ذوو الإعاقة الأكثر عرضة للتمييز



يواصل منتدى الشفلح الدولي الخامس فعالياته لليوم الثالث على التوالي وذلك بعد أن تم إطلاقه أمس الأول وسط حضور كثيف من المعنيين والمهتمين بقضايا ذوي الإعاقة على مستوى العالم، حيث ناقش المشاركون في جلسات اليوم الثاني الجهود المبذولة لإغاثة النساء والأطفال والأقليات حول العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة من معسكرات اللاجئين في كينيا إلى سهول الفيضانات في باكستان.

وناقش الخبراء المعنيون بالإعاقة في اليوم الثاني من فعاليات المنتدى مدى الحاجة إلى اعتماد استراتيجيات لتخفيض أعداد الفقراء والاستقلالية في خضم فترة يواجه فيه العالم أزمة اقتصادية طاحنة، كما دعوا إلى ضرورة تبني حلول تستند إلى المجتمعات المحلية من أجل تحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة، على أن تكون تلك الحلول وقائية وتعاونية ومباشرة بهدف إيجاد طرق أكثر فاعلية لحل بعض المشاكل التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة سواء كانوا في المدن أو في المخيمات.

ودعت السيدة روشي حسنين، مدير المشاريع بجامعة إلينوي بشيكاغو، خلال المناقشة التي دارت حول الجهود المستندة إلى المجتمعات المحلية، المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات استباقية في إدارة الأزمات لا مجرد التصدي للكوارث بعد أن تقع، مستشهدة بالأرقام التي نتجت عن إعصار كاترينا، وهو إعصار من الفئة الخامسة كان قد أتى على الأخضر واليابس في ولاية نيو أورلينز عام 2005، مضيفة: «هناك ما يقرب من 25% من الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية تعرضوا للدمار بسبب هذا الإعصار قد أصبحوا من ذوي الإعاقة».

وأضافت حسنين قائلة: «عندما تعم الفوضى الشاملة يمكن أن يكون للكوارث الطبيعية مردود إيجابي، فبعد أن ضرب زلزال مدينة إزميت بتركيا في أغسطس من عام 1999، استجاب المجتمع التركي لنقص خدمات الصحة العقلية، فقد كان في ذلك الوقت أخصائي صحة عقلية واحد لكل مائة ألف مواطن وخمسون أخصائي علاج طبيعي للأطفال فقط في كل أناضوليا، الأمر الذي اثر على المجتمع التركي من حيث استجابته من خلال توسيع نطاق الخدمات المقدمة للأشخاص المصابين بإعاقات تطورية، منوهة إلى أن كارثة طبيعية هي التي دفعت إلى هذا التوسع في الخدمات، حيث إن زلزال إزميت كان بمثابة لحظة تعلم منها الشعب التركي».

وتابعت حديثها قائلة: «ولكن لم تدفع كل الكوارث الطبيعية إلى إعادة النظر في المصلحة الوطنية للبلدان المتأثرة، فقد تعرضت كل من بنغلاديش وباكستان لفيضانات عارمة في السنوات الأخيرة الماضية، والتي لم تكن أي منهما تملك سوى القليل من الاستعدادات لتلبية احتياجات ضحاياها، فضلاً عن احتياجات المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من بين هؤلاء الضحايا».

من جهته استشهد نظم الباري، مدير «مركز الإعاقة في التنمية»، بتقرير المخاطر في العالم لعام 2011 الذي يضع بنغلاديش في المرتبة الثانية من حيث أكثر البلدان مخاطر للمستثمرين في منطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ، إذ أن بنغلاديش معرضة للفيضانات بنسبة 20 إلى 68%.

من جانبه يقول غولام نبي نظاماني، الرئيس التنفيذي لمنظمة «المعاقين في باكستان»،: «تتسبب الفيضانات التي تحدث على نطاق واسع في مشاكل كبيرة للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من حيث الحركة والوصول إلى الخدمات المختلفة».

واستشهد نظاماني بتجاربه في بالوشيستان أثناء الفيضانات التي شهدتها باكستان عام 2010 قائلاً: «إقليم بالوشيستان الذي يقع في أقصى جنوب شرق باكستان هو منطقة شبه قاحلة ولا يسقط عليها سوى كميات ضئيلة للغاية من المطر سنوياً، ومع هذا القدر الضئيل من الأمطار لم تكن القرى والمدن بإقليم بالوشيستان وحوله مستعدة بما يكفي لمواجهة مثل هذه الفيضانات العاتية التي هطلت أمطارها بمعدلات زادت على 1000 مم في غضون 5 ساعات، مضيفاً: «إن الإهمال الذي يتعرض له المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة لا يقتصر على حالات ما بعد الانتعاش التي تلي الكوارث الطبيعية».

وقدمت ديفون كون، مسؤولة الحماية بمؤسسة «ريفيوجي بوينت»، خبراتها وتجاربها في التعامل مع التمييز الذي يتعرض له المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة في معسكر داداب للاجئين بشمال كينيا، والذي كثيراً ما يوصف بأنه أحد أكبر معسكرات اللاجئين في العالم؛ حيث يوجد به مئات الآلاف من الصوماليين النازحين من بلادهم، ويواجه اللاجئون المعاقون وذوو الاحتياجات الخاصة لاسيما الأطفال منهم التحرش والمضايقات من زملائهم اللاجئين غير المؤهلين بالمرة للتعامل مع هذه الفئة من الناس.

وتابعت: ففي داداب بكينيا تمارس مؤسسة ريفيوجي بوينت (REFUGEE POINT) عمليات اشتمالية لإشراك مجتمع المعاقين في برامج الحصول على الخدمات والتعليم والتخطيط.

وذهبت ديفون كون للقول إن الإجراءات التدخلية القائمة على الإرشاد كانت أكثر الطرق المباشرة كفاءة وفاعلية من أجل تحسين معيشة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم، وأضافت: «تعتبر هياكل مساندة المجتمع نموذجاً فعالاً للارتقاء بجودة أنماط الحياة للمعرضين للتمييز في معسكرات اللاجئين».

وتابعت قائلة: «تتنافس النساء والأطفال والأقليات من ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة المعرضون للخطر، سواء أكانوا نازحين بسبب الكوارث الطبيعية أو النزاعات، مع ضحايا آخرين أو اللاجئين للحصول على البضائع والخدمات، وتكون عاقبة ذلك أن يتعرضوا جميعاً لقدر مضاعف من المعاناة».

وأوضحت كون أنه في أثناء الجهود المبذولة لضمان سلامة الأطفال ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة في داداب بكينيا، جاءت الكثير من السيدات معاً للعناية بهؤلاء الأطفال بينما كان أولياء أمورهم يسعون للحصول على الطعام والخدمات والعلاج، وهذا على حد تعبيرها مجرد سبيل آخر تستطيع بواسطته المجتمعات المحلية العمل معاً لخلق وضع أفضل للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة.


اختتام الفعاليات.. اليوم


هذا ويختتم اليوم منتدى الشفلح الدولي الخامس فعالياته بسلسلة من الجلسات يتناول من خلالها قضية الإعاقة بين الأمس واليوم، حيث ينسق الجلسة الأولى سارة سيدنز «المراسل الدولي في سي إن إن الدولية» وبعضوية مارسي روث مدير مكتب تكامل وتنسيق الإعاقة بالوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وماريا فيرونيكا رينا «معاقة» مدير تنفيذي الشركة العالمية المعنية بالإعاقة والتنمية، وبيتسي شيروود ومنسق برنامج في مؤسسة سان بونيفاس بهايتي.



http://www.al-watan.com/viewnews.asp...1AE&d=20120124