أضنــاني البعـدُ و أرّقني . . شـوقٌ لسـمـائكَ يحملنــي
أشتـاقُ لِهبّـةِ نسـمــاتٍ . . من سفح جبـالكَ تنعشني

للصحبة في أرضِ بلادي . . لجـداولَ كـانت تطــربنــــي
أشتـاقُ لشمسٍ و ترابٍ . . لشــوارعَ كـانت تغمـرنـــي

لسمـاءٍ كانت تسحـرني . . لنجـــومٍ تلمــع تُبهـــرنــي
أشتـاقُ لسـقفٍ و جـدارٍ . . لنـوافـذَ كـانت تــرقبنـــــي

لـورودٍ تنبـت فــــــي دارٍ . . بأريـــجِ العطــرِ تغــازلنـــي
أشتاقُ و شوقي كجبالٍ . . تكتـم أنفـاسـي تقتلنــــي

فالغـربـة هدّتْ أوصــالي . . و الـوطنُ بقلبي يسكننـي
إنّـي بفـراقكَ يــا وطنـي . . لا روحاً تسكنُ في بدنــي

فالـروحُ بأرضــكَ بـاقيــــةٌ . . و أنـا في الغـربــةِ كالـوثنِ
إنّي لم أُخلَـقْ كي أحيـا . . إلا في حضنـكَ يـا وطنـــي


اصمتوا يا من تلونتم باسم الحب والعشق . .

اصمتوا . . اصمتوا . .

فليس هناك فراق لـ
حـب أقسى من . . الوطن!