صاحب السمو حاكم الشارقة يفتتح مخيم الأمل الثالث والعشرين
تحت شعار "بيئتي أمني وأماني
حق الأشخاص من ذوي متلازمة الشلل الدماغي في العيش
بأمن وأمان سوة بأخوتهم وأقرانهم من غير المعاقين
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية صباح اليوم الأحد 16 ديسمبر الجاري فعاليات مخيم الأمل الثالث والعشرين الذي تنظمه المدينة لغاية 20 ديسمبر الجاري تحت شعار (بيئتي... أمني وأماني) على أرضها في منطقة اليرموك بمشاركة واسعة من وفود دول مجلس التعاون الخليجي ووفد ضيف من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
حضر حفل الإفتتاح سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخ صقر بن محمد القاسمي الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف الشيخ محمد بن صقر القاسمي وكيل وزارة الصحة المساعد مدير منطقة الشارقة الطبية، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، سعادة أحمد ناصر الفردان أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، المستشار محمد ذياب الموسى المستشار في ديوان الحاكم، سعادة طارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية في حكومة الشارقة رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين، سعادة مروان جاسم السركال المدير التنفيذي لشروق وعدد كبير من مديري الدوائر المحلية والجامعات والهيئات والجهات الداعمة والمشاركة في مخيم الأمل الثالث والعشرين بالشارقة.
استهل حفل الإفتتاح بالسلام الوطني وتلاوة من آيات الذكر الحكيم تلاها الطالب خالد علي الصفي من وفد المملكة العربية السعودية بعدها قدم عريف الحفل المتطوع عبد الرحمن الحمادي كلمة المخيم رحب فيها بالحضور وقال:" إن مخيم الأمل بالشارقة فرصة مواتية وفريدة أتاحتها الشارقة منذ إنطلاقة أول مخيم في يناير 1986 واستمرت بثبات والمزيد من النضج والتطور، مؤكدا أن الهدف من المخيمات هو الترويح عن الأطفال من ذوي الإعاقات وتنمية مهاراتهم الإجتماعية وتطوير قدراتهم ومعارفهم وزيادة خبراتهم واعتمادهم وثقتهم بأنفسهم وفي الوقت ذاته توطيد الصلات فيما بينهم وتبادل الخبرات بين العاملين في المجال من مختلف الدول العربية.
وأشار عريف الحفل إلى أن مخيم الأمل هذه السنة مميز بإستضافته أطفال وأشخاص من ذوي الشلل الدماغي من دول مجلس التعاون الخليجي والوفد الضيف من الجزائر ويحمل رسالة مضمونها (بيئتي... أمني وأماني) وهو شعار يعكس حق الأشخاص من ذوي الإعاقة وخصوصا ذوي الشلل الدماغي في العيش بأمن وأمان في بيوتهم ومدارسهم ومراكزهم الخاصة وفي جميع الأماكن على اختلافها أسوة بأخوتهم وأقرانهم من غير المعاقين وهي مسؤولية لا تقتصر على فرد بعينه أو مركز محدد وإنما مسؤولية مجتمعية تقع على عاتق الجميع ومن واجب كل فرد في المجتمع أن يبذل ما باستطاعته ليساهم في تفعيل رسالة المخيم في حفظ حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة وحمايتهم من الإستغلال والإساءة والعنف وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة للجميع.
وجدد عريف الحفل الترحيب بالضيوف المشاركين من دول الخليج وخص بالذكر الوفد العربي الضيف من الجمهورية الجزائرية على أمل تحقيق الأهداف السامية للمخيم الحالي في دعم وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة وتأهيلهم لتمكينهم من المطالبة بحقوقهم وايصال رسالتهم وإسماع صوتهم وإقرار حقوقهم كما كفلتها لهم كافة القوانين والتشريعات.
بعد ذلك تم عرض فيلم عن المخيم الثاني والعشرين الذي أقيم العام الماضي تحت شعار (قراري اختياري) يحاكي أجمل اللحظات والأوقات الرائعة التي عاشها الأطفال من ذوي الإعاقة على أرض الإمارات الطيبة والتي تركت في نفوسهم ذكريات محفورة في قلوبهم ووجدانهم لا يطويها النسيان.
وفي السياق ذاته ألقت الأستاذة جواهر السويدي من دولة قطر كلمة الوفود المشاركة أوضحت فيها أهمية الإلتقاء في مخيم الأمل 23 لتوحيد الجهود والتكاتف بهدف تمكين الأشخاص من ذوي الشلل الدماغي وإسعادهم وزرع الأمل في نفوسهم والعمل على مناصرتهم وتمكينهم وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم من خلال الأنشطة والبرامج والورش المخطط لها بعناية ودقة من أجل تطبيق الشعار وتوضيح مضامينه واشراك جميع قوى المجتمع الفاعلة في تطبيقه والعمل بمضمونه.
بعدها قدم طلبة مدرسة الأمل للصم عرضا مسرحيا إيمائيا بعنوان صور تذكارية بمشاركة الفنان رامي مجدي واخراج محمد بكر يعكس الإبداعات والقدرات والمهارات التي يتمتع بها الطلبة الصم والتي برهنوا عليها بجدارة في الكثير من المجالات والفن والتمثيل جزء يسير منها.
وميز حفل الإفتتاح كلمة المتطوع سلطان محمد وهو اسم لامع في مخيم الأمل مشاركا ومتطوعا للعمل فيه منذ عدة سنوات استطاع بإرادته القوية أن يحقق النجاح في حياته الإجتماعية والمهنية وجدد العهد في الكلمة التي ألقاها على الحضور بإبداء استعداداته للمشاركة والعمل على إنجاح مخيم الأمل ودعم ومساندة الأشخاص من ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم الإنسانية والمجتمعية
وخلال حفل الإفتتاح كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة نخبة ممن دعموا مدينة الشارقة للخدمات الإنسانيةومخيم الأمل من الرعاة والداعمين والمساهمين من الجهات الحكومية والخاصة، ورواد العطاء والحائزين على وسام المدينة، وهي مبادرة من الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي لمنح وسام المدينة لشخصيات متميزة تقديرا لخدماتهم الجليلة وعطائهم المتميز ودعمهم المتواصل لبرامج مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأهدافها ورؤيتها في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات والوطن العربي.
وحصل على وسام المدينة كل من القائد عبد الله الخميس رئيس اللجنة الأمنية لمخيم الأمل وعبد اللطيف القاضي نائب القائد في اللجنة الأمنية للمخيم.
بعدها كرم صاحب السمو حاكم الشارقة نخبة من رواد العطاء الذين قدموا دعمهم المتواصل لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهمجمعية الشارقة التعاونية وتسلم التكريم وليد علي بن فلاح نائب رئيس مجلس الإدارة، خليفة جمعة النابودة رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات النابودة، مبارك عبد العزيز الحساوي وتسلم التكريم جمال العلمي الوكيل المفوض للمركز التجاري الكويتي، محمد عبد الرحمن البحر، بنك الشارقة، مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية وتسلم التكريم عبد الرزاق العبد الله الرئيس التنفيذي للمؤسسة، شركة الشارقة للأسمنت والتنمية الصناعية، مصرف الشارقة الإسلامي وتسلم التكريم سعادة محمد عبد الله الرئيس التنفيذي للمصرف).
كما كرم سمو رعاة المخيم والشركاء وهم: الأمانة العامة للأوقاف وتسلم التكريم الشيخ صقر بن محمد القاسمي الأمين العام رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، بلدية الشارقة وتسلم التكريم المهندس سلطان عبد الله المعلا مدير عام البلدية، شرطة الشارقة وتسلم التكريم اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، غرفة تجارة وصناعة الشارقة وتسلم التكريم سعادة سعيد عبيد الجروان النائب الثاني لرئيس مجلس الإدارة، مجلس الشارقة الرياضي وتسلم التكريم سعادة أحمد ناصر الفردان أمين عام المجلس، مواصلات الشارقة وتسلم التكريم سعادة عبد الله محمد الزري المدير العام، بنك الاستثمار وتسلم التكريم زياد النصولي نائب مدير البنك، مجموعة شركات جيبكا وتسلم التكريم الشيخ صقر بن خالد القاسمي المدير في المجموعة، شركة سوبرة وتسلم التكريم سعادة زياد سوبرة مالك ومؤسس الشركة، ومؤسسة الشارقة لتسييل الغاز (شالكو) وتسلم التكريم سعادة صالح علي العلي مدير عام المؤسسة.
بعدها تقدم أعضاء مجموعة لجنة أمن المخيم، بقيادة عبد اللطيف القاضي نائب قائد المجموعة،لرفع أعلام الدول المشاركة في المخيم وفق المراسم المتبعة مصحوبة بأنغام الفرقة الموسيقية لمدرسة الشرطة الإتحادية، ثم قام صاحب السمو حاكم الشارقة بجولة للإطلاع على الورش المصاحبة لحفل الإفتتاح والتعرف على الوفود المشاركين في المخيم وتحفيزهم وتشجيعهم على العطاء والإستمرار في خدمة هذه الفئة التي تستحق الدعم والمساندة والعمل على ضمان حقوقهم الإنسانية والمجتمعية وحرص سموه على إلتقاط صورة تذكارية مع المشاركين قبيل مغادرته أرض المخيم مودعا من كبار الحضور وجموع المشاركين.
وبهذه المناسبة أكدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي أن مخيم الأمل الثالث والعشرين هو فرصة لمشاركة أطفال الشلل الدماغي في برامج المخيم المخصصة لهم للترفيه والترويح والخروج من المجتمع المحلي إلى مجتمع أوسع لتعزيز قيمة الاندماج المجتمعي لذوي الإعاقة و ضمان حقهم في العيش باستقلالية وتوفير الأمن والأمان لهم أينما وجدوا وهو ما يجسد شعار المخيم لهذه السنة..
وأشادت المتطوعة أمل الخميس نائب اللجنة العليا للمخيم، بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وحرصه الدائم على تواجده ودعمه المستمر لإنجاح هذه الفعالية ومتابعة كافة البرامج والأنشطة التي تخدم فئة الأشخاص المعاقين وقالت :" نسعى هذه السنة إلى إدخال البهجة على قلوب أطفال الشلل الدماغي المشاركين من دول الخليج والجزائر ورسم البهجة على وجوههم كما سنركز على تمكينهم لأخذ قراراتهم باستقلاليتهم الذاتية وتوفير بيئة مثالية لهم معززة بالأمن والأمان ونقل هذه الرسالة لكافة أفراد المجتمع والأسر لضمان راحتهم والحد من التجاوزات ومظاهر العنف والمخاطر التي تلحق الأذى بهم وذلك بالتوجيه الصحيح وفق عاداتنا وثقافتنا وديننا والقوانين التشريعية التي نصت عليها الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ".
وفي نفس السياق أشاد الأستاذ عبد الله بوخالفة رئيس الوفد الجزائري وممثل الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين في جمعية البركة، بحسن الاستقبال والضيافة الأصيلة المتعارف عليها لدى دولة الإمارات الشقيقة وبالتنظيم المميز لمخيم الأمل وما قدمه من ترحيب وتنظيم للأطفال من ذوي الشلل الدماغي منذ وصولهم أرض الإمارات الطيبة وقال:" إن مشاركتنا في المخيم للمرة الأولى هي فرصة كبيرة لنا للتلاقي بإخواننا من دول مجلس التعاون الخليجي وتبادل الخبرات والمعلومات في كل مايخدم فئة ذوي الإعاقة، وأيضا هي فرصة للإطلاع على خدمات المدينة باعتبارها صرحا متميزا وفريدا من نوعه على مستوى الوطن العربي للأشخاص من ذوي الإعاقة والإستفادة من خبراتها الواسعة وهي بداية لتعزيز اواصر التعاون مستقبلا خاصة أن دولة الجزائر تولي عناية كبيرة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وذلك استنادا للقانون الذي أصدره فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية عام 2002 والذي ينص على إعطاء الأهمية الكاملة لفئة المعاقين في مختلف المجالات المجتمعية والوطنية وتفعيل قوانين حمايتهم وضمان حقوقهم الإنسانية والحياتية ".
كما وجه رئيس الوفد الجزائري شكره لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي على اهتماماتها القيمة بالمعاقين ولكل من يساهم في انجاح مخيم الأمل معربا عن سعادته وسعادة مرافقيه من أعضاء الوفد بهذه المشاركة مؤكدا أنها فرصة لتعزيز العلاقة بين البلدين وبحث التعاون في خدمة فئة ذوي الإعاقة، راجيا استمرارها بعقد شراكات متينة مع دول مجلس التعاون الخليجي والجزائر للارتقاء بخدمة الأشخاص المعاقين.
ومن جهتها أضافت الأستاذة جواهر السويدي رئيسة الوفد القطري أن مخيم الأمل مبادرة انسانية جليلة نظرا لما يحققه من نتائج وأهداف إيجابية، خاصة استفادة الأطفال المعاقين من الورش في تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم وقالت:"إن الأطفال ذوي الشلل الدماغي سعداء بمشاركتهم ومندمجين ومتحمسين لمفاجآت المخيم من خلال البرامج والأنشطة التي ستقام خلال الأسبوع وهي مناسبة لضمان حقوقهم وتوفير الحماية والأمان لهم وتشجيعهم على الإندماج المجتمعي بالإعتماد على الذات بعيدا عن التمييز بنشر ثقافة تقبلهم ودعمهم ومساندتهم للعيش بأمان".
وفي أجواء من السعادة والبهجة جمعت الوفود المشاركة تحت راية موحدة لمخيم الأمل حيث شارك الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بكل حماس في الورش المختلفة التي خصصت لتنمية مهاراتهم الذاتية في استخدام مختلف الأدوات والتعرف على الإمكانيات المتوفرة في الورش بالإضافة إلى إحساسهم بالمتعة والترويح من خلال أجواء المشاركة، وما يقدمه مخيم الأمل من فعاليات وأنشطة تساهم في كسر الروتين وتخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الأشخاص من ذوي الإعاقة خاصة أطفال الشلل الدماغي، كما يمنحهم أوقات مفعمة بالمرح والمتعة تجدد من حيويتهم وتقوي عزيمتهم لتحدي الإعاقة ما يساعدهم على الاندماج في الحياة المجتمعية بكل ثقة.
بعد ظهر اليوم من المقرر أن تنظم زيارة سياحية للوفود المشاركة في المخيم إلى واجهة المجاز وحضور فعاليات مهرجان الشارقة المائي كما يقام حفل السمر والترفيه مساء اليوم الأحد 16 ديسمبر الجاري على أرضية المخيم بمنطقة اليرموك.
مع تحيات قسم الإعلام بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية