كلمة الشيخة جميلة القاسمي

واحدة من أهم أهداف مخيم الأمل بالشارقة منذ انطلاقته الأولى في يناير 1986 هي إسعاد الأطفال من ذوي الإعاقة ورسم الابتسامة على وجوههم والكشف عن مواهبهم والتعبير عما يختزنونه من طاقات خلاقة طوال أيام انعقاده.. هذه الأيام القليلة التي تمر مسرعة وكأنها لحظات من شدة حلاوتها وامتلائها بالحيوية والنشاط!! وما يسعد كل من يشارك في المخيم أن ما في هذه الأيام من ذكريات ودلالات عميقة لا يمحى أبداً من نفوس هؤلاء الأطفال ومرافقيهم وكل من تطوع للعمل معهم في هذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع.

لقد سبق لمخيم الأمل بالشارقة أن سلط الضوء على الكثير من القضايا التي تمس حياة ومستقبل الأشخاص من ذوي الإعاقة واستطاع أن يحرز تقدماً هنا وإنجازاً هناك ونجح في نقل هذه القضايا إلى حد الممارسة والتطبيق.

وكانت أقرب هذه القضايا إلى الذهن الحق في التعليم والحث على تحمل المسؤولية المجتمعية وحفظ كرامة الأشخاص من ذوي الإعاقة وممارسة حقهم في اختيار القرار الذي يمس حياتهم،.. وحقهم في الأمن والأمان والعيش بسلام وسعادة.. وغيرها من القضايا التي طرحها مخيم الأمل بالشارقة وتبنتها إمارة الشارقة كجزء من توجهها الأصيل نحو بناء الإنسان كقيمة عليا تنتج عنها كل القيم الثقافية والمادية التي نعرفها.

ومن هنا ولأن الصحة والشعور بالأمان وعدم الخوف من الأمراض تؤدي حكماً إلى سعادة الإنسان وإقباله على الحياة بكل ايجابية فقد أصبحت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بمبادرة من لجنة مساندة جزءاً لا يتجزأ من برنامج الشارقة مدينة صحية أحد البرامج الوقائية لتعزيز الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية والذي تشرف عليه لجنة رئيسية عليا من مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة وبعضوية مديري دوائر حكومة الشارقة والمعنية بتحقيق معاييره.

ولا ننسى في هذا السياق أن الحق في التأهيل والعلاج والاستشفاء والأمور الصحية بالمجمل كلها كانت من أولى القضايا التي اهتمت بها القوانين والتشريعات وهذا ما نقرأه في المادتين 10 و11 من القانون الإماراتي رقم 29 والمادة رقم 25 من الاتفاقية الدولية بشأن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وكلها تكفل الحق في الاستفادة من الخدمات الصحية وإعادة التأهيل وخدمات الدعم على نفقة الدولة بما فيها العمليات والمعاينة والعلاج التأهيلي وتوفير المعينات التقنية والأجهزة المساندة.

إن شعار مخيم الأمل الرابع والعشرين (ابتسامتي في صحتي) وإن كان لا يخلو من صياغة شاعرية إلا أنه واقعي إلى أبعد الحدود ويستمد واقعيته من العلاقة بين الرضا والابتسام والصحة كشرط لابد منه لتحقيق سعادة الإنسان بغض النظر عن إعاقته..

فلنعمل جميعاً بإخلاص وتفان من أجل رسم الابتسامة على وجوه أطفالنا من ذوي الإعاقة كحق لهم لا إحسان.


جميلة بنت محمد القاسمي
رئيسة اللجنة العليا لمخيم الأمل الرابع والعشرين