-
عضو جديد
وهاذا هو الموضوع ان شاء الله يعجبكم
الحركة الثقافية
الثقافة في روح الأمة وهي المرأة التي تعكس مظاهر التقدم في المجتمع لذلك حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على أن تكون نهضتها متوازنة في جانبيها المادي والمعنوي إذا لا خير في نهضة مادية تقفز بالإنسان إلى حياة عصرية مادية وتغفل العقل والروح .
وفي محاولة لرصد تاريخ الحركة الثقافية في الإمارات يمكن القول أنه لولا بعض التعليم الذي حظيت به المنطقة بقدر معقول على أيدي البعثات العربية لقامت الدولة دون أن تجد من بين أبنائها متعلماً واحداً لم تشهد الدولة في الماضي أياً من أشكال الفنون الحديثة إلا بعض الرقصات الشعبية والمواويل البحرية والشعر الشعبي الذي كان يعبر أصدق تعبير عن واقع الإنسان ومعاناته وحياته في هذه البقعة .
أما الأشكال الفنون الأخرى كالمسرح والقصة والرواية والتشكيل فلم يظهر منها كما يقول الكاتب عبد الحميد أحمد إلا أعمال نادرة ومتقطعة بجهود الاتصالات الفردية مع الخارج وفي وقت لاحق حيث بدأت الأمية تقل والعزلة تتكسر جدرانها القاسية مع الزمن المتطور الذي دفع بوسائل الاتصال الحديثة إلى المنطقة وسمح للطائرات وسفن المسافرين بالهبوط والرسو وللكتب أن تتداولها الأيدي .
أما الدكتور أحمد أمين المدني فيقول :
إن تطور وسائل النقل والمواصلات في الثلاثينات بعد أن كانت صعبة وبطيئة قد أحدث أثار كبيرة في الحياة الثقافية بالإمارات وأقل ما يقال فيها أنها وسعت دوائر الثقافية وأصبح بإمكان الإصدارات التي تحمل نتاج الفكر العربي في السياسة والأدب والاجتماع والعلوم أن تصل إلى الإمارات من مصادرها في أيام معدودة .
ومن بعض الصحف التي كانت تصل إلى أبناء الإمارات العروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والمنار لرشيد رضا والرسالة لأحمد حسن الزيات والمنتدى المقدسية والثقافية المصرية والمختار الأمريكية وكثير من الصحف المصرية والعراقية التي كانت تصل إلى الإمارات عن طريق البحرين .
كما يذكر أنه بجانب هذه النتاجات الفكرية كان هناك عامل ثقافي مهم ساعد كثيراً في نقل إيقاع الحياة الجديدة متخطياً الأسوار العالية المحيطة بالإمارات إلا وهو ( الراديو) فقد مكن هذا الجهاز الصغير الشعراء من متابعة التطورات الثقافية والسياسية في العالم العربي وبالإضافة إلى النمو الثقافي الذي أحدثته العوامل السابقة وعامل التعليم فقد نزلت الإمارات طبقات من جنسيات مختلفة عربية وهندية وفارسية شاركت في حياتها المادية والثقافة بجانب هذا هاجرت إلى الإمارات في الثلاثينات والأربعينات جماعات من دول مجلس التعاون لدوافع اقتصادية وكانت حياتهم تتأثر بالحياة الأدبية في مواطنهم تحت تأثير المدارس الحديثة ومعرفتهم بالأنظمة الدستورية الحديثة التي علمتهم وأوقفتهم على نماذج الحياة الحديثة في العالم المتمدن فاستفاد أبناء الإمارات من هجرة عدد من المثقفين واللاجئين السياسيين العرب إليها أبان الثلاثينات والأربعينات فأثر وجودهم في عقول الكثيرين وانعكست أثار هذه العوامل على المظاهر الثقافية الإماراتية وتبلورت في شعر أدبائها فتراهم يدعون فيه إلى التقدم ويحثون أبناء شعبهم على التحرر من الجمود والتخلف. وظهر في الإمارات شباب يدعون للنهضة والأخذ بأسباب الحياة الحديثة وتحطيم قيود التخلف ونادوا بالإصلاح الشامل ونشط شباب من الشارقة ودبي وأصدروا نشرة كانت تكتب باليد سميت صوت (( العصافير )) تنتقد الأوضاع المحلية بأسلوب لاذع وتهاجم الوجود الأجنبي . ومن رموز الحياة الأدبية والثقافية في تلك الآونة يذكر الدكتور المدني المرحوم إبراهيم المدفع مؤسس المكتبة التميمية والشاعر سالم العويس والشاعر مبارك العقيلي وعبد الله الصانع وعلي رشيد وهؤلاء ممن أرسوا مداميك النهضة الثقافية في تلك الفترة الزمنية وأشار الدكتور المدني إلى أن المرأة في تلك الفترة لم تكن بعيدة عن الحياة الثقافية فهي لم تكتف بتعليم مبادئ العلوم المتوفرة آنذاك للنساء وهي قراءة القرآن بل تعلمت الكتابة ومارست فنون الشعر .
وتعتبر الستينات وجزء من الخمسينات بدية التأسيس الثقافي والفكري للسبعينات التي شهدت قيام الدولة حيث بدأت مجموعات من شباب الإمارات في الاهتمام بالثقافة فتأسست الأندية الرياضية مثلاً ليس لتهتم بالرياضة وحدها وإنما بالنواحي الثقافية أيضاً فكل أندية وأخر الستينات في دبي خاصة كان فيها لجان ثقافية نشيطة وفاعلة وكان لهذه اللجان نشاطات مثل صحف الحائط ومن ثم نشرات تطبع على الاستانسل ومكتبات ومحاولات مسرحية وغنائية وغير ذلك . وتشكل المسيرة الثقافية الحالية في دولة الإمارات عنصراً رئيسياً لوحدة الإنسان فالوحدة هي الأصل والقوة والفرقة هي الضعف ومن هنا نرى المؤسسات الثقافية تنير أركان الدولة وتشد من تماسكها عن طريق التسلح بالوعي والعلم والمعرفة . وأول هذه المؤسسات الثقافية الرئيسية وزارة الإعلام والثقافة التي يقع على عاتقها رعاية المواهب الشابة والمبدعة تساندها وتدعنها بوسائل عديدة ومختلفة إضافة إلى ذلك وهو الأهم الحفاظ على القيمة التراثية للإنسان في هذا البلد الطموح وحماية تقاليده وعاداته التي تميزه وتقوى ملامح شخصيته الوطنية ويقابل هذا الخط خط الانفتاح على الثقافات العربية والأجنبية أو محاولة الاندماج بالثقافة العربية التي تجسد ملامح كثيرة من ملامح الثقافة العربية في الإمارات فالثقافة واحدة لأنها تنطلق من جذر واحد وعقيدة واحدة وتهدف إلى مستقبل أما الانفتاح على الثقافات الأجنبية فيكون بالقدر الذي يغذي الثقافة ولا يتغذى عليها بالقدر الذي يقويها ولا يضعفها وهو انفتاح إنساني بحت يتدفق عند الشعور بالمساس بقضية الشخصية الوطنية . وعلى الصعيد الثقافي تقوم وسائل الإعلام المحلية بجهودها المختلفة لتنشيط وتعزيز وتطوير الحركة الثقافية من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية واللقاءات مع الشخصيات الفكرية العربية .
وقد حدد الدكتور عبد الله النويس في كتابة ( الإعلام والتنمية الوطنية ) هذه الجهود بإقامة المواسم الثقافية ونشر الإنتاج المحلي وتسجيه وتوزيعه وتنظيم مجالس الشعراء وتنظيم القوافل الثقافية وتعتبر الصحافة في الإمارات أحد أبرز روافد تنمية الحركة الثقافية ولعبت دوراً مهماً في هذا المجال لتطويرها فقد فتحت هذه الصحف المجال واسعاً أمام القراء والشباب للكتابة فكثرت أعمالهم الأدبية وآراؤهم وأفكارهم وظهرت صفحات خاصة تحمل مسميات كتابات جيل البراعم وظهرت أصوات جديدة وكل هذه الأبواب ساهمت في ظهور أسماء أدباء وكتاب محليين جدد مثل خالد محمد أحمد ومحمد يوسف ومحمد عبيد غباش وتريم عمران وعبد الله عمران وغانم غباش ومحمد المر وحبيب الصايغ وعلي الشرهان وعلي جاسم وعلي أبو الريش ومحمد الحربي وسعيد حارب وظبية خميس وغيرهم .
كما يقدم التلفزيون برامج ذات أهمية ثقافية استقطبت اهتمام الجمهور .
ولو بحثنا عن أهم القضايا والآمال من ناحية وأكثر الهموم الفكرية من ناحية أخرى والتي شغلت وتشغل المؤسسات الثقافي%
اتمني ان يعجبكم الموضوع
التعديل الأخير تم بواسطة |[خواآاطر]| ; 30-01-2010 الساعة 03:12 PM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى