-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
«ثقي بقدراتك».. يؤهل الفتيات الصم لمواجهة التحديات
تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، بدأت أمس فعاليات الملتقى التدريبي الأول للفتيات الصم «ثقي بقدراتك»، الذي ينظمه المركز الثقافي الاجتماعي للصم بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، خلال الفترة من 6 إلى 10 مايو الجاري بفندق هيلتون الدوحة.
حضر افتتاح الملتقى مريم العطية الأمين العام للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وعبد الرزاق بن عبد الله الكواري مدير إدارة المراكز الشبابية، وكولن ألن رئيس الاتحاد العالمي للصم، وعدد من المهتمين بمجال حقوق الإنسان.
واستهل الحفل بكلمة ألقاها عبد الرزاق الكواري أكد خلالها على أن مثل هذه اللقاءات تهدف إلى تنمية القدرات الذاتية للصم من النساء، بما يعود عليهن وعلى وطنهن بالنفع من النواحي الاجتماعية والنفسية.
وقال إن ملتقى «ثقي بقدراتك» يعد حدثاً غير مسبوق في منطقتنا العربية، لذلك نثق بأن يكون له مردود إيجابي على الفتيات المشاركات به، خصوصاً أنه يعتبر دعوة للمشاركة وبذل الجهد من أجل قبول التحديات والثقة في القدرات.
مساعدة ذوي الاحتياجات
وأضاف «ذوو الاحتياجات الخاصة بحاجة دائماً إلى المساعدة على الانخراط في كافة مجالات الحياة، ومن واجب جميع فئات المجتمع كافة أن تذلل جميع المعوقات والحواجز من أجل إعطائهم فرصة لاقتحام كل المجالات»، مشدداً على أهمية أن يتلقى التدريب اللازم على أيدي كوادر فنية مؤهلة مما سيعود بالفائدة على المجتمع ككل.
ورأى مدير المراكز الشبابية ضرورة أن يكسر المجتمع الحواجز التي تعوق الفتيات الصم، وأن لهن مخزونا وفيرا من العطاء، ولهن القدرة على أن يكونوا فاعلين في المجتمع ومؤثرين، مؤكداً على أهمية توفير كافة سبل التعليم والتدريب لهذه الفئة ليكونوا لبنة في بناء وطنهم.
ولفت إلى أن قطر وبتوجيهات من القيادة الرشيدة أنشأت العديد من المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تهتم وتقدم الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، كما سعت الدولة إلى سن القوانين الخاصة بهم والتي حثت في العديد من بنودها على أهمية توفير الحياة الكريمة لهم في جميع الجوانب.
وأوضح أن إدارة المراكز الشبابية لا تألوا جهداً في تقديم أي اهتمام مادي أو معنوي لمؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً على أن الإدارة سوف تدعم فعاليات تلك الفئة سواء الداخلية أو العربية أو المشاركات العالمية.
من جانبه قال الدكتور يوسف عبيدان نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إن ملتقى «ثقي بقدراتك» واحد من أهم محاور الحركة الاجتماعية والإنسانية، حيث إنه يرتبط بفئة ذات طبيعة خاصة، ويستمد هذه الخصوصية من أنه يدخل وفي قائمتين تحتاج كل واحدة منهما لاهتمام استثنائي بحقوقها التدريبية التي تمهد لدمجها في المجتمع وتحقيقاً لتطلعاتها وطموحها في أداء رسالتها البشرية التي يتساوى فيها الجميع دون تصنيف أو تمييز إلا بالقدرات العملية والمؤهلات العلمية.
تدريب المرأة الصماء
وأضاف «هذا الملتقى التدريبي للمرأة الصماء، يكتسب أهميته لكونه مختصاً بتدريب المرأة في المقام الأول وكلنا على دراية تامة بالسعي الحثيث الذي توليه دولة قطر للتحقيق الكامل لمكتسبات المرأة القطرية، كما أننا على ذات الدراية بما تقدمه الدولة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والذين منهم فئة الصم، وبالرغم من ذلك فنحن في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان نتطلع لمزيد من الرعاية والاهتمام لهاتين الفئتين».
ولفت عبيدان إلى أن لجنة حقوق الإنسان ظلت تعمل بكل ما أوتيت من قدرات بشرية وصلاحيات مؤسسية مستقلة، على كفالة وتعزيز تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة على قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان، وذلك ترسيخاً لمشاركتهم الفاعلة في إدارة وتنمية المجتمع، من خلال الاهتمام بتمكين قدرات العاملين مع تلك الفئة من حيث رفع ثقافتهم المعرفية بحقوقهم، بوصفهم أداة لتفعيل هذه الحقوق، والدفاع عنها، ونشر المعارف المتصلة بها ورصد انتهاكاتها من ناحية، وتوعية الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوقهم إضافة إلى تعريفهم بآليات تطبيقها وفقاً لمتطلباتهم من ناحية أخرى.
وأوضح أن اللجنة الوطنية لم تحصل على درجة الاعتماد (A)، ولم يتم اعتمادها مؤخراً كرئيس لاجتماعات اللجنة الفرعية للاعتماد التابعة لهيئة التنسيق الدولية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (ICC) إلا بعد أن أثبتت للمجتمعات المحلية والإقليمية والدولية استقلاليتها وشفافيتها في الدفاع عن حقوق هذه الفئات بكل الوسائل المتاحة.
خطط وبرامج
وشدد على ضرورة تفعيل الخطط والبرامج والمشاريع الريادية التي تهدف لتحقيق العدالة، والأمن، والرفاهية المتوازنة لكل فئات المجتمع بلا استثناء، لأهمية احترام كرامة المنتسبين لهذه الفئة واستقلالهم الفردي وحريتهم في الاختيار وعدم التمييز لضمان مشاركتهم الفاعلة في حركة المجتمع، باعتبارهم جزءاً من طبيعة التنوع البشري.
وقال نائب رئيس اللجنة «إننا بحاجة ماسة وعاجلة لتوسيع دائرة التعريف بمفهوم عبارة (الأشخاص ذوي الإعاقة) لتشمل مظلتها أكبر نطاق من الناس الذين يستحقون منا الرعاية والاهتمام، وللتأكيد أنّ الإعاقات السمعية والحركية والبصرية هي ليست منقصة لصاحبها، وإنما هي حالة من صميم الحالات التي قد تصيب كثيراً من الأشخاص غير المعوقين، كما هي- بلا شك- حالة أخف وطأة من محاولات محو الأمية المنتشرة في عالمنا العربي، واستيعاب البطالة التي باتت مهدداً رئيساً لاستقرار العديد من الأنظمة السياسية، الأمر الذي يجعل الأميين أشخاصاً ذوي إعاقة علمية، والبطالة هي حالة للأشخاص ذوي الإعاقة العملية، وغيرها من الحالات المجتمعية التي تحتاج منا دعماً قوياً لمعالجتها كما نحن الآن في هذا الملتقى».
همم الأشخاص الصم
وأضاف «نحن أمام ضرورة قصوى وتحد كبير لشحذ همم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وخاصة المرأة منهم، بالإضافة لتفعيل إراداتهم الذاتية لإبراز إسهاماتهم في عملية التنمية المجتمعية. وهذا ما يتطلب منّا عقب الفراغ من هذا الملتقى وتحقيق أهدافه، الشروع الفعلي في التطبيق العملي لما حققه الملتقى من معرفة وذلك من خلال دعم المشاريع الخاصة بالمرأة الصماء التي تبرز فيها موهبتها ومهارتها». وتوجه بالشكر لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، لرعايتها الكريمة لهذا الملتقى التدريبي، وهكذا عهدنا رموز الدولة، سباقون في دعم أي عمل يحقق كرامة الإنسان وعزته.
وأكد أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تتشرف دائماً بالتعاون مع المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، لتحقيق الأهداف المشتركة السامية التي نطمح في تحقيقها على الصعيد الإنساني، وأتمنى لكل المشاركين في هذا الملتقى وافر التوفيق في مخرجاتهم التي نأمل أن نراها متجسدة في واقع حياة المرأة الصماء.
بدوره أعرب كولن ألن رئيس الاتحاد العالمي للصم عن سعادته على المشاركة في الملتقى الأول لتدريب الفتيات الصم، مؤكداً على أهمية تعليم لغة الإشارة للتواصل مع تلك الفئة بصورة جيدة.
وأوضح أن هذا الملتقى ومن خلال المدربين سيعمل على تعزيز الثقة بنفس الفتيات من الصم، ويساعدهن على الخروج بما يمتلكن من مواهب وإبداعات بحاجة إلى إظهارها.
الأول من نوعه
على عبيد السناري رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، أوضح أن ملتقى «ثقي بقدراتك» يعد الأول من نوعه في الوطن العربي، ويهدف لتمكين قدرات المرأة الصماء، ولدمجهن بالمجتمع بشكل أكبر.
وأشار إلى أن الشخص الأصم يمتلك العديد من القدرات والمواهب التي تحتاج إلى تطوير وتدريب، وهذا ما سيقدمه الملتقى، حيث سيتطرق إلى عرض العديد من أوراق العمل التي ستعمل على تدريب المشاركات وتأهيلهن وفتح آفاق المعرفة أمامهن.
ولفت إلى أنه قد تم اختيار الدورات التدريبية بدقة، وذلك للنهوض بالفتيات من الصم في كافة المجالات الحياتية، مشيراً إلى أن الأصم العربي يمتلك مواهب وإمكانات فهو ليس مهمشا كما يظن البعض، بل لديه القدرة على مجارة الأصم الغربي.
توجه بالشكر إلى سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، منوها إلى الدعم الكبير الذي تقدمه وزارة الثقافة والفنون والتراث للمركز، من أجل الخروج بهذا الملتقى على الشكل الأمثل.
التدريب والتنمية
أما مستشار اللجنة العملية والمدرب المعتمد حسين حبيب السيد، فأشار إلى أن التدريب والتنمية البشرية هما محور هذا الملتقى، فالتدريب يقدم أربعة أمور مهمة وهي المعرفة والمعلومات وعصارة تجارب مدربين أكفاء تم اختيارهم بعناية للملتقى، ويقدم مهارات لكي تستخدم من المشاركات بعد الملتقى في حياتهن العلمية والعملية والأسرية، كما يقدم قيماً راقية تظهر نتائجها جلية بإذن الله وتثمر أزهارا جميلة تبرز روعتها لكل من يتعامل معهن.
كما يقوم التدريب بتغيير قناعات وهو الهدف الأسمى الذي يطمح إليه هذا الملتقى نقول للمرأة الصماء «ثقي بقدراتك» أنت تملكين طاقات بلا حدود فقط ثقي بقدراتك وثقي أن الله معك.
وأثنى على المجهود الكبير الذي قدمه المدربون خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى إنهم يحملون على عاتقهم إنجاح هذا الملتقى.
http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews8&pge=9
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى