دعوة لإفساح المجال لذوي الإعاقة للمساهمة في التنمية
برعاية سعادة الشيخة حصة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس المجلس الأعلى للأسرة، انطلقت مساء أمس فعاليات المؤتمر الدولي الخامس للتأهيل الدولي- الإقليم العربي بفندق فريج الشرق بالدوحة بمشاركة ممثلي عدد من الدول العربية وغير العربية.
وأكد خالد المهتار رئيس التأهيل الدولي–الإقليم العربي، أن الإعاقة ليست نقصاً ولا عيباً، بل حالة اختلاف بين البشر، تحتاج لتأمين المساواة مع باقي أفراد المجتمع في كافة جوانب الحياة.
وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إنّ الاهتمام بالإعاقة قضية أساسية في عملية التنمية ولا يجب إقصاء الأشخاص المعوقين من قبل المعنيين وأصحاب القرار، مشددا على أن أهداف الألفية للتنمية لن تتحقق بوجود مليار شخص معاق في العالم (وفق آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي) خاصة وأن الرقم مرشح للارتفاع بسبب الأزمات والفقر وعدم العناية، معتبرا أن الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة ما تزال دون المستوى لأسباب متعددة منها عدم تكافؤ الفرص، مما يفرض تكثيف الجهود لنشر وتعميم ثقافة عدم التمييز.
وقال المهتار، إن على الحكومات والمجتمع المدني مسؤولية في إزالة العوائق والعقبات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة الكاملة في جميع جوانب التنمية أسوة بباقي أفراد المجتمع»، موضحا أن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صدقت عليها حتى الآن 118 دولة أداة للتنمية، وعامل مساعد على تعزيز السياسات التنموية ذات الصلة بتنفيذ أهداف التنمية المتفَّق عليها.
وأشاد المتحدث باهتمام قطر بالأشخاص ذوي الإعاقة وتوفيرها إمكانات ضخمة في مجال خدمتهم أو تعزيز أوضاعهم في مختلف المجالات، منوها باحتضان قطر لهذا المؤتمر ورعاية سعادة الشيخة حصة بنت حمد آل ثاني رئيس المجلس الأعلى للأسرة له، آملا في الوقت نفسه أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتطبيق.
من جهتها، شكرت آن هوكر رئيسة منظمة التأهيل الدولي، رعاية سعادة الشيخة حصة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس الأعلى للأسرة، معبرة عن سعادتها بوجودها في قطر، وسرورها لترجمة النشيد الوطني لقطر للغة الإشارة في افتتاح المؤتمر، معتبرة ذلك تعبيرا عن اهتمام بذوي الإعاقة وإيمان بأهميتهم ودرهم في المجتمع.
ودعت في كلمتها بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر المشاركين إلى الشعور بالفخر بالدور العربي في منظمة التأهيل الدولي التي تدخل عامها الواحد والتسعين من عمرها في خدمة ذوي الإعاقة متخطية كل العراقيل، مشيدة في الوقت نفسه بشعار المؤتمر وتأكيده على إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في التنمية.
ونوهت هوكر إلى أن المشاركين في مؤتمر الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة المقرة سنة 2006 سيلاحظون التطورات الحاصلة بعد سنوات من التوقيع على الاتفاقية، وسيضع على عاتقها انتظارات وتوقعات الشعوب وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضحت المتحدثة أن منظمة التأهيل الوطني قطعت شوطا بعيدا، لكنه ما يزال هناك فقر في البلدان النامية يمس كذلك ذوي الإعاقة مما يرحمهم من المشاركة في تنمية بلدانهم بعدم استطاعتهم الانخراط في التنمية، مشيرة لاستمرار نظرة ذهنية سلبية في بعض المجتمعات لفئة ذوي الإعاقة، تحتاج لمجهود لتصحيحها.
وتمنت هوكر أن يتدارس المشاركون في المؤتمر ويبحثوا الطرق الكفيلة بتحقيق الأهداف المسطرة وإتاحة الخدمات العامة وضمانها لذوي الإعاقة وإشراكهم في التنمية، لافتة لأهمية الاطلاع على أفضل التجارب والأعمال المطروحة للمستقبل.
وأكدت المتحدثة أن أهم سبيل لتحقيق التقدم هو أن يقوم كل واحد من المعنيين بهذا المجال بكل ما في وسعه، والإيمان بالتأهيل لأنه إيمان بالإنسانية.
ودعت لمزيد من الجهد لمواجهة تحديات تطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة في العالم العربي وغيره، معتبرة أن الإعلام معني بالمساهمة في التوعية بتلك الحقوق والدعوة للحصول على خدمات أفضل لذوي الإعاقة.
إلى ذلك اعتبر شعيب شالكلن المقرر الخاص لشؤون الإعاقة في الأمم المتحدة، أن توقيع عدد كبير من الدول على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أمر يشعر بالارتياح نحو قضايا هذه الفئة.
وقال إن الأمم المتحدة تأمل زيادة عدد الدول التي ترغب في الانضمام للتصديق على الاتفاقية، مشيراً إلى استعدادهم لإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تقف حائلا أمام عدم تصديق بعض الدول.
وشدد المتحدث على أن ترجمة بنود هذه الاتفاقية لتصبح واقعا معيشا يشكل أوقى التحديات للأمم المتحدة.
وأكد المقرر الخاص لشؤون الإعاقة على ضرورة مشاركة ذوي الإعاقة في الحياة المجتمعية وأن يلعبوا دورا مهما وحيويا في مجتمعاتهم، والرفع من مستوى الوعي بحقوق هذه الفئة.
ونيابة عن وزير الشؤون الاجتماعية لدولة لبنان ورئيس مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب وائل أبو فاعور، ألقى سعادة السفير اللبناني لدى الدوحة، ألقى كلمة أكد فيها أن العمل الاجتماعي رسالة تختصر بمقوماتها وأبعادها ونتائجها صورة وطن، قائلا «وهذا الوطن نتمناه على امتداد العالم العربي نموذجا حافظا لسقف العدالة الاجتماعية ومبدأ تكافؤ الفرص»، مؤكداً أن الاهتمام على المستوى الدولي بالسياسات الاجتماعية باعتبارها محركا رئيسا لعمليات النمو بات ملازما لقناعة راسخة بوجوب الأخذ بمفاهيم التنمية البشرية المستدامة القائمة على اعتبار الإنسان ثروة وطنية وقيمة بحد ذاتها ينبغي العمل على تطويرها وتنميتها.
وسلط السفير في الكلمة الضوء على التجربة اللبنانية في التعامل مع ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن الإنجاز الحقيقي يتمثل في تحقيق الدمج الاجتماعي للأشخاص المعوقين كمسؤولية جماعية تحتاج إلى الكثير من الجهود وحشد الخبرات والطاقات.
وقال محمد عبدالرحمن السيد نائب رئيس التأهيل الدولي- الإقليم العربي، إننا نطمح إلى أن المؤتمر الذي يقام لأول مرة بقطر أن تتوافق مجهوداته مع سياسة الأمم المتحدة في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، وبما يتوافق أيضاً مع الاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الإعاقة، لأن شعار المؤتمر هو نفس الشعار الذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2011 بمناسبة اليوم الدولي للإعاقة، مما يؤكد مصداقية التأهيل الدولي وحرصه على تفعيل جهود الأمم المتحدة في مجال ذوي الإعاقة على مستوى الوطن العربي.
وأضاف في تصريح لـ «العرب»، نحن واثقون كل الثقة في تحقيق أهداف التأهيل والتأكيد على أهمية محور التنمية بكل مناحيها، ونأمل أن يخرج المؤتمر ببعض التوصيات التي من شأنها ترجمة أهداف الأمم المتحدة والتأهيل الدولي واهتماماتهما على المستوى العربي.
وسيتدارس المشاركون في المؤتمر المذكور اليوم وغدا 36 ورقة عمل موزعة على 12 جلسة بمشاركة ممثلين عن الجهات المعنية بذوي الإعاقة بقطر وممثلين لدول عربية وغربية من فلسطين، مصر، الجزائر، الأردن، السعودية، الإمارات العربية، السودان، لبنان، ليبيا، تونس، سلطنة عمان، أميركا، الهند، كندا، والنرويج.
http://www.alarab.qa/details.php?iss...9&artid=209292