خبراء ومختصون لـ «العرب»:

منتدى الشفلح محطة مهمة لقضايا اللاجئين من ذوي الإعاقة



نوه مختصون وفاعلون مهتمون بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، بأهمية المنتدى الدولي الخامس للشفلح، والمحاور التي طرحها للنقاش والتداول، مؤكدين أنه أثار موضوعا بالغ الأهمية خاصا بذوي الإعاقة في الملاجئ ومناطق الأزمات والكوارث.

واعتبر الدكتور بدوي رهبان مدير قسم الحد من الكوارث بمنظمة اليونسكو، أن مشكلة الأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق الأزمات لها عدة جوانب وهو الأمر، الذي انعكس في محاور المنتدى الخامس للشفلح، الأمر الذي يعكس أهميته لكونه منتدى شاملا ومتنوعا في المواضيع الخاصة بذوي الإعاقة من مختلف الجوانب في العلوم الاجتماعية والتربوية.

وقال السيد بدوي في حديث لـ «العرب» إن المنتدى ضم خبراء من مختلف التخصصات، مما يعطيه قيمة كبرى، موضحا أن هناك أمورا متعددة تتعلق بذوي الإعاقة، سواء المتعلق بما هو اجتماعي أو كيفية التعامل مع الأزمات وكيفية تعبئة المعاقين في الظروف الاستثنائية.

ودعا المتحدث لضرورة اعتماد المجتمع على طاقات ذوي الإعاقة في مختلف أوجه الحياة، قائلا: «في عصرنا اليوم هناك مشاكل كبيرة تواجه الإنسانية وعلى مجتمعاتنا أن تشرك المعاقين في إيجاد الحلول واستحضارهم، ولا نتعامل معهم على أنهم فئة على الهامش وهذا ما أشار له المنتدى، وإذا أخذنا المخاطر الطبيعية والصناعية التي يمكن أن تطال الأشخاص أصحاب الإعاقة يجب أن يكون لهم دور أيضاً والجاهزية للتعامل مع هذا الواقع، والسؤال المطروح هو كيف يمكن تحقيق الجهوزية، وكيف يكون دورهم في بلدانهم ومحيطهم الاجتماعي؟».

وأضاف «نحن في منظمة اليونسكو نهتم بالأمور التربوية وبالأمور العلمية والاجتماعية والثقافية، وفي مجال تخصصنا في المنظمة هنالك دور أساسي للمعاقين في المجالات المذكورة من حيث إشراكهم في الحياة الثقافية لبلدانهم وكيفية وضع أجهزة إنذار مبكر للكوارث التي تعتني بها منظمة اليونسكو، وكيف يستطيع ذو الإعاقة التعامل معه، وكيف يتم بناء الأبنية وتصميمها بشكل يخدم هذه الشريحة من المجتمع».

وأكد المتحدث الدكتور بدوي رهبان أن المبادرة القطرية بتأسيس منظمة غير حكومية مسجلة في جنيف كمبادرة عالمية مكرسة للتوعية بالإعاقة، والحقوق والتعليم «وان بليون سترونج» سيكون لها أثر كبير في المنطقة كلها، ومستقبل واعد، سيعبأ المجتمع المدني ويثير اهتمام المسؤولين في الحكومات والهيئات الدولية ذات العلاقة.

من جهته، شدد الدكتور نواف كبارة رئيس المرصد العربي الإقليمي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابع للمنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة، على أن أهمية المنتدى الخامس للشفلح تكمن في كونه الأول دوليا، الذي يعقد حول الإعاقة والكوارث، قائلا: «هذا الموضوع من الأهمية الكبيرة جدا وقليلا ما يلقى الاهتمام».

ولفت المتحدث لـ «العرب» إلى حادث انهيار مبنى بلبنان منذ حوالي أسبوعين، حيث توفي شخص من ذوي الإعاقة وأولاده الثلاثة حين جاؤوا لإنقاذه.

وقال السيد نواف، إن «هناك تقصيرا فاضحا مع اللاجئين من ذوي الإعاقة نذكر هنا ما حصل في هاييتي نحن أمام مشكلة لا بد من التعامل معها بقوة خصوصا بعد تقرير المنظمة العالمية الصحية التي تتكلم أن هناك بليون شخص من ذوي الإعاقة في العالم، إذ لا بد من إدخال ذوي الإعاقة في كل خطط الإغاثة وغيرها والمؤتمر تطرق لهذا».

وبخصوص وضعية ذوي الإعاقة بالعالم العربي، أوضح المتحدث، أن هناك اختلافا بين دولة وأخرى، لكن بشكل عام هناك غياب حكومي للتعاطي مع هذا الموضوع من موقع مسؤوليتهم الحكومية، مشيراً في الآن نفسه إلى أن تعامل الحكومات راجع لمدى قوة وضغط المجتمع المدني.

وزاد: لاحظنا في التجربة اللبنانية سنة 2006، أن المجتمع المدني قام مكان الدولة ونظم الموضوع فيما كانت الدولة غائبة، وفي الربيع العربي وما نتج عنه في بعض الدول العربية، نجد أن المؤسسة التي تعنى بذوي الإعاقة هي العائلة والمحيط القريب، ونحن أمام مشكلة حقيقية لا بد من التعاطي معها بجدية.

إلى ذلك، قال موفق الخفاجي رئيس تجمع ذوي الإعاقة في العراق ونائب رئيس المنظمة العربية لذوي الإعاقة: «نحن سعداء بالمشاركة لأول مرة في منتدى الشفلح في دولة قطر الشقيقة وفي عاصمة جميلة وجذابة كالدوحة»،

وزاد في حديثه لـ «العرب» على هامش المنتدى المذكور «شاهدنا في مركز الشفلح الاهتمام والرعاية الإنسانية الكبيرة لشريحة ذوي الإعاقة أو الاحتياجات الخاصة، خاصة من الأطفال، وهذا هو الرقي الإنساني الذي نبحث عنه ونتمنى أن تصل البلدان المعنية لهذا المستوى من الاهتمام بالشريحة المذكورة وحقيقة رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر ما هو إلا دليل على الاهتمام البالغ بهذه الشريحة التي تجده مع كامل الأسف في كثير من البلدان العربية مهمشة وبعيدة عن أنظار واهتمام أصحاب القرار».

وزاد المتحدث «نحن في العراق تواصلنا مع كثير من المعنيين ومع الجهات التنفيذية وصارت العلاقات الإيجابية أكثر من ذي قبل وهناك إصغاء ووعود بتنفيذ مطالبنا، وقد تلقيت اليوم من بغداد اتصالا هاتفيا يخبرني أن العراق وقع وصادق على الاتفاقية الدولية لحقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة بعد أن مارسنا كثيرا من التواصل وقدمنا المطالب ومناشدة من يهمهم الأمر لكي ينظم العراق لهذه الاتفاقية المهمة ويبدو أن مؤتمر الشفلح كان فأل خير لنا كذوي إعاقة بالعراق».

وعبر الخفاجي عن أمله أن يساهم منتدى الشفلح في لم شمل ذوي الإعاقة من كل العالم تحت سقف الإنسانية والاستجابة لمطالبهم والاهتمام بهم خاصة الموجودين في مناطق الأزمات والكوارث، مشيراً إلى أن المنتدى الخامس أعطى اهتماما كبيرا لذوي الإعاقة في ظروف صعبة، وهذا أمر مهم ومهم جدا، لأنه يوجه إشارات للمعنيين بضرورة التحرك.

وعن تجربتهم بالعراق قال المتحدث: «استطعنا بعد 2003 تأسيس مجتمع مدني، ورغم أن الفاعلية محدودة لكن بعد التواصل وحضور المؤتمرات والدورات والورش، تطورت المهارات لدى عدد كبير من الأشخاص ذوي الإعاقة بالعراق والمهتمين وصاروا يديرون منظماتهم بشكل أحسن، ويدافعون عن حقوقهم ويتواصلون مع صناع القرار، وعدد ذوي الإعاقة كبير جدا بسبب الحرب وملايين الألغام التي ما زالت من مخلفات حرب الثمانينيات وما بعدها»، مشيراً إلى أن العراق بلد متأثر بالقنابل العنقودية التي ألقيت سنة 1991 وسنة 2003، مما خلف الكثير من الضحايا وذوي الإعاقة الذين هم بحاجة لبرامج تأهيل ورعاية على المستويات الطبية وغيرها الاجتماعية والاقتصادية، والمشوار ما زال طويلا وليس سهلا ويلزمنا عمل.



http://www.alarab.qa/details.php?iss...1&artid=169413