سموها افتتحت المنتدى الرابع لمركز الشفلح

الشيخة موزة: قطر ملتزمة بتحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة



الدوحة - هدى منير العمر

افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند صباح أمس المنتدى الدولي السنوي الرابع لمركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تحت عنوان «تحقيق الاستقلالية»، بإشراف حرم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وبحضور زوجات رؤساء 5 دول و 250 شخصية عالمية.

وقالت سموها في كلمة افتتاحية إن الملتقى يعد مهماً بما يهدف إليه من تبادل الخبرات والدفاع عن الحقوق، وتقويم الاحتياجات، وضمان وضع سياسات متطورة. واعتبرت الملتقى التزاماً واضحاً لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعاتهم عبر ضمان حق التعليم، وحق العمل في بيئة صحية لكل فرد، وتحويلهم إلى عناصر مستقلة ومساهمة في هذه المجتمعات.

وأشارت سموها إلى أن العمل الجاري بمركز الشفلح بمساعدة هيئة التدريس الرفيعة المستوى ومجموعة الطلاب المتفانين، ودعم الفئات الاجتماعية يشكل مدعاة فخر بالنسبة لنا، وقالت إن مركز الشفلح استحق مكانته بين غيره من المراكز المتخصصة في قطر، التي تعتمد على الوسائل التكنولوجية في معالجة القضايا الاجتماعية. وأضافت أن المركز يعتمد على أعظم الوسائل التكنولوجية وأكثرها تطوراً في العالم، وأشارت إلى أن توفر النوايا الحسنة غير كاف لتحقيق التقدم المنشود ما لم يقترن بدعم المجتمع وحيويته.

ورأت سموها أن مركز الشفلح قام بعمل رائع في الدفاع عن ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة والعالم، وما كان ليتمكن من تحقيق هذه الإنجازات لولا مشاركة الأهالي والمجتمع بشكل عام.

وأكدت الشيخة موزة أن قطر تسعى باستمرار لتحسين نوعية حياة مواطنيها، ومن بينهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ونوهت إلى أنه في عام 2008 وقعت قطر معاهدة الأمم المتحدة حول حقوق ذوي الإعاقة، وأصدرت في العام ذاته مرسوماً أميرياً للتصديق على المبادئ المنصوص عليها في هذه المعاهدة، وقالت سموها إن الدولة تلتزم بأن توفر لذوي الاحتياجات الخاصة كافة المعلومات حول الأجهزة المسهلة للحركة والأدوات والتقنيات المساعدة.

من جانبه عبر رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح حسن علي بن علي عن بالغ تقديره لسمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، ونوه بأن مركز الشفلح أنشئ تحت رعايتها ووفقاً لرؤيتها لمنح معظم أبنائنا الضعفاء حق التعليم والنجاح والتقدم.

وقال إن مركز الشفلح شهد منذ عام 1998 نمواً كبيراً وتطور من منشأة صغيرة إلى أن أصبح يشهد ازدهاراً كبيراً مع مستوى طلابه الحاليين البالغ عددهم 521 طالباً، يدعمهم 635 مدرساً خاصاً، ومسؤولون عن الصحة، وباحثون، فضلاً عن العاملين والمساعدين الاجتماعيين.

وبين أن العام الحالي يشهد تقديم نظرة معمقة عن برامج مركز الشفلح، بما في ذلك إضاءات من برامج الخدمات المهنية والمجتمعية، وأشار إلى أن هذه البرامج تتناغم مع عنوان المنتدى الحالي «تحقيق الاستقلالية».

وقال إن المنتدى قاد خلال هذه الفترة القصيرة إلى تأسيس شراكات وتعاونات فاعلة ومؤثرة على المستوى العالمي، دفاعاً عن ميثاق الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكد أن شراكة الشفلح تتواصل مع النداءات حول التوحد لتقديم المساعدة للأبحاث الدولية حول التوحد. ونوه إلى الحملة الإعلامية في هذا الاتجاه التي انتظمت في الدوحة مؤخرا.

وأثنى على دعم شيري بلير زوجة رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق توني بلير، كرئيس مشارك للمنتدى متوجهاً بالشكر الجزيل لها.

وأضاف أنه في كل عام يتم الاجتماع مع كبار خبراء واستشاريي ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم، لاستكشاف قضايا عملية وثقافية مهمة في الميدان، في محاولة مستمرة للتحرك معاً لمواجهتها والتعامل معها. وقال إن المنتدى يسعى إلى تقديم الأفكار والطاقة لجعل ذلك المستقبل المشرق ممكناً.

وتطرق حسن علي بن علي إلى بعض القضايا والأسئلة التي ستتم مناقشتها في الأيام القليلة القادمة، وهي هل يحصل المزيد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على التعليم والدعم ليتمتعوا بالحياة؟ هل يجد المزيد من الكبار العمل الجاد؟ وهل هم جزء من المجتمع؟ هل يستطيع المزيد العيش مستقبلاً في منازلهم؟ مشيراً إلى أن الأجوبة تتوقف على عمل المشاركين جميعاً يدا بيد.

وفي ختام الحفل الافتتاحي الذي قدمه تيم سباستيان من مركز مناظرات الدوحة، قدمت مجموعة موسيقية مكونة من أطفال إدارة معالجة الكلام في الشفلح فقرة غنائية نالت إعجاب الحضور، ثم عرض فيلم وثائقي خاص عن الخدمات المتنوعة المقدمة من مركز الشفلح في كافة الأقسام.

وتميز الحفل بحضور رئيس اللجنة الدولية لأولمبياد لذوي الاحتياجات الخاصة سير فيليب والليدي كرافن، والسيدة الأولى لدولة أيسلندا دوريت موسيف، والسيدة الأولى لدولة ألبانيا تويتا توبي، والسيدة الأولى لدولة بنما فيفيان فرنانديز، والسيدة الأولى لدولة بولندا ماريا كاتشينيسكا، وسمو الأميرة لالا أمينا، واللجنة الاستشارية الدولية للأولمبياد المتميزة، والرياضي كارل لويس الحاصل على 9 ميداليات أولمبية ذهبية.

ويعرض المنتدى كافة المواضيع التي تعزز الاستقلالية لذوي الإعاقة، خاصة كيفية التغلب على العوامل التي تؤدي إلى استمرار تهميش قضية الإعاقة، ومنها انتشار الفقر بسبب نقص فرص الحصول على التعليم والحياة المناسبة وممارسات العمل غير العادلة.

يذكر أن فعاليات المنتدى تستكمل أعمالها اليوم بندوة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، وعروض مركز الشفلح الخاصة بخدمات العلاج الطبيعي، وآخر مستجدات علاج النطق واللغة، وندوة بعنوان «آفاق الأسرة في تحقيق الاستقلالية»، وأخرى بعنوان «البرامج الدولية لتنمية توظيف ذوي الإعاقة». ليختم المنتدى أعماله غداً.

صحيفة العرب القطرية // - X-XX-X