تواصل فعاليات ملتقى المنال الإعاقة والاعلام الاجتماعي...نشر ثقافة العمل التطوعي باستخدام وسائل الاعلام الاجتماعي...توظيف الإعلام الاجتماعي كرديف للإعلام التقليدي في نشر الوعي والدفاع عن حقوق المعاقين


أسامة نديم مارديني - معاق نيوز - الامارات




تواصلت مساء أمس الاثنين 21 مايو الجاري وصباح اليوم الثلاثاء 22 مايو الجاري فعاليات ملتقى المنال ( الإعلاقة والإعلام الاجتماعي) والذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بحضور عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة والاختصاصين والمهتمين والإعلاميين من مختلف دول الوطن العربي.

وفي تفاصيل فعاليات يوم أمس عقدت الجلسة الثالثة التي أدارتها الأستاذة جميلة اسماعيل محررة صحفية في جريدة البيان ومجلة أرى التي تصدر عن مؤسسة دبي للإعلام وكانت بعنوان (الأبعاد الحقوقية للإعلام الإجتماعي ماله وما عليه)، وركزت على حق الأشخاص من ذوي الإعاقة في استخدام الإعلام الإجتماعي والإجراءات المسهلة لإستخدامه والوصول إليه من خلال المواثيق والإتفاقيات الدولية والقوانين المحلية في بعض الدول العربية استعرضت فيها ثلاث أوراق عمل بمشاركة كل من الأستاذ عدنان العابودي عضو لجنة صياغة الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ومنسق برامج المناصرة والتوعية في المجلس الاعلى لشؤون الأشخاص المعاقين بالمملكة الأردنية الهاشمية الذي تحدث عن "الأبعاد الحقوقية للإعلام الإجتماعي" وأشار إلى واقع العلاقة بين الإعلام وقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة والتوظيف الإعلامي للإتفاقية الدولية لحقوق المعاقين وقال:" إن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة تتضمن عدم التمييز وتكفل المساواة مع غيرهم وهي صفة يجب على الجميع الإلتزام بها" ، كما تطرق إلى بنود الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة والتي تعكس رؤية إنسانية مشتركة وترتكز على البعد الإجتماعي للتنمية كما تحمل نظرة واسعة للمفهوم الحقوقي للإعاقة ومن مبادئها المشاركة الكاملة والفاعلة لذوي الإعاقة واندماجهم في المجتمع بحرية واستقلالية.

وأوضح العابودي الإجراءات الواجب اتخاذها لإحداث التغيير المرغوب فيه في تبني السياسات واقرار التشريعات وتثقيف الأشخاص المعاقين والمجتمع والمنظمات العاملة في مجال الإعاقة حول المنهج الحقوقي مؤكدا على ضرورة تغيير الصورة النمطية والتقليدية للأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال تفعيل دور الإعلام في دعم ومساندة قضايا الإعاقة وقال :" إن الهدف من تفعيل الإتفاقية الدولية لحقوق المعاقين هو الوصول إلى عالم خال من العوائق والعقبات التي تتيح لكافة أفراد المجتمع فرصا متكافئة للمشاركة الكاملة وبدون تمييز".

وإلى جانبه قدمت الدكتورة سنا أحمد الحاج رئيسة دائرة الدراسات والبحوث في وزارة الاعلام بالجمهورية اللبنانية ـ مديرية الدراسات والمنشورات قدمت ورقت عمل بعنوان :" الإعلام الاجتماعي وذوي الإعاقة بين الحقوق والواقع" أوضحت فيها دور وأهمية الإعلام الاجتماعي بقدرته على الوصول إلى أكبر عدد من الأفراد والتأثير فيهم لإحداث التغيير على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي وخلق رأي عام حول القضايا والمشاكل المجتمعية بما فيها الإهتمام بقضايا الإعاقة.

وأوضحت أن وسائل الإعلام الإجتماعي أحدثت ثورة جذرية في حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة عموما وذوي الإعاقة البصرية بشكل خاص حيث سمحت لهم بإندماج أفضل وقالت سنا الحاج: " إن وسائل الإعلام الإجتماعي مهمة لذوي الإعاقة لتعزيز حرية التعبير عن أفكارهم واستخدامها كوسيلة وأداة لإيصال رسائلهم وأرائهم إلى أكبر شريحة ممكن من الناس، بالإضافة إلى زيادة معارفهم ومفاهيمهم وهذا يعني زيادة في استقلاليتهم دون حواجز الإعاقة والحركة والإنتقال".

بعدها قدم الدكتور دريس لكريني أستاذ العلاقات الدولية والحياة السياسية في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمملكة المغربية ورقة عمل بعنوان:" الإعلام الإجتماعي والسياسات العمومية في المغرب" أكد فيها أن شبكات التواصل الاجتماعي أتاحت إمكانيات كبيرة أمام الأشخاص من مستويات ثقافية وعلمية متباينة من أجل التواصل والتعبير عن الآراء والمواقف إزاء قضايا مختلفة.. وأمام عجز الكثير من وسائل الإعلام التقليدية عن مواكبة التحولات الاجتماعية وقضاياها الملحة بصورة موضوعية؛ أضحت هذه الشبكات تعج بالمواقف والآراء الجريئة؛ بصورة جعلتها منبرا للدفاع عن الحقوق والحريات والتعريف بمختلف المشاكل الاجتماعية.

وقال الدكتور لكريني: " إن شبكات التواصل الاجتماعي فرضت نفسها بقوة داخل الفضاء الإعلامي؛ بالنظر إلى قدرتها على التأثير في الرأي العام؛ وتوجيه الأحداث.. ولذلك أصبحت الكثير من الشركات الكبرى تتوجه إلى تنظيم برامج تدريبية لموظفيها في مجال الإعلام الاجتماعي وعيا منها بأهميته الراهنة وبمردوديته الإيجابية على مهامها وانتشارها، وإدماج وتمكين الأشخاص المعاقين - حتى يكونوا قادرين على خدمة أنفسهم والمساهمة في تنمية بلدهم- هو مطلب يعبّر عن أهمية الاستثمار في العنصر البشري؛ وينسجم مع الحق في التنمية الذي أكدت عليه مختلف الاتفاقيات الدولية والدساتير الوطنية".

وأضاف أن ما يدعم أداء شبكات التواصل الاجتماعي على مستوى دعم قضايا المعاقين هو القدرة على الاستثمار الجيد والموضوعي للحرية التي تتيحها شبكة الأنترنت في هذا الصدد؛ بصورة موضوعية بعيدة عن التحريض والابتذال ونشر الكراهية من جهة، والتحديد الدقيق للأهداف المرجوة من جهة ثانية.

وقدمت آخر ورقة عمل لليوم الأول لملتقى المنال الأستاذة منى الحمادي موظفة بالهيئة الاتحادية للكهرباء والماء بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان:" الأبعاد الحقوقية والقانونية للإعلام الإجتماعي في الإمارات وقالت:" إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر من الدول العربية الرائدة في مجال استخدام الحاسب الآلي والانترنت ما جعلها تتقدم على دول المنطقة في مجال الأعمال الإلكترونية بما في ذلك التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية وقد عزز هذا الموقع المتقدم للدولة في مجال الأعمال الإلكترونية الكم الهائل من التراكمات العلمية المتمثلة في البحوث العلمية التي نفذت في هذا المجال واللقاءات العلمية المحلية والدولية التي نُظمت، ناهيك عن المؤسسات التعليمية والمعاهد التدريبية المتخصصة التي توافرت في الدولة كل ذلك أفضى إلى إصدار عدد من التشريعات المنظمة للأعمال الإلكترونية على المستوى الاتحادي والمستويات المحلية.

وأضافت أن في ظل تزايد المعلومات في العصر الحديث أصبحت المعلومات تمثل مصدر قوة وتميز لمن يمتلكها ولمن يستطيع الوصول إليها لتحقيق الأهداف الإجتماعية وتعتبر وسائل الاعلام الاجتماعي احد أهم مصادر المعلومات الرئيسية التي يعتمد عليها الافراد في عصرنا الحديث.


رحلة إلى القصباء


وعصر أمس أيضاً توجه ضيوف الملتقى بصحبة سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ومنظمي الملتقى إلى قناة القصباء، هذا المعلم الحضاري الجميل الذي تفخر به إمارة الشارقة والذي يتمتع بالإطلالة الساحرة والمرافق البديعة ولعل من أبرزها (عين الإمارات) التي استضافت ضيوف الملتقى وألقوا من خلالها نظرة من على أرض الشارقة ومعالمها الباسمة.

بعد ذلك ركب ضيوف الملتقى في القوارب وقاموا بجولة في أرجاء بحيرة خالد في أجواء ودية ساعدت على تعميق التعارف بين الأشخاص من ذوي الإعاقة والاختصاصيين الذين قدموا من مختلف الدول العربية، فكانت بحق فرصة طيبة للتعارف وتمتين أواصر الصداقة والأخوة فيما بينهم، لبوا بعدها دعوة سعادة الشيخة جميلة القاسمي رئيسة اللجنة العليا المنظمة للملتقى لتناول طعام العشاء في مطعم شبابيك.


انطباعات


نواف الكويكبي المشرف التربوي في معهد التربية الفكرية ومراسل مجلة المنال في مدينة القريات في المملكة العربية السعودية أكد أن الانطلاقة التي شهدها ملتقى المنال فاقت جميع التوقعات إن كان على صعيد حفل الافتتاح أو على صعيد المناقشات وأوراق العمل وما تم طرحه من أفكار أنبأت بالمستوى الراقي الذي يسير باتجاهه الملتقى بفضل الجهود الكبيرة التي يبذله جميع القائمين عليه وفي مقدمتهم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وذكر الكويكبي أنها المرة الأولى التي يشارك فيها في ملتقى المنال آملاً أن تتبعها مشاركات أخرى في الأعوام القادمة، لأنه ومنذ اليوم الأول للملتقى لاحظ مدى الأهمية التي يتضمنها الملتقى في طروحاته القيمة والمفيدة والتي تصب في مصلحة الأشخاص من ذوي الإعاقة، كما أن الرحلة في قناة القصباء كانت جميلة إلى حد كبير واستمتع الجميع بوقته مع التعرف على هذا المعلم الحضاري البارز.

الأستاذ جعفر العباد مدرس تربية خاصة في مدرسة الرميلة الابتدائية في الإحساء بالسعودية عبر عن سعادته بالانطلاقة المميزة لملتقى المنال وخاصة الأفكار الجديدة التي تضمنها فيما يتعلق بالإعلام الاجتماعي وارتباطه بقضايا الأشخاص المعاقين ، ومدى الفائدة التي يحققها هذا الإعلام بالنسبة لهم نظراً لسرعة انتشاره في جميع أرجاء العالم.

وقال الأستاذ جعفر: إن ملتقى المنال من أهم الملتقيات التي تعنى بقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة ليس على مستوى الوطن العربي وحسب، وإنما على مستوى المنطقة ككل، والإقبال الذي يشهده يدل على ذلك بكل تأكيد، كما أن الأجواء الأخوية التي يمتاز بها تجعل جميع المشاركين فيه يشعرون أنهم بين أهلهم وناسهم.

وقد أعرب مدرس التربية الخاصة عن عميق سعادته بالرحلة التي قام بها مع زملائه في قناة القصباء متوجهاً بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المساهمين في تنظيم فعاليات الملتقى لأنه يدل على خبرة مميزة في هذا المجال، كما تمنى أن تكلل جميع العاليات بالنجاح والتوفيق.

الدكتورة سنا أحمد الحاج رئيسة دائرة الدراسات والبحوث في وزارة الاعلام اللبنانية أثنت على فكرة الملتقى المبتكرة والحداثوية غير المسبوقة في هذا المجال، فضقية الإعاقة والإعلام الاجتماعي لم يتم التطرق لها من قبل، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على بعد النظر الذي يتمتع به القائمون على هذه الفعالية.

وأشارت الدكتورة سنا إلى أن الإعلام الاجتماعي بات ذا انتشار واسع إلى أبعد الحدود في جميع أرجاء العالم ، وتسخير هذا الإعلام لخدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة لا بد أن يكون في قائمة الأولويات بالنسبة لمختلف المراكز والمؤسسات العاملة مع المعاقين.

واغتنمت الدكتورة سنا هذه الفرصة لتبارك لفريق عمل مجلة المنال انتقالها لتكون إلكترونية الأمر الذي يؤسس لمرحلة جديدة لا تنفصل عن الماضي بل تبني وتضيف عليه لتكون المنال مجلة الأشخاص من ذوي الإعاقة وباقي شرائح المجتمع أيضاً وبالتالي الانطلاق نحو فضائ أرحب وأكثر فائدة.


جلسات اليوم الثاني للملتقى


ضمن فعاليات الملتقى في يومه الثاني الثلاثاء 22 مايو الجاري عقدت ثلاث جلسات ناقشت محور الإعلام الإجتماعي والأشخاص من ذوي الإعاقة وذلك بإستعراض تجاربهم العملية مع وسائل الإعلام الإجتماعي ومدى تأثيره على حياتهم وكيفية الإستفادة منه، من خلال نماذج موجودة على أرض الواقع ومقترحات ومبادرات قابلة للتبني والتطبيق.


الجلسة الأولى


وجاءت الجلسة الأولى بإدارة الأستاذة كلثم عبيد المتطوعة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومديرة نادي الثقة للفتيات بالشارقة، قدمت فيها الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر مستشار التربية الخاصة لعدد من المواقع على شبكة المعلومات وبعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بجمهورية مصر العربية ورقة عمل بعنوان " دراسة وصفية تحليلية لإستخدامات "تويتر" في تناول قضايا الإعاقة في بعض الدول العربية" وأكدت أن التويتر يعد من أهم وسائل الإعلام الاجتماعي ومن أفضل شبكات التواصل الاجتماعي وأفضل مواقع التعليقات القصيرة وقالت: "إن الدراسة تستهدف وصف وتحليل لبعض استخدامات تويتر في تناول قضايا الإعاقة في بعض الدول العربية ، وتعد هذه الدراسة استكشافية للتعرف على واقع استخدمات تويتر كأحد وسائل الإعلام الاجتماعي في قضايا الإعاقة، ويبدو أن الإسهام العربي في المحتوى الرقمي لازال دون المستوى المأمول على الرغم من الدور الذي يمكن أن يؤديه في تمكين الأشخاص المعاقين"

كما أوصت بتشجيع ودعم استخدام تويتر لكل الأفراد، خاصة الأشخاص من ذوي الإعاقة حيث أن الخبرات المتاحة للتعلم والاستفادة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي متعددة ومتنوعة وأيضا أشارت إلى دعم مشاركة المرأة في وسائل الإعلام الإجتماعي حيث أظهرت الدراسات العربية والدولية ضعف مشاركة المرأة في المحتوى الرقمي العربي مقارنة بالرجل.

بعدها قدم الأستاذ فهيم سلطان القدسي رئيس تحرير نشرة المعرفة الصادرة عن جمعية المعاقين حركيا بالجمهورية اليمنية ورقة عمل بعنوان " دور الإعلام الإجتماعي في نقل صورة الأشخاص من ذوي الإعاقة" أوضح فيها أهمية الإعلام الاجتماعي كونه احدث نقله نوعية وكبيرة في مجال الإعلام ووصل الأمر بالإعلام الحديث إلى مستوى أصبح هو الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، كما أوجد معياراً أخلاقياً عالي المستوى يدخل بشكل مباشر في المبادئ الإنسانية.

وقال:" إن الإعلام الإجتماعي يشِّكل سلطة معرفية وأخلاقية فتحت أفاقا للأشخاص من ذوي الإعاقة للتعبير بحرية بعيدا عن الرقابة وبمساحة واسعة ومفتوحة لمناقشة مختلف القضايا والأمور التي تهم شؤونهم بمنتهى الحرية المطلقة خاصة أنه يسهم في توعية المجتمع وأيضا ينقل صورة حقيقية وصادقة عن تحديات المعاقين ويبرز قدراتهم لكافة أفراد المجتمع".

وعن دور الإعلام الإجتماعي في نقل وتفعيل وإبراز قدرات ذوي الإعاقة أضاف الأستاذ فهيم القدسي أن الإعلام الإجتماعي يعتبر جزءا مهما في إيصال الرسالة الإعلامية حيث يركز على الصعوبات والتحديات التي تواجه ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم، لاسيما وأن ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات في ممارسة حقوقهم الحياتية من خلال التوعية بكافة هذه القضايا عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.

وفي السياق نفس السياق قدمت الأستاذة منار الحمادي ورقة عمل بعنوان "استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي بين الواقع والطموح" تحدثت فيها عن فوائد الإعلام الإجتماعي بإعتبارها وسائل تساهم في تقوية العلاقات الأجتماعية وتكوين الصدقات وأيضا تساعد على اكتساب مهارات وخبرات وثقافات جديدة، كما اشارت إلى معوقات استخدام المكفوفين لوسائل الإعلام الإجتماعي حيث صغر حجم خط الفيس بوك والتويتر لا يتانسب مع البرامج والأجهزة التي يستخدمها ضعاف البصر، ودعت إلى أهمية تطوير برامج الإعلام الإجتماعي لتتناسب مع الربرامج التب يستخدمها ضعاف البصر والمكفوفين لتكون هذه الوسائل متاحة للجميع وقالت:" الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية كغيرهم لهم الحق في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي والإستفادة من خدماته لذلك يجب تطوير كافة البرامج التي تمكن الكفيف من استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي بدون أي صعوبات ".

واختتم الجلسة الأولى لملتقى المنال الأستاذ خالد الهاجري مستشار جمعية العمل التطوعي لشؤون الإعاقة وناشط حقوقي بمجال الإعاقة وممثل المجموعة السعودية لدعم مرضى الصُلب المشقوق بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث قدم ورقة عمل بعنوان "تجربة المعاقين السعوديين في الإعلام الجديد" وأوضح أن السعودية تعتبر ثاني أكبر سوق لشبكة الفيس بوك في المنطقة العربية بعد مصر حيث يبلغ عدد السعوديين المستخدمين للفيس بوك ما يقارب 5 ملايين مستخدم سعودي لا تتجاوز أعمار نصفهم عمر 25 سنة ، كما تتصدر السعودية قائمة المستخدمين الناشطين في العالم العربي على موقع تويتر.

وتحدث الأستاذ خالد الهاجري عن دور وسائل الإعلام الجديد في مناصرة قضايا الإعاقة وقال: " إن الإعلام الجديد هو بمثابة المحامي في هذا العصر ويجب توعية فئة ذوي الإعاقة باستخدام هذه الوسائل والمشاركة الفاعلة لحشد المناصرين في الشبكات الاجتماعية ليكونوا صوت لذوي الإعاقة ورصد جميع الانتهاكات التي تحدث بحقهم" .

كما دعى جميع الجهات العاملة مع ذوي الإعاقة في تفعيل شبكات التواصل الإجتماعي لتعزيز دمج ذوي الإعاقة وفتح لهم أفاقا جديدة للإرتقاء بقضايا الإعاقة في جميع المجالات .

وفي مداخلة الأستاذة فتحية الشكيلية اختصاصية تربية خاصة بسلطنة عمان تحدثت عن الإعلام الإجتماعي والتربية الخاصة أكدت فيها الدور الفعال لهذه الوسائل في التربية الخاصة وقالت :" تساهم وسائل الإعلام الإجتماعي في خلق رأي عام ملم بقضايا لاذوي الإعاقة وتوعية وترشيد الأسرة لتتعايش مع طفلها المعاق وأيضا تساعد في توعية ذوي الإعاقة في كافة أمورهم الحياتية إلى جانب تعريف كافة المؤسسات المجتمعية بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة".


الجلسة الثانية


وفي السياق نفسه تضمنت الجلسة الثانية محور تجارب الأشخاص من ذوي الإعاقة في مجال الإعلام الاجتماعي وأدارت الجلسة الأستاذة هيفاء كيلاني مقدمة ومعدة برامج بتلفزيون الشارقة قدم فيها الأستاذ أحمد نجيب وهو يعمل بشكل حر مع مختلف وكالات الإعلان والإنتاج الإعلامي بجمهورية مصر العربية تجربته كمصور أصم مع الإعلام الاجتماعي وتحدث عن المهارات التي إكتسبها من خلال هذه التجربة خاصة بعد فوزه بالمركز الثالث فبي مسابقة تصوير ضوئية على مستوى مصر ومدى الشعبية التي حققها من خلال مشاركته الفعالة في مواقع وشبكات الإعلام الإجتماعي.

بعدها قدم الأستاذ عبد السلام شليبك عضو اللجنة البارالمبية الليبية تجربته في الإنطلاق نحو الإحترافية في استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي عن طموحه قال: " طموحي أن ادرس بشكل احترافي في تخصص ( تصميم مواقع وغرافك ديزاين ) واعترف أني حتى الآن في بداية مشواري بهذا الجانب ، وأيضا أطمح أن أشارك واساهم في أنشاء موقع خدمي كبير بالعالم العربي لصالح ذوي الإعاقة وشعاري في الحياة هو من مقولة شكسبير ( أكون أو لا أكون)".

ومن جهته قدم الدكتور إبراهيم سالم معد ومقدم برامج في الإذاعة المصرية تجربته وسر نجاحه في مواقع التواصل الإجتماعي وقال: "بوصفى إعلامى متخصص فى قضايا ذوي الاعاقة وفى نفس الوقت صاحب قضية إعتمدت بشكل كبير على مواقع التواصل الإجتماعى مثل الفيس بوك والتويتر واليوتيوب فى إعداد برامجى الإذاعية والتليفزيونية وكانت هذه المواقع بالنسبة لى الإلهام الحقيقى لأنها تتضمن آلام وأمال الأشخاص المعاقين فى مصر وفى العالم العربى، وفى نفس الوقت هى بمثابة بنك للافكار والمبادرات الجيدة والجديدة"، وأضاف أن الإعلام الإجتماعي هو بمثابة المرآة التى ينظر الى نفسه فيها لكى يقيم أعماله الإذاعية والتليفزيونية.

بعدها قدمت الأستاذة لبنى صميدة ناشطة في قضايا الإعاقة بالجمهورية التونسية ورقة عمل بعنوان " نريد إعلاما لنا وليس إعلاما حولنا" وقالت :" للإعلام الاجتماعي دور ايجابي في إنجاح عديد التجارب ونتمنى عليه أن يكون له نفس الدور الايجابي لإحداث التغير في حياة الأشخاص من ذوى الإعاقة بإظهار الجوانب الايجابية في شخصياتهم وابتكار حلول لمشاكلهم حتى نشعر أننا نعيش زمن العدالة الاجتماعية والفكرية".

وفي مداخلة الأستاذ محمد أبو طالب مدرب كمبيوتر بجامعة سوهاج في جمهورية مصر العربية قدم تجربته في مجال مواقع التواصل الاجتماعي وقال:" انا كفيف البصر ودخلت عالم مواقع التواصل الاجتماعي واستخدمت برامج الياهو والهوتميل والسكايب وأصبحت قادر على استخدام وسائل الإعلام الإجتماعي بشكل أسهل وقمت بعمل محاضرات صوتية لإخواني من ذوي الإعاقة البصرية".

وفي ختام الجلسة الثانية قدم الأستاذ فهد الرشيدي معلم بمدينة المجمعة بالمملكة العربية السعودية مداخلته حول أهالي ذوي الإعاقة في الإعلام الإجتماعي وعن دور تويتر في دعم قضايا الإعاقة قال:" أتاحت هذه الوسائل ترابطا شعبيا كبيرا بأقل كلمات ممكنة وأصبح العالم كله كتلة واحدة تربطها هذه الكلمات وأسهم موقع التواصل تويتر في دخولي أنا وأبني محمد من ذوي الإعاقة الحركية عالم ذوي الإعاقة من جميع أبوبه وساعدني في تكوين علاقات واسعة والتعرف على الأشخاص من ذوي الإعاقة والوصول إلى الكثير من الحلةل التي ساعدت أبني المعاق على تجاوز الكثير من المصاعب خاصة في العلاج والبحث في عدة مجالات وتخصصات التي تهم شؤون الإعاقة على المستوى العربي والدولي".


الجلسة الثالثة


الجلسة الثالثة في اليوم الثاني من أيام الملتقى تمحورت "تجارب مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة " قدمت من خلالها ورقة عمل عن "دور الشباب الجامعي في نشر ثقافة التطوع الإفتراضي" للدكتور وجيه الدسوقي عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ تلتها ورقة بعنوان "دور الإعلام الاجتماعي في تسويق مدارس تعليم السباحة" للدكتورة نادية شوشه أستاذ السباحة بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق، فيما تحدث السيد أبوبكر الأنصاري عن تجربة المكتب الإعلامي للجنة البارالمبية في ليبيا .

وقد دعت الجلسة التي أدارها السيد فهد الرشيدي الناشط في مجال الاعلام الاجتماعي من المملكة العربية السعودية إلى زيادة وعي الطلاب الجامعيين بالفرص المتاحة أمامهم للتطوع الإفتراضي في مجالات خدمة المجتمع ومشاركتهم في الجمعيات المختلفة في مجال العمل التطوعي، كما دعاي الدكتور دسوقي في ورقة عمله إلى الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة التطوع الافتراضي نتيجة تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال مؤكداً أن من الأمور الإيجابية التي تحسب لهذا التطور التكنولوجي الرقمي هو ظهور ما يعرف بالتطوع الافتراضي والذي يدعم وظائف التطوع الميداني سواء على مستوى طرح الأفكار أو المشاريع، أو حشد الدعم أو التأييد لها، أو تقديم المطالبات التي تعود بالفائدة على الأشخاص ذوي الإعاقة .

ومن جهتها دعت الدكتورة ناديه شوشه ضمن ورقة عملها المقدمة إلى مساهمة وسائل الاعلام فى تكريس الصورة الايجابية للمعاقين ذهنيا وتقليص الصورة السلبية من خلال اتجاهات الاسر نحو ممارسة الرياضة. وكذلك ضرورة تكثيف حملات التوعية الاعلامية لتسويق مدارس السباحة في الأندية الرياضية المصرية للمعاقين ذهنيا. إضافة إلى فتح باب التوعية الإعلامية وتعميم التجربة لجميع الاعاقات المختلفة، مؤكدة أنه يجب الاهتمام بتبصير الأباء والأمهات بأهمية وضرورة دمج المعاقين وغير المعاقين وإتاحة الفرصة لممارسة الرياضة، كما أوصت شوشه بتضمين الصحف جزءا من اهتمامات وتطلعات المعاقين وإنشاء قناة فضائية تلفزيونية متخصصة للمعاقين.

اختتمت الجلسة الثالثة بإستعراض السيد أبوبكر الأنصاري لتجربة المكتب الإعلامي للجنة البارالمبية الليبية كأول جهة في ليبيا تفعل الإعلام الاجتماعي منذ العام 2008، وأكد الأنصاري أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في التواصل مع الجهات المعنية لذوي الإعاقة بالإضافة إلى الجهات الإعلامية المختصة، ودعا الأنصاري من خلال الملتقى إلى إنشاء موقع إلكتروني باسم المنال على أن يكون مرجعاً لذوي الإعاقة في تواصلهم مع بعضهم سواء على الفيس بوك أو التويتر وغيرها من مواقع التواصل.


ورشة تصوير تستهدف ذوي الإعاقة


إلى جانب جلسات الملتقى أقيمت ورشة تصوير بهدف توظيف الصور في الإعلام الاجتماعي، أشرف عليها السيد سالم الكعبي مدير فريق عدسة الإمارات للتصوير الضوئي بمشاركة 20 مواطنا ومواطنة من دولة الإمارات وهم من ذوي الإعاقة، ولديهم شغف بالتصوير، وعلى استعداد للالتزام بمبادرة مجتمعية حول قضايا الإعاقة.

وقد شملت الورشة التي حاضر في يومها الأول السيد ناصر المنصوري رئيس شعبة التصوير في القيادة العامة بشرطة دبي طريقة تهيئة الصور، وذلك باستخدام البرامج المتخصصة مثل "الفوتوشوب"، وتجهيزها لرفعها على المواقع، والاختيار الأنسب من هذه المواقع ، وكيفية الاشتراك بها، والتعرف عليها.

وتحت عنوان " قطرات " حاضر الكعبي في اليوم الثاني للورشة الثلاثاء 22 مايو الجاري وأوضح الهدف الأساسي للورشة وهو الرغبة الجميلة في التعاون مع الأشخاص من ذوي الإعاقة، وتحفيزهم على توطيد علاقتهم بالعدسة، واكتشاف المبدعين منهم.. وتساءل : " لماذا لا يتم تشكيل فريق تصوير خاص بذوي الإعاقة ؟ "..

ويشير الكعبي إلى أن ورشة "قطرات" تحتاج من المشاركين إلى صبر كبير لالتقاط الصورة، فالمسألة هنا تخلو تماما من الصعوبة، إلا أن هناك شيء من اليأس يختلج نفوس بعض المشاركين لعدم قدرتهم على ضبط اللقطة من خلال قطرة الماء، فالأمر هنا يحتاج بلا شك إلى قتل اليأس والإصرار على تكرار لقطة التصوير للحصول على الصورة المطلوبة.

وعن ماهية الورشة يقول: "تُعنى الورشة بتصوير شخص في قطرة، وكيفية تراقص القطرات، واصطدام القطرة، وكيف يتم إجراء إعلان من خلال قطرة ". ويتوجه بالنصيحة من منطلق خبرته لكل من يرغب في تعلم فن التصوير بالقطرات إلى ضرورة النظر للقطرة من زاوية أخرى، خاصة في حال الرغبة في تصوير شخص من خلال قطرة.

وقد سجل المشاركون في الورشة انطباعات ايجابية حول المادة المقدمة سواء في شقها النظري أو العملي وأكدوا جميعهم استفادنهم من الورشة وتعلمهم فنا جديدا وجميلا سيحرصون على تطبيقه..

من المقرر أن تستأنف يوم غد الاربعاء فعاليات الملتقى بزيارة ميدانية إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تعقد بعدها مائدة مستديرة في المجلس الاعلى لشؤون الاسرة بالشارقة لتقييم تجربة الاعلام الاجتماعي في المدينة تليها بعد حفل الختام وعصر اليوم نفسه ورشة عملية تقام الساعة الخامسة في مكتبة الشارقة .


المصدر : معاق نيوز