-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
استعراض تجارب مميزة لمكفوفين أثبتوا نجاحهم
كتب - ناصر محمود
أكد الدكتور خالد علي النعيمي رئيس الاتحاد العربي للمكفوفين انه على الرغم من وجود التشريعات والمؤسسات التي تهتم بذوي الاعاقة، وعلى الرغم من كل ما يثار من موضوعات وندوات ومؤتمرات، مازلنا لا نتقبل المعاق بالصورة الصحيحة، وليست لدينا القناعة الداخلية بأهمية وجود المعاق، وما يستطيع ان يقدمه من عطاء وافر للمجتمع، وأنه ليست لدينا القدرة على تقبل الانسان المعاق بصورة طبيعية.
وأضاف ان الأمر لا يقتصر على إصدار التشريعات، او خلق المؤسسات فقط، بل يجب ان نسعى الى ادماج المعاق بما يتناسب مع الظروف الاجتماعية المناسبة التي تحقق اهدافه وطموحاته حتى يستطيع التفاعل بصورة ايجابية داخل المجتمع، مشيرا الى انه جاء اليوم الذي نطالب فيه بأهمية دمج المجتمع داخل المعاق وليس العكس.
وتساءل قائلا: لماذا ننظر الى المعاق بهذا المنطلق ولا نرى ان النقص قد يكون نابعا من داخل المجتمع، أوليس المعاق كائنا بشريا يجب ان يحصل على حقوقه ويكتسبها بالطريقة المشروعة، مثلما يحصل الافراد غير المعاقين على جميع حقوقهم؟
وأضاف: الى متى سنظل ننادي بضرورة اندماج المعاق داخل المجتمع، في ظل وجود العديد من الدول التي سبقتنا في هذا المجال بمراحل عديدة.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان «تسليط الأضواء على الاسر التي يكون احد الوالدين ذا اعاقة» التي أدارها د. النعيمي بمركز اصدقاء البيئة، ضمن فعاليات الاحتفال بيوم المعاق الخليجي الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية، بالتعاون مع جمعية المعاق الخليجي تحت شعار «دور الأسرة وأولياء الأمور في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي الإعاقة» والمقرر ان يستمر حتى الغد.
وسلط د. النعيمي في بداية كلمته الضوء على حياته كأحد المكفوفين الذين استطاعوا ان يواجهوا صعوبات ومعوقات الحياة بشجاعة وقوة، حتى استطاع ان يكون نموذجا فعالا يحتذى به سواء من الافراد المكفوفين او غير ذلك، مشيرا الى انه من البديهي القول إن الحياة وظروفها تتغير باستمرار ولا تبقى راكدة لا يمسها التجديد. وهذا التغيير الذي نتحدث عنه لا يقتصر على الإنسان وحده وإنما يمتد إلى كل شيء حوله فالتغير سمة أساسية من سمات الكون كله.
وفي عرض لتجربته قال: ان بدايته كانت بسيطة جدا، فبدأ كطالب عادي يدرس، أكرمه ربه بأن ابتلاه بفقد بصره، لكنه استطاع ان يكمل دراسته بعد الثانوية العامة، ثم قابل اصعب مرحلة مرت به، وهي الالتحاق بالعمل، فاستطاع بعد معاناة ان يعمل بوظيفة عامل بدالة مرورا بكيوتل ثم وزارة الاتصالات السلكية واللاسلكية، ثم تزوج واشارت عليه زوجته بمحاولة اكمال دراسته ثم حصل على البكالوريوس في علم الاجتماع بجمهورية مصر العربية وتم تعيينه في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في 1993 وبعد مرور عام ونصف العام بوظيفة باحث اجتماعي طلب دراسة الماجستير وكان في علم الاجتماع التنموي، وعمل عامين وكانت وزارة العمل قد تم إلغاؤها في 1995 وانتقل الى وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ثم الى ديوان الخدمة المدنية والاسكان وحينها تقدم بطلب لدراسة الدكتوراه ووفقه الله في الحصول عليها في علم الاجتماع.
وواصل قائلا: لقد مررت بجميع اقسام الادارة، وقد اثبت جدارتي في كل مكان حصلت به على الفرصة، ثم انتخب في عام 2007 كرئيس للاتحاد العربي للمكفوفين (منظمة غير حكومية مدنية مستقلة ضمن منظمات المجتمع المدني)، مؤكدا على انه استطاع بفضل الله ان يسير ويقود تلك السفينة، حتى يرفع اسم دولة قطر في جميع المحافل العربية والاقليمية والدولية.
واشار النعيمي انه على الرغم من مرور 25 عاما على زواجه الا انه مازال هناك بعض الافراد الذين يطرحون سؤالا واحدا على زوجته، كيف استطاعت ان تتزوج من رجل كفيف؟ وتساءل متعجبا هل اصبح الكفيف الآن عقوبة للمرأة التي تتزوج منه، مؤكدا على ان زوجته هي احد الدوافع الاساسية للارتقاء ومواجهة الاعاقة والانخراط بهذه الصورة المشرفة داخل المجتمع.
واضاف ان الكفيف يعاني من مشاكل جمة بعضها يعوق الوظيفة وبعضها يعوق الحياة الاجتماعية واخرى تعوق التعليم وثالثة تعوق تكوين الاسرة بالصورة الطبيعية التي يتمنها الكفييف. وفي نهاية حديثه أكد د. النعيمي على اهمية وجود مظلة مسؤولة مسؤلية تامة، قانونية وتشريعية تحاسب وتعاقب على التقصير لأن الدستور القطري يعطي الاحقية لكل فرد داخل المجتمع والكفيف احد فئات المجتمع التي يجب ان يهتم بها بصورة افضل، تعطيه الثقة والامان في الخروج الى المجتمع ويقوم بدور فعال.
وفي مداخلة اشار الدكتور سيف الحجري المشرف العام لمعهد النور للمكفوفين الى نقطة هامة يجب ان يتبعها الجميع وهي حسن الظن بجميع القطاعات العاملة والمسؤولين قبل توجيه اي لوم تجاههم، مؤكدا على اهمية ايمان الانسان بالقضية.
واضاف ان العديد من الافراد المعنيين ليست لديهم المهارات والقدرة على التخطيط والبناء، بسبب ظهور قضية الاهتمام بذوي الاعاقة داخل قطر منذ فترة قصيرة، مقارنة بالكثير من الدول التي استطاعت ان تبني كوادر ومؤسسات تهتم بتثقيف المجتمع بذوي الاعاقة واهميتهم.
واشار الحجري انه لا يوجد لدينا داخل قطر اقسام داخل الجامعة تستطيع ان تخرج العديد من الافراد المتخصصين او المعالجين، مشيرا إلى انه لا يوجد لدينا البنية البشرية التي تحقق طموحاتنا داخل هذا المجال.
واكد اهمية التوعية بالسعي الى جذب ابنائنا الى الدخول لهذا القطاع، ونحاول تكثيف جهود الامهات في تثقيف انفسهن تجاه هذا القطاع، ومحاولة سفر ابنائنا الى الدراسة بالخارج لمحاولة تثقيفهم واطلاعهم على الامور المتطورة داخل هذا المجال.
من جانبه أكد عيسى آل اسحاق مدير جمعية اولياء أمور ذوي الاعاقة «تحت التأسيس» على ان تجربة د. النعيمي تثبت ان زواج المعاق ليس مستحيلا، مشيرا الى ان هناك العديد من المعاقين ذهنيا استطاعوا تكوين اسرة بصورة طبيعية، قد تكون في بعض الاوقات افضل من الحياة الاسرية لبعض الافراد غير المعاقين.
واضاف ان قطر انخرطت في الاهتمام بهذا المجال منذ فترة قصيرة، واننا متأخرين كثيرا عن الدول الاوروبية، مؤكدا على اهمية تنازل الاشخاص غير المهتمين الذين يحتلون مواقع هامة تستطيع ان تخدم ذوي الاعاقة الى الاشخاص والذين يستطيعون توفير الخدمات والعطاء بصورة تتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
http://www.al-watan.com/data/2009042...?val=local11_2
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى