تواصل فعاليات "أسبوع المعوق الخليجي الرابع".. د. الحجري: خطة لتوعية الأسر والمجتمع بحقوق ذوي الإعاقة على مدار العام

إدارات بعض المدارس تجهل كيفية التعامل مع الطلاب ذوي الاعاقة

"التشريع والوعي" وسيلتان مهمتان لضمان حقوق المعاقين في المجتمع

آل سحاق: الشكر يفتح أبوابا تنطلق منها الأسرة لحياة تعمها القدرة على التكيف السريع

الياقوت: الإعاقة دافع لتقدم الشعوب وتطورها..


سمية تيشة

أوضح الدكتور سيف الحجري - المشرف العام لمعهد النور للمكفوفين - بأنه قد تم اعتماد خطة عمل لتوعية الأسر والمجتمع بحقوق أفراد ذوي الإعاقة، على مدار عام 2009 ، تهدف إلى دعم ومساندة أسر ذوي الإعاقة وتوعيتهم حول كيفية التعامل مع هذه الفئة باعتبارهم جزءا لايتجزأ من المجتمع، مشيراً إلى أنه قريباً سيتم عقد ندوة حول الإعاقة يتم من خلالها استضافة مسؤولي الجهات والمؤسسات المعنية بذوي الإعاقة لمناقشة اهم القضايا والمشاكل التي تواجه هذه الفئة في مختلف المجالات الحياتية ووضع حلول مناسبة لهم للارتقاء بمستوياتهم المختلفة..

وأكد د. الحجري بأن نشر الوعي والوصول إلى الجمهور ليسّ بالأمر السهل، فهما يحتاجان إلى جهد ووقت طويل، لافتاً إلى أن التشريع والوعي وسيلتان مهمتان في نشر ثقافة ذوي الإعاقة وحفظ حقوقهم أسوة بأقرانهم الأسوياء..

(جهل بقضية الإعاقة)

جاء ذلك خلال ندوة "الكشف عن الآثار والعواقب الإيجابية داخل الأسرة الناتجة عن وجود عضو ذو إعاقة" التي نظمتها وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن أسبوع المعوق الخليجي الرابع الذي انطلقت فعاليته خلال الفترة مابين (25 - 30) من الشهر الجاري، تحت شعار "دور الاسرة واولياء الامور في الارتقاء بالخدمات المقدمه لذوي الاعاقات"..

وقد شدد د. سيف الحجري خلال كلمة ألقاها بداية الندوة على دور الجمعيات والمؤسسات في توعية المجتمع بذوي الإعاقة، وأشار إلى أن بعض إدارات المدارس تجهل كيفية التعامل مع طلاب ذوي الإعاقة حيث يجد الطالب صعوبة في التكيف مع البيئة المحيطة به، موضحا أن المدرسة والأسرة تلعبان دورا هاما في الوعي بقضايا ذوي الإعاقة المختلفة..

وأكد المشرف العام على معهد النور للمكفوفين أن المعهد يسعى إلى نشر الوعي بالإعاقة البصرية وكيفية التعامل معها وذلك من خلال تنظيم مسابقة بحثية لطلاب المدارس بهدف مد جسور التواصل مع الطلاب وفتح الآفاق لغير المكفوفين وتعلم الطلاب الأسوياء مهارات المكفوفين ووسائلهم التي يعتمدون عليها، مطالباً الأسر بفتح باب الحوار فيما بينهم والتحدث عن مشاكلهم في هذا المجال بكل وضوح وشفافية لتحفيز بقية الاسر على المواصلة والاستمرار..

الشكر والصبر

هذا وشهدت الندوة التي تحدث بها كل من السيد عيسى آل سحاق ولي أمر ورئيس جمعية أولياء امور ذوي الاعاقة (تحت التأسيس) والسيدة جميلة الياقوت أم لطفلة توحدية - حضور عدد كبير من المختصين والمهتمين في مجال ذوي الإعاقة..

حيث قال السيد عيسى آل سحاق ولي أمر ورئيس جمعية أولياء امور ذوي الاعاقة (تحت التأسيس)، "تكليف سماوي خص الله به تلك الأسرة التي ولد فيها طفل يختلف عن إخوانه وأقرانه في احتياجاته ومتطلباته المعيشية والاجتماعية والتعليمية وغير ذلك، فهذا التكليف يقود الأسرة إلى الرضى والسخط، ففي حالة الرضى نجد الأسرة قوية تشكر الله في كل وقت بل تصبر على جميع المشاكل التي تواجهها"، موضحاً أن الشكر يفتح أبوابا تنطلق منها الأسرة لحياة تعمها القدرة على التكيف السريع ويوسع مدارك الأسرة بقوتها الذاتية وقوة أفرادها والمحيط العائلي الأكبر..

ولفت آل سحاق إلى أن العمل الجماعي المنظم والمستمر بين الأسر وأولياء الأمور هدف لابد أن نعمل من أجله جميعا متكاتفين متساندين حتى يتم التطوير والارتقاء المنشودين في عدة مجالات، مؤكداً أن الشكر فيه رد جميل للخالق، حيث بالشكر يمد الله الاسرة بالقوة فتتماسك وتتكاتف فيشد كل من عضد الآخر، أما بالصبر فتجد الأسرة نفسها عظيمة أمام الكل..

الاسرة الدافع الأول

من جانبها سردت السيدة جميلة الياقوت (والدة نورة ارحمه) قصة فلذة كبدها بالشيء الكثير من المعاناة خاصة وأنها كانت طفلة عادية تحيا كغيرها من الأطفال وتمارس طفولتها، حيث إنها ولدت طفلة طبيعية كبقية الأطفال في نموها إلى أن بلغت الأربع سنوات حتى ألحقتها بإحدى رياض الأطفال لتتعلم القراءة والكتابة، وتقدمت بشكل ملحوظ والجميع كان يشيد بذكائها، إلى أن جاء يوم لينقلب حال نور لأذوق معها المرارة والحسرة على طفلة كانت تنعم بالحياة إلى أن شاء الله أن يبتلينا بإصابتها بالتوحد هذا الاضطراب الذي ليس له علاج، وقبل اكتشافنا لحالتها لم يستطع أحد أن يشخص حالتها فهناك من وصف حالتها بأنها تخلف عقلي، ومنهم من وصف حالتها بأنها صمت اختياري، وآخرون وصفوا حالتها بأنها فقدت النطق إلا أنني لم أقنط من رحمة الله، إلى أن أدركت علتها حتى بدأت أتعلم لأعلمها إلى أن وصلت الآن المرحلة الثانوية، وكلنا أمل أن تنهي تعليمها لخدمة وطنها ولكن لابد من دعم المعنيين في هذا المجال لتذليل كافة الصعوبات..

وأوضحت الياقوت أن الاسرة هي الدافع الأول للمعاق لمواصلة مشواره في الحياة، وأنه بدون الأسرة لايمكن أن يعيش المعاق لحظة واحدة لانها اللبنة الاساسية لحياة أي فرد بالمجتمع، مشيرة إلى أن الإعاقة ليست آخر المطاف بل هي دافع للتقدم وتطور الشعوب..

اسبوع الخليجي الرابع

وتجدر الإشارة إلى أن "اسبوع المعوق الخليجي الرابع" تنظمه الجمعية الخليجية للإعاقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية تحت شعار «دور الأسرة وأولياء الأمور في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي الاعاقات»، وذلك تأكيداً على الدور المحوري الذي تقوم به الأسرة في تكوين شخصية المعاق خلال مراحل حياته المختلفة..

ويهدف "اسبوع المعوق الخليجي الرابع" هذا العام إلى ابراز اهمية دور اولياء الامور في تطوير مختلف انواع الخدمات المقدمة للاشخاص ذوي الاعاقة، وتطوير مهارات اولياء الامور في التعامل مع الابناء ذوي الاعاقة ومع المعلمين والاختصاصيين وايضا تطوير مهارات اولياء الامور في التعامل مع الابن ذوي الاعاقة في مرحلة المراهقة، فضلاً عن اعاقة وزيادة الاهتمام بقضايا ومشكلات الاخوة والاخوات في اسر الاشخاص ذوي الاعاقات بالاضافة الى تفعيل دور اولياء الامور باعتبارهم فئة اجتماعية ضاغطة لتطوير القوانين والسياسات والخدمات المقترحة للاشخاص المعاقين..

هذا وتسعى الجمعية الخليجية للإعاقة إلى انشاء مركز للمعلومات وإقامة المؤتمرات والملتقيات وعقد الندوات واللقاءات العلمية في مجال عمل نشاط الجمعية،وإصدار نشرات دورية وكتب ودراسات متخصصة في مجال الإعاقة في دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى إصدار البحوث والدراسات وتقديم الاستشارات التخصصية. إصدار مجلة تعنى بنشاط عمل الجمعية، وإقامة العلاقات الوثيقة مع المجالس العلمية والمنظمات العربية والدولية المختصة بالإعاقة، وتوثيق الصلات بين الجمعيات والهيئات المهتمة بشؤون الإعاقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

http://www.al-sharq.com/articles/mor...ate=2009-04-28