-
عضو جديد
انا عندي تقرير انشاء الله تستفيدون منة[
الغزو المغولـــــــــي على العالم الاسلامي
:
يعتبر المغول من العنصر الأصفر ، ومكانهم الأصلي منغوليا وهي التي أعطتهم اسمها على ما يبدو . وقد استمروا فترة طويلة في ذلك المكان ، ولكن حدث أن ظهر فيهم زعيم قوي في أوائل القرن الثاني عشر هو جنكيز خان الذي تمكن أن يمد سلطانه على بقاع شاسعه من الأرض وأن يوجد أوسع إمبراطورية وجدت حق عهد . وكان العالم الإسلامي هدفاً دسما وسهلاً للمغول . وذلك أن العالم الإسلامي كان أكثر حضارة وتحضراً من المغول ، ويزخر بالثروات والخيرات والمدنية ، إلى جانب ضعف سياسي وانقسام وتنافس طاحن بين مختلف الفرقاء .
ودائماً تجذب البؤر الأكثر تحضراً والضعيفة عسكرياً ، والبرابرة الأقل تحضراً لاحتلال تلك اليؤر والتمتع بما تحويه من خيرات . وهذا ما حدث في عالمنا الإسلامي . ولم يكن لدي المغول قيم روحيه أو أخلاقية رفيعة فقد كانوا وثنيين أو لا دين لهم ، ومستواهم الأخلاقي ومفاهيمهم الأخلاقية منخفضة كل الانخفاض ، إلى جانب أعداد غفيرة ومتزايدة وتنظيم عسكري دقيق ، والقيادة سياسية وعسكرية حازمة وحاذقة . كل ذلك أدي إلى جعلهم يحققون ما يصبون إليه من تدمير واحتلال وقتل وسيطرة . ولا يحسبن أحد أنهم كانوا غير منظمين ، بل لعلهم كانوا أكثر تنظيماً وأدق من أعدائهم وهذا أحد عناصر تفوقهم .
ذلك أنهم كانوا منظمين كل التنظيم ويعرفون ما يريدون ، ويعرفون الطرق لتحقيق ما يريدون . ويمكن تقسيم أدوار الغزو المغولي للعالم الإسلامي ، تسهيلاً للبحث إلى ثلاث أقسام كبرى :
الدور الأول : ينتهي بسقوط بغداد بيد المغول سنة 656هـ .
الدور الثاني : الذي يمتد حتى ظهور تيمورلنك أواسط القرن الرابع عشر الميلادي .
الدور الثالث والأخير : دور العصفة التيمورية التي استمرت حتى وفاة تيمورلنك أوئل القرن الخامس عشر الميلادي .
الدور الأول من أدوار الغزو المغولي :
لقد سبق المغول في الإغارة على العالم الاسلامي أقوام آخرون من جنسهم هم الخطا والتنار ، ولكن المسلمين كانوا قادرين على الخلاص منهم ، ومن حسن الحظ وجد ملك في شرقي البلاد الإسلامي في خوارزم هو خورزمشاه الذي كان محاربا قديراً ودبلوماسياً بارعاً ، فتمكن أن يحارب الخطأ وأن يكسرهم ، كما حارب التتار وتخلص منهم ، وأبدي خلالها هذه المعارك مقدرة عسكرية لا بأس بها ومهارة سياسية .
ولكن الحظ خانه أمام المغول فلم يتمكن من الوقوف في وجه جحافل جنكيز خان الذي اتخذ ذريعته للهجوم عليه قتل نائب خوارزمشاه تجاراً أرسلهم جنكيز خان إلى خراسان باسم التجارة ظاهراً ولكن التجسس وتقصي الحقائق باطناً ، فأرسل جنكيز خان إلى خوارزمشاه رسالة يعتب عليه فيها ويطلب منه مجازاة نائبه لفعله ، ولكن خوارزمشاه قتل رسول جنكيز خان الذي غضب لهذه الإهانة ، وأرسل يهدد ويزمجر
ويقول : قتلون أصحابي وتأخذون مالي منهم استعدوا للحرب فإني واصل إليكم بجمع لا قبل لكم به .
ووصل جنكيز خان وحارب خوارزمشاه وهزمة واحتل قسماً كبيراً من البلاد الإسلامية . ولقد تابع خلفاؤه سياسته ، وبشكل خاص منكوقا آن الذي أرسل أخاه هولاكو لتحقيق حلم جدهم جنكيز خان باحتلال البلاد الواقعة بين جيحون وأقاصي بلاد مصر .
وتبدو في وصيته لأخيه هولاكو الشخصية المغولية واضحة كل الوضح
من اعتزاز بجنكيز خان وحض إلى التمسك بقوانينه في الكليات والجزئيات ، إلى تحرص على تحطيم كل من يقف في طريقه : أما من يعصيك فأغرقه في الذلة والمهانة مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكل ما يتعلق به ….
فإذا فرغت من هذه المهمة ، فتوجه إلى العراق … وإذا بار خليفة بغداد بتقديم فروض الطاعة ، فلا تتعرض له مطلقا ، أما اذا تكبر وعصى ، فألحقه بالآخرين من الهالكين .
ولقد أدرك المسلمون الخطر الذي يهددهم من هؤلاء المغول ولكن الانقسام السياسي وضعف الحكام وتخاذلهم وخيانتهم ، والخوف الذي استولى على النفوس ، كل أولئك عوامل لم تساعد على إيجاد جبهة إسلامية موحدة تقف في وجه المغول ، بل ساعدت على اتساع هوة الخلاف وعلى تسهيل عملية الغزو المغولي للعالم الإسلامي . فقد فرض بدر الدين لؤلؤ على أهل الشام ضريبة أسماها ضريبة التتر ولكن عبثاً . كما كانالمسلمون يعملون أن هدف المغول احتلال جميع البلاد الاسلامية بما فيها مصر فقد ورد في رسالة أرسلها تاجر مجهول من الري إلى أصحابه في الموصل سنة 627 هـ يعلمهم عن هذا الغزو ما يدل على ذلك. أن الكافر – لعنه الله – ما نقدر أن نصفه … حتى لاتنقطع قلوب المسلمين … ولا تظنوا أن هذه الطوائف التي وصلت إلى نصيبين والخابور …. كان قصدهم النهب ، إنما أرادوا أن يعلموا هل في البلاد من يردهم أم لا ؟ فلما عادوا أخبروا ملكهم بخلو البلاد من مانع ومدافع … فقوي طمعهم ، وهم في الربيع يقصدونكم وما يبقي عندكم مقام ، إلا إن كان في بلاد المغرب ، فإن عزمهم على قصد البلاد فانظروا لأنفسكم .
ولقد افتتح هولاكو حملاته على البلاد الإسلامية الشرقية – وما أكثرهم- ومن جملتهم خليفة بغداد المعتصم بالله ، أن يساعدوه بالمال والرجال والسلاح من أجل إخضاع واحتلال قلاع الملاحدة المنتشرةفي شمالي إيران الحالية … فإذا أسرعتم وساهمتم في تلك الحملة بالجيوش والعدد والآلات فسوف تبقي لكم ولاياتكم وجيوشكم ومساكنكم وستحمد لكم مواقفكم . أما إذا تهاونتم في امتثال الأوامر أو أهملتم فإننا حين نفرغ بقوة الله من أمر الملاحدة فاننا لا نقبل عذركم ونتوجه إليكم فيجري على ولاياتكم ومساكنكم ما يكون قد جرى عليهم .
ولقد ثبت أن قليلاً من الحكام المسلمين لبوا نداء هولاكو وساهموا في حملته المشهورة هذه . ولذلك امتلأ غضباً عليهم ، وبعد أن انتهي من أمر الملاحدة وقلاعهم ، وجه سهام نقده وصب جام غضبه على الخليفة باعتباره أكبر الحكام المسلمين في العراق مقاماً وقوة ، ولسلطته الروحية ومكانته المقدسة لدى المسلمين ، فأرسل له رسالة يعاتبه على عدم غرسال الجنود للمساعدة في فتح قلاع الملاحدة ، ويذكر له أنه مهما تكن أسرتك عريقة وبيتك ذات مجد تليد ، فإذا لمعان القمر قد يبلغ درجة يخفي معها نور الشمس الساطع . وفي اعتراف صريح بتفوق وسمو أسرة آل العباس على أسرة جنكيز خان ، مع إمكانية أن يلمع هولاكو أو أحد أفراد أسرته أكثر من لمعان أحد أفراد أسرة آل العباس .
ثم بعد ذلك ينتقل معه إلى التهديد ، وبذكر له أن كثير من السلالات حكمت إلى جانب الخليفة في بغداد بعد أن احتلها من أمثال السلاجقة والديالمة والأتابكة ، فكيف تغلق بغداد في وجه المغول وهم أقوي من كل أولئك ؟ بعد ذلك يطلب من الخليفة الخضوع والطاعة ، وآية الطاعة هدم الحصون وطم الخنادق وإرسال وفد مؤلف من ثلاثة موظفين لمقابلة هولاكو ، وتقديم الخضوع والولاء له . وإذا رفض الخليفة ذلك فالحرب بين الطرفين والويل للخليفة وشعبه .
ولقد كانت هذه الرسالة فاتحة تراسل بين الخليفة وهولاكو وأظهر الخليفة جهلاً بالقوى التي يواجها ويحاربها ، كما اظهر غرورا وعجزا كبيرين ، فقد لبس ثوب النمر في رسالته الجوابية الى هولاكو وهو عاجز عن ان يلبس ثوب الهر ، فقد وصف الخليفة هولاكو بالشاب الحدث المتمنى قصر العمر .. ثم بعد ذلك يقول : ان عنده من السلطة والاستطاعة ما يمكنه من جمع الشتات وحسم الامور في ايران ، ثم بعد ذلك يتوجه الى توران ويضع كل انسان موضعه .
ولقد رد هولاكو ردا عنيفا على رسالة الخليفة هذه وعاتبه بشدة واخبره انه زحف على بغداد بجيش لا قبل له به ، ولقد متاز رد الخليفة الثاني على رسالة هولاكو الاخيرة باستشهاده بحوادث التاريخ لهولاكو ان بني العباس مكلوؤن بالعناية الالهية وان كل من قصدهم بأذية لابد ان يقصم وقد استشهد الخليفة بأعمال يعقوب بن الليث الصفار واخيه ومحاولته خلع الخليفة ونقل الخلافة الى الفاطميين في مصر .
وباعمال السلطان السلجوقي محمود ومحاربته الخليفة وكيف اراد احتلال بغداد وعجز عن ذلك .
كذلك ذكر الخليفة محاولة خوار شاه احتلال بغداد وخذلانه وخيبته ليصل الى تقرير حقيقة ثابتة في رأيه وهي ان العناية الالهية تحرسه وتحرس اسرة العباس ، فليس من المصلحة ان يفكر الملك في قصدة اسره العباسيين فإحذر عين السوء من الزمان الغادر .
ويبدو ان الخليفة كان معتقدا حقا بحماية إلهية له ولاسرته ولذلك تصرف بهذا الشكل الاعتباطي ولكنه كان واهما في ذلك ودفع ثمن الوهم حياته وعرشة وسلالته كلها .
كما وأن هناك اخطاء في الاحداث التي سردها الخليفة ولا سيما فيما يتعل بفتنة البساسيري التي حدثت في العراق وبغداد في حدود440 447هـ ذلك ان الخليفة ذكر ان البساسيري جاء بجيش عظيم من مصر الى بغداد وقبض على الخليفة وسجنه في الحديقة وجعل السكة والخطبة في بغداد للمستنصر الفاطمي ، ثم اتى طغرليلك السلجوقي الى بغداد وانهى حركة البساسيري ، ولكن الحقيقة خلاف ذلك .
ذلك انه لم يذهب الى مصر قط ولم يأت بجيش منها وانما تحالف مع امير بدوي محلى هو قريش ، كما وانه لم يعتقل الخليفة العباسي .
ولقد ادرك الخليفة بعد فوات الاوان ان تهديدات هولاكو في محلها وان لا شيء ينقذه من مخالبه فحاول الصلح وتلبية قسم من طلبات هولاكو ولكن هذا رفض وشن الحرب على بغداد والخليفة حتى اوصلها الى نتائجها الحتمية وهي احتلال بغداد وتدميرها ودفع الخليفة حياته ثمنا لما حدث .
موقعـــــــة عين جالــــــــــوت :
حدثت في عام 1260م بين قوات الجيش الإسلامي في عهد المماليك بقيادة ركن الدين بيبرس وبين جيش التتار بقيادة كتبغا ومن اساببها ان خرجت جحافل التتار من سهول آسيا الوسطى بقيادة جنكيز خان قبل هذه الموقعة بنحو ثلاثين عاما واجتاحت اوساط الصين وشمال غرب الهند وخرسان وتوغلت في جنوب روسيا حتى نهر الدون وانسابت نحو الجنوب الغربي واجتاحت فارس .ووصلت بغداد عاصمة الخلافة العباسية بقيادة هولاكو وحصلوا على مقاومة واستسلم الخليفة المستعصم بالله ودخلوا بغدادج وخربوها وسفكوا دماء في صور مروعة حيث قتلوا الخليفة وافراد اسرته واكابر دولته ، زحف هولاكو الى الشام والجزيرة العربية وبسط نفوزه هناك على كل الشام باستسلام دمش سنة 1260م
وبعد ان استولى على الشام وضع خطة لغزو مصر وارسل تهديدا شديد اللهجة الى السلطان المصري قطز ورد عليه قطز بقتل سفرائه وحشد قواته على عجل وناد بالجهاد في سائر بلاد المسلمين وسار على رأس جيش لملافاة التتار بالشام وكان على رأس جيشة الامير ركن الدين بيبرس .
والتقى الجيشان في معركة فاصة في صباح يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان عام 658هـ عام 1260م وقتل كتبغا واسر ابنه ومات كثير من جنود التتار وكانت هزيمة ساحقة لم يصب بها التتار من قبل في تاريخهم .
فقد استطاع بيبرس في هذه الموقعة ان ينقذ الاسلام والمدينة كلها ويحمي غربي العالم الاسلامي من شرور التتار وفظائعهم وانتقلت الخلافة الى مصر وازدهرت فيها الحضارة الاسلامية بعد ذهاب قرطبة وبغداد زهاء ثلاثة قرون أي الى حين سقوطها في يد الاتراك والعثمانيين .
-----------------
الموسوعة العربية العالمية 16
وثائق الحروب الصليبية والغزو المغولي للعالم الاسلامي .د/ محمد ماهر حماده – منشورات الرسالة – طبعة اولى 79.
منقوووووول
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى