إشادة واسعة بمبادرة "المليار من الأقوياء".. المشاركون بمنتدى الشفلح :


المطالبة بالاهتمام بأوضاع النساء والأطفال في مواقف الأزمات


د. خالد بن جبر: "المليار من الأقوياء" ترجمة لقوانين وحقوق ذوي الإعاقة

القاسمي: ذوو الإعاقة من الفئات الأكثر تهميشا في المجتمعات

ضرورة ضمان المساواة المجتمعية وتحسين التعليم أثناء الطوارئ

الزواوي: الأزمات والثورات في المنطقة العربية ستنتج نزوحاً وإعاقة

الشيباني: هناك تحديات تواجه ذوي الإعاقة تتضمن عدم وصول الدعم الكافي لهم


سمية تيشة


ناقش المشاركون في منتدى الشفلح الدولي الخامس التقرير العالمي حول الإعاقة وقضية معالجة الإعاقات الجسدية والفكرية الناجمة عن النزاعات، وضمان المساواة المجتمعية على مستوى محلي، فضلاً عن تحسين التعليم أثناء الطوارئ، مشددين على ضرورة الاهتمام بأوضاع النساء والأطفال في مواقف الأزمات، وأهمية إعادة البناء في الكوارث والنزاعات من خلال دعم الانخراط في التعليم والعيش..

حيث شهد المنتدى — الذي يستضيفه مركز الشفلح على مدار ثلاثة أيام — في يومه الثاني سلسلة من النقاشات المتعلقة بالإعاقة أثناء الأزمات، وتسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال التخطيط الشامل للطوارئ لضمان حماية وسلامة الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، والتهميش الذي تعرض له الأشخاص ذوو الإعاقة أثناء الكوارث الطبيعية، كما تم استعراض التجارب والدروس التي تعلمها الأشخاص ذوو الإعاقة من الأزمات والنزاعات في بعض الدول..

هذا وأشاد عدد من الخبراء والمختصين المشاركين في المنتدى بمبادرة "المليار من الأقوياء" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وهي مبادرة عالمية من قلب قطر للتوعية بالإعاقة، والحقوق والتعليم، وكمحاولة لإحداث تغيير حقيقي في حياة هذه الفئة وتتضمن المبادرة سلسلة من البرامج الأساسية، يتعلق أحدها بالأشخاص ذوي الإعاقة من اللاجئين..


تهميش ذوي الإعاقة


أوضحت السيدة سميرة القاسمي — المدير العام لمركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة — أن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء الكوارث والحروب من القضايا المهمة، التي لابد من تسليط الضوء عليها، وعلى المشاكل التي قد تنتج عن تلك الأزمات، وأشارت إلى أنّ فئة ذوي الإعاقة بمختلف إعاقاتها تعد من الفئات الأكثر تهميشا في المجتمعات، مؤكدة ضرورة حماية ذوي الإعاقة وتقديم المساندة لهم خاصة في مرحلة الأزمات والكوارث..

وقالت القاسمي إن أوراق العمل التي قدمت في اليوم الثاني جميعها تطرقت إلى المشاكل والتحديات التي تواجه ذوي الإعاقة من اللاجئين، والعمل على تضافر الجهود ووضع آليات وإجراءات وسياسات من أجل حماية هذه الفئة، لافتة إلى أنّ هناك تحديات كثيرة تواجه اللاجئين من ذوي الإعاقة أبرزها عدم وصول المساندات إليهم بالشكل المطلوب، ووجود قصور وعجز في المخيمات مما يؤثر سلبا على نفسية هؤلاء المعوقين..

وأكدت أن فئة ذوي الإعاقة بحاجة ماسة إلى دعم إنساني ونفسي واجتماعي وأدوات طبية كل على حسب إعاقته، متمنية من خلال هذا المنتدى الخروج بسياسات وإجراءات عملية بهدف تقديم الخدمات الفعلية والتي يحتاجها ذوو الإعاقة خاصة ممن يعيشون بمخيمات اللاجئين..

كما أشادت القاسمي بمبادرة "المليار من الأقوياء"، موضحة إنها مبادرة عالمية إنسانية أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لدعم هذه الفئة وسوف تسهم بشكل كبير في المساندة وتوصيل الخدمة الحقيقية بالنسبة للاجئين من ذوي الإعاقة..


توحيد الجهود الدولية


الدكتور خالد بن جبر آل ثاني — عضو مجلس إدارة مركز الشفلح ورئيس اللجنة التنظيمية للمنتدى — أشار إلى أنّ المنتدى يكتسب أهمية خاصة ولاسيما أنه يركز على موضوع ذوي الإعاقة في المخيمات وهم من أكثر الفئات تهميشا رغم أن عددهم يصل إلى 6.5 مليون قائلا "هناك مليار شخص من ذوي الإعاقة حول العالم (6.5) منهم لاجئون يحتاجون إلى مساعدة كبيرة والكثير من الاهتمام لذلك تم التركيز عليهم، من المعروف أنه نادرا ما يسلط الضوء على ذوي الإعاقة فكيف بأصحاب الإعاقة اللاجئين، أتمنى أن يتم النظر إلى هذه الفئة بطريقة مختلفة"، موضحا أن هذه الفئة تحتاج إلى العمل لا القول وأن المنتدى سيكتفي بتوصية أو اثنتين ليبدأ من بعدها العمل الفعلي..

وفيما يخص مبادرة "مليار من الأقوياء" قال د. خالد بن جبر إنها مؤسسة عالمية انطلقت من قطر من نظرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، مضيفا أن هذه المؤسسة مستقلة لا تتبع قطر ويتم من خلالها توحيد الجهود الدولية لمساعدة ذوي الإعاقة بشكل فعلي بعيدا من التنظير..

وأوضح في هذا الإطار أن التفاعل العالمي جيد مع هذه المبادرة ولكن هناك تخوفا من موضوع تمويل هذه المؤسسة لأنها لن تكون ممولة من قبل دول كونها مؤسسة عالمية، مبينا أن الهدف الرئيسي للمؤسسة ترجمة قوانين وحقوق ذوي الإعاقة وأن مركز الشفلح سيحرص على نقل تجاربه المميزة في هذا الصدد.


مخيمات اللاجئين بفلسطين


من جانبها قالت السيدة رانيا الزواوي — رئيس قسم الخدمات الاجتماعية في وكالة (الأونروا) — إن المنتدى اختار موضوع ذوي الإعاقة من اللاجئين وذلك في وقت تمر فيه المنطقة العربية بأزمات ونزاعات ومع توقع لظهور أزمات إضافية ينتج عنها نزوحا وإعاقة، موضحة أن الأونروا وبعد 62 عاما من العمل ومع تزايد عدد اللاجئين أصبح من الصعب تمتع الأونروا بالقدرة على الاستجابة الفورية، مضيفة أن الأونروا تأمل التعاون في هذا المنتدى وتحديدا مع مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وبناء أواصر شراكة والحصول على المساعدة تقنيا أو من خلال الخدمات بالإضافة إلى بناء شركات بين الشفلح والمؤسسات المحلية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة في مخيمات اللاجئين بالإضافة إلى بناء شركات مع المؤسسات الحاضرة في المنتدى من مختلف دول العالم يساعد ذوي الإعاقة من اللاجئين الفلسطينيين في المستقبل.

ورأت الزواوي أنه من الصعب تحديد اللاجئين الأشد حاجة ولكن بسبب الوضع السوري الحالي أصبح اللاجئون الفلسطينيون في سوريا بحاجة ماسة إلى الدعم، مضيفة أن هذا لا ينفي حقيقة أن الفلسطينيين في غزة لا يزالون تحت الحصار وأن الوضع صعب جدا هناك، مؤكدة أنه من الصعب على الأونروا وضع أولوية في المساعدة ولكن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم الأشد حاجة للمساعدة حاليا ولاسيما بعد التصريح الأردني الذي أكد عدم السماح للفلسطينيين في سوريا عبور الحدود إلى الأردن في حال تأزم الوضع السوري مع إمكانية السماح للسوريين بذلك.

وعن عدد ذوي الإعاقة من اللاجئين الفلسطينيين قالت الزواوي إن واحدا من التحديات التي تواجه العاملين في الأونروا هو غياب إحصائيات شمولية من مناطق العمليات الخمس، موضحة أن الإحصائيات الموجودة توضح أن 9 % من الأسر الفلسطينية يعولها شخص ذو إعاقة في مناطق العمليات الخمس وأن 43 % من اللاجئين الذين يعيشون بالفقر المدقع يعانون من أمراض مزمنة مضيفة طبعا الأمراض ترتبط بالإعاقة مما يزيد تعقيدات المشكلة.

وفي ما يخص تأثير قبول فلسطين في اليونيسيف على قلة الدعم أوضحت أن الأمر من الناحية السياسية كان جانبا إيجابيا رمزيا تمثل برفع العلم الفلسطيني في اليونيسيف مضيفة أن الدول الغربية سواء نفذت أو هددت بوقف المساعدات فهذا أصبح "تحصيل حاصل"، إذ شهدت السنوات الأخيرة تراجعا بالمساعدات بسبب الوضع الاقتصادي للدول الأوروبية والأمريكية..

ورأت أن الدول توجه خطابات إلى الأونروا عن صعوبة الاستمرار بتقديم المساعدات إلا أن هذا الأمر غير منطقي إذا لم يتم إيجاد حل شامل للاجئين الفلسطينيين، شارحة أنه لا يمكن أن نتراجع بالدعم مع وجود موضوع اللاجئين الفلسطينيين مما يدفع الأونروا إلى البحث عن أبواب أخرى..

وأشادت بالمبادرات القطرية ولاسيما أن النشاط القطري واضح في الفترة الأخيرة ولاسيما في ظل تناقص الدعم الغربي، متأملة أن تتم توأمة مركز الشفلح مع أحد المراكز البسيطة في واحد من المخيمات الفلسطينية مما يساهم في تمكين العاملين مع ذوي الإعاقة ويعطي هذه الفئة دعما كبيرا..


مواجهة التحديات


أشار المهندس مختار الشيباني — رئيس منظمة التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئة والتقنية (جيتس) — إلى أنّ منتدى الشفلح الخامس يناقش قضية في غاية الأهمية وهي معالجة المشاكل التي تواجه ذوي الإعاقة من اللاجئين، مؤكدا أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الفئة تتمثل في تهميش وجودهم وعدم وصول الدعم الكافي لهم خاصة عند وقوع الكوارث الطبيعية وحروب قد تودي بحياتهم.

وأوضح الشيباني أن المنتدى هو بمثابة فرصة للالتقاء مع الخبراء والمختصين والوقوف على أهم آليات العمل في هذا الجانب وتبادل التجارب فيما بينهم، فضلا عن تسليط الضوء على المشاكل والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة في البلدان النامية، لافتاً إلى أنّ مبادرة "المليار من الأقوياء" سوف تسهم بشكل كبير في التوعية بحقوق ذوي الإعاقة وضمان مساواتهم مع الآخرين، وان على جميع حكومات الدول ومنظمات المجتمع المدني تكثيف جهودها في سبيل دعم هذه المبادرة التي من شأنها تعزيز حقوق ذوي الإعاقة..

وشدد الشيباني على ضرورة تفعيل بنود الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز كافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة دون أي تمييز من أي نوع على أساس الإعاقة..

السيدة أروى حلاوي — رئيس الجمعية اللبنانية للتوحد ونائب رئيس الشبكة العربية للتوحد — رأت أن أهمية المنتدى تكمن بالمشاركة العالمية الواسعة مما يعطي فرصة لتبادل الخبرات، مضيفة أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون ظروفا صعبة وأن هذه الظروف تزداد سوءا في حال وجود إعاقة إذ يصعب حينها إيصال الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي ما يخص إطلاق مبادرة "مليار من الأقوياء" خلال المنتدى أوضحت حلاوي أن هذه المبادرة مميزة جدا، ولاسيما أنها انطلقت من دولة عربية مضيفة أن هذه المبادرات غالبا ما تواجه صعوبة في التمويل ولكن بما أن هذه المبادرة واضحة الأهداف ومتكاملة العناصر قد تجد تمويلا مناسبا..


ضمان المساواة


هذا وتطرق المشاركون خلال جلسات العمل إلى التقرير العالمي حول الإعاقة وقضية معالجة الإعاقات الجسدية والفكرية الناجمة عن النزاعات، حيث تناول اليكساندرا بوساراك، الخبير الاقتصادي في البنك الدولي والمحرر التنفيذ للتقرير العالمي حول الإعاقة، التقرير العالمي للإعاقة وسبل معالجة الأزمات الجسدية والفكرية الناجمة عن النزاعات بمشاركة جاهدة أبو خليل المدير العام للمنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة وبريغيت روهفيردر، ماجستير دراسات التعافي في أعقاب الحروب من جامعة يورك، بينما شهدت الجلسات الصباحية أيضا نقاشا تناول الإعاقة في الأزمات وضمان المساواة المجتمعية على مستوى محلي تحدث فيها روشي جاسنين مدير مشروع بناء القدرات بجامعة الينوي في شيكاغو ووديفون كون مسؤول برنامج مابيندو انترناشيونال وديانا براون (معوقة) مدافعة ذاتية، إدارة الخدمات البشرية في الينوي وكذلك نازمول باري،مركز الإعاقة في التنمية، في حين تناولت إحدى الندوات قضية الاستجابات المتباينة لأربعة بلدان إزاء النزاع المسلح والطوارئ الإنسانية والكوارث الطبيعية شارك فيها سيغاموني نايكر، مدير عام وزارة التعليم بالرأس الغربي ومارجا ماتيروا، مستشار تربوي خاص، وزارة التعليم في أثيوبيا..

كما شهد المنتدى اهتماما بأوضاع النساء والأطفال في مواقف الأزمات وعبر جلسة تمت بمشاركة أندريا كانبينا، كاتب من جامعة كولومبا، وكارا اليزابيث يارخان، اختصاص تعبئة مواد اليونيسيف — هايتي وفلورنس نايتينغيل موكاسا من رابطة أوغندا الوطنية للصم، وناقش المنتدى أيضا أبرز الدروس التي تعلمها الأشخاص ذوو الإعاقة من الأزمات والنزاعات في باكستان حيث يقدم محمد أكرم، مؤسس ورئيس دانيشكاده ورقة عمل وبمشاركة غلام نبي نظاماني رئيس تنفيذي بمنظم باكستان للمعوقين وابيا أكرم المنسق النسائي للمنظمة الدولية للمعوقين في باكستان، وناقش المشاركون أيضا قضية التعافي وإعادة البناء في الكوارث والنزاعات من خلال دعم الانخراط في التعليم والعيش بمشاركة تانيا بارون مدير دولي بمركز ليونارد تشيشاير للإعاقة والتنمية الشاملة وماريا كيت، مدير مركز ليونارد تشيشاير للإعاقة بالمملكة المتحدة..

وفي جلسة أخرى تناول المنتدى قضية تحسين التعليم أثناء الطوارئ، بالإضافة إلى ندوة بعنوان "لا تتخلوا عنا " لتوصيل صوت المعوقين في الأزمات الإنسانية والاستجابة وإعادة التوطين بمشاركة اليزابيث داسيلفا مدير تنفيذي بالمنظمة الدولية للمعوقين وجواد العبيدي رئيس منظمة الأشخاص ذوي الإعاقة الدولية بالهند، واستعراض دور الناشطات المعوقات في قيادة المسيرة نحو استجابة شاملة للطوارئ.



الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية