يومها .......
أتمنى أن تعجبكم........
.
.
.
أتترككم مع القصة
.
.
.
كما الأشياء التي حين نلتقي بها وجها لوجه نتحسسمشاعرنا,نتحسس الكلام الذي نقوله أو سنقوله أو بامكاننا قوله,أجل.. كماالدهشة التي نلتقيها في شارع الحزن اليومي,نتأبطها و نتساءل: يا الله. متى نستعيدإنسانيتنا تماما؟
هذه قصة سمعتها من أحدهم , ارويها بعد ان احرقت قلبي قبل سمعي , فلتسمعوها بقلوبكم قبل اسماعكم لعلها تكون عبرة وعظة لكل ابن عاق بولده.>>
في إحدى المدنالمتطورة الراقية, في طرف من أطرافها حارة,منظرها أشبه بالمغارة,سرت بين أزقتها لا أعلم ماذا ينتظرني هناك, دهاليز ضيقة وممراتمخيفة,أسوار البيوت لا تكاد تعلو مناكبنا,فبدأت أسير وأنامطأطئ الرأس,أطفال صغار يلعبون ويركضون, نساء يفترشن أمام الابواب فلعل نسيمالصيف يهيج فيبرد حر بيوتهن,وأنا أسير رأيت ذلك البيت الصغير أركانهمنطبقة على نفسه, باب موصد بقوة,خفت لما رأيت تلاطخ الألوان عليه.>>
راودتني نفسي بأن أهز الباب أو لعلي أطرقه فيجيبني أحدهم, لكني ترددتفهاهي العناكب قد نسجت خيوطها على البوابة الصغيرة,وأعشاش الحمام بين زواياه,عند ذلك,قلت لعله بيت مهجور تركه أهله للجن فلعل الجنيقطنون فيه,خارت قواي لما سمعت قرقعة من داخل المنزل,فما هي إلالحظات فإذا أحد جدرانه المتهالكة يخر صريعاً يتبعها مباشرة صرخة من داخل المنزلالذي هو أشبه بالكوخ الصغير,جمعت قواي المتهالكة فحب الاستطلاع غمرني, حاولتدخول الكوخ الصغير ولم أكن أعلم أن خلف هذا السور قصة أشبه بالخيال!
تقدمت إلى داخل المنزل,وما إن وضعت قدمي داخل البيت إلا وأنا فيمؤخرته,كوخ أشبه بغرفة صغيرة,لم أكن اعلم أن جدار المنزل الساقط كانجدار الغرفة الخاصة بصاحب المنزل,
توسط الكوخ الصغير,نور الحي الخافتيتسلل ظلام الغرفة,الرياح تتصارع مع تشققات المنزل,قطرات الماء تتساقط علىأذني بحدة.
اجتاح المكان سكون يتخلله آهات وزفرات,أدرتظهري هممت بالخروج فلم أنشد ضالتي,وما إن خطوت الخطوة نحو مدخلي إلا بصوتيناديني قائلاً: تعال, تعال يا بني!
انتابتني رعشة حسست بأن الكلماتتسحب قلبي سحباً,عدت إلى توسط الغرفة فلمحت المتحدث في طرف الغرفة, بادرني المتحدث قائلاً:من محمد؟! فتلمست رقة في المتحدث فإذا هو عجوزمسن أضناه تعب السن وهموم التعب, تلعثم لساني فقلت: لا لست محمداً,فإذا بزفرة من أعماقها أحسست بأني أطفأت نوراً كاد أن يشرق,وأخمدتناراً كادت أن تتوهج, فراودتني نفسي أن أقول له أنا محمد,فانطلقلساني بعدها بأسئلة متتالية:
من محمد؟ ومن أنت ؟ ولماذا أنت وحيد؟ منيكسوك ومن يطعمك؟؟
أدار العجوز وجهه نحوي فأحسست بأني قد نقبت عن هم فينفسه فأزاحه قائلاً:
يا بني, قبل ستين سنة, حزت على الملايينتلو الملايين من ميراث أبي, وقررت أن أكمل نصف ديني , فتزوجت , وكانت حياتي الزوجية مغلفة بأحلى اللحظات والمواقف , والأجمل من هذا كله , عندما رزقني الله بطفل سميته محمد ,وما إن بلغ ابني الوحيد السادسة من عمره إلا وتصاب أم محمد بمرض أرداهاميتة , فتعبت بعدها في تربيتي لابني,أعطيته ما يتمناه , أسكنته فيأرقى المنازل , ألبسته أحلى الحلل و الملابس ,أسرفت عليه أيما إسراف,دللته دلالاً لميتدلل أحد من العالمين مثله قط,وما إن بلغ العشرين من عمره إلا وأناأطرق الأبواب بحثاً عن امرأة تعفه,فما إن تزوج حتى أسكنته في منزلي,أكرمته, وأنفقت عليه إنفاق من لا يخشى الفقر,وفوق هذا كله أحببت زوجته وأولاده, و أعطيتهم من دلالي لأبيهمالشيء الكثير,فأحبوني وأصبحوا لا يملوا معاشرتي.>>
و بعد أن دارت الأيام، تعبت وسقطت ضريح الفراش,كنت أدفع الدواء من مالي وكانوا يعطونني منوقتهم أكثر مما يكفيني,ومرت السنوات تلو السنوات حتى نفذ مالي لغلاء فيثمن الدواء,فطلبت من ابني محمد أن يشتري لي دواءً من ماله الخاص, فبدأتانفعالات التذمر ترتسم على وجهه, وبعد أسبوعين أو ثلاثة أتاني ابنهالأكبر عمر,فكان يقول لي : سنسافر, سنسافر , هل ستأتي معنا يا جدي؟
قلت: إن شاء الله , كنت أشعر بقساوة في تعامل ابني معي.
وذات ليلةأتاني ابني وقال يا أبتي هلم معي إلى المشفى فلعل الطبيب يأذن لك بالسفر معنا ,وكنتأبقيت حزمة من أموالي هي الأخيرة لأعطيها الطبيب المعالج ليصرفها على أبنائه لأن هذا الطبيب قد كثرإحساناً لي لعلها ترد جزءا من معروفه علي , لم أكن أعلم أن خروجي من المنزل كان خروجاًنهائياً,أصبح يسير في طرق ضيقة ومسارات متعرجة لم أعهدها منذ زمن,وبعد ذلكتوقفنا عند مبنىً غريب,فأتى وفتح الباب وأنزلني بأسلوب الشافق البارالمنكسر لحال أبيه, فأجلسني على كرسي عند البوابة وقال رويداً سؤوقف السيارة وآتيك فيالحال,كان الجو يميل إلى الظلمة,ومرت الدقائق تلو الدقائق ولم يحضرابني!فبدأت تسامرني أوجاس ومخاوف عسى أن لا يصاب بمكروه,فرفعتيدي إلى باريها قائلاً:
يا رب يا رب أعد لي ابني ذهب وتركني يا رب أعد لي ابني ذهبوتركني...>>
وبعدها سمعت قرقعة نعال فقلت من محمد؟ فبادرني بالجواب: منمحمد؟قلت: محمد ابني,فقال لي: تعال يا أبتي لأدخل أنا وإياك إلى الداخل حتىتستريح,فرفضت حتى يأتي ابني محمد, فقد كنت خائفاً أن يحضر ولا يجدني فيمكاني,حاول إقناعي مراراً وتكراراً بالدخول, فكنت أجيبه بالرفض التام,وبعدمحاولات يأس مني ,أخبرني بالحقيقة فقال بلسان صادق خافت: يا أبتي هذا المكان لرعايةالمسنين, فشهقت شهقة لم أشعر بنفسي إلا وأنا في غرفة ملقاة على سرير أبيض,بدأت أصيح أين أنت يا ابني,ابني محمد أين أنت يا ابني أين أنت؟فأتى الرجل الذي قابلته عند الباب,فرفضت أن أبقى في هذا المكان,فبادربإقناعي عن عدولي عن كلامي ,فكان يقول ليس لك مأوى آخر, فأعطيته المبلغ الذيبحوزتي وطلبته في خدمة فقال: على الرحب والسعة,قلت له: يا بني أرجوكابحث لي عن منزل صغير أقطن فيه إلى أن يختارني الله فأنا أخشى أن يعلم أحد أني هنافيعاير ابني محمد بذلك, وبعدها بدأت أتوسل إليه حتى وافق على عرضي,وبعدهابأيام أتى الرجل الطيب وقال وجدت لك بيتاً بأكل يومي وبقي لك من مالك هذهالريالات,فتهللت وتبشرت وحملت متاعي القليل وتوجهت إلى هذا المنزلالذي تراني فيه.
والله ثم والله ثم والله لم يزرني أحد إلا ربي فهوأنيسي في وحشتي ورجائي في كربتي سبحانه ما أعظمه , ولكني كلما أتذكر ما فعله ابني الوحيد بي أصرخ قائلاً : تباً له من ابن عاق , أهذا جزاء الإحسان إلى الإحسان؟! أهذا جزاء الإحسان إلى الإحسان؟!>>
التعديل الأخير تم بواسطة student2010 ; 26-06-2009 الساعة 12:56 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى