«الارتقاء لتحقيق الاستقلالية» تدعو لربط العناصر التعليمية بالحياة العملية

كتب - شريف جمال

أكدت كاري جال المتخصصة بمدرسة بلورفيو لتأهيل الأطفال بكندا على ضرورة إشراك الاسر في تخطيط برامج تنمية المهارات العامة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة وأهمية مراعاة عامل السن لتحديد المتطلبات اللازمة لكل فئة عمرية لهذه الشريحة بما يضمن تطوير قدراتها.

واستعرضت كاري خلال الندوة التعريفية التي عقدت تحت عنوان الارتقاء لتحقيق الاستقلالية ضمن أعمال المنتدى الدولي السنوي الرابع لمركز الشفلح «تحقيق الاستقلالية» أهم مراحل تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والفروقات الشخصية بين الافراد ودور مراكز الرعاية المتخصصة في حل المشاكل التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة مؤكدةً على ضرورة بذل اقصى جهد ممكن لمساعدة هذه الشريحة من خلال وضع برامج بناءة تراعي متطلبات شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة الآنية والمستقبلية والبحث عن فرص لذوي الاحتياجات الخاصة لإدماجهم في الحياة العملية وأسواق العمل وتوفير العناصر التعليمية اللازمة لهم وتوعية الأسرة بمستلزمات هذه الشريحة وكيفية التعامل معها بما يسهم في تنمية تجاربها وتطوير إمكاناتها.

ومن جهتها تناولت لويس روبرتسون الحاصلة على ماجستير في التعليم وإدارة الأعمال واحدى المتخصصات بمدرسة باثواي، بالولايات المتحدة الأميركية أهمية تحقيق مبدأ الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة والمهام التي تقوم بها مدرسة باثواي في هذا الصدد من خلال دمج اختصاصات التعليم وعلم النفس والعلاج النفسي والتمريض والعمل الاجتماعي سعياً لتلبية احتياجات الأطفال والنشء الذي تعتري حياتهم صعوبات التعلم والتحديات الاجتماعية والعاطفية. وتطرقت لويس في كلمتها الى النتائج الايجابية والفعالة لتفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة مع المجتمع والذي يساهم الى حد كبير في ضمان السير الطبيعي للتعلم لهذه الفئة ويضمن مشاركتها في الحياة.

واكدت لويس ان ربط الطفل بواقع المجتمع الذي يعيش فيه من شأنه تحقيق الاستقلال لديه وتطوير ذاته مضيفةً ان وضع الاستراتيجيات والبرامج التجريبية يمثل الخطوة الأولى في سبيل تنمية وعي الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم في التعامل مع متطلبات الحياة اليومية مثل عملية التسوق والتخاطب مع المجتمع وأداء الرياضات المختلفة واستخدام وسائل النقل العام.

واشارت لويس إلى عوامل تحقيق مبدأ الاستقلالية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة والتي أبرزها إدراك هذه الشريحة ان لديها مواهب يمكن ان توظفها لإبراز دورها في المجتمع وبأهمية عنصر الوقت وتحقيق مبدا التوازن في الحياة اليومية وتنمية المهارات الجسدية وزيادة قدرتهم على التركيز والربط بين الافكار والمفاهيم في بيئة العمل.

وحول أهمية الفنون والترفيه في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة أكدت لويس روبرتسون على الدور الذي تقوم به الفنون وعناصر الترفيه في تطوير التفكير الابداعي والتكامل التعليمي والتواصل مع العالم بشكل أفضل وتشكيل أفكار جيدة حول كيفية التعامل مع المشاكل وإيجاد حلول مناسبة لها ووضع أساسات لعلاقتهم مع الآخرين، وتوظيف عنصر الخيال في تنمية الابداع. وأضافت أن مركز الشفلح لذوي الاحتياجات الخاصة جسد معظم هذه المفاهيم ضمن برامجه التجريبية والتدريبية لهذه الشريحة وهو ما بدا جلياً خلال العروض الفنية التي قدمها بنجاح مبهر اطفال المركز.

ولفتت روبرتسون الى قيام مدرسة باثواي بالولات المتحدة الأميركية ببدء برنامج التعليم المساعد هذا العام والذي يتألف من مجموعة من الدروس التفاعلية تبين ماهية لغة الجسم وطرق التواصل وزيادة الثقة بالنفس وأهمية المهارات المهنية والتطبيقات المهنية من خلال المشاركة مع المجتمع المحلي.

وقال كريج بلاكبيرن من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي تخرج في جامعة تولين ، بيست باديز بدرجة الدبلوم : «إن الحياة ليست هي التنافس بين بعضنا الآخر، وإنما تحديد أهدافنا والعمل على تحقيقها. وان النجاح لا يأتي إلاّ من خلال التجربة.». ويشير كريج والذي التقى بالعديد من ممثلي المنظمات المحلية والعالمية كما أنه ممثل منظمة داون ساندروم الى اهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المؤسسات التعليمية والاجتماعية بداية من الاسرة وصولا الى المدرسة والجامعة والمصنع والعمل على ضمان مشاركة تلك الفئة في تحقيق انجازات المجتمع وإبراز دورها في ما تم انجازه وتحقيقه على أرض الواقع.

http://www.al-watan.com/data/2009042...p?val=local5_2