خدمات "مركز الشفلح" محور نقاش جلسات العمل.. المؤتمرون يؤكدون: دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع يحقق استقلاليتهم

عمر سابها: نعمل على تطوير حقائب تدريبية خاصة لمساعدة الأسر على تفهم حالة أبنائهم

الكتاري: 90 % نسبة الطلاب المستفيدين من خدمات علاج النطق واللغة بالشفلح

دوشي: البلدان النامية تواجه العديد من التحديات في تقديم خدمات التدخل المبكر

د.لارين: الوالدان مساهمان مهمان في عملية إعداد برنامج أولادهما لتحقيق الاستقلالية


سمية تيشة

شهد اليوم الثاني من المنتدى العالمي السنوي الرابع لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي انطلقت فعالياته صباح أمس الأول برعاية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وينظمه مركز الشفلح خلال الفترة مابين (20و22) من الشهر الحالي تحت شعار "تحقيق الاستقلالية" العديد من الندوات وأوراق العمل في ما يختص بإزالة الحواجز، التي تحول دون استقلالية ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من أجل ايجاد فرص العمل المناسبة لهم، وخلق فرص جديدة للعيش والتعليم لهم.

برامج وخدمات مميزة

حيث تناولت الجلسة الأولى - التي تحدث فيها كلً من السيد عمر سابها رئيس قسم العلاج الطبيعي والسيدة دلال الكتاري مشرفة وحدة علاج النطق والسيد زياد وهدان مشرف وحدة التأهيل المهني- أهم البرامج والخدمات المقدمة لطلاب مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحضور عدد كبير من الباحثين والمهتمين في مجال الإعاقة.

وقد أوضح السيد عمر سابها - رئيس قسم العلاج الطبيعي- أن قسم العلاج الطبيعي يهدف إلى الوصول إلى أعلى مستوى من الاستقلالية، حيث يتم توفير العلاج الطبيعي للطلاب المصابين بالشلل الدماغي، والحالات الأخرى، الذي يؤثر ايجابيا على حالة الطلاب الجسدية، وتسهيل حركتهم وفي بعض الحالات يتم إجراء المعالجة المائية عن طريق بركة العلاج المائي ذات القاع المتغير الارتفاع قائلاً "إن خدمات العلاج الطبيعي ممارسات يتم تطبيقها على أرض الواقع، وذلك من خلال برامج علاجية يتم توفيرها لطلاب المركز بهدف تحسين المهارات الحركية الدقيقة، والكبيرة والمهارات الإداركية المعرفية، التي تؤهل الطالب الى معرفة حركة جسمه في الفراغ، وأدائه في البيئات المختلفة، فضلا عن التركيز على أنشطة الحياة اليومية المختلفة"، مشيراً إلى أن القسم يوفر للطلاب علاجا مائيا بواسطة بركة سباحة فريدة من نوعها مرتبطة بأرضية متحركة الارتفاع، وذلك بواسطة جهاز التحكم عن بعد (الريموت كنترول) أو بواسطة أزرار معينة للتحكم في ارتفاع البركة.

وأضاف سابها أن عملية دخول الطفل للبركة تتم ضمن مراحل تدريجية، يتم من خلالها التأكد من خلو الطفل من أي مشاكل أو التهابات قد تؤثر على إعاقته في ما بعد، لافتاً إلى أن قسم العلاج الطبيعي يساعد في تقييم رقمي لتسهيل مهمة تعريف حالة الطفل وقدراته الحركية، مؤكداً أن من ضمن خطط القسم المستقبلية تطوير حقائب تدريبية خاصة، لمساعدة الاسر على تفهم حالة أبنائهم الذين يعانون من إعاقات مختلفة وكيفية تطبيق البرنامج، ودمجه في مهارات العناية الذاتية التي تساعد في تطور الطفل تدريجيا.

علاج النطق واللغة

السيدة دلال الكتاري - مشرفة وحدة علاج النطق واللغة - تحدثت عن الخدمات التي تقدمها وحدة النطق واللغة لطلاب المركز قائلة: " قسم علاج النطق واللغة بمركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، هو جزء من وحدة التأهيل الطبي بمركز الشفلح، ويقدم خدمات علاجية للطلاب الذين لديهم اضطرابات اللغة والاضطرابات الكلامية العصبية والاضطرابات التواصلية الناجمة عن إصابة ما في الجهاز العصبي واضطرابات الكلام، والنطق، بالإضافة إلى اضطرابات السمع لدى الطلاب الذين لديهم قصور سمعي خفيف إلى متوسط، وذلك بهدف ادراك خصوصية كل طالب وتحديد احتياجاته في مجال النطق واللغة والتواصل بوجه عام من خلال تقديم خدمات متخصصة ومتميزة، قصد تطوير قدرات الطالب وتسهيل عملية اندماجه في المجتمع، فضلاً عن ذلك تقييم وتشخيص الطلاب الذين لديهم اضطرابات في النطق واللغة والسمع والبلع، والذين لديهم اضطرابات شديدة في التواصل بشكل عام، وتحديد خطة عمل وبرامج علاجية وفقا لمستوى، ومؤهلات كل طالب، وإيجاد اساليب علاجية تتماشى وخصوصية حالته"، مشيرة إلى أن نسبة الطلاب المستفيدين من خدمات علاج النطق واللغة بالمركز تبلغ 90 %.

وأضافت الكتاري قائلة: "لقد وفر مركز الشفلح خدمات علاجية لعلاج اضطرابات التواصل، التي تشمل اضطرابات النطق، واضطرابات اللغة الاستقبالية والتعبيرية، واضطرابات توظيف اللغة، حيث يعتمد التدريب أساسا على استراتيجيات التواصل الداعم، والبديل، فضلاً عن ارشاد وتوجيه أسر الطلاب، وذلك في اطار متابعة الطالب بشكل دوري، ومستمر من خلال المقابلة المباشرة مع الاهل، وتقديم الورقات الارشادية في مجال النطق واللغة والتواصل، وإعداد وتقديم محاضرات في مجال علاج النطق واللغة، والقيام بالزيارات المنزلية لتقديم التدريبات الميدانية في مجال اللغة والتواصل بوجه عام"، موضحة أنه يقوم حالياً فريق من الأختصاصيين الخبراء بالقسم بفحص سمعي لطلاب المركز بالتنسيق مع الخدمات الطبية، مستخدمين في ذلك أحدث التجهيزات في مجال قيس السمع.

ولفتت الكتاري إلى أن قسم وحدة علاج النطق واللغة يسعى إلى استخدام أحدث الوسائل العلمية والتقنية لعلاج اضطرابات النطق، واللغة والتواصل لدى الطلاب ومن بين هذه الوسائل والأساليب توظيف نظم التواصل المساعد (الداعم)، والبديل او المعوض عن الكلام مع الطلاب الذين لديهم اضطرابات شديدة في النطق واللغة، وفاقدي الكلام لدعم المهارات التواصلية الوظيفية لديهم، واستخدام بعض التمارين الخاصة بالتدريبات النفس حركية الاساسية لتطوير مهارات النطق، واللغة لدى الطالب.

التأهيل المهني

من جانبه أشار السيد زياد وهدان - مشرف وحدة التأهيل المهني - الى أن وحدة التأهيل المهني تقدم خدمات لما يقارب (74) طالبا، موضحاً اهمية التأهيل لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في تحقيق الاستقلالية وقال: وحدة التأهيل المهني تخدم الطلاب من 14 - 21 سنة، حيث يهدف البرنامج إلى تحديد الوظيفة المناسبة للطلاب من خلال تقييم اهتماماتهم، وقدرات كل طالب، فضلا عن تشجيعهم على التعرض لخبرات عمل متعددة والتخصص في أفضل مجال لهم وتزويدهم بالمهارات اللزمة لأداء الأعمال والمهن المناسبة لقدراتهم.

الإعاقة والفقر

هذا وشهدت ندوة "تعزيز دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة"، التي تحدث فيها السيد دانييل مونت من البنك الدولي، والسيدة روزانجيلا برمان بيلز من معهد انتر أمريكان لحالات الإعاقة والتنمية الشاملة، نقاشات موسعة حول قضايا الإعاقة والفقر وأهمية الدمج في الحد من الفقر، حيث قال السيد دانييل مونت: غالباً ما تكون الإعاقة مترافقة مع الفقر، إلا أن بعض الدراسات محصت العلاقة في الدول النامية، بينما أكدت السيدة روزانجيلا برمان بيلز أن الدراسات اظهرت أن أغلبية الخطط الاستراتيجية للحد من الفقر فشلت في تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وغالباً ما تترك قضايا الإعاقة لبرامج جانبية بدون دراستها ضمن الاستراتيجيات الموجهة للسكان، كما أنه لا توجد مراقبة وتقييمات لمنافع ونتائج هذه الخطط الاستراتيجية بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

تحقيق الاستقلالية

أما ندوة " آفاق الأسرة في تحقيق الاستقلالية التي حاضر فيها كل من السيدة ساندر أمبروز من مجموعة العمل للأطفال المعوقين، جنوب إفريقيا، والدكتورة ستيلا أكوارون من عيادة الأطفال الرضع بالمملكة المتحدة، والسيدة مينال دوشي من مركز التدخل الإنمائي بسيتور بالهند والدكتور لارين جيدين من كلية سانت ماري بالولايات المتحدة، شهدت عرضا لتجارب الدول في استقلالية ذوي الاحتياجات الخاصة.

قالت السيدة ساندر أمبروز من مجموعة العمل للأطفال المعوقين، جنوب إفريقيا: أسس آباء الأطفال المعوقين في جنوب إفريقيا دي آي سي أيه جي عام 1993، بهدف تمكين الآباء من تعليم الأبناء في بيئة دمج، كما تهدف دي آي سي أيه جي إلى توصيل الخدمات إلى المجموعات المستبعدة سابقاً في جنوب إفريقيا، بمن في ذلك الأبناء ذوو الاحتياجات الخاصة الذين لم يتم الوصول إليهم نتيجة الصراعات في جنوب إفريقيا، سوف نقاوم التحديات التي تواجه دي آي سي أيه حي وانجازاتها في الصراع للحصول على حقوق الأطفال المعوقين الذين عانوا في مجتمع ما بعد الصراع.

وقدمت الدكتورة ستيلا أكوارون من عيادة الأطفال الرضع بالمملكة المتحدة عرضا عن التدخل العلاجي مع الأطفال الذين يملكون أقارب أو أشقاء يعانون من الإعاقة كجزء من العلاج الأسري، بينما أوضحت السيدة مينال دوشي من مركز التدخل الإنمائي بسيتور بالهند أن البلدان النامية تواجه العديد من التحديات في تقديم خدمات التدخل المبكر، وأحد هذه التحديات هو عدم تقديم المعلومات المتجانسة عن أثرها على تطور النشء.

الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية