أكدت أن التشريعات موجودة والعجز في آليات التنفيذ.. العبيدلي :"أوقفوا الصمت لمكافحة العنف ضد المعوقين" صرخة في وجه المجتمع




د. المناعي : " المؤسسة " بصدد وضع خطة لبرامج خاصة للفئات التي تتعرض للعنف


د. وسام : " المؤسسة " تعقد دورة تدريبية يومي 27 — 28 الجاري للعاملين مع المعوقين

المؤسسات المعنية مطالبة بتسليط الضوء على الانتهاكات التي تستهدف المعوق
على المؤسسات تشديد الرقابة واشتراطات التوظيف لحماية المعوقين


هديل صابر


اعتبرت السيدة فريدة العبيدلي — المدير العام للمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة — الحملة التي تطلقها المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة في نسختها الثالثة "أوقفوا الصمت .. لمكافحة العنف ضد المعوق" ، صرخة مدوية في وجه المجتمع ، وفي وجه كل من تُسول له نفسه أن ينتقص من حقوق المعوقين ، أو يعتقد بأنهم الحلقة الأضعف ، ومنحهم حقوقهم هو من باب الشفقة والعطية ، بل هو حق مكتسب.

وطالبت العبيدلي في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس للإعلان عن الحملة في نسختها الثالثة ، — التي تستهل فعالياتها عصر السبت في قاعة اسباير —، المؤسسات المعنية بفئة المعوقين بتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المعوقون سيما وأنهم أكثر عرضة للعنف والإساءة لعجزهم عن التعبير ، مؤكدة في هذا الصدد أهمية ضرورة منح المعوق حقوقه كاملة من صحة ، وتعليم ، وحقه في الحصول على المعلومات ، وحقه في المساواة وعدم التمييز ، مشددة على ضرورة تغيير نظرة الشفقة التي ينظر بها المجتمع للمعوق ..

وأكدت العبيدلي انَّ حملة "أوقفوا الصمت" من الفعاليات المهمة والنوعية التي لها أهمية كبيرة للمؤسسة ، لافتة إلى أنها تستهدف الأطفال من ذوي الاعاقة بمختلف أنواعها من المؤسسات والجهات المعنية بتأهيل ورعاية ذوى الاعاقة ، فضلا عن الأطفال المعوقين في مدارس الدمج ، بهدف رفع الوعي بحقوق ذوي الاعاقة وسبل الشكوى والإبلاغ في حال انتهاكها ، وتأهيل العاملين مع ذوي الاعاقة على مهارات التعامل مع ضحايا الإساءة من ذوي الاعاقة.

وقالت العبيدلي ان الهدف هو أهمية عدم تهميشه ، وعزله عن المجتمع أو إقصائه ، فالفعالية التي ستقام السبت المقبل ، ستركز على ضرورة الاهتمام بالمعوق ، ومنحه حقوقه ، فالحاصل في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى أن الطفل المعوق هو أكثر عرضة للعنف والإساءة ، ونتيجة لعجزه عن الحديث عن الإساءة ..

ولفتت العبيدلي إلى أن دولة قطر — ولله الحمد — تعمل على تعزيز وتشجيع كافة حقوق الإنسان سواء كان طفلا أو فردا ، فالدولة لم تقصر في توفير كافة الحقوق للطفل المعوق ، والتشريعات القطرية غطت كافة الحقوق ، إلا أن في التطبيق يحدث بعض التجاوزات ، فهذا النوع من الفعاليات والحملات هدفها خدمة الطفل المعوق وتوعيته بحقوقه ، لافتة إلى ان المؤسسة تسعى لغرس قيمة إنسانية ، إضافة لإكساب العاملين مع المعوقين وذويهم سلوكيات لتمارس مع المعوقين ، حيث ان الدولة تحرص على بناء الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية في المجتمع ، ومن خلال الطموح ليكون طفلا صالحا ولا يشعر بالإقصاء ، والدولة لا تألو جهدا في تأمين احتياجات المعوقين ، وتأمين حقوقهم ، مشيرة إلى أن الفعالية نداء توعوي، وصرخة توعوية للمجتمع ولكافة فئاته للتعريف بحقوق المعوقين ..

وطالبت العبيدلي بضرورة عدم إقصاء المعوق سيما وأنَّ الدولة مقبلة على تحول جذري وتنموي ، بالإشارة إلى حاجة المجتمع لكافة القدرات والطاقات ، ويجب عدم الاستهانة بقدراتهم، من خلال الأخذ بيدهم وعدم النظر اليهم على أنهم أشخاص ناقصو القدرة أو أنهم عالة على المجتمع ، معبرة عن أسفها من أن بعض الأسر هي من تسهم في عملية الإقصاء ، من خلال إهماله أو عدم منحه حقوقه ..


دورة تدريبية 27 و28 الجاري


ومن جانبها أوضحت الدكتورة وسام الدد — اختصاصية الطب النفسي في المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة — انَّ المؤسسة ستعقد يومي 27 — 28 الجاري ورشة تدريبية للمتعاملين مع ذوي الإعاقة في كيفية اكتشاف حالات العنف والإساءة الواقعة على الطفل المعوق في إطار الفعاليات التي تحتضنها الحملة.

وحول المشاركين بالحملة أوضحت أن المؤسسة وجهت دعوات للمدارس المستقلة ، فضلا عن كافة المؤسسات المعنية بذوي الإعاقة ، للمشاركة في فعاليات الحملة ، كما أن هناك عددا من المسابقات ، وسيتم تكريم الجهات المشاركة والمشاركين بفعاليات الحملة.

ومن جانبه أوضح السيد صلاح المناعي — مدير إدارة خدمات الحماية بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة — انَّ المؤسسة بصدد وضع خطة لبرامج خاصة للفئات المستهدفة من ذوي الإعاقة ومن حالات أخرى تتعرض للعنف والانتهاكات في إطار سلسلة برامج رفع الوعي بحقوق المعوقين ، ـ مشيدا في هذا الصدد بالدور الذي تقوم به الاختصاصيات الاجتماعيات لما يبذلنه في الفعاليات ، والمتطوعون المشاركون في كافة فعاليات المؤسسة.


أسئلة الصحفيين


وفي رد على سؤال لـ"الشرق" حول عدد الحالات أو إن كانت هناك إحصائيات تكشف حجم المشكلة .. أوضحت العبيدلي قائلة "إن الانتهاكات التي يتعرض لها المعوق تقع في العديد من الأماكن التي يعيش فيها المعوق كالبيت، المدرسة ، وأماكن الرعاية نفسها ، فالطفل المعوق عرضة أكثر من غيره للانتهاكات ، ولكن ما قد يسهم في التخفيف من هذه الانتهاكات هو تشديد الرقابة والمساءلة ، متسائلة عن الأسباب التي تدفع القائمين على رعاية المعوقين الى انتهاك حقوقهم وتعنيفهم ، مشددة على ضرورة الرقابة ، فضلا عن تطبيق التشريعات حيث ان قانون العقوبات القطري تضمن جملة من البنود التي تجرم من ينتهكون حقوق المعوقين بل العقوبة أشد ، إلا أن المشكلة تقع في التطبيق والتنفيذ ، بحيث لا يتم ردع المتجاوزين ليكونوا عبرة للآخرين ، لافتة إلى أن الانتهاكات قد تقع من الأسرة نفسها ، وقد يتعرض للإهمال إذ يعتبر هذا أيضا عنفا وانتهاكا" .

واستطردت العبيدلي قائلة "إن هناك حالات ترد من المؤسسات القائمة على المعوقين ، لأنه قد يكون العنف من الأسرة نفسها ، وهناك أعداد من المؤكد إلا أنها غير مصنفة بشكل فردي ، ونوعية الانتهاكات تطول العنف الجسدي ، والعنف الجنسي ، فضلا عن الإهمال بأنواعه ، كالإهمال العاطفي ، الصحي ، التعليمي ، والوجداني" .

وفي سؤال آخر لـ"الشرق" حول وجود معايير واشتراطات لمن يقوم على رعاية المعوقين.. قالت العبيدلي "إنَّ الجهات المعنية بالمعوقين تعتمد على معايير واشتراطات للتوظيف ، ولكن ما يحدث هو عدم التشديد خلال التوظيف على تطبيق المعايير واختيار الأشخاص الأكفاء ، للعمل نحو تقليل الإساءة .

وطالبت العبيدلي بضرورة أن تمتاز البنية التحتية بكل ما يمكن المعوق من فرص الحصول على حقوقه على اعتباره جزءا لا يتجزأ من المجتمع ، ولفتت إلى أن ستتم مضاعفة العقوبة لمن يتعدى على حقوق المعوقين في المواقف السيارات ، مشيدة بالدور الذي تقوم به وزارة الداخلية ، والمجلس الأعلى للصحة ، مؤكدة أن المجتمع ليس مجتمعا مثاليا بل به العديد من التجاوزات والانتهاكات التي لن تزول إلا بتغيير الثقافة من خلال البرامج والأنشطة المتوالية ، فضلا عن تكاتف كافة الجهود الرسمية والمدنية والحكومية وغيرها ، متطلعة لان نصل من خلال الحملات للهدف الأسمى في ترسيخ حقوق المعوقين ، مؤكدة أن حسن التفاهم والتعامل مع المعوق يجعله إنسانا منتجا صالحا، وهناك العديد من النماذج في المجتمع.



الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية