-
مشرفة ملتقى ذوي الإحتياجات الخاصة
دعوة الإعلام للاهتمام بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة
الشيخة موزا تفتتح منتدى الشفلح الدولي
افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر صباح أمس أعمال منتدى الشفلح الدولي الخامس، الذي ينعقد بمقر مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
تحت عنوان «الإعاقة في ظل الأزمات والنزاعات ضمان المساواة» وافتتحت سموها على هامش المنتدى المذكور المبنى الجديد لمعهد النور للمكفوفين، وقامت بجولة تعريفية اطلعت من خلالها على المرافق المختلفة التي يضمها المعهد من صفوف دراسية ووحدات المساندة كوحدة الموسيقى وغرفة المصادر ووحدة النطق واللغة.
واطلعت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في تلك الجولة على أحدث الوسائل المتبعة لتسهيل العملية التعليمية للمكفوفين.
في كلمة له في افتتاح المنتدى ذكّر السيد حسن علي بن علي رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح، بالتساؤل الذي طرحته صاحبة السمو في المنتدى الرابع «ماذا بوسعنا أن نقدم أكثر كي نحدث فرقا حقيقيا في حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى العالمي؟»، مع التشديد على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال السيد حسن علي بن علي: «استجابة لطلب صاحبة السمو، شعرت أنه ينبغي علينا الاستفادة من علاقتنا الفريدة مع السيدات الأول، مستندين في ذلك على رؤاهن وفرصهن واستعدادهن للتأثير على السياسات في قلب مؤسسات الحكم وصنع القرار، وبالتالي شكلنا منظمة غير حكومية مسجلة في جنيف، وأطلقنا من خلالها مبادرة عالمية باسم قوة المليار, وهي مبادرة عالمية مكرسة للتوعية بالإعاقة، والحقوق والتعليم.
وزاد: ما دفعنا إلى اختيار هذا الاسم «One Billion Strong» (وان بليون سترونج) هو ذلك التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 2011، متضمنا تقديرات بوجود أكثر من مليار معاق في العالم، إنه رقم مفزع.
وأضاف المتحدث «فالأشخاص ذوو الإعاقة يمثلون الآن جزءا من سكان العالم تقدر قوته بمليار شخص. عندما نفكر في هذا العدد وحده، وكم يساوي من البشر، فإن العالم يحتاج إلى معرفة تلك الإحصائية، ويحتاج إلى إدراك أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا تنبع قوتهم من عدد المليار الذي يمثلونه، بل من حقيقة ما يمكن أن يقدمه هذا العدد الهائل من البشر من إنجازات وإسهامات للعالم. ومع ذلك فإن من بين هذا المليار هناك 800 مليون شخص يعيشون في الفقر، وفي حقيقة الأمر هم في سجن من جراء ذلك الفقر».
وأوضح رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح أن مبادرة «وان بليون سترونج» إلى جانب مكونات التعليم والتوعية والحقوق، هناك سلسلة من البرامج الأساسية، أحدها، على سبيل المثال، يتعلق بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من اللاجئين كجزء من هذا البرنامج، قام فريقي مؤخرا بزيارة مخيمات اللاجئين في أوغندا ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان.
وزاد: «أطلقنا قوة مليار كمبادرة عالمية لتعزيز اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكمحاولة لإحداث تغيير حقيقي في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة. وحتى الآن وقعت 153 دولة على الاتفاقية وصادقت عليها 109 دول، وهو ما يبدو في ظاهره باهرا» متسائلا «لكن هل الأمر كذلك حقا؟ هل يشعر المعاقون، خصوصا الـ800 مليون الذين يعيشون في الفقر، هل يشعرون فعلا بفائدة من بنود الاتفاقية؟».
وأجاب السيد حسن علي بن علي: «في رأيي قليلون جدا يشعرون بتلك الفائدة» مشيراً إلى أنه من خلال الخبرة المستمدة من العمل مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومفوضية اللاجئين النسائية، ومشروع قانون اللاجئين بأوغندا ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «تأكد لنا أن اللاجئين ذوي الإعاقة هم من بين الفئات الأكثر حرمانا والأقل حظا على الإطلاق في عالمنا اليوم».
وتشير تقديرات إلى أن عددهم يتجاوز 6.5 مليون شخص, معظم اللاجئين من ذوي الإعاقة يعيشون في فقر مدقع، وهناك في الواقع مسافة كبيرة بين الظروف التي يعيشون فيها وبين إمكانية مجرد البدء في تفعيل حقوقهم القانونية العديدة المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقال رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح: «لقد استغرقت في تفكير طويل ومضن في الكيفية التي يمكن لمبادرة «وأن بليون سترونج» -بل لنا جميعا- أن نحدث فرقا حقيقيا في حياتهم, أعتقد أن ما ينبغي علينا ليس فقط معالجة المشاكل التي يواجهونها بسبب العجز، بل أيضا معالجة المشاكل التي يسببها لهم الفقر. أي بلد يوقع ويصادق على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يصبح مطالبا بتوفير الرعاية الصحية والتعليم والعمل وسائر الحقوق الأساسية لهم.
وبخصوص تقديم العون للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في فقر أوضح المتحدث أن هناك حاجة للتأكد من أن الأموال والموارد والخدمات المطلوبة تصل إليهم مباشرة، فالمسألة ليست مجرد منحهم أموالا، بل أكثر من ذلك بكثير، مؤكداً أن المهم هو ضمان المساواة والتحقق من حصول ذوي الاحتياجات الخاصة على الموارد والخدمات التي تضمن تمتعهم بحقوقهم.
وزاد أنه لا يمكن ترك أثر إيجابي على حياتهم من دون دعم مستمر من وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية، بحيث يجب أن توضع الحقائق والقضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة في قلب اهتمامات وسائل الإعلام العالمية، مشيراً إلى وجود نماذج لعبت فيها وسائل الإعلام دورا مهما وناجحا نتج عنه تغيير نحو الأفضل، من بينها الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وحركة الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، والتوعية العالمية بفيروس نقص المناعة البشرية.
ودعا السيد حسن علي بن علي وسائل الإعلام في العالم إلى مواجهة التحدي المتمثل في تحويل القضايا التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة إلى قضايا مركزية، وإلى جعل محتواهم الإعلامي شاملا، وأن يعملوا على تشكيل الوعي ونشر الثقافة وترسيخ الاعتراف بالحقوق التي يحظى بها المعاقون الآن. إن مؤسسة قوة مليار التي أنشأناها مكرسة لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة.
وقد تطرقت الجلسة الأولى في المنتدى الخامس المنعقد تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التحديات المختلفة التي يواجهها اللاجئون الفلسطينيون من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عبر السيد حسن حسين مسؤول برنامج الإعاقة بالأونروا في البداية عن سعادته بحضور المنتدى. متمنيا قيام وفد من مركز الشفلح بزيارة للاجئين المعاقين في قطاع غزة للإطلاع على الواقع عن قرب، آملا تبادل الخبرات بين مؤسسة الشفلح والمعنيين بذوي الإعاقة في فلسطين.
وأكد المتحدث، أن عدد اللاجئين في قطاع غزة بلغ ما يزيد على مليون و200 ألف لاجئ فلسطيني يمثلون %75 من سكان القطاع، مشيراً إلى أن هناك 50 ألف معاق في هذه المخيمات بمعدل %3.5 الغالبية الكبيرة منهم من ذوي الإعاقة الحركية, نتيجة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وما تخلفه هذه الانتفاضات من إعاقات للشعب الفلسطيني.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن غزة منطقة مغلقة ومحاصرة تعاني من ارتفاع كبير في نسبة البطالة إلى جانب الفقر، قائلا: «هؤلاء المعاقون من فئات فقيرة جدا وبحاجة ماسة إلى أجهزة تعويضية وعمليات جراحية والسفر للخارج, كل هذه الأمور لم يحصل عليها, ولا تحصل عليها فئة ذوي الإعاقة» مشيراً في الآن نفسه إلى أنه حتى الفئات من ذوي الإعاقات اليسيرة والذين يتم دمجهم في المدارس لم يحصلوا على التعليم الذي يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم من معلمين مؤهلين ووسائل تعليمية, وما إلى ذلك.
وأشار السيد حسن حسين إلى أن الإعاقات الشديدة تتولاها المؤسسات الخاصة, والتي تعتمد على التبرعات، منوها بأن المشكلة لا تكمن في الحصول على التبرعات, بل في استمرارها ووجود دعم آمن.
أما السيدة ماجي برستن مسؤولة الإسعافات الطبية للاجئين الفلسطينيين بالمخيمات اللبنانية، فتطرقت في مداخلتها للصعوبات التي تواجه اللاجئين في المخيمات، حيث لا يزال اللاجئون يعانون حالة من الفقر القاسي داخل المخيمات، مشيرة إلى أن معدل الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بلغ %52 لعدم حصولهم على التعليم والعمل المناسبين مقارنة بالشعب اللبناني، ومعاناتهم من التهميش.
وأوضحت السيدة ماجي أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية وصل لـ182 ألفا, موزعين على 12 مخيما في ظروف عيش صعبة جدا.
من جهته تحدث السيد أسامة أبو صفر من مركز إعادة التأهيل المجتمعي بدير البلح والمذيع بإذاعة الفرسان, عن تجربته حول مدى تمكين الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، مشددا على أهمية دمج ذوي الإعاقة في كافة الأماكن والأعمال والنظر لهم كأشخاص عاديين مثلهم كباقي أقرانهم، وتمكينهم من التعليم والصحة والعمل وتيسير ظروف العيش بشكل طبيعي.
وستستمر جلسات المنتدى حتى يوم غد في التطرق لمحاور مختلفة, ويصب جميعها حول هموم ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاناتهم في مناطق الحروب والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، ومعاناة الأطفال والنساء على وجه الخصوص مع تسليط الضوء على تجارب بعض البلدان كما هي الحال بالنسبة لباكستان.
http://www.alarab.qa/details.php?iss...0&artid=169224
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى