«120» عملية زراعة قوقعة بـ «حمد الطبية».. والنجاح «%100»


كشف الدكتور عبدالسلام القحطاني استشاري ورئيس قسم الأنف والحنجرة وجراح زراعة القوقعة عن إجراء 120 عملية زراعة قوقعة منذ بداية برنامجه بمؤسسة حمد الطبية.. مشيرا إلى أن نسب النجاح في جميع العمليات كانت 100%، ويبلغ نسبة القطريين منها 60%.

وقال خلال مؤتمر صحفي – ضم د.عبد السلام القحطاني، والدكتور خالد عبد الهادي رئيس وحدة السمع والتوازن والسيدة منال السليطي رئيس التنمية الاجتماعية، والسيدة خالدة مصطفى أخصائية تمكين بالهلال الأحمر بمناسبة إجراء عملية قوقعة سمعية للطفلة مريم هداية الله بدعم من الهلال الأحمر القطري – إن مؤسسة حمد الطبية منذ انطلاق البرنامج من 10 سنوات لم تأل جهدًا في دعم برنامج زراعة القوقعة المكون من فريق المتخصصين في الجراحة والسمعيات والنطق والأشعة الذين يقومون بدراسة الحالات التي تحتاج للزراعة وتتخذ بشأنها الإجراءات اللازمة للفحوصات والتحضير للعملية كما أن هناك لجنة تنظر في الحالات الإنسانية وتصدر التقارير لأسرة المريض لتقديمها لأهل الخير والجهات الخيرية لأن سعر الجهاز يتعدى 75 ألف ريالـ. %.

وأضاف: نظرًا للسمعة العالية التي حظي بها البرنامج فقد طلبت 20 حالة من خارج قطر القدوم إلى دولتنا لإجراء العملية على نفقتهم من السعودية واليمن والإمارات وفلسطين والسودان والمغرب، فزراعة القوقعة نقلة نوعية للحالات التي فقدت سمعها حيث إننا أمام حالة نريدها أن تسمع وتدرك ما تسمع ثم تتعلم ما تتكلم به لتصل إلى مرحلة التواصل مع محيطها وتدخل المدرسة وتكمل حياتها بشكل طبيعي، وهناك من الحالات من لا نستطيع تميزه عن الشخص الطبيعي وبهذه الطريقة قد نكون أرجعنا السمع والكلام بعملية واحدة.

وأوضح د.عبدالسلام أن برنامج زراعة القوقعة يمر بثلاث مراحل أولاها التأكد أن المريض يعاني من فقدان سمعي حسي عصبي من خلال فحوصات وحدة السمع والتوازن ثم يقوم الجراح بفحص الأشعة بالرنين المغناطيسي والمقطعية للتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية في مجرى السمع التشريحي والكشف عن أمراض مصاحبة وتنتهي هذه المرحلة عند الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لمعرفة معامل الذكاء ومدى قدرة المريض وأسرته على مواصلة العملية العلاجية التي تستغرق 3-5 سنوات وحينها نتخذ القرار للإجراء الجراحي.. أما المرحلة الثانية فيتم فيها تنويم المريض بمستشفى الرميلة لمدة 3 أيام، وتستغرق العملية من 2-3 ساعات ويعطى بعد شهرا موعدًا لاستشاري السمع لفتح الجهاز والدخول في المرحلة الثالثة التي يكون فيها التدريب السمعي الكلامي والبرمجة حسب حالة كل طفل، وثمن د.عبد السلام جهود الهلال الأحمر القطري في دعم حالات هؤلاء الأطفال وأتمنى من الجميع أن يحذو نفس الطريقة التي تكون سببًا في تحول حالة إنسان من السكون إلى النطق.


تخفيف المعاناة


وقال د.خالد عبدالهادي عضو لجنة المساعدات الداخلية بالهلال الأحمر إن التعاون بين مؤسسة حمد الطبية والهلال الأحمر يهدف إلى تخفيف المعاناة عن المرضى الذين لا يجدون ممولا لعلاج حالاتهم بداية من توفير الأدوية ومرورًا بالأجهزة الطبية وانتهاء بالعمليات الجراحية، وقد انبثقت فكرة مشروع صندوق إعانة المرضى من حاجات المجتمع في قطر، وبناء على دراسات حول أهمية مساعدة الفئات المحتاجة للدعم المادي والمعنوي ضد الأمراض التي تؤثر على حياة الإنسان كما أن تمكين أهل الخير من المساهمة في تقديم عمل إنساني بالتخفيف عن المرضى المحتاجين يحقق التكافل الاجتماعي ويرسخ معاني التآخي والتآزر بين الجميع انطلاقًا من مبادئ الشريعة الإسلامية، وهو دور يحسب للهلال الأحمر القطري.

وتحدثت والدة الطفلة مريم هداية الله التي تبلغ من العمر سنة وثمانية أشهر وهي مسرورة للتحول الذي حدث لطفلتها إزاء ردة فعلها للأصوات من حولها بعد أن كانت معدومة بفضل تضافر جهود الفريق الجراحي في مؤسسة حمد الطبية والهلال الأحمر الذي تكفل بكافة مصاريف العملية، وقالت: بعد الولادة تم فحص سمع ابنتي البرنامج الوطني للكشف المبكر عن ضعف السمع وكانت النتيجة غير ناجح لكنني اكتشفت أن هناك مشكلة سمعية لابنتي لأنه لم يزعجها جرس هاتفي وهي نائمة، وأعطيت موعدًا للفحص مرة أخرى عند بلوغها شهرين فشخصت أنها تعاني من ضعف السمع، ووضع لها سماعتان في وحدة السمع والتوازن استمرت أكثر من ستة أشهر ولم تتحسن حالة ابنتي حينها أبلغت بأنها تحتاج لزراعة قوقعة وطرقت أبواب الخير لأنها تفوق مقدرتنا المادية، وتقدمت بأوراقي للجمعيات الخيرية فاتصل بي الهلال الأحمر القطري يبلغني أنه على استعداد للتكفل بعملية مريم، والحمد الله أجريت العملية بنجاح وأعجز عن شكر كل من وقفوا بجانبنا وساعدونا ليرجع لابنتي سمعها كما أحث أهل الخير في قطر على مساعدة هؤلاء الأطفال لإجراء عملية واحدة تجعلهم يسمعون ويتكلمون بشكل طبيعي.


شروط بحثية


من جانبها قالت السيدة منال السليطي رئيس التنمية الاجتماعية بالهلال الأحمر إن مشروع التمكين الصحي هو أحد برامج التنمية الاجتماعية، ويهدف إلى توفير الدواء والخدمات الصحية اللازمة للمرضى داخل دولة قطر حيث يقوم صندوق إعانة المرضى بتغطية تكاليف العلاج والعمليات الجراحية جزئيا أو كليًا وتأمين المعينات الطبية كما يساهم في صرف تذاكر سفر للعلاج خارج دولة قطر للمرضى الذين لا يتوافر لهم علاج داخل الدولة، وذلك وفق شروط بحثية معينة حيث قام الصندوق باستقبال أكثر 567 حالة مرضية للعام 2011-2012 وقد تمت مساعدة أكثر من 200 حالة منهم يعانون من أمراض القلب، والأمراض السرطانية بجميع أنواعها، وزراعة قوقعة الأذن، وزراعة الكبد، وأمراض الكلي، والثلاسيما، وغيرها من الأمراض. والمحتاجين للأطراف الصناعية، والسماعات طبية.

وأضافت أن حالة الطفلة مريم هداية الله من ضمن 4 حالات إنسانية وردت إلى صندوق إعانة المرضى بالهلال الأحمر القطري، وتمت تغطية تكاليف علاجها كاملا حيث إنها ولدت وهي فاقدة للسمع، ووالدها من ذوي الدخل المحدود لا يتجاوز راتبه 2.500 ر.ق في حين أن تكلفة عملية زراعة القوقعة المطلوبة لابنته مريم 92.000 ر.ق، وبفضل من الله أجريت العملية التي تكللت بالنجاح واستطاع الهلال بمساعدة الفريق الطبي الذي أجرى لها العملية إدخال الفرحة إلى قلبها وقلب ذويها.

وأكدت السيدة خالدة مصطفى - أخصائية تمكين صحي بالهلال الأحمر - أن الإستراتيجية العامة للهلال الأحمر القطري تتبنى قضايا المناصرة الإنسانية وتحسين حياة الضعفاء والمستضعفين من خلال مشروع التمكين الصحي ليكون مظلة اجتماعية تدعم أكبر قدر ممكن من الشرائح الاجتماعية الضعيفة العاجزة عن تغطية تكاليف العلاج داخل أو خارج البلاد.


http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews6&pge=7