-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
جائزة سنوية للإعلام المتميز في مجال الإعاقة
في ختام ندوة مجلس الأـسرة
المطالبة بميثاق شرف إعلامي يراعي حقوق المعاقين

كتبت - إيناس شري
اختتمت أمس ندوة "الإعلام وقضايا ذوي الإعاقة" التي عقدت على مدار يومين تحت الرعاية الكريمة لسعادة الشيخة حصة بن حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وبتنظيم من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.
وقد شدد المشاركون في الندوة في ختام أعمالهم على ضرورة تخصيص الوسائل الإعلامية مساحة كبيرة لقضايا ذوي الإعاقة ومعالجتها من منظور حقوقي بعيدا عن أساليب الشفقة أو الإحسان، مع مناشدة المؤسسة القطرية للإعلام إصدار ميثاق شرف إعلامي يتضمن مراعاة الجوانب الحقوقية والنفسية والاجتماعية لدى تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
كما جاء في توصيات الندوة التأكيد على ضرورة العمل على نشر التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مختلف وسائل الإعلام وبالتنسيق مع الأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية، وضرورة تواصل مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة بشكل فعال مع أجهزة الإعلام لطرح قضاياهم والوقوف على التطورات العلمية الحديثة في هذا المجال وتشجيع ذوي الإعاقة على الانخراط في العمل الإعلامي بمختلف مجالاته وتزويدهم بالمهارات اللازمة لذلك.
وطالبت التوصيات، التي تلاها سعادة السيد حمد بن محمد آل فهيد الهاجري الأمين العام بالإنابة في الجلسة الختامية، أجهزة الإعلام بتعزيز الوعي بقدرات وإسهامات ذوي الإعاقة ونشر التجارب الإيجابية لهم والتي استطاعوا من خلالها التغلب على المعوقات والصعوبات المجتمعية والبيئية، بالإضافة إلى حث وسائل الإعلام على تنظيم برامج إذاعية وتلفزيونية أسبوعية تعكس صورة حقيقية وصادقة عن قضايا ذوي الإعاقة مع إتاحة الفرص الكفيلة بإشراكهم في التعبير عن قضاياهم، كما دعت التوصيات القنوات التلفزيونية والفضائيات إلى تطوير المواد الإعلامية بما يتناسب مع احتياجات ذوي الإعاقة السمعية والبصرية، مثل الترجمة بلغة الإشارة والقراءة الصوتية للمواد المكتوبة.
وتشجيعا للصحافيين، طالبت التوصيات بتخصيص جائزة إعلامية سنوية على المستوى الخليجي والعربي لأفضل عمل إعلامي يتناول قضايا ذوي الإعاقة.
من جهة أخرى، تطرقت التوصيات إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية لذوي الإعاقة في الإعلام من خلال دعوة المبدعين في مجالات الآداب والفنون إلى تغيير الصورة النمطية السلبية لدى تناول قضايا ذوي الإعاقة في أعمالهم التلفزيونية أو الروائية ودعوة مختلف أجهزة الإعلام إلى تنظيم برامج تدريبية متخصصة للإعلاميين لتوعيتهم بحقوق ذوي الإعاقة وتطوير الخطاب الإعلامي لدى تناول قضاياهم، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بذوي الإعاقة على إصدار مجلات متخصصة وتوفير كافة وسائل الدعم التي تساعد على تطويرها، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تمكين ذوي الإعاقة من الوصول إلى مختلف الوسائط الإلكترونية بما يضمن مشاركتهم في كافة أوجه الحياة وذلك من خلال قيام الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بتوفير الأجهزة والبرامج الإلكترونية اللازمة.
وكانت جلسات الأمس قد ناقشت الصورة النمطية لذوي الإعاقة في الدراما العربية، إذ رأى الدكتور أشرف جلال، اختصاصي في علم الاجتماع، أن هناك صورة سلبية لذوي الإعاقة يتم ترسيخها في الدراما العربية مؤكدا ضرورة تصحيحها من خلال الابتعاد عن تصوير ذوي الإعاقة في شكل يثير السخرية أو الشفقة.
أما الأستاذ ناصر نوراني ، الصحفي والناشط في مجال حقوق ذوي الإعاقة من دولة الإمارات العربية المتحدة، فقدم ورقة عمل بعنوان عنوان "صور الأشخاص ذوي الإعاقة السودانية" مقدما قراءة لهذه الصورة في الرواية السودانية الشهيرة (ذاكرة شريرة) .
كما كان هناك عرض للأعمال الصحفية المتخصصة بذوي الإعاقة إذ قدمت الدكتورة أسماء العطية، عضو هيئة التدريس بجامعة قطر، تحليلاً لمضمون مجلة الحياة القطرية قدمت فيه وصفاً للمجلة موضحة العديد من الجهد والتفاصيل الخاصة بطريقة عمل المجلة.
وقدم السيد راشد جديع، معد ومنتج الفيلم الوثائقي "الطريق إلى النور"، شرحا لفيلمه الذي تطرق إلى عملية دمج المكفوفين في الحياة العامة بشكل يمزج بين التجربة الشخصية للعينات المنتقاة وبين الحراك الاجتماعي والعلمي لاستيعابهم منذ الولادة وصولا إلى سوق العمل وتكوين الأسرة، موضحا أنه واجه خلال تنفيذ العمل ومنذ تكون الفكرة صعوبات عدة كان معظمها يتعلق بالمراجع العلمية بمكتبتنا العربية والبحث عن تجارب للمقارنة إلا أن وفق في اختيار نموذجين توصل من خلالهما إلى حقائق قائمة أثبتت فرضيات جديدة ستصبح مستقبلا محل جدل في مجال رعاية المكفوفين كعينة من الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ختام الجلسات قدمت الأستاذة سميرة القاسمي، مدير مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ورقة بعنوان "دور الإعلام في نشر ثقافة التوحد" داعية المؤسسات العاملة في مجال ذوي الإعاقة إلى وضع ميثاق إعلامي يحمي الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم كجزء أساسي من عمل وسائل الإعلام في المجتمع من أحداث وأخبار قد تظهر أثناء تداول بعض الموضوعات أو القضايا المتعلقة بهم أو أسرهم ولاسيما أن الصورة النمطية الشائعة والمتكررة لذوي الإعاقة وذوي التوحد في وسائل الإعلام مسيئة إذ غالبا ما تصور هذه الفئة بشكل يثير الشفقة أو في مظهر يحمل العنف والشر أو وضعهم في صورة تحمل السخرية والتسلية، بالإضافة إلى إظهارهم كعبء من صعب مشاركتهم في الحياة العادية بالشكل الطبيعي.
ورأت ضرورة العمل على تفعيل دور الإعلام في خدمة قضايا الإعاقة والأشخاص من ذوي الإعاقة، وخصوصا الأشخاص من ذوي التوحد من خلال قيام المؤسسات الإعلامية بتقديم مواده تتضمن زيادة الوعي لدى الأسر حول اضطرابات طيف التوحد من خلال تناول مراحل الطفولة المبكرة وتوعية الأسر بضرورة مراقبة مراحل النمو، ومعرفة الجهات والمؤسسات الطبية والتعليمية التي يمكن أن يلجأ إليها الآباء في حال وجود أعراض أو دلائل على ظهور سلوكيات ترتبط باضطرابات طيف التوحد، شارحة أن دور الإعلام يساهم بشكل كبير في توجيه الآباء والأسر للوصول إلى الجهات المختصة والتي يمكن أن تساعد على التقليل من الوقت والجهد اللازم للوصول إلى التشخيص المناسب.
وشددت القاسمي على ضرورة إيجاد مرجعية علمية متخصصة لوسائل الإعلام لمناقشة الطرق والأساليب العلاجية من أجل التوجيه الصحيح للأسر والمختصين في المجال وذلك منعا لتعريض الأسر لخبرات سلبية وغير مجدية يمكن أن تنجم عنها مشكلات تكيفية للأشخاص من ذوي التوحد وأسرهم.
http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى