-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
دور العلاقات الاجتماعية وتنمية المهارات للمرأة الكفيفة
كتبت - براء عزمي
نظم مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين مساء امس الاول ورشة تدريبية للفتيات بعنوان «دور العلاقات الاجتماعية وتنمية المهارات لدى المرأة الكفيفة وضعيفة البصر..
بحضور الدكتورة عواطف العنزي عضو اللجنة الاجتماعية الثقافية وأمينة صندوق الجمعية ومقرر عام للجنة المرأة بالاتحاد العربي للمكفوفين والسيد مطر المنصوري امين السر العام وبحضور عدة جهات خارجية منها مركز الفنون الموسيقية ووزارة التعليم وجامعة قطر ووزارة التربية ومركز قطر للصم وملتقى الجسرة للفتيات ومركز الاستشارات العائلية.
وتحدثت الدكتورة العنزي خلال الورشة التدريبية عن سيكولوجية المعاق بصريا وقالت انها عملية التفاعل الاجتماعي التي تتم بين الطفل والآخرين من الاقران والراشدين ويكون هدفها الاساسي هو تحقيق تفاعل اجتماعي بناء وكما هو معروف أن المهارات الاجتماعية يكتسب من خلالها الفرد الملاحظة المباشرة والتغذية الراجعة التي تتضمن اساسا الدلالات البصرية.
وأضافت العنزي بأن الاطفال المعاقين بصريا يواجهون بعض الصعوبات في عملية التفاعل الاجتماعي ويعود السبب في ذلك الى غياب او نقص المعلومات البصرية التي تلعب دورا رئيسيا في تكوين السلوك الاجتماعي لدى الاطفال فعملية التفاعل بين الطفل في مهده وبين امه تتأثر بغياب البصر لان الطفل المعاق بصريا قد لا يستجيب لامه بنفس الحيوية والنشاط اللذين يستجيب بهما الطفل المبصر مما ينعكس سلبيا على الطريقة التي تستجيب بها الام.
وأوضحت العنزي بأن عملية التقليد والمحاكاة التي تلعب دورا مهما في عملية النمو الاجتماعي تتأثر هي الاخرى بغياب البصر فالطفل المبصر ينظر الى من حوله فيرى كيف يلعبون وكيف يمشون وكيف يأكلون اما الطفل المعاق بصريا فإنه لا يستفيد من عمليه التعلم العرضي تلك مما يؤثر على سلوكه الاجتماعي كطفل وربما في قدرته على التكيف الشخصي كشاب ثم انه لا نظر الى انه يوجد بعض القصور في المهارات التوصلية لدى الاطفال المعاقين بصريا خصوصا في مهارات التواصل غير اللفظي فإن ذلك لا بد ان يترك بعض الاثار السلبية على مهاراتهم الاجتماعية فالطفل المبصر يستجيب لتعبيرات الوجه عند امه كما يستجيب لحركاتها.
وأضافت العنزي بأن السمع ينبه الى الاعمال التي تقوم بها الام ووجودها الى جانبه والمبصر يمكنه رؤية امه والاستجابة لها بطريقة سريعة اما بطريقة المعاق بصريا فنظرا لعدم رؤيته للام وعدم رؤيته للتعبيرات الوجهية عند الآخرين.
وأضافت العنزي بأن الاعاقة البصرية تسببت في الكثير من المشاكل الاقتصادية للمعاق بصريا فانقطاع الدخل او انخفاضه خاصة اذا كان المعاق بصريا هو العائل الوحيد للاسرة قد يفقده هذا مكانته في الاسرة لانه لم يعد الآن يكسب العيش او رب البيت لقد اصبح شخصا آخر فتصورات المجتمع ومشاعره تنفذ الى داخل البيت.
وأوضحت الدكتورة العنزي النفقات الاضافية التي تترتب على الاعاقة البصرية وصنفتها الى صنفين:
أولا: نفقات تتصل بالمرض مثل تكاليف العلاج والاقامة في المستشفى والعقاقير والادوية والعمليات الجراحية وتكاليف التمريض.
ثانيا: نفقات ملازمة للاعاقة البصرية فهي بصفة اساسية تلزم فقدان القدرة على التحرك وفقدان القدرة على الاتصال عن طريق الكلمة المكتوبة وفقدان فنيات الحياة اليومية.
وأضافت العنزي بأن الشخص الذي فقد قدرته على الحركة والتنقل بسبب اعاقته البصرية يجد نفسه ملزما بنفقات جديدة عندما يرغب في الانتقال من مكان إلى آخر وحيث كان من الممكن في الماضي اذا كانت اعاقته متأخرة.
وقد عرفت الدكتورة عواطف العنزي اللزمات السلوكية على انها حركه متكررة او روتينية لا تهدف الى تحقيق اي غرض واضح وملحوظ.
وتطرقت العنزي الى الاسباب الكامنة وراء ظهور سلوكيات بين الاطفال المعاقين بصريا وهي الحرمان البيئي والاستثارة الذاتية والتعويض عن الانشطة البدنية والخلل في التفاعل بين الطفل ووالديه والنقص في التغذية البصرية الراجعة والتعلم من خلال التكرار وأن اغلب الاطفال المعاقين بصريا يمرون بمثل هذه المرحلة من اللزمات في خلال نموهم العادي وأن هذه اللزمات هي نتيجه ضعف او بطء الاستثارة سواء منها اللمسية او السمعية من احد الوالدين لذا فإن الطفل يترك نفسه للمثيرات الداخلية مما يلجأ معه الى تلك اللزمات وأيضا في المراحل الاولى من العمر.
وأوضحت العنزي بأن هذه اللزمات لا تثير الاهتمام في حد ذاتها الا انها تؤدي الى تعطيل او اضطراب بعض العمليات الهامة في حياة المعاق بصريا مثل القراءة او الحركة.
وقسمت الدكتورة عواطف العنزي أنماط السلوك التي يتخذها المكفوف والتي تتبع اتجاهات والديه نحو عجزه الى ما يلي:
السلوك التعويضي العادي او الزائد عن الحد والسلوك الانكاري والسلوك الدفاعي وأيضا السلوك الانسحابي او الميل نحو الانطواء والاستجابات السلوكية.
وأوضحت العنزي ان الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة بما فيهم المعاقون بصريا تتصف بكونها سلبية وغير واقعية وتنصب الاهتمامات على ما يعجز الانسان عن عمله لا على ما يستطيع عمله فإن التعايش مع الاتجاهات السلبية كثيرا ما يشكل تحديا اكبر من التعايش مع الاعاقة ذاتها فإن ردود فعل كل من الوالدين والمؤسسات الخاصة والرفاق وغيرهم غالبا ما تنطوي على افتراضات نمطية تصور الانسان المعاق بصريا على انه انسان يعتمد على غيره.
وأضافت العنزي بأن مشاكل الاسرة ايضا تؤثر على المعاق بصريا وشخصية الانسان تتشكل تبعا للخبرات التي يمر بها في مرحلة الطفولة وما يستجد بعد ذلك في شخصيته يكون مرتبطا الى حد كبير بطفولته التي تعتبر اساسا لهذه الشخصية فاتجاهات الاسرة نحو اطفالهم المعاقين بصريا تلعب الدور الكبير في تقبله للعمى او رفضه له ومن ثم تكيفه النفسي والاجتماعي فهناك تصرفات مختلفة من الآباء نحو الطفل الطفل المعاق بصريا منها القبول والرفض والتدليل والحماية المبالغة وإنكار وجود الاعاقة او العمى بصفة عامة والاعراض ايضا سواء كان ظاهرا او مقنعا فالنبذ قد يشعر به الاب كرد فعل لما قد يرى فيه انتقاما إليها لذنوب ارتكبها لذلك فهو لا يريد ولا يتقبل من يذكره بخطيئته وسوء حظه.
وقالت العنزي إن الطفل المعاق بصريا يحتاج الى رعاية اكثر ويحتاج الى اشباع دوافع هامة وعاجلة ولكن الاب قد يقابل ذلك الحرمان وعدم التقبل، ان الطفل المعاق بصريا يحتاج الى اثارة وتنبيه اكثر من الطفل المبصر.
وتطرقت الدكتورة عواطف العنزي الى الحاجات النفسية للمكفوفين وهي الحاجة الى الامن والطمأنينة والحوار الدائم مع الابناء وفتح المجال امام الابناء للاختيار وتشجيع الابناء على الاختلاط بأقرانهم ومحبة الوالدين واللقاءات العائلية والقواعد والضوابط داخل الاسرة والحاجة الى القبول والحاجة الى المدح فإن الابن بحاجة الى المدح فالمدح رفع للمعنويات وتثبيت للإيجابيات وترسيخ للقيم المقبولة والمحبوبة ولذلك كان مدح الابن وسيلة تربوية تشبع حاجة كامنة بداخل الانسان عموما والطفل لا سيما وهو منهج تربوي وهذه الصفات يتصف بها الابناء.
http://www.al-watan.com/data/2009042...l=statenews1_3
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى