-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
عوامل اجتماعية وراء التستر على العنف ضد الأطفال

في ختام ورشة لحماية الطفل.. د.بتول خليفة :
توقف نمو صبي معاق بسبب معايشته لمدمني المخدرات
تضارب تقديرات الخبراء حول الإساءة للمعاقين
كتبت - منال عباس
استعرضت الدكتورة بتول خليفة أستاذ مشارك - كلية التربية برنامج التربية الخاصة بجامعة قطر ، نماذج من الانتهاكات التي تقع على الأطفال ذوي الإعاقة ، وأشارت خليفة في ختام الورشة التدريبية للمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة التي وجهت للعاملين في مجال الإعاقة ومدارس الدمج ، إلى حالة لصبي يعاني من تأخر النمو ويعيش مع عمته ولديه مظاهر النشاط الزائد للتعدي. وقد قامت الأخصائية بفحص الطالب عن طريق تقديم رسم صورة لمجموعة أشخاص مصابين بضربات وصدمات في الرأس،حيث اكتشف المعالج أن أم الصبي تركته في سن سنتين في منزل مع مجموعة من الأشخاص الذين يتعاطون مخدرات وأشياء أخرى ، وقد تعرض للاعتداء ولقد تبين من الفحص الدقيق للطالب من ذوي الإعاقة أنه في حالة صدمة مستمرة وتشير حركة عيونه إلى أن لا ردة فعل لديه. ويضرب رأسه دائماً في الحائط، وفي حالة من الدوران والصراخ المستمر.
وهنا تساءلت الدكتورة بتول خليفة كناشطة في العمل مع ذوي الإعاقة عن عدد الأطفال المصنفين في فئات خاصة أو من ذوي الإعاقات من المرجح أن يكون قد تم إهمالهم أو إساءة معاملتهم ؟ وما هي الأعراض الأخرى التي يمكن التعرف عليها لمعرفة إذا ما كان الشخص من ذوي الإعاقة قد تعرض لانتهاكات وإساءات والدلائل التي تشير لذلك ، وقالت إن من المؤسف أن تقديرات الخبراء بشأن نطاق المشكلة وفي تقديم بيانات عن حجمها متضاربة وتبين البحوث التي أجريت على الأطفال من ذوي الإعاقة أنهم يتعرضون لاعتداء أكثر من غيرهم من الأطفال. ويحاول كثير من الأشخاص التقليل من حجم ذلك وعدم إعطائه أي أهمية، وعلى الرغم من أن هذه الإحصائيات المتعلقة بانتهاكات ذوي الإعاقة مرتفعة بصورة مزعجة جداً على مستوى العالم، تقول الدكتورة بتول إن من المتوقع أن تزداد نسب أو معدلات تعرضهم لمختلف صيغ هذه الإساءة مقارنة بغيرهم من الأشخاص العاديين وأن الضحايا ذوي القصور في القدرة العقلية أو ذوي الإعاقات العقلية أكثر احتمالا للتعرض للإساءة بصيغها المختلفة خاصة الإساءة الجنسية.
وأضافت إن غياب القوانين المنظمة التي تتناول ظاهرة الاستغلال لذوي الإعاقة والقيود المفروضة عليهم وأسرهم وغياب الوعي الاجتماعي وعدم معرفة الأشخاص ذوي الإعاقة للوسائل والجهات التي يمكن أن يلجأ إليها في حال تعرضهم للعنف والاستغلال من الأسباب الرئيسية لعدم القدرة على كشف مدى استفحال هذه الظاهرة ، كذلك تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية دورا فاعلا في عدم الكشف عن حالات العنف والتمييز التي يعاني منها الأشخاص.
ٕونوهت الدكتورة بتول إلى أن الأطفال قد يكونون مهددين في كثير من الأسر بالتعرض للتحرش الجنسي أو الاستغلال الجنسي من قبل الآخرين.
وشددت على أن إساءة معاملة الأطفال تعتبر ظاهرة سلبية لها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية لهؤلاء الأطفال ، هذا بجانب إمكانية إصابتهم بإصابات عقلية قد تتطور إلى مراحل متقدمة ومستعصية على المعالج في حالة تعرضهم المتكرر للعنف أو الإساءة نتيجة إخفاق الأسرة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموما والعقلية منها تحديدا.
وأشارت إلى أن بعض الأبحاث والدراسات دلت على أن الأطفال ذوي الإعاقة أو المصابين بإعاقات ذهنية أو عقلية هم أكثر من غيرهم عرضة للعنف ، كما أن هذه الإعاقة قد تكون مصدرا مثيرا للضغط والتوتر لدى الآباء المسيئين أو الذين يعرضون الأطفال لخطر الإساءات بكافة أشكالها الجسدية والجنسية بسبب حاجة هؤلاء الأطفال إلى العناية والإشراف اللازمين.
وأضافت إن الأدبيات والمراجع أشارت إلى أن الأساليب المتبعة في معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة ، كانت تتم بصورة سيئة كالضرب ، أو الاحتقار ، أو الربط بالسلاسل ، أو الحرق ، أو السجن ، أو التعذيب ، وغيرها من أساليب العنف ، وهذه الأساليب في المعاملة لم تكن قاصرة على مجتمع بعينه أو ثقافة بعينها بل كانت منتشرة في كثير من المجتمعات باعتبار قيمة الفرد تتحدد بمقدار صالحيته لأداء وظيفة ما على الوجه الكامل والإنسان الصالح هو الذي يتمتع بقوى عقلية وجسمية سليمة تؤهله للبقاء.
وتطرقت الدكتورة بتول خليفة إلى المعتقدات الثقافية المرتبطة بالإعاقة العقلية والتي غالبا ما تؤدي إلى ارتباط الإعاقة العقلية بمفهوم الأسرة الاجتماعية. هذا بجانب انخفاض مستوى الدعم الاجتماعي داخل وخارج الأسرة ما يسبب ضغوطا ومشكلات وتوترات زائدة تقع على عاتق الأسرة ، وكذلك يتأثر احتمال تعرض الطفل ذي الإعاقة إلى الإساءة بسبب تعرض الأبوين ٔأو أحدهما لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو مشاهدة الآباء للعنف الأسري ، بمعنى أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم ٕإلى العنف والإساءة في طفولتهم ما يجعلهم أكثر ميلاً واستعدادا إلى إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم وبوجه خاص آباء الأطفال من ذوي الإعاقة.
كما يؤثر انخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة مثل البطالة ، الفقر بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة على حدوث إساءة معاملة الأطفال من تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للآباء.
وقد جاءت الورشة التدريبية لحماية الطفل والمرأة التي استمرت يومين واستضافت فيها نخبة من الخبراء ضمن فعاليات حملة أوقفوا الصمت التي خصصت في مرحلتها الثالثة لمكافحة العنف بأنواعه ضد المعاق من خلال توعية ذوي الإعاقة والعاملين معهم بحقوقهم وآليات الحماية وتعزيز سبل التعاون مع الجهات المعنية للتصدي لحالات الإساءة (إساءة جسدية – إساءة نفسية – إساءة جنسية – إهمال)، وذلك بهدف حماية ذوي الإعاقة من الإساءة وتوفير الرعاية المتكاملة النفسية والاجتماعية لهم ، ورفع الوعي بحقوق ذوي الإعاقة وسبل الشكوى والإبلاغ في حال انتهاكها ، هذا بجانب تأهيل العاملين مع ذوي الإعاقة على مهارات التعامل مع ضحايا الإساءة من ذوي الإعاقة ، وقد أعدت إدارة خدمات الحماية بالمؤسسة برامج علاجية وتأهيلية وفق أسس علمية ومنهجية تتناسب مع المشكلات التي يعاني منها ضحايا العنف والإساءة في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية النفسية وإعادة تأهيل الضحايا وإدماجهم في المجتمع.
http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى