بحث تطوير الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات

كتب - ناصر محمود

اكد السيد عيسى محمد ال اسحاق مدير الجمعية القطرية لاولياء امور ذوي الاعاقة على اهمية الدور المهم الذي يقدمه اسبوع المعاق الخليجي، للارتقاء بدور اولياء الامور في الخدمات المقدمة للاطفال ذوي الاعاقة، مشددا على ضرورة واهمية تطوير وتثقيف اولياء الامور في مجال رعاية الاطفال ذوي الاعاقة، مشيرا الى ان هناك العديد من الجوانب والاثار الايجابية الناتجة عن وجود طفل معاق داخل الاسرة، والتي لم تتناولها العديد من الندوات والمحاضرات.

جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها أ. عيسى آل اسحاق بمركز اصدقاء البيئة، مساء امس الاول، ضمن فعاليات اليوم الثاني لاسبوع المعوق الخليجي الذي تنظمه وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجمعية الخليجية للاعاقة لدول مجلس التعاون بدول الخليج العربي، والمقرر استمرار فعالياته حتى يوم 30 من الشهر الجاري.

واشار آل سحاق في بداية محاضرته قائلا: اننا نسعى الى تطوير العلاقات في مجال رعاية الاشخاص ذوي الاعاقة، بتقديم مختلف انواع الخدمات من خلال جميع مؤسسات المجتمع التي تهتم بشؤون ذوي الاعاقة، مبينا ان هناك العديد من الاثار الايجابية التي تحصدها الاسرة لوجود طفل معاق بين افرادها، مؤكدا على ان وجود فرد معاق داخل الاسرة يعتبر تكليفا سماويا خص الله به تلك الاسرة التي ولد بها طفل يختلف عن اخوانه واقرانه في احتياجاته ومتطلباته المعيشية والاجتماعية والتعليمية، وغير ذلك من الامور التي يجهلها الكثير من البشر.

ومن جانبه اكد الدكتور يوسف الحجري نائب رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ان هناك خطة نتبعها هذا العام للوقوف على الدور المهم والفعال الذي يقوم به اولياء امور ذوي الاعاقة في تطوير علاقاتهم بالصورة المناسبة والفعالة التي تعطي هؤلاء الاطفال الثقة والأمان للخروج الى المجتمع والتواصل مع جميع فئاته.

واشار الى انه سيكون هناك تنسيق مع جمعية اولياء الامور لتبني يوم من الاسابيع القادمة، بحيث يتم دعوة جميع المسؤلين داخل الدولة من المؤسسات ذات الصلة بذوي الاعاقة، سواء من وزارة الصحة او وزارة الشوؤن الاجتماعية او مجلس الاسرة وحقوق الطفل او المجلس الاعلى للتعليم او المعاهد المتخصصة والمسؤولة عن ذوي الاعاقة، حتى يتم الاتصال المباشر بينهم وبين اولياء امور ذوي الاعاقة، للوقوف على اهم القضايا والشكاوى التي تشغل اهتمامهم ولسماع اقتراحاتهم .

وطالب د.الحجري بضرورة محاولة اولياء امور ذوي الاعاقة، تطوير ثقافاتهم وفكرهم تجاه الاطفال ذوي الاعاقة، حتى يستطيع الطفل التواصل بالصورة المطلوبة مع جميع افراد المجتمع.

واضاف ان هناك العديد من الاطفال المعاقين يعانون من التعامل السييء من قبل بعض المؤسسات وخاصة داخل المدارس، وارجع د. الحجري ذلك الى غياب الوعي التام وغياب الثقافة اللازمة تجاه المعاق بشكل عام، مشيرا الى اهمية وعي اسر جميع المدارس باهمية التعامل مع الطفل المعاق بالصورة التي يستحقها.

واشار الى انه على مدار العام سوف يتم تناول توعية جميع المؤسسات التي لها علاقة بشؤون ذوي الاعاقة حتى نستطيع ان نحقق الدمج المطلوب والحقيقي لهم داخل جميع مجالات المجتمع.

وعلى هامش المحاضرة عرضت السيدة جميلة الياقوت تجربتها مع ابنتها نورة المصابة بمرض التوحد، معربة عن سعادتها لتبني المحاضرة تلك الفكرة الايجابية.

، التي دفعتها الى الحضور وعرض تجربتها امام الجميع.

مشيرة الى ان الافكار التي تطرح داخل العديد من الندوات والمحاضرات كانت ترتكز بصورة اساسية على الجوانب السلبية فقط، دون النظر الى الوجه الاخر من وجود المعاق داخل الاسرة والاثار الايجابية التي تنتج من وجوده وتعم على الاسرة كاملا، وان الفرد المعاق يلعب دورا هاما داخل الاسرة التي تستطيع ان تستوعب طاقاته بالصورة الصحيحة.وتحدثت قائلة ان تجربتها خير دليل على ان هناك جوانب ايجابية يمنحها الشخص المعاق لجميع افراد اسرته، مشيرة الى اول جانب من الجوانب الايجابية التي حصلت عليها عندما اصبح الجميع ينادونها بأم نورة،

واشارت ام نورة الى انها تخرجت كلية التربية جامعة قطر، وعملت مدرسة باحدى المدارس، الآن وجود نورة داخل اسرتها هو مادفعها الى الخروج من هذا المجال والتطرق الى معرفة ودراسة مجال المعاق بشكل عام، حتى استطاعت ان تصل الى الثقافة اللازمة التي حررتها من نطاق وفكرة وجود طفل معاق عاجز داخل الاسرة.

وبينت انها تفرغت بصورة كبيرة الى مجال الاعاقة لتتعرف على احدث التقنيات والعلوم داخل هذا المجال، كما التحقت بالعديد من المعاهد، وتعلمت لغة الاشارة والتمريض ولغة العيون. وانها دخلت هذا المجال منذ 16 سنة حتى تستطيع ان تعرف ماهو مرض التوحد الذي اختطف ابنتها منها.

واشارت ام نورة الى انه تم دعوتها من قبل العديد من الدول وتكريمها محليا ودوليا، ويرجع الفضل في ذلك لابنتها نورة، التي استطاعت ان تعطي امها كل هذا التكريم، وتجعلها تتواصل بصورة كبيرة وفعالة مع المجتمع الخارجي.

http://www.al-watan.com/data/2009042...?val=local12_1